ديوان الغائبين قاسم محمد حمزة - العراق - 1947 - 1983؟؟

الشهيد (قاسم محمد حمزة )
مواليد 1-7-1947
اعتقل : 12-10-1980
استشهاد :10-5-1983
مسؤول المكتب الصحفي في الفرات الاوسط- كاتب - ناقد - احد قادة الحزب الشيوعي العراقي.
محل الولادة : بغداد/الكاظمية ثم انتقل الى بابل/الحله
حيث اكمل دراسته الاعدادية فيها وبعدها حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية في الادب والصرف من جامعة بغداد .
انتمى الى صفوف الحزب الشيوعي وهو في الثامنة عشر من عمره وارتقى مناصب عده حاز على اعجاب مسؤوليه لما يمتلكه من خلق عالي وفهم لمبادئ الحزب.
عرف باسم (رفيق حداد ) تيمنا لشهيد الحزب الشيوعي الذي كان يحمل اسم حداد الذي سبقه بالاستشهاد فاقسم بان يكون اسمه حداد وان يكون له شرف الشهادة كما كان لرفيقه.
زاول مهنة التدريس في مدينة السماوة ثم بعدها انتقل الى الحله في اعدادية الحله للبنين وكان متفانيا منضبطا في عمله .
ثم نقل من مهنة التدريس الى دائرة ضريبة بابل من قبل النظام البائد لمعرفتهم بانتمائه للحزب الشيوعي .
مارس الكتابة في الصحف المحلية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي واصبح مسؤول المكتب الصحفي في الفرات الاوسط وهو في عمر لم يتجاوز السادسة والعشرون كما كان له عمود خاص في مجلة ( روز اليوسف ) المصرية وله عمود ايضا في مجلة (صباح الخير) المصرية.
كانت له مجموعه من كتابات نقديه ادبيه ومسرحيه عدة لكنها تلفت من قبل النظام البائد مع مكتبه عامره كان يمتلكها غلفت اربع جدران كان عددها يتجاوز خمسون الف كتاب حوت هذه المكتبة على كتب فلسفيه قيمه وادبيه وعلميه ولغويه وكتب ادبيه وفلسفيه مترجمة لعدة لغات حيث ترجم عدة كتب الى اللغة الروسية والالمانية والانكليزية وايضا اتلفت واحرقت مع ما حرق واتلف من كتبه.
ومن اعمال النقد التي قدمها على سبيل المثال نقد للكاتب (عباس محمود العقاد) كما له بحوث عن الجاحظ وعن ابن عربي وعن ابن رشد وعن كتاب (كليله ودمنه) و(المتصوفه) و( المعتزله) وبحوث عن الاسس التربوية وقواعد اللغة العربية .
كما تحدث عنه الدكتور( علي جواد الطاهر ) والدكتور ( علي الوردي ) وقد اشاد الدكتور ( علي جواد الطاهر بملكته الثقافية ووعيه السابق لسنه واعتبره خليفة من بعده في قواعد اللغة العربية والادب العربي ).
كما ان الحزب الشيوعي في بابل اوفده لدراسة اللغة وحضور المؤتمرات في موسكو وفرنسا وتونس والجزائر والمغرب وغيرها من البلدان لما وجدو به من تفاني في عمله وامانته.
وخير دليل على امانته لأسرار الحزب والشعب قدم اغلى ما يملك من اجل شعبه واحبائه عندما اغتالته ايادي البعث القذرة حصل على شرف الشهادة في معتقلات البعث المقبور بعد ان اعتقل لعدة مرات وعذب عدة مرات ولم يعلن البراءة ورحل وهو حافظا اسرار الحزب المؤتمن عليها .
بعدها ارسل له الحزب رساله بان يختفي لفتره في بغداد وبعدها ينقل الى خارج العراق مع رفاقه لكنه رفض ذلك وبقي وعاد الى الحله وفي صباح يوم السبت المصادف 12-10- 1980 م القى عليه القبض من قبل جلاوزة النظام القذرة واودعوه في مديرية امن الحله وسفر في نفس الليلة الى مديرية امن بغداد وبعدها انقطعت اخباره تماما.
اعدم في تاريخ10-5-1983 م حسب ما كان موجودا في قرار الاعدام الذي صدر من مجلس قيادة الثورة انذاك علما انه قد استشهد قبل هذا الموعد المزعوم اي اثناء التعذيب.
اعتقل : 12-10-1980
استشهاد :10-5-1983
معلومة (لم نحصل على رفاته لحد الان) .

