لم يمت الله، ليس بالفهم النيتشوي، ولا بأي فهم آخر، لم يحدث هذا، لأن آثاره لازالت متحركة، الكتب المقدسة على وجه التحديد لا زالت تنتج أتباعاً، وكهنة الكتب المقدسة لا زالوا يستقطبون أتباعاً، ولا زالت القاعدة الغالبة تتضرع في المعابد. مع ذلك؛ فالأمر لم يعد كما كان في السابق. فالله أضحى كالأفلام القديمة غير الملونة، التي تحمل رونقها التاريخي رغم ضعفها التقني والفني. ولكنها ليست كأفلام تشارلي تشابلن، لا، لم تبلغ من التراجع حد الهزل بعد.
لكن الله شاخ كفكرة، اصبح قديماً جداً، فالتطور التكنولوجي نافس المعجزة الإلهية، (التواصل بين البشر) وهم على بعد مئات الآلاف من الكيلومترات، الوصول للقمر والمريخ، الحصول على كل المعلومات المتراكمة عبر التاريخ بنقرة أصبع على قوقل..(أو بالتفوه اللفظي فقط، بل الآن بالتخاطر الذهني). ناطحات السحاب، الهواتف والتلفزيونات، التطبيقات والبرامج، كل هذا السحر الإنساني، تفوق على المعجزات الإلهية المقصوصة في الكتب المقدسة. ولم تتبق سوى قضايا الارتداد للخلف لمعرفة مبادئ الإنوجاد (إن لم يكن الكون ونحن أزليين)، والغوص في المكونات الصغرى للجسيمات كالفوتونات. أي أن الإنسان الآن يلعب في محيط أدق من اللا مُدرك، دون الإستعانة -كما كان في السابق- بالقوى الخارقة..إنه يبحث عن القانون الكلي في الجزيئ، أي أنه يبحث عن إله من طبيعة مختلفة، طبيعة قانونية، وربما يؤدي ذلك، إلى إخماد تاريخ الميتافيزيقيا وتاريخ الله إلى الأبد.
إن منطقة الله تقلصت بشدة اليوم، حتى في نطاق الأخلاق، إذ يزداد انفصالاً عن البشر، ولذلك يزداد النشاط البشري لتعبئة الإتكال التاريخي على آلهة الحرب والسلم والخصب والجفاف والخير والشر....الخ، فهذه القضايا أيضاً خرجت عن حقل الإشتغال الإلهي ودخلت حيز الفعل الإنساني، فماذا بقى لله سوى أنه ليس كل ما سبق، إنه إذاً؛ ازداد ابتعاداً، واختباءً خلف الأطروحة القديمة والبدائية عن الجنة والنار وآدم وحواء.
سنستعير هنا مقولة آينشتاين؛ (إن الله لا يلعب النرد)، وهي جملة خبرية تتكون من مبتدأ وخبر، او وفقاً لعلم المنطق، فهي قضية شخصية سالبة، تتكون من موضوع ومحمول. الله-لا-يلعب النرد.
الله هنا هو القانون الطبيعي. فإذا علمنا أن آينشتاين دحض بمقولته تفسيرات بور لنظرية الكم والتي تمنح الطبيعة خاصية إحتمالية، فسندرك بأن آينشتاين، ظل يؤمن بالحتمية، والحتمية هنا هي قانون الطبيعة. وهذا مخالف للأطروحات الدينية التي كانت تجعل الله (المفارق للطبيعة) يلعب النرد حقاً، إذ يتدخل بالمعجزات لكسر قانون الطبيعة.
وهكذا يبدو أن العالم لا يتجه فقط لغلق الكون، وبالتالي حتمية القانون الطبيعي، بل أنه سيصل لمرحلة تقديس الذات، أي تقديس الإنسان لنفسه، عندما يبلغ حداً جسيماً من القدرة على لعب النرد (أي كسر قوانين الطبيعة). وهذه أقصى مرحلة قد يبلغها الإنسان من العجرفة، وحينما يجوز القول بأن الله قد مات.
...
أ.ك
لكن الله شاخ كفكرة، اصبح قديماً جداً، فالتطور التكنولوجي نافس المعجزة الإلهية، (التواصل بين البشر) وهم على بعد مئات الآلاف من الكيلومترات، الوصول للقمر والمريخ، الحصول على كل المعلومات المتراكمة عبر التاريخ بنقرة أصبع على قوقل..(أو بالتفوه اللفظي فقط، بل الآن بالتخاطر الذهني). ناطحات السحاب، الهواتف والتلفزيونات، التطبيقات والبرامج، كل هذا السحر الإنساني، تفوق على المعجزات الإلهية المقصوصة في الكتب المقدسة. ولم تتبق سوى قضايا الارتداد للخلف لمعرفة مبادئ الإنوجاد (إن لم يكن الكون ونحن أزليين)، والغوص في المكونات الصغرى للجسيمات كالفوتونات. أي أن الإنسان الآن يلعب في محيط أدق من اللا مُدرك، دون الإستعانة -كما كان في السابق- بالقوى الخارقة..إنه يبحث عن القانون الكلي في الجزيئ، أي أنه يبحث عن إله من طبيعة مختلفة، طبيعة قانونية، وربما يؤدي ذلك، إلى إخماد تاريخ الميتافيزيقيا وتاريخ الله إلى الأبد.
إن منطقة الله تقلصت بشدة اليوم، حتى في نطاق الأخلاق، إذ يزداد انفصالاً عن البشر، ولذلك يزداد النشاط البشري لتعبئة الإتكال التاريخي على آلهة الحرب والسلم والخصب والجفاف والخير والشر....الخ، فهذه القضايا أيضاً خرجت عن حقل الإشتغال الإلهي ودخلت حيز الفعل الإنساني، فماذا بقى لله سوى أنه ليس كل ما سبق، إنه إذاً؛ ازداد ابتعاداً، واختباءً خلف الأطروحة القديمة والبدائية عن الجنة والنار وآدم وحواء.
سنستعير هنا مقولة آينشتاين؛ (إن الله لا يلعب النرد)، وهي جملة خبرية تتكون من مبتدأ وخبر، او وفقاً لعلم المنطق، فهي قضية شخصية سالبة، تتكون من موضوع ومحمول. الله-لا-يلعب النرد.
الله هنا هو القانون الطبيعي. فإذا علمنا أن آينشتاين دحض بمقولته تفسيرات بور لنظرية الكم والتي تمنح الطبيعة خاصية إحتمالية، فسندرك بأن آينشتاين، ظل يؤمن بالحتمية، والحتمية هنا هي قانون الطبيعة. وهذا مخالف للأطروحات الدينية التي كانت تجعل الله (المفارق للطبيعة) يلعب النرد حقاً، إذ يتدخل بالمعجزات لكسر قانون الطبيعة.
وهكذا يبدو أن العالم لا يتجه فقط لغلق الكون، وبالتالي حتمية القانون الطبيعي، بل أنه سيصل لمرحلة تقديس الذات، أي تقديس الإنسان لنفسه، عندما يبلغ حداً جسيماً من القدرة على لعب النرد (أي كسر قوانين الطبيعة). وهذه أقصى مرحلة قد يبلغها الإنسان من العجرفة، وحينما يجوز القول بأن الله قد مات.
...
أ.ك