كُلْ و اشربْ و تزاوجْ بِعَقْد نكاح أو بدونه إذا لم تكُن مُعقَّداً، و هو مما تستطيعه البهيمة في المراعي و الاسطبلات التي رغم سياجها تكفل لك من الحرية هامشا شاسعا للنباح لِعِلْمِهم أنَّ أكثر النباح صادرٌ عمَّنْ إذا رشوتهم بعظمة خلدوا للصمت و لبسوا فروة الضباع..!
كُلْ و اشربْ أربعاً و عشرين ساعة على أربعٍ و عشرين مجاعة و لكن تذكَّر أنك في كل ما تأكل بالبطنة منُصرفا عن فطنة العقل أنت المهضُوم..!
قُلْ ما تريد قل و أنت تُقدِّم التهاني: غدا العيد، فقط لا تصِلْ إلى أسماءٍ كل كراسيها محجوزة في الصفوف الأمامية لقطار التنمية الذي و هو ينطلق من دار السِّكة حيث تُدَقُّ مع رقابنا العُملة له مستقرٌّ في جيوب مخْصُوصةٍ و معلومةٍ دون أن يصل لمحطة الشعب، كُلْ و اشربْ و تزاوجْ بلذة أو دونها إذا كنت مغموما بعبء الحياة ستجني من الضغط بدَل الانفجار قذفا سريعا..!
قُلْ ما أنتَ قائلُه فَلك في الأنترنيت أكثر من وِصالٍ اجتماعي سُبحان مُفرِّج الكُرَب بالرُّقية الشرعية فيسبوكا أو يوتيوبا، و لكن لا تصلْ بفهمك إلى مصالح من هم أكثر منك فهما ويستحسن أن تكتبه بلغة غير مفهومة قبل أن يقرأه العدو و الصديق و الرفيق و ما غنموا في البلد من رقيق، اكتب شِعراً و لا تحلقه شَعراً و اعف عن اللحية مع ما سلف، ليتكاثف
و يصبح ديوانا ليس في الوزارات مثل ريعِه إيواناً حيث بالرِّجلين و اليدين يتربَّع على أربعٍ كل قيصر، ناقِش الحداثة و ما بعدها أما قبلها حيث نعيش جميعا في عذابات القرون الوسطى ففي ذلك مساس بنظام الحُكم..!
هذا ما يُحَدِّدون أفقه سقفا لتفكير الفرد في المجتمع، تحقيقا لجدلية القوت في انتظار الموت، لا يريدون له أن يُشغِّلَ مُخَّه أكثر من العيش و العُشِّ لمن وجد في السكن الاقتصادي قبرا، ما زالوا في كل تدابيرهم العتيقة و البالية و الفاشلة للشأن العام يُبخسون من ذكاء المواطن الذي يؤمن أن التنوير أنجع وسيلة لتحديث المجتمع، و ما زال بِدعْواه مؤمنا حتى يكفر بعد أن احترق بالضوء الذي ألقاه على مَواطن الفساد و أصبح أقل الناس شأنا..!
إن الدولة تحارب تنامي الوعي بين أفراد المجتمع، بتهميش كل من سوَّل له عقله النبوغ في أحد الحقول العلمية أو الأدبية أو الفنية، فتعْمَد إلى منح بعض جوائزها و تكريم كل واهنٍ عقيم عديم الأثر، و هي إذ تُسلِّط الضوء على ضِعاف الموهبة و الفاشلين بهذه التتويجات غير المُستحقة، إنما تريد أن تحُدَّ من وعي الناس و تُوهِمَهُم أن الإنتاج الفكري الهابط هو الغاية المثلى بما أن أرفع الجوائز و الأوسمة التي تكون معاييرها من ذهب هي ما تمنحها الدولة، و هذا مما يزرع الشك و الاحباط و اليأس في نفوس النُّبغاء ممن حفروا بالتراكم و التجربة أعمق و أعرق أثَرٍ، و شكَّلوا عبر سنوات إنتاجاتهم التي منحوها أعمارهم الوعي الشقي الذي بدونه لا تتطور المجتمعات و لا تنتزع المكتسبات. فيختارون طواعية الصمت أو الاستمرار كرها في الصراخ و لكن هيهات أن يصل الصوت بعد أن صنعت الدولة بِغثِّ الأعمال مجتمعا يعمه الطرشان..!
هناك من يُدبِّر المكائد و يُسطِّر منهجية خسيسة للدرجة التي يجب أن يبلغها تطور العقل المغربي على المدى البعيد ليبقى بأدنى المستويات في سُلَّم الوعي، لذلك نجد أغلب من أبدعوا و نبغوا في العلوم و الآداب و الفنون و وصلوا للعالمية هم أبناء البلد ممن هاجروا بأدمغتهم للخارج حيث يكون المناخ نقيا لاستقبال جينات تتطور بشكل طبيعي لا تعرقلها فيروسات التبخيس و القمع و التدجين، و هي سلوكات سياسية مشينة لا تعدم في كل الحقول حُراسها المسخرين للحؤول دون إبراز تفوق الكفاءات. فلا يحزن كل من فطن متأخرا أن العمر ضاع و الفكر لم يصل بعد أن أفرغ المُخوِّضون في المستنقعات الضحلة القواقع من أدمغتها غسيلاً..!
