قد يجد المتلقي السوداني صعوبة في فهم اللهجة المغربية ، او لهجة دول المغرب العربي عامةً، فهي غير معروفة لدينا، وغير شائعة في وسائل إعلامنا، التي شبعت آذاننا باللهجة المصرية، حتى بتنا نعرف بسهولة ويسر لاي منطقة من أنحاء "المحروسة" ينتمي محدثنا، اكثر مما نعرف عن حديث اهلنا في ربوع السودان .
والدخول للغة أهل المغرب أو كما نسميها (بلاد فاس الما وراها ناس)، مثير وشائك، وبه صعوبات جمة نتجت عن الخلط في حديثهم بين اللغة العربية والفرنسية، مما ولد مفردة هجين توصف في عاميتنا بأنها (خاطفة لونين).
تعمل الدول على فتح الكثير من البوابات للتعريف بثقافتها، مثل السياحة والتجارة والدراسة والآداب والفنون، ومع ازدياد التطور في وسائل التواصل والفضاء المفتوح، استطاع الترويج البصري أن يضيف الكثير إلى تلك المنافذ واختلفت دوافع السفر ، حتى انها شملت رحلات الاستشفاء والتبادل الثقافي وغيرها، وجميع ما يعود عليها بعائدات ومكاسب مستقبلية.
عمل الاستعمار في المنطقة العربية وشمال افريقيا -خاصةً- على رفع دول دون الأخرى من ناحية الوجود الثقافي النشط في محيطها الدولي، ولم يكن على السطح سوى مصر والعراق و بلاد الشام.
اجتهد المصريون في الترويج لثقافتهم بكل السبل، وساعدتهم آثار الحضارة الفرعونية على ضمان باب السياحة الواسع كجالب لمنافع اقتصادية مستديمة، وتوالى انفتاحهم على العالم، فكانت الكتب والروايات والأغنيات والسينما والمسرح والدراسة والتجارة والاستشفاء. كل ذلك واكثر، وظلوا ينتجون وينتجون وشعوب المنطقة تتلقى.
وحتى بلاد الشام والعراق التي كانت من أعتى المنافسين لمصر ثقافياً، أتتها الحروب فأحرقت الكثير من الأحلام وصبت الماء على جذوة الأمل، فلم تنعم الشعوب والأجيال بالتبادل المعرفي والثقافي والمنفعي الذي يشبع إنسانها وينقل بلدانها لمراحل التطور المنشود.
كان لدول الشمال الافريقي - ما عدا مصر- تجربتها ومعاناتها،
وللمغرب نصيب ايضاً، يجده المتتبع للحركة الأدبية المغربية عبر المراحل المختلفة بكثافة في الكتب والروايات التي بدأت تنتشر بقوة في السنوات الاخيرة.
لعبت جامعة (القرويين) الدور الفاعل في بعث العلم ونشر الوعي، وإعادة الأنظار للتمعن في ثقافة البلاد وإرثها الغني الواضح في معالمها ومزاراتها، وما ينتجه إنسانها من آداب وفكر وفنون.
جاءت كلمة (شهيوات) مصحوبة بقوائم انيقة من الأكلات الشعبية الطيبة، وقد كانت بمثابة مدخل لطيف عبر إحدى قنواتهم التلفزيونية للتعرف على المغرب بوسيلة لا خوف عليها من تعقيدات اللغة، وقد يغني النظر عند متابعتها عن شرح المعاني، مما يسهل التغلب على مشاكل الفهم الدقيق والمباشر للكلمات.
والناظر لاطباق طعامهم يقرأ فيها تاريخهم الممتد، وفنونهم وثقافاتهم المتنوعة والاصيلة، فيهفو لتذوقها و قد وضعت عليها لمسة من ذوق رفيع، تشبه البدايات والنهايات الخارجة عن المالوف التي أصبحت سمة مميزة لرواياتهم، فتحفز المتذوق وتغريه بتناول المزيد.
الكثير من العادات المشتركة بين السودان ودول المغرب العربي، نجدها بوضوخ في غرب السودان، خاصة في الزي والموسيقى وغيرها، وهي صلة لم تمنعها حدود المستعمر الجغرافية، ولم تغيبها الثقافات الوافدة الاخرى، وهي جديرة بالبحث وتسليط المزيد من الاضواء عليها.
وغير ذلك من مظاهر التبادل الثقافي، نقلها أتباع الطريقة التيجانية من المغرب إلى السودان عبر طقوسهم واحتفالاتهم واناشيدهم، كما عكستها روابط الطلاب السودانيين الذين درسوا بجامعات المغرب، وغيرهم من الذين استقروا هناك وعشقوا الحياة في المغرب، ووصلوا بمدها وتعميقها إلى حدود المصاهرة، التي قد تنتج اجيالاً بأنماطٍ من المعارف والآداب بنكهة (إبزار)* مميزة نتوقع ظهورها في المستقبل.
