أعترف في البدء أن الكتابة عن قامة نضالية وأدبية بحجم عائشة عوده ، بأنها لن تكفيها حقها ، فهي ليست مجرد أسيرة قضت في سجون الاحتلال الصهيوني منذ عامي 1969 ولغاية عام 1979 من القرن الماضي ، بل هي مدرسة نضالية ،تستحق دراسات متعددة في فكرها النضالي ، المبني على قناعات أيديلوجية وفلسفية في آن معا . فهي حين تتحدث عن السجن والأسر ، تتحدث عن السجن على أنه ساحة نضال داخل السجن ، وتتحدث عن جدران السجن كفضاءات يمكن للأسير الفلسطيني ، اختراق الجدران والأسيجة والنوافذ المغلقة وضيق مكان السجن وكثرة الأسرى ، إلى فضاءات من العشق النضالي والبطولي .
لن يكفي مقال كهذا ، ولن يرتقي لحجم ما قدمته الروائية والكاتبة الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني حقها . ففي مؤلفاتها الروائية ( أحلام حرة ) و ( ثمنا للشمس ) ومجموعتها القصصية ( يوم مختلف ) ، تتحدث عائشة عودة عن أسر الجسد ، حين يتمكن السجّان من أسر الجسد بين أربعة جدران ، بلا مساحة ، بلا مكان للنوم ، بلا حمام لقضاء الحاجة البيولوجية ، بلا توفير الطعام الكافي ، وبلا رعاية صحية . يمكن أن يمنعه من زيارة الأهل ، وأن لا ينال الأسير أبسط الحقوق الانسانية في سجون الاحتلال الاسرائيلي . لكنه أبدا لن يستطيع السجّان كسر صمود الأسرى وتحديهم للسجان ، رغم علم الأسير بما سيلحق به من شتى صنوف التعذيب ، فهي تروي عائشة عودة في روايتيها الكثير من أشكال التعذيب الهمجي ، الذي يتعامل به السجّان مع الأسيرة العربية ، بدءا من الألفاظ والصفات والشتائم البذيئة التي تمس كرامة الأنثى العربية وشرفها ، في محاولة منه كسر صمود كرامة المرأة وكبريائها ، وهي المرحلة في بداية التحقيق الكاذب والمؤدلج صهيونيا ، إلى البصق في الوجوه وإلقاء القاذورات على الأسرى ، لتنتقل معاناة الأسرى والأسيرات بالعقاب الجسدي ، الذي يصل إلى حد استشهاد الأسرى تحت وطأة التعذيب ، بطرق وأساليب تفوق وسائل تعذيب محاكم التفتيش في العصور الوسطى ، لنزع الاعتراف من الأسيرات الفلسطينيات ، ولنتخيل مثلا فض غشاء بكارة فتاة بعصا من قبل جنود الاحتلال لنزع اعتراف الأسيرة ، وما اعترفت . أية امرأة هذه ، وأي صمود امرأة هذا الذي ترفض فيه الاعتراف والانكسار في أقسى لحظات ضعفها ؟ .
لكن الانسان يبقى الانسان يبقى إنسانا ، وفيه من الضعف كما فيه من القوة ، فتخبرنا المناضلة عودة عن حالة ضعف ، لتنقذ صديقة لها من العذاب ، نلاحظ هنا قوة وانتصارا أكبر من السجن وسجانيه ، إرادة الوحدة والتضحية للرفيقة ، ومحاولة انقاذها ، فنالت الروائية من العذاب أقساه . تعترف بعملها البطولي بأنها قامت به بكل شجاعة ، وتحاول أن تعترف بمكان الأسلحة ، وعندما تقترب من المكان تكون مقاومتها السلبية بالرفض ، وتلتزم الصمت ولا تخبرهم ، فيكون العقاب الأكبر ، وتكون الزنزانة والسجن الانفرادي ، والعقاب النفسي والجسدي مالا يطيقه بشر .
عائشة عودة هي واحدة من الأسيرات اللواتي عانين ، وما زلن يعانين في سجون الاحتلال الصهيوني ، يحملن شرف وكرامة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ، مع رفاقهن الأسرى من الرجال ، فعلى الرغم من الاهمال والتهميش الإعلامي ، نجد أن المناضلين في سجون الاحتلال هم القلعة العربية ، والذين يقولون للمحتل : لا .
سأقوم في مقالات قادمة ـ إن شاء الله ـ تسليط الضوء على أعمال أدبية وروائية وقصصية لكتّاب وكاتبات أسرى في سجون الاحتلال ، بعضهم لا زال في سجون الاحتلال بمؤبدات تفوق في مدتها ألف عام وأكثر ، ولم يتم كسر شوكة هؤلاء الأبطال والبطلات في السجون ، فما زالوا يكتبون ويناضلون .