للذي قال إن العِلم بحرٌ لا يُعاركه إلا متبحِّرٌ أقول: جرِّبْ العوم مع العلم في البر و أنت مهضومٌ ببطن الحيتان..!
* (افتتاحية ملحق"العلم الثقافي" ليومه الخميس 6 شتنبر 2018)
كُلْ و اشربْ أربعاً و عشرين ساعة على أربعٍ و عشرين مجاعة و لكن تذكَّر أنك في كل ما تأكل بالبطنة منُصرفا عن فطنة العقل أنت المهضُوم..!
قُلْ ما تريد قل و أنت تُقدِّم التهاني: غدا العيد، فقط لا تصِلْ إلى أسماءٍ كل كراسيها محجوزة في الصفوف الأمامية لقطار التنمية الذي و هو ينطلق من دار السِّكة حيث تُدَقُّ مع رقابنا العُملة له مستقرٌّ في جيوب مخْصُوصةٍ و معلومةٍ دون أن يصل لمحطة الشعب، كُلْ و اشربْ و تزاوجْ بلذة أو دونها إذا كنت مغموما بعبء الحياة ستجني من الضغط بدَل الانفجار قذفا سريعا..!
قُلْ ما أنتَ قائلُه فَلك في الأنترنيت أكثر من وِصالٍ اجتماعي سُبحان مُفرِّج الكُرَب بالرُّقية الشرعية فيسبوكا أو يوتيوبا، و لكن لا تصلْ بفهمك إلى مصالح من هم أكثر منك فهما ويستحسن أن تكتبه بلغة غير مفهومة قبل أن يقرأه العدو و الصديق و الرفيق و ما غنموا في البلد من رقيق، اكتب شِعراً و لا تحلقه شَعراً و اعف عن اللحية مع ما سلف، ليتكاثف
و يصبح ديوانا ليس في الوزارات مثل ريعِه إيواناً حيث بالرِّجلين و اليدين يتربَّع على أربعٍ كل قيصر، ناقِش الحداثة و ما بعدها أما قبلها حيث نعيش جميعا في عذابات القرون الوسطى ففي ذلك مساس بنظام الحُكم..!
هذا ما يُحَدِّدون أفقه سقفا لتفكير الفرد في المجتمع، تحقيقا لجدلية القوت في انتظار الموت، لا يريدون له أن يُشغِّلَ مُخَّه أكثر من العيش و العُشِّ لمن وجد في السكن الاقتصادي قبرا، ما زالوا في كل تدابيرهم العتيقة و البالية و الفاشلة للشأن العام يُبخسون من ذكاء المواطن الذي يؤمن أن التنوير أنجع وسيلة لتحديث المجتمع، و ما زال بِدعْواه مؤمنا حتى يكفر بعد أن احترق بالضوء الذي ألقاه على مَواطن الفساد و أصبح أقل الناس شأنا..!
إن الدولة تحارب تنامي الوعي بين أفراد المجتمع، بتهميش كل من سوَّل له عقله النبوغ في أحد الحقول العلمية أو الأدبية أو الفنية، فتعْمَد إلى منح بعض جوائزها و تكريم كل واهنٍ عقيم عديم الأثر، و هي إذ تُسلِّط الضوء على ضِعاف الموهبة و الفاشلين بهذه التتويجات غير المُستحقة، إنما تريد أن تحُدَّ من وعي الناس و تُوهِمَهُم أن الإنتاج الفكري الهابط هو الغاية المثلى بما أن أرفع الجوائز و الأوسمة التي تكون معاييرها من ذهب هي ما تمنحها الدولة، و هذا مما يزرع الشك و الاحباط و اليأس في نفوس النُّبغاء ممن حفروا بالتراكم و التجربة أعمق و أعرق أثَرٍ، و شكَّلوا عبر سنوات إنتاجاتهم التي منحوها أعمارهم الوعي الشقي الذي بدونه لا تتطور المجتمعات و لا تنتزع المكتسبات. فيختارون طواعية الصمت أو الاستمرار كرها في الصراخ و لكن هيهات أن يصل الصوت بعد أن صنعت الدولة بِغثِّ الأعمال مجتمعا يعمه الطرشان..!
هناك من يُدبِّر المكائد و يُسطِّر منهجية خسيسة للدرجة التي يجب أن يبلغها تطور العقل المغربي على المدى البعيد ليبقى بأدنى المستويات في سُلَّم الوعي، لذلك نجد أغلب من أبدعوا و نبغوا في العلوم و الآداب و الفنون و وصلوا للعالمية هم أبناء البلد ممن هاجروا بأدمغتهم للخارج حيث يكون المناخ نقيا لاستقبال جينات تتطور بشكل طبيعي لا تعرقلها فيروسات التبخيس و القمع و التدجين، و هي سلوكات سياسية مشينة لا تعدم في كل الحقول حُراسها المسخرين للحؤول دون إبراز تفوق الكفاءات. فلا يحزن كل من فطن متأخرا أن العمر ضاع و الفكر لم يصل بعد أن أفرغ المُخوِّضون في المستنقعات الضحلة القواقع من أدمغتها غسيلاً..!
للذي قال إن العِلم بحرٌ لا يُعاركه إلا متبحِّرٌ أقول: جرِّبْ العوم مع العلم في البر و أنت مهضومٌ ببطن الحيتان..!
* (افتتاحية ملحق"العلم الثقافي" ليومه الخميس 6 شتنبر 2018)