لا اعتبر نفسي رساماً، فهذا مجال له عظماؤه، لكنني هاوٍ، أحاول تطوير نفسي بقدر ما إستطيع. وهي هواية جميلة، لأنها أداة تعبير، كالشعر والقصة وغيرها من الأداب والفنون. أي نقل الأحاديث الداخلية إلى الخارج. لقد جذبني في البداية رسم الحقبة الباروكية، ولكني اليوم في حالة هيام بفن جيسلاف بيكشنسكي كتطوير للباروكية على نحو وحشي وغرائبي. يصور بؤس العالم..
إن الرسم يجعلك مرتبطاً بالفحص المستمر للطبيعة، للألوان، وامتزاجاتها، ستلاحظ أن العالم ليس سوى خدع بصرية، إن الماء في الواقع ليس له لون، لكنه انعكاس لألوان كل شيء ما عداه، إنه منافق كبير. الأشجار خربشات، وإذا رسمت أمام طفل فإنه حين يتعرف على ما ترسمه، إنما يؤكد أن فهمنا للعالم ليس سوى احتفاظاً بصورته، التي نستعيدها عندما نشاهدها، ونطابقها بمخزوننا السابق، أما إن لم نمتلك مخزوناً صورياً للشي فلن نفهمه أبداً. ومن خدع الرسم أنه ليس سوى ظلال، توضع بدقة لتمنحنا البعد الثالث، ولكي نميز ما هو في الداخل والخارج، أو القريب والبعيد، ليس المنظور سوى إيهام عبر تباين الأحجام...
غير أن الرسم يقوي ملاحظتنا للمفارقات، وللمزايا، وللتشوهات.
قبل أسبوع أنزلت صورة وجه فتاة لرسم بورتريه، وبدأت بتكبير الصورة، لافجأ بشيء غريب. كانت صورة الفتاة معدلة بحيث تخفي تشوهات عجيبة في الأنف، وكلما وسعت مساحة العينين وجدت تشوهات أخرى. الفتاة التي وضعت كاجمل فتاة لم تكن كذلك في الواقع. كان الأمر كله لعبة ظلال صناعية، عبر تدرجات اللون. الأنف المستقيم، ليس مستقيماً في الواقع، العين الواسعة ليست واسعة في الحقيقة، الشفاه المنتفخة الرطبة ليست سوى توسعة لمحيط أحمر الشفاه مع تعميق للون في بعض المناطق لعمل تناسق يدمج الحقيقي بالمزيف.
وعندما ترسم كثيراً تزداد خبرتك في لعبة الخداع والإيهام البصري.
وعندمة تبدأ في ذلك الفن، فإنك تلاحظ الطبيعة ملاحظة دقيقة، قطرات الندى على ورق الشجر، الفطريات على لحاء الأشجار،..وتتغير نظرتك للعالم، إذا تبدأ في تمزيق الصورة الكبيرة، لتقتص منها قصاصة صغيرة، تكون تعبيراً عن رؤية جمالية ما تراها أنت، وترغب في أن يشاركك الآخرون رؤيتها.
يؤدي ذلك الفن إلى الربط بين أشياء تبدو وكأنه لا رابط بينها، بالرغم من أنها تترابط ترابطا تعالقيا وثيقاً، إنها كالإستعارات في البلاغة.
إن الرسم يجعلك مرتبطاً بالفحص المستمر للطبيعة، للألوان، وامتزاجاتها، ستلاحظ أن العالم ليس سوى خدع بصرية، إن الماء في الواقع ليس له لون، لكنه انعكاس لألوان كل شيء ما عداه، إنه منافق كبير. الأشجار خربشات، وإذا رسمت أمام طفل فإنه حين يتعرف على ما ترسمه، إنما يؤكد أن فهمنا للعالم ليس سوى احتفاظاً بصورته، التي نستعيدها عندما نشاهدها، ونطابقها بمخزوننا السابق، أما إن لم نمتلك مخزوناً صورياً للشي فلن نفهمه أبداً. ومن خدع الرسم أنه ليس سوى ظلال، توضع بدقة لتمنحنا البعد الثالث، ولكي نميز ما هو في الداخل والخارج، أو القريب والبعيد، ليس المنظور سوى إيهام عبر تباين الأحجام...
غير أن الرسم يقوي ملاحظتنا للمفارقات، وللمزايا، وللتشوهات.
قبل أسبوع أنزلت صورة وجه فتاة لرسم بورتريه، وبدأت بتكبير الصورة، لافجأ بشيء غريب. كانت صورة الفتاة معدلة بحيث تخفي تشوهات عجيبة في الأنف، وكلما وسعت مساحة العينين وجدت تشوهات أخرى. الفتاة التي وضعت كاجمل فتاة لم تكن كذلك في الواقع. كان الأمر كله لعبة ظلال صناعية، عبر تدرجات اللون. الأنف المستقيم، ليس مستقيماً في الواقع، العين الواسعة ليست واسعة في الحقيقة، الشفاه المنتفخة الرطبة ليست سوى توسعة لمحيط أحمر الشفاه مع تعميق للون في بعض المناطق لعمل تناسق يدمج الحقيقي بالمزيف.
وعندما ترسم كثيراً تزداد خبرتك في لعبة الخداع والإيهام البصري.
وعندمة تبدأ في ذلك الفن، فإنك تلاحظ الطبيعة ملاحظة دقيقة، قطرات الندى على ورق الشجر، الفطريات على لحاء الأشجار،..وتتغير نظرتك للعالم، إذا تبدأ في تمزيق الصورة الكبيرة، لتقتص منها قصاصة صغيرة، تكون تعبيراً عن رؤية جمالية ما تراها أنت، وترغب في أن يشاركك الآخرون رؤيتها.
يؤدي ذلك الفن إلى الربط بين أشياء تبدو وكأنه لا رابط بينها، بالرغم من أنها تترابط ترابطا تعالقيا وثيقاً، إنها كالإستعارات في البلاغة.