يوم عاشور/ أو عاشوراء، يقيمه الشيعة بشكل عام ، والنصيريون العلويون بشكل خاص في العاشر من شهر مُحَرّم، وهو يوم مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب عام ٦١ه (١٠ تشرين الثاني عام ٦٨٠) بكربلاء التي تبعُد حوالي خمسةً وعشرين ميلاً عن مدينة الكوفة. بالنسبة للشيعة، يمثّل هذا اليوم يوم كَربٍ وحُزنٍ شديدين، يوم بكاء ونواح ولطم على مقتل الحسين، الذي قُتِل بطريقة وحشية مع بعض أصحابه على أيدي الأمويين. أمّا خلفية الحادثة في أنّ معاوية الحاكم الأموي على الشام، كان على خلاف مع الخليفة الراشدي علي بن ألي طالب أثناء خلافته عام ٦٦١. قُتِل علي على يد أحد الخوارج، عبد الرحمن بن مُلجَم، وسرعان ما تمّ تبجيله وتقديسه وحتى تأليهه بين أتباعه وشيعته. وفي نفس العام تمّ تعيين معاوية خليفة للمسلمين في القدس. فجعل من دمشق عاصمة خلافته. وبدأ معه عهد الخلافة الأموية.
في هذه الأثناء أعلن شيعة علي بالعراق رفضهم الاعتراف بالخليفة الجديد، وبايعوا الحَسَن ابن عليّ البكر خليفةً عليهم. بأية حال، تبيّن لاحقاً أنّ الحَسَن لم يكن مهتماً بالخلافة ولايولي بالسياسة أي اهتمام، فتنازل عن منصبه لصالح معاوية، واعتزل بالمدينة، حتى وفاته عام ٦٦٩ عن عمر يناهز ٤٥ عاماً.
من جهةٍ أخرى، رفض ابن علي الأصغر، الحسين، الاعتراف بشرعية ابن معاوية، يزيد، الذي ورث الخلافة عّن والده عام ٦٨٠. وفي نفس العام وجّه الشيعة في العراق نداءً إلى الحسين للقدوم إلى الكوفة ومبايعته خليفةً عليهم. غادر الحسين إلى العراق برفقة موكبٍ بسيط. وتوقّف في مكانٍ يسمّى "كَربَلاء" ونصب خيامه فيه. فأرسل إليه الخليفة يزيد بن معاوية سَريّة مكوّنة من أربعة آلاف جندي بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقّاص، فقُتِل الحسين في هذه الواقعة على يد شُمّر بن الجوشَن الضبابي، الذي حَزَّ رأسه وأرسله إلى الخليفة يزيد بدمشق. وبهذا انتصرت السياسة الإسلامية على الأخوّة الإسلامية. وفي حين أنّ هذه الحادثة المفجعة تمثل يوم كرب وحزن لدى الشيعة حتى أنهم لقّبوا الحسين "سيّد شهداء الجنة"، إلا أنها يوم سرور وابتهاج بالنسبة للنصيريين العلويين.