اغنية الجسور
للشاعر السوفيتي : ميخائيل دودين
ترجمة : قاسم محمد حمزة

جسور للضغينة ,
وجسور للجشع _
أتحقق مطمحا للانسان؟
جسور للخطر
وجسور للحرب
حطمها جميعا , ولا تشيد غيرها !
لكن تبقى بعض الخلجان الممتدة
انها واسعة _ لكن الانسان يمكنه ان يصل بين ضفافها
بجسر من النبل , اذن , دعونا نبدأ
ببنائها من ارض الى ارض
ومن قلب الى قلب
وستقف على هذا الجسر مودة راسخة
تفتح ذراعيها لكل جنس انساني جبار .
من ذا الذي سيبني جسرا
من الارض الى الفضاء .؟


=====


مواصلة الكشف عن الطبيعة في الجبل الابيض للكاتب امجد توفيق.
يواصل امجد توفيق في مجموعته القصصية الجديدة (الجبل الابيض) ما بداه بمجموعته الاولى ((الثلج الثلج)) ولكنه في هذه المجموعة يرتقي مرقى افضل , متخلصا من اعباء الشكلية الوصيفة في المجموعة الاولى وقصص (الجبل الابيض) عدا السيف والزائرة ,وقليلا ما ((مقتل بائع الطيور)) , هي عن الطبيعة , حينما تتحول الى ذات والى موضوع , كاشفة ومكشوفة ,للعنصر المقابل لها , الانسان . هل يعني انها تدور في مدار رومانسي .
بهذا القدر او ذاك , تحمل قصص المجموعة , هذه الروح . ففي قصة ((اشجار بعيدة )) تمنح الطبيعة ((عباس)) الجرأة والقوة والمغامرة والقدرة على الحب الخاص , والشعر , والتحدي , وتغدو الملجأ الاخير . وفي قصة ((حفنة من الثلج)) تكون الطبيعة سبيل الاطفال الى المعرفة , وكشف العالم واحتوائه , وهي الرغبة التي يتساوى فيها الكبير والصغير . اما قصة ((لحن جديد لأغنية قديمة )) فهي ملاذ لعجوز ومقتله ومدفنه . و(( مملكة الجبل )) التي حاول القاص فيها ان ينفث كل ما في قدرته من نفسه كي هذا الاندماج ما بين الطبيعة والبشر , ومحاولة الكشف عن العلائق السرية المتبادلة بينهما , وتحويلهما الى رمز خاص تتجسد في المرأة الارملة , التي تتمثل فيها اسرار الموت والحياة . اما عن قصتي (( الشجرة )) و (( موت بائع الطيور الصغير )) , فليس الطبيعة فيهما اطارا هامشيا , اضافة لزعيق الحدث في كليهما . اما قصة (( السيف والزائر )) فهي قصة تخرج بموضوعها عن وحدة القصص الاخرى . والان هل حقق امجد توفيق بغيته في القصة , ربما تبدو الاجابة على صعوبتها ,مبكرة ايضا , ولكن يمكن القول حول هذه المجموعة ان القدرة فيها قد تفاوتت على ذلك , اذا علمنا ان بناء القصص كان تقليديا , في جميعها , ولم تمنح التوشية اللفضية , هذا البناء الا زخرفة خارجية تحولت احيانا الى عوائق رغم التقطيع والمناوبة في بعض القصص كما شكل الاعتماد على النقل البصري للطبيعة , احد معوقات احكام البناء وتطوره , اذ كان يعتمد الصورة الوصفية التقريرية عن الطبيعة بشكلها الخارجي رغم ان امجدا حاول ان ينقل جاهدا بعض قوانين الطبيعة وتاثيراتها على سلوك الابطال وافكارهم واحاسيسهم في هذه اللمحة او تلك لكن هذه المحاولة ظلت قاصرة ففي قصة (( اشجار بعيدة )) مثلا لم تكن علاقة ( عباس ) مع (( كلبهار )) مستوفية المعادل مع الطبيعة وقد انقاد القاص وراء المنكتة في الضحك على الشيخ, والشعر المحشو الاخر , في حين كان يمكنه ان يكشف تلك العلائق ( السرية ) بين انسان تربى وتطبع بطبائع الجبل وبين مجتمع القرية , ويكشف بحذق اكبر سرية العلاقة ما بين الرجل والمرأة المحكومين لعالمين مختلفين . وايضا في قصة (( لحن جديد لأغنية قديمة )) التي فقدت حيويتها بسبب من نهايتها غير المقنعة , حتى وان كان الشيخ يائسا , مرفوضا من زوجة الابن , بالرغم من ان القصة كان يمكن ان تكون من اروع القصص , لو سار على ما بدا به من العلاقة ما بين الشيخ وحفيده والصلة بينهما هي الجبل وكشفه . اما قصة ((مملكة الجبل )) فقد غرقت بالصف الخارجي , او بالتعميم في القول . حتى غدت . كتلة ضخمة لا تحوي الا خيطا شاحبا . مع ان القاص قد وضع يده على موضوع باهر , وسار فيه قليلا , لكنه نكص سريعا والتف بأوصافه الشعرية مستنجدا بنهاية سريعة تاركا القارئ وابطاله مجهولين , وربما كان سبب ذلك وقوع القاص تحت تأثير البناء الشعري , حقا ان القصة تعتمد الايحاء ولكنه ايحاء مقصوص الجناحين . ان قصص (( امجد )) تثير , قضيتين , الاولى ضعف التحليل النفسي , للشخصية , ومطلبه هنا هو جدة الموضوع الذي يتناوله , وكان من الممكن ان يبذل جهدا في الاستبطان , للكشف عن اثار تلك ((المحبوبة المجهولة )) في قلوب عشقها . والثانية , ان الحوار في بعض المواضع كان ضعيفا , ربما من تركيب الجملة ذاتها , واختيار الفاظها , لقد كان الحوار بحاجة الى مزيد من الصقل . وتعد قصة (( حفنة من الثلج )) اكثر القصص تكاملا ووضوحا وصفاء , لقد كان القصاص فيها بارعا , اذ اعتمد فيها تعدد الحركات , واختلاف زوايا التصوير , وسارت بخطى رصينة وحثيثة نحو غايتها . ان مجموعة (( الجبل الابيض )) كما يبدو لي تشكل استعدادا لمجموعة اخرى يتكامل فيها نهج امجد . وهي بذلك حلقة الوصل , بين اسلوبين في تناول موضوع واحد , مثلت الاولى مجموعة ( امجد ) الاولى , وتمثل (( الجبل الابيض )) ولادة الاسلوب الثاني , الذي سيترسخ لا شك في المجموعة الثالثة .

