ان ما شهدته الدبلوماسية المعاصر ، في عالم اليوم من تغيرات في مجرياتها من حيث الآليات ،والمخرجات ،وحتي التغيرات وما أفرزت علي إعادة نمو وتطوير الدبلوماسية السرية بوجه آخر وهو الوجه الناعم الذي تستعمله إسرائيل مع دول الخليج ،مع ان اسرائيل والتي تتوافق مع منهجية كسينجر في خلق وضبط لهيكلة دبلوماسية الفاعل الوحيد في الشرق الاوسط ،وخاصة في تعاملها مع القضية الفلسطينية ،قد هيكلتها هذه المرة مع دول الخليج في عمليات السلام التي زعمتها ،فمعاهدة البترودولار التي عقدتها الولايات المتحدة الامريكية ،برعاية رجل السلام كسنجر ،وااذي كانت مخرجاتها تتمحور حول بيع البترول بالدولار مقابل الهدوء والابقاء علي السلام ونظام الحكم الملكية في السعودية ،وقد باركت السعودية هذا المسعي وصادقت عليه ،مع أن الولايات المتحدة في ذلك الوقت كانت قد خرجت من حرب الفتنام خاسرة ،وقد أدي ذلك الي سقوط عملة الدولار لولا تدخل السعودية وتزعمها للأوبيك ، لكان الدولار اليوم من الماضي ،لكن الإتفاقية بين السعودية وأمريكيا طبعا برعاية إسرائيل الطفل المدلل ،قد أعادة هيكلة الدولار في الوسط العالمي وبقوة دبلوماسيتها وتأثيرها علي صناع القرار التابعين لمجلس التعاون ، فالديمقراطية المزعومة من طرف الولايات المتحدة الامريكية ،والتي تكلم عنها الغرب في كتب عديدة ومجلدات كثيرة،"فوكوياما " لماذا تطبق علي العراق ولا تطبق علي السعودية ،بل لماذا الملوك في الإمارات والخليج بصفة عامة لا يشملهم توجه الديمقراطية ،بل كيف يباركون هم انفسهم الديمقراطية علي الدول الأخري مثل العراق ،اليمن ،ولا يباركونها لأنفسهم ،إن منعرج السياسة في الخليج يخضع إلي مرتزقة ،همهم الوحيد الجلوس علي الكراسي ،ودعم القضايا التي تخدم تسلطهم ،ولو علي حساب الدول الاخري ،إن معاهدة أوسلوا ،ووادي عربة، وكامديفد كلها معاهدات سلام مع إسرائيل وقدكان هدف إسرائيل في هذه المعاهدات ليس كسب التأييد ،لا بل لأن إسرائيل أصلا سيدة العالم بالطرق الناعمة ،إن إسرائيل كان هدفها الوحيد في هذه المعاهدات هو توسيع أسواقها لعدم كساد صناعاتها ،فالمعاهدة الوحيدة والتي إختلف فيها علماء السياسة اليوم هي معاهدة السادات ،أو مايعرف بكامديفد ،والتي تنطوي علي توجهين متناقضين ،فالتوجه الأول يري أتباعه أنها معاهدة تطبيع مع الكيان الصهيوني وأولي في تاريخها ،أما أتباع التوجه الثاني فيرون انها معاهدة لتخطيط الحدود ،وعدم السماح لإسرائيل في الزحف والإستعمار ونهب الأراضي، ويري اصحاب هذا التوجه أن هذه المعاهدة قد حددت معالم الكيان بطريقة لا تسمح له بالتوسع مرة أخري ،وبين هذا وذلك نري أن إسرائيل قد حققت أهدافها سواءا علي الصعيد الدبلوماسي لأنها ربحت تحالفات جديدة ،وعلي الصعيد السياسي ،فقد أصبح لهاوزن وقضية في الهيئة الأممية،وعلي الصعيد الأمني أصبحت لها حدود ،وجغرافيا سياسية ،أما الجانب المهم وهو الاقتصادي ،حيث اصبح لإسرائيل عدة أسواق خارجية علي غرار عمان ،لبنان ،مصر ،والأنها هي في حالة إحتواء لأسواق الخليج ،ولأنها لا تهتم بالجانب الإماراتي من حيث السياسة ،لان هذه الأنظمة لاتخدمها لأنها في فترة ترهل وإرتخاء ،بل تهتم لاسواق هذه المناطق الجغرافية ،فالمعاهدة ليست معاهدة سلام ،بقدر ماهي معاهدة إقتصاد .