# عيد عاشوراء كما ورد في كتاب "مجموع الأعياد" للطبراني
يخبرنا أبو سعيد ميمون بن قاسم الطبراني في كتابه "مجموع الأعياد" أنّ هذا العيد يُقام في العاشر من شهر مُحَرّم وهو أول شهور السنة العربية. هذا هو العيد الوحيد الذي يتمّ تناوله بصورة مجازية وفي نفس الوقت يتميّز بوجود تفسير باطني يتعارض كلياً مع معناه الظاهري. فبالنسبة للشيعة الإماميين، يشكّل يوم عاشوراء، كما أسلفنا، مأساةً كونية تتمثّل في استشهاد الحسين بكربلاء، والذي كان من المُزمَع أن يصل الكوفة لإشعال الثورة ضد طغاة بني أمية، ويعيد الخلافة الإسلامية إلى وَرَثتها الشرعيين. وبالرغم من أنّ النصيريين-العلويين يؤمنون بالطبيعة الشيطانية الملعونة للسلالة الأموية، فإنهم يعتقدون أنّ شهادة الحسين ما هي إلا حَدَث ظاهري، وذلك على أساس مذهب الظهور والفِداء على غرار ما حدث مع عيسى المسيح، فهم لم يقتلوه أو يصلُبوه، إنّما شُبِهَ لهم حسب تعبير الآية القرآنية، أي أنّ الأمر قد اختلط عليهم، فالمسيح لم يُصلَب ولم يُقتَل، بل الذي قُتِلَ حقاً هو يهوذا، وفي الأصل الشيطان، إبليس الأبالسة، ولكن تراءى لهم أنه عيسى. ويقول محمد بن محم بن الحسن البغدادي في رسالته المصرية تعقيباً على هذه الآية ((رُوِيَ أنَّ اليهود عندما اجتمعوا على قتل سيدنا عيسى منه السلام، أتوا إليه ومعه يهوذا إسخربوط فتقدّمهم ودخل البيت الذي كان فيه سيدنا عيسى منه السلام، لينظر هل هو هناك أم لا فيُخبرهم، فلما دخل يهوذا رأى سيدنا المسيح جالساً، فقبّل بين عينيه فقال السيد المسيح منه السلام هذه قُبلة غشّ، ومَسَحَ يده على وجهه فألقى شبهه عليه، وخرج يهوذا ليخبرهم أنه في البيت، فلمّا رآه اليهود بصورة المسيح منه السلام، ظنّوا أنه هو فوثبوا عليه وهو يقول: أنا يهوذا. وأورى السيد المسيح منه السلام الغيبة وهو قوله {وما قتلوه يقيناً بل رفعه إليه} نزّهه الله سبحانه تعالى عن القتل والصلب)). أي أنّ هذا الحادث تشبيه اختلط في أعين الكفّار ولم يقع الأذى على الضحية بل على مصدر الشرور. وهذا ملخّص عقيدة الفِداء.
من هنا، تمّ تغيير معنى هذا الحَدَث من أساسه، من يوم حُزنٍ وبكاء إلى يوم فرحٍ وسرور. وتفسير الطبراني بخصوص عيد عاشوراء يتضمّن انتقاداً لمعتقدات الشيعة الظاهرية (ظاهرية الشيعة حسب تعبيره): أنّ الأمويون قتلوا الحسين وحملوا رأسه إلى الخليفة. أمّا طبقاً للمذهب النصيري العلوي، فإنّ الحسين هو أحد ظهورات المعنى، لذا فهو خالد لايموت[١]. وحسب التراث الإمامي يجسّد موت الحسين حَدَثا /فدائياً/ كحادثة افتداء إسماعيل. إذ يؤمن النصيريون العلويون أنّ الشيطان هو الذي تمّ قتله فعلياً بدلاً عنه. ويضيف الطبراني إلى حديث افتداء إسماعيل خبراً آخر إذ قال أنّ الحسين ظهر بطريقة مُعجزة في صورة أحد أتباعه، وهو حنظلة الشباهي، الذي قُتِلَ بدلاً عنه. لكنّ حنظلة نفسه افتُدِيَ أيضاً بذبح "إبليس الأبالسة" بدلاً عنه هو أيضاً[٢]، فقد كان شبيهاً للحسين، وكانت سيرته شبيهة بسيرة الحسين أيضاً، لذلك شُبِّهَ للقَتَلَة موت الحسين، أمّا الذي وقع عليه فعل القتل فهو شبيهه ومُفديه حنظلة كما تراءى للناس، لذلك رفع الله مكانته وعفا عنه، والذي وقع عليه القتل "فعلاً" فهو الشيطان نفسه، مصدر جميع الشرور، أو "الضّد" حسب تعبير الطبراني.
إنّ فكرة الفِداء وأخذ حنظلة محلّ الحسين كانت شائعة بين أغلب فرق الغلاة الشيعة، حيث أنّ المجلسي ينتقد هذه الفكرة في كتابه "بحار الأنوار" كنوع من الزندقة والأفكار الهرطقية التي شاعت وانتشرت في الكوفة لكن دون أن يورِدَ أي ذكرٍ للنصيريين العلويين. ويُنَدّد المجلسي بأولئك الذين يعبّرون عن أفراحهم وسرورهم بهذا اليوم حيث قال أنّ الخليفة يزيد هو من أمر بالاحتفال في هذا اليوم فَرَحاً بمقتل الحسين[٣]. بأية حال، يطلب الطبراني من النصيريين العلويين تلاوة ثلاث قصائد للخصيبي في هذه المناسبة يعبّر فيها عن سروره بهذا الحَدَث، وازدرائه لأولئك "الذين يبكون ربّهم"[٤].
