إن الحياة يمكن أن لا تكون شيئاً، ويمكنها أن تكون كل شيء..بحسب ما يراه كل فرد، وليس في هذا جديد.
ولكن ما هو ما يراه الفرد، إن عموم الناس لا يرون شيئاً، بل يتم تشويفهم، فتح أبصارهم، أو حتى دفعهم للمقاومة. اي مقاومة العمى. هناك قلة تصنع السيارات، وغالبية تقودها،..القلة التي تصنع الموسيقى لغالبية لا تصنعها، والقلة التي ترسم لغالبية لا ترسم،..الخ. وعلى هذا فالأقليات تتحول للكل. والكل لأقليات. فتتماهى الاقلية مع الأغلبية. إن البشر يساعدون بعضهم على فتح أبصارهم، والأشرار يساعدونهم على فقأ أعينهم. وبما أن مسألة الخير والشر هي كذلك نسبية، فلا أحد يعرف صديقه من عدوه على نحو حاسم. ولذلك فالفرد يظل فرداً (مستقلاً عن مجتمعه)، والمجتمع يظل مجتمعاً (مستقلاً عن فرده)، وهذه علاقة شديدة التعقيد.
لذلك فالحياة يمكن أن تكون كل شيء، بحسب ما يراه الفرد، والا تكون أي شيء، أيضاً بحسب ما يراه الفرد. ولا محل للحكم بصحة او خطأ هذا او ذاك. فالعدمية نفسها إمتلاء بالمعنى الخفي. والله قد يكون حقيقة وقد لا يكون، موجوداً أو غير موجود، بحسب الزاوية التي يُنظر منها تجاه الأمر. ولذلك فلما كان القوم يسألون بوذا هل الله موجود كان يقول (نعم)، وعندما يسأله قومٌ آخرون كان يقول (لا). وهو إذ ذاك إنما كان يُحيل الحكم إليهم لا إليه. ولذلك إن كنا نبحث عن منهج لفهم الأشياء ومن ضمن هذه الأشياء (الكتب المقدسة، والفلسفات الكبرى)، فعلينا أن نخوض بمنهجين متوازيين، يلتقيان في نهاية الأمر، إذ يكون المنهج الاول خارجياً وصفياً، والثاني داخلياً تأملياً.
يقول إدوارد سعيد عن المثقف بأن المثقف لا يكون مثقفاً إن لم يخطئ، وإن كان سعيد هنا، لا يمنحنا تسبيباً لهذا الحكم، لكننا نستطيع ان نقول بأن (الخطأ) نفسه، حُكم قلِق. فالأحكام تتقلب بين الصواب والخطأ باختلاف الزمكان، كل لحظة قد تجعل الخطأ صواباً والصواب خطأ. والزمكان هنا ليس الزمان والمكان على وجههما الفيزيائي، بل الحدثي، أي كظرفين يحتويان داخلهما الأحداث (الواقعات، التفاعلات، ردود الأفعال، التلقيات والإسقاطات النفسية، التجليات، المشاعر الباردة والحارة، الوضع السياسي والاقتصادي والثقافي والإجتماعي). في الواقع، المثقف لا يخطئ أبداً، لأنه لا يصيب أبداً، لأنه لو أصاب دائماً (فقد رسم العالم المتعرج بخط مستقيم) فيكون صوابه خطأ دائماً. إن المثقف يجب ألا يهتم أبداً بهذين الحكمين، لأنه سيفقد أول أدواته، وهو الإقتحام. إن على المثقف أن (يصف) بصدق، هذا هو كل ما هو مفروض عليه، أما أن يتأمل (فهذا) يترك لقريحته، ولعاطفته، كالرسام التعبيري، الذي لا يكترث بالأبعاد بقدر ما يكترث بتوظيف المادة لعكس ما بداخله من تجليات، تلهمه بها أشياء تبدو متنافرة كزهرة الأقحوان والدم، فكلاهما أيضا يتشاركان الحُمرة. تكون الحياة كل شيء، ولا شيء أيضاً، لأنها قضية حكم شخصية محضة. ولذا فالإنسان يتقلب بينهما، إذ يرى الحياة كل شيء تارة، ولا شيء تارة أخرى.