عذرا عائشة عودة ، هذا المقال لا يرتقي لحجم نضالك ، بل تحتاجين لرسائل دكتوراة تختص بدراسة فكرك ونضالك مع بقية الأسرى والأسيرات ، فإن قصّرت فهذا عذري واعتذاري لك .
لن يكفي مقال كهذا ، ولن يرتقي لحجم ما قدمته الروائية والكاتبة الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني حقها . ففي مؤلفاتها الروائية ( أحلام حرة ) و ( ثمنا للشمس ) ومجموعتها القصصية ( يوم مختلف ) ، تتحدث عائشة عودة عن أسر الجسد ، حين يتمكن السجّان من أسر الجسد بين أربعة جدران ، بلا مساحة ، بلا مكان للنوم ، بلا حمام لقضاء الحاجة البيولوجية ، بلا توفير الطعام الكافي ، وبلا رعاية صحية . يمكن أن يمنعه من زيارة الأهل ، وأن لا ينال الأسير أبسط الحقوق الانسانية في سجون الاحتلال الاسرائيلي . لكنه أبدا لن يستطيع السجّان كسر صمود الأسرى وتحديهم للسجان ، رغم علم الأسير بما سيلحق به من شتى صنوف التعذيب ، فهي تروي عائشة عودة في روايتيها الكثير من أشكال التعذيب الهمجي ، الذي يتعامل به السجّان مع الأسيرة العربية ، بدءا من الألفاظ والصفات والشتائم البذيئة التي تمس كرامة الأنثى العربية وشرفها ، في محاولة منه كسر صمود كرامة المرأة وكبريائها ، وهي المرحلة في بداية التحقيق الكاذب والمؤدلج صهيونيا ، إلى البصق في الوجوه وإلقاء القاذورات على الأسرى ، لتنتقل معاناة الأسرى والأسيرات بالعقاب الجسدي ، الذي يصل إلى حد استشهاد الأسرى تحت وطأة التعذيب ، بطرق وأساليب تفوق وسائل تعذيب محاكم التفتيش في العصور الوسطى ، لنزع الاعتراف من الأسيرات الفلسطينيات ، ولنتخيل مثلا فض غشاء بكارة فتاة بعصا من قبل جنود الاحتلال لنزع اعتراف الأسيرة ، وما اعترفت . أية امرأة هذه ، وأي صمود امرأة هذا الذي ترفض فيه الاعتراف والانكسار في أقسى لحظات ضعفها ؟ .
لكن الانسان يبقى الانسان يبقى إنسانا ، وفيه من الضعف كما فيه من القوة ، فتخبرنا المناضلة عودة عن حالة ضعف ، لتنقذ صديقة لها من العذاب ، نلاحظ هنا قوة وانتصارا أكبر من السجن وسجانيه ، إرادة الوحدة والتضحية للرفيقة ، ومحاولة انقاذها ، فنالت الروائية من العذاب أقساه . تعترف بعملها البطولي بأنها قامت به بكل شجاعة ، وتحاول أن تعترف بمكان الأسلحة ، وعندما تقترب من المكان تكون مقاومتها السلبية بالرفض ، وتلتزم الصمت ولا تخبرهم ، فيكون العقاب الأكبر ، وتكون الزنزانة والسجن الانفرادي ، والعقاب النفسي والجسدي مالا يطيقه بشر .
عائشة عودة هي واحدة من الأسيرات اللواتي عانين ، وما زلن يعانين في سجون الاحتلال الصهيوني ، يحملن شرف وكرامة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ، مع رفاقهن الأسرى من الرجال ، فعلى الرغم من الاهمال والتهميش الإعلامي ، نجد أن المناضلين في سجون الاحتلال هم القلعة العربية ، والذين يقولون للمحتل : لا .
سأقوم في مقالات قادمة ـ إن شاء الله ـ تسليط الضوء على أعمال أدبية وروائية وقصصية لكتّاب وكاتبات أسرى في سجون الاحتلال ، بعضهم لا زال في سجون الاحتلال بمؤبدات تفوق في مدتها ألف عام وأكثر ، ولم يتم كسر شوكة هؤلاء الأبطال والبطلات في السجون ، فما زالوا يكتبون ويناضلون .
عذرا عائشة عودة ، هذا المقال لا يرتقي لحجم نضالك ، بل تحتاجين لرسائل دكتوراة تختص بدراسة فكرك ونضالك مع بقية الأسرى والأسيرات ، فإن قصّرت فهذا عذري واعتذاري لك .