وقد فُرِضَ على النصيريين العلويين بشكل خاص والشيعة بشكل عام في مثل هذا اليوم واجب التبرّؤ أو البَراءة من جميع أعداء الأمة ولعنهم، وعلى رأسهم الأمويين[٥]. كما فُرِضَ على النصيريين العلويين بدلاً من التوجّه في حجّهم إلى مرقد الحسين كما يفعل الشيعة، أن يتلوا صلاة "الزيارة" (وتعني زيارة قبور الأولياء حرفياً) حيث يعلنون فيها:
((أشهَدُ بأنكَ ما قُتِلتَ ولا غُلِبتَ ولا قُهِرتَ ولا مُتَّ ولا نِمتَ، بل أظهَرتَ الغيبة بقدرتك واحتَجَبتَ عن أعين الناظرين بحكمتك... وتعزُّ بقدرتك على القتل والأسر والغَلَبَة والاضطهاد تُحيي مّن تشاء وتُميت مَنْ تشاء))[٦]
لذا تغيّر معنى كلمة "الزيارة" الفعلي الأصلي إلى صلاة يتلوها تشريفاً لشخص غائب يجسّد أحد ظهورات المعنى بدلاً من الصلاة على روح إنسانٍ ميّت.
في النهاية نستخلص من هذا المقطع ومن صلاة "زيارة عاشوراء" أنها عبارة عن تضرّع أو دعاء للإله يقرّ فيها العارف أنّ الحسين لم يُقتَل فعلياً في كربلاء، فالكاتب ينزّهه عن ذلك، فهو تجسيد للإله الذي في السموات، لذلك يَلعن من توجّه لقتاله ومحاربته، وكل من يقول أنّه مات أو قُتِل في ذلك اليوم، ثم يطلب من النصيريين العلويين البراءة من كل من يقول ذلك، و"يبكون ربّهم"
وهذا خلاصة عيد عاشور أو عاشوراء في الفكر النصيري العلوي
المصادر
[١] مجموع الأعياد، ص١٠٧
[٢] السابق، ص١٠٨-١٠٩
[٣] المجلسي، بحار الأنوار، ج٤٤، ص٢٧٠-٢٧١
[٤] مجموع الأعياد، ص١٠٨-١١٥
[٥] السابق، ص١٢٣-١٢٤
[٦] السابق، ص١٢٤-١٢٥
في هذه الأثناء أعلن شيعة علي بالعراق رفضهم الاعتراف بالخليفة الجديد، وبايعوا الحَسَن ابن عليّ البكر خليفةً عليهم. بأية حال، تبيّن لاحقاً أنّ الحَسَن لم يكن مهتماً بالخلافة ولايولي بالسياسة أي اهتمام، فتنازل عن منصبه لصالح معاوية، واعتزل بالمدينة، حتى وفاته عام ٦٦٩ عن عمر يناهز ٤٥ عاماً.
من جهةٍ أخرى، رفض ابن علي الأصغر، الحسين، الاعتراف بشرعية ابن معاوية، يزيد، الذي ورث الخلافة عّن والده عام ٦٨٠. وفي نفس العام وجّه الشيعة في العراق نداءً إلى الحسين للقدوم إلى الكوفة ومبايعته خليفةً عليهم. غادر الحسين إلى العراق برفقة موكبٍ بسيط. وتوقّف في مكانٍ يسمّى "كَربَلاء" ونصب خيامه فيه. فأرسل إليه الخليفة يزيد بن معاوية سَريّة مكوّنة من أربعة آلاف جندي بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقّاص، فقُتِل الحسين في هذه الواقعة على يد شُمّر بن الجوشَن الضبابي، الذي حَزَّ رأسه وأرسله إلى الخليفة يزيد بدمشق. وبهذا انتصرت السياسة الإسلامية على الأخوّة الإسلامية. وفي حين أنّ هذه الحادثة المفجعة تمثل يوم كرب وحزن لدى الشيعة حتى أنهم لقّبوا الحسين "سيّد شهداء الجنة"، إلا أنها يوم سرور وابتهاج بالنسبة للنصيريين العلويين.