=====

====


روبرت روزدستفنسكي - فهو قلبي يشرق ثانية.. ترجمة : قاسم محمد حمزة
((تمهلي)) وفجأة لا صوت يصدر وثانية : ((تمهلي)) ضباب كثيف يتعلق فوق الارض القاتمة . والمطر المتساقط على براعم الشجر يضرب كما الحقيقة بقوة وصرامة . وعلى الغصون المهتزة ترتجف الطيور المبتلة . اهو الوابل ؟ من ذا الذي يبالي . أهذا هزيم الرعد يهز السماء بجنون ؟ من ذا الذي يبالي . وامتد شخير داو مشؤوم خلف التلة السوداء .. ....................... تمهلي انسي كل الالام انسي كل الالام تمهلي فقد نسيتها جميعا حتى الاتية منها . أتطلبين مني ان اجفف الطيور؟ أأصفر خلل الاشجار كعاصفة ساخنا وملتهبا ؟ أأجلب لك مما وراء البحار وردة زرقاء صغيرة ؟ اطلبي , وغدا سأكرس لخدمتك فجرا طروبا . وسأخط فوق الفجر : (( اني اهديه اليها ... )) ....................... يشقون طريقهم عبر الغابات , ووابل المطر يجلد الليل . ....................... فقط أطلبي مني وسأطرد مصدر الهم الثقيل . تمهلي لم لا تردين ؟ لم لا تردين ؟ الا تصدقينني ؟ كوني على ثقة تامة . وستصدقينني تماما بعد ان تسمعي انقطاع المطر . اذ سيكون العالم ساكنا مدهشا كأنما ولد من جديد . ستستيقظين , وستنظرين بهدوء عبر النافذة , وترين بنفسك . ما الذي يتعلق فوق الارض , نعم فوق الارض الهائلة . فهو قلب يشرق , فهو قلبي يشرق ثانية .

