علجية عيش - قصة السجين السياسي محمد عبدليّ الذي توفي ساجدا و هو يصلي داخل زنزانته

صوره عمّت صفحات الفضاء الأزرق و الشارع التيارتي يهتز لوفاته
قصة السجين السياسي محمد عبدليّ الذي توفي ساجدا و هو يصلي داخل زنزانته
الذين زاروا السجون.. وحدهم يدركون أن الموت حنون، حتى لا يبقون بين أيدي مجرمين و يعيشون تحت سقف نظام فاسد، و هاهو السجين السياسي محمد عبدلي الذي خرج عام 1992 من بيته ليعود في 2020 إلى والدته ميتا في صندوق، تشير أرقام أن أزيد من 165 سجين لا يزالون ليومنا هذا داخل السجون

قصة المعتقل السياسي الجزائري محمد عبدليّ واحدة من القصص التي يعيشها المعتقلون السياسيون في الجزائر، و ماتزال عائلاتهم و بالأخص أمهاتهم يبكون و يحنون لرؤيتهم و احتضانهم، منهم من توفي والداه دون أن يحضر جنازته، و منهم من توفوا داخل السجون دون توديع عائلاتهم، هي قصص محزنة تعود إلى بداية التسعينيات عندما خرجت الجماهير في الجزائر تطالب بدولة إسلامية و تطبيق شرع الله، و دخلت الجزائر في حرب أهلية بعد توقف المسار الإنتخابي إثر فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الإنتخابات التشريعية، و دون الدخول في التفاصيل فالقاصي و الداني يعلم بالأحداث التي عاشتها الجزائر طيلة عشرية كاملة سميت بالسوداء.
وها هي مواقع التواصل الإجتماعي تملأ صور واحد من السجناء السياسيين الجزائريين و هو المدعو محمد عبدليّ ابن مدينة تيارت، من مواليد 1963 تم إعتقاله أيام الجنرال خالد نزار بعد الإنقلاب العسكري على الإرادة الشعبية سنه 1992 و تمت محاكمته من قبل إحدى المحاكم العسكرية الخاصة بسبب إنتمائه السياسي ، بعد اعتقاله تعرضت عائلته للتعذيب الوحشي، و هو يتنقل من سجن لآخر تعرض لكثير من الأمراض بسبب الإهمال الطبي، و لم تخل السلطات الجزائرية سبيله حتى وافته المنية يوم الجمعة 06 نوفمبر 2020 ، بسجن تازولت ( لامباز) ولاية باتنة شرق الجزائر، رغم صدور قانون الوئام و المصالحة الوطنية الذي كان حبرا على ورق ليعود اليوم إلى عائلته و أمّه داخل صندوق.
و علّق جزائريون عبر مواقع التواصل الإجتماعي بالقول ليس سهلا أن يتصور أحدنا أن يظل سجينا سياسيا و لمدة 28 سنة داخل زنزانة انفرادية مظلمة ، حسبما توالته مواقع التواصل الإجتماعي فالسجين كان ضحية نظام فاسد، و قد توفي و هو ساجدٌ يصلي داخل زنزانته عن عمر يناهز 58 سنة، حسب شهادة والدته على موقع اليوتيوب، كانت المحكمة العسكرية الخاصة بوهران قد حكمت عليه بالإعدام و منذ ذلك الوقت لم تعرف عنه اي خبر، ورغم مراسلاتها رئيس الجمهوري لكن باءت كلها بالفشل، والدة السجين السياسي محم عبدلي التي ما تزال على قيد الحياة ألقت كلمة و هي تذرف الدموع على ابنها الذي لم تشبع منه، تحدثت عن باقي أبنائها الذين تذوقوا أيضا مرارة السجن ( نذير 10 سنوات في السجن، و أخوه الصغير 06 سنوات ، و لم يبق لها سوى ولدان يدرسان بالجانعة بعد وفاة والدهما.
و كانت عائلات السجناء السياسيي في كل مناسبة تخرج إلى الشارع تطالب السلطات الجزائرية بالإفراج عن أزواجها و ابنائها، رافعين شعارات تنديد بو يرددون : ( مانسيناش مانسيناش مساجين التسعينات، وين هي العدالة وين هو القانون و خاوتنا من التسعينات في السجون)، هي قصة كبقية القصص التي عاش أحداثها أنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ FIS، لموقف تبنوه و أرادوا تجسيده في أرض الواقع، و سارت خلفهم الجماهير التي حافظت على رسالة نبيها و الإسلام، تشير أرقام أن أزيد من 165 سجين سياسي يقبع داخل السجون إلى يومنا هذا، و هو رقم يحتاج إلى تدخل منظمات حقوق الإنسان، كنا مؤخرا طرحنا سؤالا على وسيط الجمهورية حول مدى تدخل منظومته لحل مشكل معتقلي الراي و كان متحفظا في رده و قال إنهم بصدد الوساطة.
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...