# عيد عاشوراء كما ورد في كتاب "مجموع الأعياد" للطبراني
يخبرنا أبو سعيد ميمون بن قاسم الطبراني في كتابه "مجموع الأعياد" أنّ هذا العيد يُقام في العاشر من شهر مُحَرّم وهو أول شهور السنة العربية. هذا هو العيد الوحيد الذي يتمّ تناوله بصورة مجازية وفي نفس الوقت يتميّز بوجود تفسير باطني يتعارض كلياً مع معناه الظاهري. فبالنسبة للشيعة الإماميين، يشكّل يوم عاشوراء، كما أسلفنا، مأساةً كونية تتمثّل في استشهاد الحسين بكربلاء، والذي كان من المُزمَع أن يصل الكوفة لإشعال الثورة ضد طغاة بني أمية، ويعيد الخلافة الإسلامية إلى وَرَثتها الشرعيين. وبالرغم من أنّ النصيريين-العلويين يؤمنون بالطبيعة الشيطانية الملعونة للسلالة الأموية، فإنهم يعتقدون أنّ شهادة الحسين ما هي إلا حَدَث ظاهري، وذلك على أساس مذهب الظهور والفِداء على غرار ما حدث مع عيسى المسيح، فهم لم يقتلوه أو يصلُبوه، إنّما شُبِهَ لهم حسب تعبير الآية القرآنية، أي أنّ الأمر قد اختلط عليهم، فالمسيح لم يُصلَب ولم يُقتَل، بل الذي قُتِلَ حقاً هو يهوذا، وفي الأصل الشيطان، إبليس الأبالسة، ولكن تراءى لهم أنه عيسى. ويقول محمد بن محم بن الحسن البغدادي في رسالته المصرية تعقيباً على هذه الآية ((رُوِيَ أنَّ اليهود عندما اجتمعوا على قتل سيدنا عيسى منه السلام، أتوا إليه ومعه يهوذا إسخربوط فتقدّمهم ودخل البيت الذي كان فيه سيدنا عيسى منه السلام، لينظر هل هو هناك أم لا فيُخبرهم، فلما دخل يهوذا رأى سيدنا المسيح جالساً، فقبّل بين عينيه فقال السيد المسيح منه السلام هذه قُبلة غشّ، ومَسَحَ يده على وجهه فألقى شبهه عليه، وخرج يهوذا ليخبرهم أنه في البيت، فلمّا رآه اليهود بصورة المسيح منه السلام، ظنّوا أنه هو فوثبوا عليه وهو يقول: أنا يهوذا. وأورى السيد المسيح منه السلام الغيبة وهو قوله {وما قتلوه يقيناً بل رفعه إليه} نزّهه الله سبحانه تعالى عن القتل والصلب)). أي أنّ هذا الحادث تشبيه اختلط في أعين الكفّار ولم يقع الأذى على الضحية بل على مصدر الشرور. وهذا ملخّص عقيدة الفِداء.
من هنا، تمّ تغيير معنى هذا الحَدَث من أساسه، من يوم حُزنٍ وبكاء إلى يوم فرحٍ وسرور. وتفسير الطبراني بخصوص عيد عاشوراء يتضمّن انتقاداً لمعتقدات الشيعة الظاهرية (ظاهرية الشيعة حسب تعبيره): أنّ الأمويون قتلوا الحسين وحملوا رأسه إلى الخليفة. أمّا طبقاً للمذهب النصيري العلوي، فإنّ الحسين هو أحد ظهورات المعنى، لذا فهو خالد لايموت[١]. وحسب التراث الإمامي يجسّد موت الحسين حَدَثا /فدائياً/ كحادثة افتداء إسماعيل. إذ يؤمن النصيريون العلويون أنّ الشيطان هو الذي تمّ قتله فعلياً بدلاً عنه. ويضيف الطبراني إلى حديث افتداء إسماعيل خبراً آخر إذ قال أنّ الحسين ظهر بطريقة مُعجزة في صورة أحد أتباعه، وهو حنظلة الشباهي، الذي قُتِلَ بدلاً عنه. لكنّ حنظلة نفسه افتُدِيَ أيضاً بذبح "إبليس الأبالسة" بدلاً عنه هو أيضاً[٢]، فقد كان شبيهاً للحسين، وكانت سيرته شبيهة بسيرة الحسين أيضاً، لذلك شُبِّهَ للقَتَلَة موت الحسين، أمّا الذي وقع عليه فعل القتل فهو شبيهه ومُفديه حنظلة كما تراءى للناس، لذلك رفع الله مكانته وعفا عنه، والذي وقع عليه القتل "فعلاً" فهو الشيطان نفسه، مصدر جميع الشرور، أو "الضّد" حسب تعبير الطبراني.