* هو البهار، أو ما يطيب به الطعام مثل الفلفل الأسود والكمون.
والدخول للغة أهل المغرب أو كما نسميها (بلاد فاس الما وراها ناس)، مثير وشائك، وبه صعوبات جمة نتجت عن الخلط في حديثهم بين اللغة العربية والفرنسية، مما ولد مفردة هجين توصف في عاميتنا بأنها (خاطفة لونين).
تعمل الدول على فتح الكثير من البوابات للتعريف بثقافتها، مثل السياحة والتجارة والدراسة والآداب والفنون، ومع ازدياد التطور في وسائل التواصل والفضاء المفتوح، استطاع الترويج البصري أن يضيف الكثير إلى تلك المنافذ واختلفت دوافع السفر ، حتى انها شملت رحلات الاستشفاء والتبادل الثقافي وغيرها، وجميع ما يعود عليها بعائدات ومكاسب مستقبلية.
عمل الاستعمار في المنطقة العربية وشمال افريقيا -خاصةً- على رفع دول دون الأخرى من ناحية الوجود الثقافي النشط في محيطها الدولي، ولم يكن على السطح سوى مصر والعراق و بلاد الشام.
اجتهد المصريون في الترويج لثقافتهم بكل السبل، وساعدتهم آثار الحضارة الفرعونية على ضمان باب السياحة الواسع كجالب لمنافع اقتصادية مستديمة، وتوالى انفتاحهم على العالم، فكانت الكتب والروايات والأغنيات والسينما والمسرح والدراسة والتجارة والاستشفاء. كل ذلك واكثر، وظلوا ينتجون وينتجون وشعوب المنطقة تتلقى.
وحتى بلاد الشام والعراق التي كانت من أعتى المنافسين لمصر ثقافياً، أتتها الحروب فأحرقت الكثير من الأحلام وصبت الماء على جذوة الأمل، فلم تنعم الشعوب والأجيال بالتبادل المعرفي والثقافي والمنفعي الذي يشبع إنسانها وينقل بلدانها لمراحل التطور المنشود.
كان لدول الشمال الافريقي - ما عدا مصر- تجربتها ومعاناتها،
وللمغرب نصيب ايضاً، يجده المتتبع للحركة الأدبية المغربية عبر المراحل المختلفة بكثافة في الكتب والروايات التي بدأت تنتشر بقوة في السنوات الاخيرة.
لعبت جامعة (القرويين) الدور الفاعل في بعث العلم ونشر الوعي، وإعادة الأنظار للتمعن في ثقافة البلاد وإرثها الغني الواضح في معالمها ومزاراتها، وما ينتجه إنسانها من آداب وفكر وفنون.
جاءت كلمة (شهيوات) مصحوبة بقوائم انيقة من الأكلات الشعبية الطيبة، وقد كانت بمثابة مدخل لطيف عبر إحدى قنواتهم التلفزيونية للتعرف على المغرب بوسيلة لا خوف عليها من تعقيدات اللغة، وقد يغني النظر عند متابعتها عن شرح المعاني، مما يسهل التغلب على مشاكل الفهم الدقيق والمباشر للكلمات.
والناظر لاطباق طعامهم يقرأ فيها تاريخهم الممتد، وفنونهم وثقافاتهم المتنوعة والاصيلة، فيهفو لتذوقها و قد وضعت عليها لمسة من ذوق رفيع، تشبه البدايات والنهايات الخارجة عن المالوف التي أصبحت سمة مميزة لرواياتهم، فتحفز المتذوق وتغريه بتناول المزيد.
الكثير من العادات المشتركة بين السودان ودول المغرب العربي، نجدها بوضوخ في غرب السودان، خاصة في الزي والموسيقى وغيرها، وهي صلة لم تمنعها حدود المستعمر الجغرافية، ولم تغيبها الثقافات الوافدة الاخرى، وهي جديرة بالبحث وتسليط المزيد من الاضواء عليها.
وغير ذلك من مظاهر التبادل الثقافي، نقلها أتباع الطريقة التيجانية من المغرب إلى السودان عبر طقوسهم واحتفالاتهم واناشيدهم، كما عكستها روابط الطلاب السودانيين الذين درسوا بجامعات المغرب، وغيرهم من الذين استقروا هناك وعشقوا الحياة في المغرب، ووصلوا بمدها وتعميقها إلى حدود المصاهرة، التي قد تنتج اجيالاً بأنماطٍ من المعارف والآداب بنكهة (إبزار)* مميزة نتوقع ظهورها في المستقبل.
* هو البهار، أو ما يطيب به الطعام مثل الفلفل الأسود والكمون.