ولكن ما هو ما يراه الفرد، إن عموم الناس لا يرون شيئاً، بل يتم تشويفهم، فتح أبصارهم، أو حتى دفعهم للمقاومة. اي مقاومة العمى. هناك قلة تصنع السيارات، وغالبية تقودها،..القلة التي تصنع الموسيقى لغالبية لا تصنعها، والقلة التي ترسم لغالبية لا ترسم،..الخ. وعلى هذا فالأقليات تتحول للكل. والكل لأقليات. فتتماهى الاقلية مع الأغلبية. إن البشر يساعدون بعضهم على فتح أبصارهم، والأشرار يساعدونهم على فقأ أعينهم. وبما أن مسألة الخير والشر هي كذلك نسبية، فلا أحد يعرف صديقه من عدوه على نحو حاسم. ولذلك فالفرد يظل فرداً (مستقلاً عن مجتمعه)، والمجتمع يظل مجتمعاً (مستقلاً عن فرده)، وهذه علاقة شديدة التعقيد.
لذلك فالحياة يمكن أن تكون كل شيء، بحسب ما يراه الفرد، والا تكون أي شيء، أيضاً بحسب ما يراه الفرد. ولا محل للحكم بصحة او خطأ هذا او ذاك. فالعدمية نفسها إمتلاء بالمعنى الخفي. والله قد يكون حقيقة وقد لا يكون، موجوداً أو غير موجود، بحسب الزاوية التي يُنظر منها تجاه الأمر. ولذلك فلما كان القوم يسألون بوذا هل الله موجود كان يقول (نعم)، وعندما يسأله قومٌ آخرون كان يقول (لا). وهو إذ ذاك إنما كان يُحيل الحكم إليهم لا إليه. ولذلك إن كنا نبحث عن منهج لفهم الأشياء ومن ضمن هذه الأشياء (الكتب المقدسة، والفلسفات الكبرى)، فعلينا أن نخوض بمنهجين متوازيين، يلتقيان في نهاية الأمر، إذ يكون المنهج الاول خارجياً وصفياً، والثاني داخلياً تأملياً.
يقول إدوارد سعيد عن المثقف بأن المثقف لا يكون مثقفاً إن لم يخطئ، وإن كان سعيد هنا، لا يمنحنا تسبيباً لهذا الحكم، لكننا نستطيع ان نقول بأن (الخطأ) نفسه، حُكم قلِق. فالأحكام تتقلب بين الصواب والخطأ باختلاف الزمكان، كل لحظة قد تجعل الخطأ صواباً والصواب خطأ. والزمكان هنا ليس الزمان والمكان على وجههما الفيزيائي، بل الحدثي، أي كظرفين يحتويان داخلهما الأحداث (الواقعات، التفاعلات، ردود الأفعال، التلقيات والإسقاطات النفسية، التجليات، المشاعر الباردة والحارة، الوضع السياسي والاقتصادي والثقافي والإجتماعي). في الواقع، المثقف لا يخطئ أبداً، لأنه لا يصيب أبداً، لأنه لو أصاب دائماً (فقد رسم العالم المتعرج بخط مستقيم) فيكون صوابه خطأ دائماً. إن المثقف يجب ألا يهتم أبداً بهذين الحكمين، لأنه سيفقد أول أدواته، وهو الإقتحام. إن على المثقف أن (يصف) بصدق، هذا هو كل ما هو مفروض عليه، أما أن يتأمل (فهذا) يترك لقريحته، ولعاطفته، كالرسام التعبيري، الذي لا يكترث بالأبعاد بقدر ما يكترث بتوظيف المادة لعكس ما بداخله من تجليات، تلهمه بها أشياء تبدو متنافرة كزهرة الأقحوان والدم، فكلاهما أيضا يتشاركان الحُمرة. تكون الحياة كل شيء، ولا شيء أيضاً، لأنها قضية حكم شخصية محضة. ولذا فالإنسان يتقلب بينهما، إذ يرى الحياة كل شيء تارة، ولا شيء تارة أخرى.