إنّ فكرة الفِداء وأخذ حنظلة محلّ الحسين كانت شائعة بين أغلب فرق الغلاة الشيعة، حيث أنّ المجلسي ينتقد هذه الفكرة في كتابه "بحار الأنوار" كنوع من الزندقة والأفكار الهرطقية التي شاعت وانتشرت في الكوفة لكن دون أن يورِدَ أي ذكرٍ للنصيريين العلويين. ويُنَدّد المجلسي بأولئك الذين يعبّرون عن أفراحهم وسرورهم بهذا اليوم حيث قال أنّ الخليفة يزيد هو من أمر بالاحتفال في هذا اليوم فَرَحاً بمقتل الحسين[٣]. بأية حال، يطلب الطبراني من النصيريين العلويين تلاوة ثلاث قصائد للخصيبي في هذه المناسبة يعبّر فيها عن سروره بهذا الحَدَث، وازدرائه لأولئك "الذين يبكون ربّهم"[٤].
وقد فُرِضَ على النصيريين العلويين بشكل خاص والشيعة بشكل عام في مثل هذا اليوم واجب التبرّؤ أو البَراءة من جميع أعداء الأمة ولعنهم، وعلى رأسهم الأمويين[٥]. كما فُرِضَ على النصيريين العلويين بدلاً من التوجّه في حجّهم إلى مرقد الحسين كما يفعل الشيعة، أن يتلوا صلاة "الزيارة" (وتعني زيارة قبور الأولياء حرفياً) حيث يعلنون فيها:
((أشهَدُ بأنكَ ما قُتِلتَ ولا غُلِبتَ ولا قُهِرتَ ولا مُتَّ ولا نِمتَ، بل أظهَرتَ الغيبة بقدرتك واحتَجَبتَ عن أعين الناظرين بحكمتك... وتعزُّ بقدرتك على القتل والأسر والغَلَبَة والاضطهاد تُحيي مّن تشاء وتُميت مَنْ تشاء))[٦]
لذا تغيّر معنى كلمة "الزيارة" الفعلي الأصلي إلى صلاة يتلوها تشريفاً لشخص غائب يجسّد أحد ظهورات المعنى بدلاً من الصلاة على روح إنسانٍ ميّت.
في النهاية نستخلص من هذا المقطع ومن صلاة "زيارة عاشوراء" أنها عبارة عن تضرّع أو دعاء للإله يقرّ فيها العارف أنّ الحسين لم يُقتَل فعلياً في كربلاء، فالكاتب ينزّهه عن ذلك، فهو تجسيد للإله الذي في السموات، لذلك يَلعن من توجّه لقتاله ومحاربته، وكل من يقول أنّه مات أو قُتِل في ذلك اليوم، ثم يطلب من النصيريين العلويين البراءة من كل من يقول ذلك، و"يبكون ربّهم"
وهذا خلاصة عيد عاشور أو عاشوراء في الفكر النصيري العلوي
المصادر
[١] مجموع الأعياد، ص١٠٧
[٢] السابق، ص١٠٨-١٠٩
[٣] المجلسي، بحار الأنوار، ج٤٤، ص٢٧٠-٢٧١
[٤] مجموع الأعياد، ص١٠٨-١١٥
[٥] السابق، ص١٢٣-١٢٤
[٦] السابق، ص١٢٤-١٢٥