إن أول شيء يطرأ على القارئ هو كيف لـ : السياسة ان تتكلم هكذا ، رغم انها علم كباقي العلوم الإنسانية ، تخضع لمعايير وقوانيين منهجية ، تقوم عليها مثل ما تقوم عليه جميع العلوم والاختصاصات ، لكن وجب علي طلبة العلوم السياسية والباحثين ، أن يبحثوا وراء هذا السؤال ، لماذا نحن لسنا مثلهم ، إنه الغرب وهو مهد الاختصاص والمهيمن عليه ، حتي قال بعض المفكرين فيه وهم بذلك يقصدون الولايات المتحدة الأمريكية، بلد مهمين يلزمه حقل مهمين ، خلق وزكي هناك ، انه علم السياسة الذي كانت بوادره امريكية ، لكن ماذا عنا نحن ماذا قدامنا لهذا الاختصاص ، في بلداننا ولشعوبنا، وللأزمات التي لا فائت تفتأ بين الفينة والأخري بيننا ، هل نحن ندرس ماليس لنا ، هل ندرس ما لا ينطبق علينا وعلى بيئتنا ، هل علم السياسة غير مفهوم عندنا ، هل دراساتنا نظرية ، واسقاطاتنا تكنهات عابرة وفقط ، ماذا قدمنا لأوطاننا من هذه السياسة ، سواءا من الشكل الاكاديمي ، أو التطبيقي.
إن علم السياسة الذي أرخ له في الغرب خلق من اجل القيام بمصالح الشعب والمواطننين ، والقيام علي أساس ، بناء دولة متماسكة ومترابطة من جميع النواحي ، ومرنة ، ومتكيفة مع جميع الأزمات، ومنقحة بعقد إجتماعي بين الحاكم والمحكوم ،علي اسس الثقة المتبادلة ، والمنفعة العامة ، هل يوجد هذا عندنا؟؟؟.
إن علم السياسة الذي قام في الغرب لم يقم علي أساس المصلحة الشخصية وفقط ، بل قام علي أساس مصلحة الدولة بالدرجة الأولي ، وقيامها من اجل توفير المصلحة الكاملة المواطنين ، وهذه هي العلاقة الطردية ، والمصلحة المنقحة بين الحاكم والمحكوم في دول الغرب .
إن علم السياسة وفي تعريقه الاصطلاحي والمبسط هي إن السياسة هي القيام علي الشيء بما يصلحه ، كم هو سهل هذا التعريف وسلس ،لكن هل يطبق عندنا في أرض الواقع ؟ لمتذا لا يطبق ؟ لماذا الغرب يفهم الديمقراطية ، ونحن لا نفهم منها إلا حرية التعبير وشتم الآخر ، وسبه ، هل هذه هي الديمقراطية ؟ هل هكذا تفهم؟، لماذا تنجح الحكومة في المانيا ولا تنجح في الجزائر ؟ لماذا تنجح التكاملات في كل الدول الغربية ،ولكن تفشل عند الوهلة الأولي في الدول العربية ؟، هل فهمت خاطئ للسياسة، طبعا لا ، ما هو السبب اذن.
إن السيكيولوجيا العربية تحتاج منا إلي دراسة معمقة ،ودقيقة ، نتعرف من خلالها علي معوقات الفهم والإدراك عندنا ، السياسة علم كباقي العلوم ، لمتذا لاتفهم عندنا بالشكل الصحيح ، هل تتركز السياسة في السلطة وفقط ،الا تتركز حول كل مقومات عيش الإنسان ، من أمن وصحة ، ورخاء ، وتعليم ، ورفاهية .
لماذا المواطن في الصين يثق في دولته ، أما المواطن عندنا لا ، هل هي ضغف التنشئة السياسية عندنا ام هو عدم التصديق ، وعدم الاقتناع حتي بالخد الادني من هذه الثقة ، دعونا نرجع الي التاريخ ، ونحاور الحضارات السابقة ونري.