=====

مارينا تسفتيفا -

الى فلاديمير مايكوفسكي ترجمة : قاسم محمد حمزة
..
عمدت بالدخان والنار, وانك لاعلى من القلعة وبرج الكنيسة , فتحية لك يافلاديمير الخالد ياملاك الشعب .. هو الحصان والفارس وهو الحقيقة والحكاية الصرخة تنطلق مع رذاذ اللعاب: ((افسحو الطريق لعربة مجدي )) انه يغني بأكتئاب حين ينتشر المواء حوله رافعا كتفيه بقوة . لايريد الماس لنفسه ! لقد اختار اكبرالحصى-الصخور تحية من دوى الشوارع ! هاهو يفغر فمه , انه يصيح , انه يتدلى انه يضرب مرة اخرى . انه يخفق عاليا باجنحته الملائكية.

للشاعرة السوفيتيية : مارينا تسفتيفا (1892-1941)
ترجمة : قاسم محمد حمزة

=================

قاسم محمد حمزة - معلم الصف الأول

معلم الصف الأول مهمته صعبة , تتطلب قلبا واسعا وروحا صبورة.لأن عليه أن يقضي يومه بين صبية صغار مازالو يحملون الكثرة من عادات طفولتهم : ينامون الضحى ولايستطيعون التحكم بحاجاتهم ,فأفعالهم ماتزال لا أرادية يتكلمون ويبكون ويدخلون علاقاتهم الأجتماعية بخبرة ومشاركة الأطفال . وعلى المعلم ان ينقلهم من الفوضى الى النظام والى الاحساس بالواجب , دون ان يسبب لهم خوفا . والآمر الأكثر صعوبة على هذا المعلم . عالم المعاشرة مع الأخرين ,ماذا يفعل الواحد منهم مع جاره على الرحله .. بأختصاران ينقلهم هذا المعلم من الفوضى الى النظام , من اللاوجب الى الواجب .. كيف يقرب ماهو منطقي قانوني فهمه الكبير واصبح لديه بديهيا سهلا, الى عقل صغير لم يزل بعد غير قادر على الفرز بين الامور ؟ هذا الحال يدعونا الى اعادة النظر في كل ذلك الصور المتعلقة بمهمته .. يسبق ذلك التفكير بأعداد معلمين في المعاهد والجامعات يتخصصون بالصفوف الأولى . ثم من المهم ان تكون حصصهم اقل من اي معلم اخر .. اليس هم من يضع الأسس جميعا ؟ ويدفعنا ذلك الى التساؤل عن البحوث والدراسات والتقييمات ونوعية المواد والافكار واساليب السلوك وانماطه, وكيف يجب ان يتعلم الجديد , ويتخلص من القديم السيء ,اين هي نتائج الحلقات والدراسات بخصوص ذلك , وهل اطلع عليها معلمو الصفوف الاولى , , وماذا وفرنا لمعلم الصف الاول من وسائل مساعدة لعمله ,وما هي مقاييس نتائج عمله , هل فقط مايكتبه الطفل من خط النمل على السبورة, وما يرسمه من حدود على الاعداد والمجموعات ؟ مدرستنا تبدأ بالصف الاول , في كل شيء , ان ما نفكر به لمعلمي الصفوف الأولى هو معاونتهم في عملهم , وبشكل دائم ومتطور وعلى اسس وبرامج علمية دقيقة وحية .. وكل الحقوق والامتيازات لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولى , ولنبحث عن اشكال تكريم في كل عام لمن يعلمون الكلمات الأولى ...
قاسم قاسم محمد حمزة