إن الزحف الاسرائيلي الأن في منطقة الشرق الاوسط هو زحف إقتصادي بحت ،حيث ان كل ما كتب عن القوة في العلاقات الدولية يتمحور في العقيدة الإسرائيلية حول ماذا تعني القوة ؟ ،وهنا يظهر التصنيف الرائع الذي طرحه جيفري هارت حول ان القوة إما تحكم في الفواعل أو تحكم في الموارد أو تحكم في الأحداث ،وقد إستطاعت إسرائيل تحقيق ذلك من خلال معاهدات السلام ،والضغط علي النظم التسلطية وإخضاعها والتحكم في صناع القرار ،وهنا يظهر التحكم في الفواعل ،وكذلك التحكم في الموارد من خلال جعل هذه الدول عبارة عن أسواق إسرائيلية ،تخضع الإقتصاد الاسرائيلي ،أما التحكم في الاحداث وهو إغتنام الفرص والتركيز علي توقيت هذه المعاهدات ،من أجل دعم مواقف السلام كما تزعم.
إن إسرائيل تعتمد في سياستها الخارجية الغير معلومة المعالم ،علي دبلوماسية الفاعل الوحيد ،وذلك لتمرير مخططاتها ،وإلتقاف نقاط الضعف،للأطراف الموالية لها ،إنها تستخدم الجوسسة ،وسلطة القوة الناعمة ،داخل لوبياتها في جميع المجالات الحيوية في الشرق الاوسط ،فكما أخبرنا جوزيف ناي في أطروحته" إنتشار القوة" أن معايير القوة تتغير عبر الزمن ومن وقت الي وقت ،فإن إسرائيل تتبع نفس النهج حيث تبحث عن القوة ولكن من خلال قوتها ،وتبحث عن النفوذ وذلك من خلال نفوذها ،وتبحث عن الأموال والإقتصاد وكذلك من خلال أموالها وإقتصادها ،إنها الزاوية المظلمة لقوة الولايات المتحدة الامريكية .فالجانب الصلب لإسرائيل يظهر في قوة الو .م.أ.أما الجانب اللين لقوتها الناعمة فيظهر في المعاهدات التي فرضتها علي الدول العربية والدول الاخري .
فالكيان الصهيوني بلوبياته المتعددة ،يحاول التغلغل الناعم داخل شرايين الشرق الأوسط ،وذلك مثل سرطان ينخر الجسم حتي يتعبه ،ثم يسقطه دون أدني مواجهة ،وهذا ما سوف تفعله إسرائيل لفرض تواجدها في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا ،فالقضية قضية وقت ،وأحداث فقط،
إن الزحف الاسرائيلي الأن في منطقة الشرق الاوسط هو زحف إقتصادي بحت ،حيث ان كل ما كتب عن القوة في العلاقات الدولية يتمحور في العقيدة الإسرائيلية حول ماذا تعني القوة ؟ ،وهنا يظهر التصنيف الرائع الذي طرحه جيفري هارت حول ان القوة إما تحكم في الفواعل أو تحكم في الموارد أو تحكم في الأحداث ،وقد إستطاعت إسرائيل تحقيق ذلك من خلال معاهدات السلام ،والضغط علي النظم التسلطية وإخضاعها والتحكم في صناع القرار ،وهنا يظهر التحكم في الفواعل ،وكذلك التحكم في الموارد من خلال جعل هذه الدول عبارة عن أسواق إسرائيلية ،تخضع الإقتصاد الاسرائيلي ،أما التحكم في الاحداث وهو إغتنام الفرص والتركيز علي توقيت هذه المعاهدات ،من أجل دعم مواقف السلام كما تزعم.
إن إسرائيل تعتمد في سياستها الخارجية الغير معلومة المعالم ،علي دبلوماسية الفاعل الوحيد ،وذلك لتمرير مخططاتها ،وإلتقاف نقاط الضعف،للأطراف الموالية لها ،إنها تستخدم الجوسسة ،وسلطة القوة الناعمة ،داخل لوبياتها في جميع المجالات الحيوية في الشرق الاوسط ،فكما أخبرنا جوزيف ناي في أطروحته" إنتشار القوة" أن معايير القوة تتغير عبر الزمن ومن وقت الي وقت ،فإن إسرائيل تتبع نفس النهج حيث تبحث عن القوة ولكن من خلال قوتها ،وتبحث عن النفوذ وذلك من خلال نفوذها ،وتبحث عن الأموال والإقتصاد وكذلك من خلال أموالها وإقتصادها ،إنها الزاوية المظلمة لقوة الولايات المتحدة الامريكية .فالجانب الصلب لإسرائيل يظهر في قوة الو .م.أ.أما الجانب اللين لقوتها الناعمة فيظهر في المعاهدات التي فرضتها علي الدول العربية والدول الاخري .
فالكيان الصهيوني بلوبياته المتعددة ،يحاول التغلغل الناعم داخل شرايين الشرق الأوسط ،وذلك مثل سرطان ينخر الجسم حتي يتعبه ،ثم يسقطه دون أدني مواجهة ،وهذا ما سوف تفعله إسرائيل لفرض تواجدها في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا ،فالقضية قضية وقت ،وأحداث فقط،