إن الرسول عليه الصلاة والسلام محمد ،كان من خير الناس وأتقاهم إلي الله تعالي ،واخوفهم فقوله في الحديث الشريف " ماعلمت شيئا يقربكم إلي الله إلا وأمرتكم به ، وماعلمت شئيا يبعدكم علي الله إلا ونهيتكم عنه "والذي قال فيه الله تعالي " ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر" ومع ذلك أثناء توزيع الغنائم ذات مرة أتاه رجل اسمه ذو الخويصرة من بني تميم وقال له اعدل يا محمد ، هل رسول يغل ؟ اين هو الايمان ؟ ان الرسول عليه الصلاة والسلام هو من جاء من عند الله بالعدل والقسطاس فكيف لايعدل ، يعتي ان هناك من لم يعجبه الامر او القسمة وهم المنافقون امثال هذا ، يعني حتي مع الرسول لاتوجد ثقة متبادلة مع بعض المنافقين ، وعند مرورنا إلي الصحابة والخلفاء الكرام يتجلا لنا ابو بكر و عمر وعثمان وعلي وهم من خيرة الصحابة عليهم رضوان الله ، فأبوا بكر الصديق والذي وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله ان كل ذي فصل علينا كافئناه إلا أبوا بكر فجزاءه عند الله ، وكذلك بشره بالجنة ، وصلي بالناس والرسول حئ ، ومع ذلك في خلافته ، ارتد بعض المسلمين عند دينهم ،وإمتنعوا عن دفع الزكاة له ، حتي حاربهم ، واعاد الاسلام هيبته ، وأما عمر رضي الله عنه والذي وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بالفاروق ، والذي قال فيه احد سفراء كسري قولته الشهيرة ،عدلت فأمنت فنمت ، وقال عمر عن نفسه وهو يكلمها ، قرقري او لا تقرقري لن تذوقي اللحم ، حتي يشبع أبناء المسلمين ، هذا بعدله وانصافه ، ومع ذلك قتل في منير الرسول عليه الصلاة والسلام ، غيلة وبخساسة ، من طرف احد المنافقين ابو لولوة المجوسي ، وعثمان وعلي ، الى عمر بن عبد العزيز والذي قال انفروا القمح فوق رؤوس الجبال حتي لاتجوع الطير ، ومع ذلك ووضعوا له السم فشربه فمات ، أين هو العدل هنا ، هل في عدل الرسول عليه الصلاة ،والسلام ، أم في جشع الرعية ، وحب المزيد.
إن التاريخ يخبرنا ان مهما كان الراعي عادات مع رعيته سوف تكون الرعية كريمة معه ، لكن عندنا نحن العكس ، لماذا نحن هكذا ، ان نجاح الغرب ،ليس في بئتهم، ولا في ارضهم ،ولا في الكيفية او الكمية ، نجاحهم مرتبط بأهدافهم ، وثقتهم بالحكام ، وكذلك ثقت الحكام وعدم جشعهم لرعيتهم ، كما ذكر ذلك ميكافيلي في كتابه الأمير.
ان مشكلتنا اليوم تكمن في عدم الثقة ، بيننا ، اذا تكلما ، كنا كلنا علي حق ، وكلنا نري نفس الزاوية ، اما اذا كانت الازمات فنحن مناظر الغرب ، أو نحذي حذوه وفقط، فلمتذا نحن هكذا ، السنا بشر مثلهم ، لنا عقول مثل عقولهم ، هل مدركات السياسة عندهم واضحة ، وعندنا ليست واضحة .
ان الدراسة الحقيقة والتي تكون ناجحة ، للوصول الي حل مبدئي في الوطن العربي هو دراسة السيكيولوجيا العربية دراسة نقدية كما تتطرق لها محمد العابد الجابري ، حتي نكمل مشروعة ، ونداوي الجرح الذي ، مازلنا ننزف منه ، إنه جرح العقلية المتحجرة التي نحتويها ، إنها عقلية التقليد ، وحب التتبع ، والركوب المجاني ، وانتظار الحلول ، والتمني علي الله.
إن علم السياسة الذي أرخ له في الغرب خلق من اجل القيام بمصالح الشعب والمواطننين ، والقيام علي أساس ، بناء دولة متماسكة ومترابطة من جميع النواحي ، ومرنة ، ومتكيفة مع جميع الأزمات، ومنقحة بعقد إجتماعي بين الحاكم والمحكوم ،علي اسس الثقة المتبادلة ، والمنفعة العامة ، هل يوجد هذا عندنا؟؟؟.
إن علم السياسة الذي قام في الغرب لم يقم علي أساس المصلحة الشخصية وفقط ، بل قام علي أساس مصلحة الدولة بالدرجة الأولي ، وقيامها من اجل توفير المصلحة الكاملة المواطنين ، وهذه هي العلاقة الطردية ، والمصلحة المنقحة بين الحاكم والمحكوم في دول الغرب .
إن علم السياسة وفي تعريقه الاصطلاحي والمبسط هي إن السياسة هي القيام علي الشيء بما يصلحه ، كم هو سهل هذا التعريف وسلس ،لكن هل يطبق عندنا في أرض الواقع ؟ لمتذا لا يطبق ؟ لماذا الغرب يفهم الديمقراطية ، ونحن لا نفهم منها إلا حرية التعبير وشتم الآخر ، وسبه ، هل هذه هي الديمقراطية ؟ هل هكذا تفهم؟، لماذا تنجح الحكومة في المانيا ولا تنجح في الجزائر ؟ لماذا تنجح التكاملات في كل الدول الغربية ،ولكن تفشل عند الوهلة الأولي في الدول العربية ؟، هل فهمت خاطئ للسياسة، طبعا لا ، ما هو السبب اذن.