***



يا جرحي
هدى محمد حمزة


مهداة لأخي الشهيد قاسم محمد حمزة


يا جرحي عرشّ في قلبي ألفُ هندٍ
ألفُ فدوى وخنساءِ
حيث الجوانح مثقلة بالهموم مكظومة
بتفجر الأحشاءِ
ترعى الغمامةُ في الحشا عبثاً تدورُ
دونما إرساءِ
هي تعاتب ذو الجلال ولن يجيبَ
تضر علي و ولائي
ليرى المنونَ كيف يطبقُ فيحصد
متهُ خيرةَ الأحياءِ
أبناء أمي ,أخوتي حدَ النُهى ساداتِ
قومهمُ فوارس النُبلاءِ
قاسمٌ, جاسمٌ ومحمد ُعلي , تناشدت
أسماءهم عزٌ وفخرٌ تخلدُ الأسماءِ
ليعلمُ بغاةُ القومِ أي شمس أوقدوها
في معظمِ الأرجاءِ
يا باعثينَ المجدِ للأوطان بكم عُلا
شأن البلادِ وجبالهِا الشماءِ
واليوم أرنو والصبا دونكمُ ولأجلكم
متداركاً بأسماءِ
لم يحلو لي من بعدكم مجلس ولا
سررٌ توارفهُ الأفياءِ
أبا عزيز في وادي الثرى تيهاً
تسيرُ بهامةٍ علياءِ
عرفتَ الوفاءَ حتى حدتُ بالنفسِ للعهد
صباً فأيُ وفاءِ
يا عينُ جودي على صريع رخيمِ الصوتِ
في وحدتي الحوباءِ
شوقي إليك لناظريك يجزني جزَ
الأسير في الرمضاءِ
تعساً لقاتليك أخي , وحقكَ , يسبي
دمائك كل سباء
غدروا بكَ بولائكَ ضعاف ُ النفوسِ
وأزلام النظام والتعساءِ
جازوا لكَ شراً تطاير في سمائكَ
كالأحرفِ السوداءِ
هانَ عليهم روحُكَ واليراع , ينزفُ
بلفظة ياقوتةٌ حمراءُ
لله دُرّكَ يا أخاً ليثٌ الأوائل أنت
للثائرين في الحلةِ الفيحاءِ
جاوزتَ بفكركَ آياتُ الوصف
والثناءِ وهمةِ البلغاءِ
بأبي أنت وأمي يا من أعزني
بنبلهِ في الضراءِ والسراءِ







