المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها.
* * *
عن الرغيف !!
قمـــر تــــلألأ
قمـرٌ تــلألأ أم سبيــك نضـارِ = أم وجه من أهواه في الأسفارِ ؟
لاحـت بـوارقه فشـاع شعـاعها = أم ذا رغيف مرقق الأشعـار ِ؟
فالعيـش خــد باللهـيب مـوردٌ = قد دب فيـه غرار صهر النار
الخـد نعهــده بخــال واحــد = ولـذاك خيـلان بُـرقط شرار
قبلتــه ولثمــت ثغــر لبـابه = من ورد وجنتها غدت أزهاري
عـند اسـتدارته بحسـن تخيــل = يزري بكـأس فـي يد الخمّار
يا لين أعطـاف الرغيف إذا انثنى = ينسيـك كـل مهفهـف خطار
دع عشق معسول الرضاب ومل به = فالعيش عار عشقه عن عـار
وغـدت لــه كـل القلوب منازلا = حيث استقر من الحشا بقـرار
قلبي يصــور شخصـه لا تعجبوا = من حَـره فمصـور في النار
يكسـوا الكئيب سـواد ليل صدوده = ثـوب السقـام مطرزاً بصفار
وكـذاك في صفــو يكـون محبةً = خـوف التغير في يد الأخطار
............
* * *
شاعر القصيدة : عبد الرحمن الصفتي الشرقاوي ( مصري عاش في مصر وعكا والحجاز ، توفي 1848، فهو من شعراء النصف الأول من القرن التاسع عشر ) .
•القصيدة كما سجلها " معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين" في 17 بيتاً . من "بحر الكامل" .
•يلفتنا إلى هذه القصيدة موضوعها : (رغيف الخبز) ، ولا نشك في أن الشاعر كان يصف رغيف الخبز (البلدي)، كما نعرفه في مصر . وأزعم أن رائحة الرغيف البلدي المصري حال تمام نضجه تفوق رائحة (البرفان الباريسي) ، ولعل الشاعر لم يكن في إنتاج قصيدته – تحت سطوة الجوع ، بقدر ما كان تحت هيمنة فوح رائحة الرغيف البلدي ، وما تثيره من لواعج الرغبة في الطعام .
•مع طرافة اتجاه الشاعر إلى الرغيف ، نتذكر ابن الرومي حين وصف الجمال النسوي بأنواع الفواكه في قصيدته النونية المشهورة، ومطلعها :
أجنت لك الوجد أغصان وكثبان فيهن نوعان : تفاح ورمان
•في هذه القصيدة علامة مبكرة على اتجاه الشعر العربي (في مصر) إلى مفردات ومشاهدات الحياة اليومية، ومحاولة الاقتراب (المبكر) من الواقع .
•في مقدمة ديوان "عابر سبيل" للعقاد ، وفيه صور مشاهد الحياة اليومية المألوفة، وفي مقدمة هذا الديوان أشار العقاد إلى أن كل ما في الحياة يصلح للشعر ، لأن أساس عملية الإبداع مستقر في وجدان الشاعر، ونظرته للأشياء ، وليس في الأشياء ذاتها .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد العاشر – ص 591
* * *
عن الرغيف !!
قمـــر تــــلألأ
قمـرٌ تــلألأ أم سبيــك نضـارِ = أم وجه من أهواه في الأسفارِ ؟
لاحـت بـوارقه فشـاع شعـاعها = أم ذا رغيف مرقق الأشعـار ِ؟
فالعيـش خــد باللهـيب مـوردٌ = قد دب فيـه غرار صهر النار
الخـد نعهــده بخــال واحــد = ولـذاك خيـلان بُـرقط شرار
قبلتــه ولثمــت ثغــر لبـابه = من ورد وجنتها غدت أزهاري
عـند اسـتدارته بحسـن تخيــل = يزري بكـأس فـي يد الخمّار
يا لين أعطـاف الرغيف إذا انثنى = ينسيـك كـل مهفهـف خطار
دع عشق معسول الرضاب ومل به = فالعيش عار عشقه عن عـار
وغـدت لــه كـل القلوب منازلا = حيث استقر من الحشا بقـرار
قلبي يصــور شخصـه لا تعجبوا = من حَـره فمصـور في النار
يكسـوا الكئيب سـواد ليل صدوده = ثـوب السقـام مطرزاً بصفار
وكـذاك في صفــو يكـون محبةً = خـوف التغير في يد الأخطار
............
* * *
شاعر القصيدة : عبد الرحمن الصفتي الشرقاوي ( مصري عاش في مصر وعكا والحجاز ، توفي 1848، فهو من شعراء النصف الأول من القرن التاسع عشر ) .
•القصيدة كما سجلها " معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين" في 17 بيتاً . من "بحر الكامل" .
•يلفتنا إلى هذه القصيدة موضوعها : (رغيف الخبز) ، ولا نشك في أن الشاعر كان يصف رغيف الخبز (البلدي)، كما نعرفه في مصر . وأزعم أن رائحة الرغيف البلدي المصري حال تمام نضجه تفوق رائحة (البرفان الباريسي) ، ولعل الشاعر لم يكن في إنتاج قصيدته – تحت سطوة الجوع ، بقدر ما كان تحت هيمنة فوح رائحة الرغيف البلدي ، وما تثيره من لواعج الرغبة في الطعام .
•مع طرافة اتجاه الشاعر إلى الرغيف ، نتذكر ابن الرومي حين وصف الجمال النسوي بأنواع الفواكه في قصيدته النونية المشهورة، ومطلعها :
أجنت لك الوجد أغصان وكثبان فيهن نوعان : تفاح ورمان
•في هذه القصيدة علامة مبكرة على اتجاه الشعر العربي (في مصر) إلى مفردات ومشاهدات الحياة اليومية، ومحاولة الاقتراب (المبكر) من الواقع .
•في مقدمة ديوان "عابر سبيل" للعقاد ، وفيه صور مشاهد الحياة اليومية المألوفة، وفي مقدمة هذا الديوان أشار العقاد إلى أن كل ما في الحياة يصلح للشعر ، لأن أساس عملية الإبداع مستقر في وجدان الشاعر، ونظرته للأشياء ، وليس في الأشياء ذاتها .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد العاشر – ص 591