إن السيكيولوجيا العربية تحتاج منا إلي دراسة معمقة ،ودقيقة ، نتعرف من خلالها علي معوقات الفهم والإدراك عندنا ، السياسة علم كباقي العلوم ، لمتذا لاتفهم عندنا بالشكل الصحيح ، هل تتركز السياسة في السلطة وفقط ،الا تتركز حول كل مقومات عيش الإنسان ، من أمن وصحة ، ورخاء ، وتعليم ، ورفاهية .
لماذا المواطن في الصين يثق في دولته ، أما المواطن عندنا لا ، هل هي ضغف التنشئة السياسية عندنا ام هو عدم التصديق ، وعدم الاقتناع حتي بالخد الادني من هذه الثقة ، دعونا نرجع الي التاريخ ، ونحاور الحضارات السابقة ونري.
إن الرسول عليه الصلاة والسلام محمد ،كان من خير الناس وأتقاهم إلي الله تعالي ،واخوفهم فقوله في الحديث الشريف " ماعلمت شيئا يقربكم إلي الله إلا وأمرتكم به ، وماعلمت شئيا يبعدكم علي الله إلا ونهيتكم عنه "والذي قال فيه الله تعالي " ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر" ومع ذلك أثناء توزيع الغنائم ذات مرة أتاه رجل اسمه ذو الخويصرة من بني تميم وقال له اعدل يا محمد ، هل رسول يغل ؟ اين هو الايمان ؟ ان الرسول عليه الصلاة والسلام هو من جاء من عند الله بالعدل والقسطاس فكيف لايعدل ، يعتي ان هناك من لم يعجبه الامر او القسمة وهم المنافقون امثال هذا ، يعني حتي مع الرسول لاتوجد ثقة متبادلة مع بعض المنافقين ، وعند مرورنا إلي الصحابة والخلفاء الكرام يتجلا لنا ابو بكر و عمر وعثمان وعلي وهم من خيرة الصحابة عليهم رضوان الله ، فأبوا بكر الصديق والذي وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله ان كل ذي فصل علينا كافئناه إلا أبوا بكر فجزاءه عند الله ، وكذلك بشره بالجنة ، وصلي بالناس والرسول حئ ، ومع ذلك في خلافته ، ارتد بعض المسلمين عند دينهم ،وإمتنعوا عن دفع الزكاة له ، حتي حاربهم ، واعاد الاسلام هيبته ، وأما عمر رضي الله عنه والذي وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بالفاروق ، والذي قال فيه احد سفراء كسري قولته الشهيرة ،عدلت فأمنت فنمت ، وقال عمر عن نفسه وهو يكلمها ، قرقري او لا تقرقري لن تذوقي اللحم ، حتي يشبع أبناء المسلمين ، هذا بعدله وانصافه ، ومع ذلك قتل في منير الرسول عليه الصلاة والسلام ، غيلة وبخساسة ، من طرف احد المنافقين ابو لولوة المجوسي ، وعثمان وعلي ، الى عمر بن عبد العزيز والذي قال انفروا القمح فوق رؤوس الجبال حتي لاتجوع الطير ، ومع ذلك ووضعوا له السم فشربه فمات ، أين هو العدل هنا ، هل في عدل الرسول عليه الصلاة ،والسلام ، أم في جشع الرعية ، وحب المزيد.
إن التاريخ يخبرنا ان مهما كان الراعي عادات مع رعيته سوف تكون الرعية كريمة معه ، لكن عندنا نحن العكس ، لماذا نحن هكذا ، ان نجاح الغرب ،ليس في بئتهم، ولا في ارضهم ،ولا في الكيفية او الكمية ، نجاحهم مرتبط بأهدافهم ، وثقتهم بالحكام ، وكذلك ثقت الحكام وعدم جشعهم لرعيتهم ، كما ذكر ذلك ميكافيلي في كتابه الأمير.
ان مشكلتنا اليوم تكمن في عدم الثقة ، بيننا ، اذا تكلما ، كنا كلنا علي حق ، وكلنا نري نفس الزاوية ، اما اذا كانت الازمات فنحن مناظر الغرب ، أو نحذي حذوه وفقط، فلمتذا نحن هكذا ، السنا بشر مثلهم ، لنا عقول مثل عقولهم ، هل مدركات السياسة عندهم واضحة ، وعندنا ليست واضحة .
ان الدراسة الحقيقة والتي تكون ناجحة ، للوصول الي حل مبدئي في الوطن العربي هو دراسة السيكيولوجيا العربية دراسة نقدية كما تتطرق لها محمد العابد الجابري ، حتي نكمل مشروعة ، ونداوي الجرح الذي ، مازلنا ننزف منه ، إنه جرح العقلية المتحجرة التي نحتويها ، إنها عقلية التقليد ، وحب التتبع ، والركوب المجاني ، وانتظار الحلول ، والتمني علي الله.