***


الشهيد قاسم محمد حمزة الشمري / شهد عبد المجيد

ولد في بغداد عام 1947 في منطقة الكاظمية عرف باسم (رفيق حداد) تيمنا بشهيد الحزب الشيوعي الذي كان يحمل اسم حداد الذي سبقه بالاستشهاد فاقسم بان يكون اسمه حداد وان يكون له شرف الشهادة كما كان لرفيقه.
.. قضى في بغداد طفولته وصباه واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها بعدها انتقل الى مدينة الحلة، حيث اكمل دراسته الاعدادية وبعدها حصل على شهادة البكلوريوس في اللغة العربية في الادب والصرف من جامعة بغداد، انتمى الى صفوف الحزب وهو في الثامنة عشرة من عمره وانصهر في بودقة الحزب وارتقى مناصب عدة، حاز على اعجاب مسؤوليه لمايمتلكه من خلق عالٍ وفهم للمبادئ الماركسية اللينينية التي كان يدرسها لطلابه وربطها بالواقع العراقي بشكل غير مباشر.
زاول مهنة التدريس في مدينة السماوة وبعدها نقل الى اعدادية الحلة للبنين.
مارس الكتابة في الصحف المحلية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي واصبح مسؤول المكتب الصحفي في الفرات الاوسط وهو في عمر لم يتجاوز السادسة والعشرين.
كانت له مجموعة من كتابات نقدية ادبية ومسرحية عدة لكنها أتلفت من قبل النظام البائد مع مكتبة عامرة كان عدد كتبها يتجاوز الخمسين ألف كتاب، وحوت على كتب فلسفية وادبية وعلمية ولغوية وكتب ادبية وفلسفية مترجمة لعدة لغات حيث ترجم عدة كتب الى اللغة الروسية والالمانية والانكليزية.
كان له عمود خاص في مجلة (روز اليوسف) المصرية وله عمود ايضا في مجلة صباح الخير المصرية.
ومن اعمال النقد التي قدمهاعلى سبيل المثال لا الحصر نقد لكتاب (عباس محمود العقاد) وكتب الشاعر (نزار قباني).
وله بحوث عن الجاحظ وابن عربي وابن رشد وعن كتاب (كليله ودمنه) و(المتصوفة) و(المعتزلةا) وبحوث عن الاسس التربوية وقواعد اللغة العربية.
كما تحدث عنه الدكتور(علي جواد الطاهر) والدكتور (علي الوردي) وقد اشاد الدكتور (علي جواد الطاهر بملكته الثقافية ووعيه السابق لسنه واعتبره خليفة من بعده في قواعد اللغة العربية والادب العربي)
اصاخت له الاذان وشخصت له العيون في المحافل الادبية وكان طلابه في الاعدادية ينتظرون حصته بفارغ الصبر ويحفظون عن ظهر قلب كل ما يقوله لانه يربط المادة بالواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي الذي يخص الشباب المتطلع للتقدم والحرية.
اوفده الحزب لدراسة اللغة وحضور المؤتمرات الاممية في موسكو وفرنسا وتونس والجزائر والمغرب لما وجدوا فيه من تفان واخلاص في عمله. وخير دليل على امانته لاسرار الحزب والشعب قدم اغلى مايملك من اجل شعبه واحبائه. وحصل على شرف الشهادة في معتقلات البعث المقبور بعد ان اعتقل لعدة مرات وعذب. رحل وهو حافظ اسرار الحزب المؤتمن عليها .
كان عندما يعتقل ويخرج من المعتقل ياتي لاهفا يتفقد مكتبته ومخطوطاته.
وفي عام 1979 القي عليه القبض من قبل جلاوزة النظام القذرةواودعوه في مديرية امن الحلة وسفر في نفس الليلة معصوب العينين مكبل اليدين الى مديرية امن بغداد وبعدها انقطعت اخباره تماما.
حاول والداه بشتى الطرق اللجوء الى المسؤولين من اجل معرفة مصير ولدهما فكان نصيبهما الطرد والشتم فكانا يعودان باكيين مفجوعين.
اعدم في تاريخ 1983 م حسب ماكان موجودا في قرار الاعدام الذي صدر من مجلس قيادة الثورة انذاك علما انه قد استشهد قبل هذا الموعد المزعوم اثناء التعذيب. وبقيت تلك الكتب تتأوه وتنتظر صاحبها لترتاح بين يديه..
كان قاسم معروفا بخلقه ورصانة شخصيته ومواقفه الدفاعية عن حقوق العمال والشغيلة وعن المرأة وضرورة مشاركتها في معترك الحياة لتفوز بحريتها وكرامتها من اجل مساواتها بالرجل، وقد وقف ضد الامية التي للمرأة الحظ الاوفر فيها.
استشهد اخوه الاصغر منه (محمد علي حمزة) في احد التفجيرات الارهابية.. بعدها استشهد اخوه الآخر (جاسم محمد حمزة) والذي لم نحصل على رفاته لحد الان، حيث فقد على الحدود التركية العراقية في نهاية الـ 2005 .
معاذ الله ان أرضى بذل معاذ الله أن أسجد لقيصر
أرفض أن أعيش بدون حلم ولا حلمي تبدد أو تبخر
أبقى ثائرا ما دمت حياً وإن أسقط فعند الناس أعذر
سيأتي بعدي من يرفع سلاحا بوجه الظلم للأحرار يثأر
زرعنا والحصاد بدا قليلاً سيزرع بعدنا ليفيض بيدر
مجدا لك ايها البطل ومجدا لكل الشهداء الابطال الذين ضحوا من اجل بقاء هذا البلد شامخاً ولترتح ارواحكم الطاهرة لان من سلب منكم الحياة اصبح الان في مزبلة التاريخ واصبح جرذاً في حفرة عفنة.

***













تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...