لم اكتب رواية كارثية ومملة مثل رواية الجذمور، التي انهيتها في اربعة ايام وكنت اشعر بالرغبة في القيء كلما حاولت قراءة الصفحة الاولى منها لمراجعتها لغوياً.
الرواية المُرَّة في فم المعدة.
قرابة عشرين ألف كلمة تقيأتها ولم أعد راغباً حتى في شم عفونتها.
الرواية التافهة الكئيبة، الركيكة العقيمة البائسة. التي لم تمثل سوى إعلان أخير لهزيمتي.
انني استحي حتى من أن أصفها بالرواية.
عليَّ أن اكون صادقاً مع نفسي.
إن هذه الهزيمة الأخيرة سبب كاف للاستسلام والتخلي عن المقاومة.
سأتوهط الفراش وأعض على طرف اللحاء مراقباً السقف الذي قشرته مياه الصهريج المتعفن بالاعلى.
لأغوص في سكون لا تكسره سوى اصوات القطرات الساقطة من اعلى بإيقاع كئيب.
برنامج إعلامي للإنتظار:
إن البشر في حالة انتظار مستمر، ولست استثناءً. فنحن ننتظر شيئاً، وهو ليس معجزة إلا لأن تعقيدات حبكة الحياة تجعله مستحيلاً.
احد الاصدقاء الملحدين بدأ يحدثني عن الماورائيات. بدأ يرى اشياء خارقة للطبيعة. هو مصاب بالشيزوفرينيا، هذا كل شيء، لكنه ينكر ذلك. وأنا اعرف ان المصابين بالشيزوفرينيا لا يعرفون أن ما يرونه ويشمونه مجرد هلوسات.
تبدو الهلوسة الشيزوفرينية كالحقيقة تماماً. ويمكن للمريض أن يكون إنسانا عاقلاً جداً فيما عدا تلك القصة المقتطفة من الخيال ومحشوة في شريط الوعي بالواقع. تندمج القصة المزيفة كجين في سلسلة حمض نووي. وتصبح حقيقة غير قابلة للنقاش.
وهكذا بدأ هذا الشخص يحدثني عن الماورائيات..فأدركت أنه سيلخع ثوب الإلحاد ليرتدي ثوباً أثقل منه.
ما فعله دماغه ليس سوى تحويل الانتظار اليائس إلى هلوسة شيزوفرينية لكي يقتنع بإمكانية حدوث المعجزة.
والمعجزة لن تحدث.
قال بأن ما يحدث لنا يؤكد على وجود مُسيطر على النظام. سألته: هل هو حي؟ ارتبك واجاب: لا؟ كان يدرك انه لو اجاب بانه حي، فسيدمر كل قناعاته السابقة، ولو قال بأنه ليس حياً فسينفي النسق والحتمية. وهكذا ينفي وضعه الاستثنائي من الالم.
والحقيقة أن القضية أبسط من كل هذا..
فبالفعل هناك نظام، ولكنه نظام بالقوة. ونحن داخل هذا النظام ولسنا استثناءً. كل ما في الأمر أن غالبية البشر متأقلمون مع النسق ونحن غير متاقلمين او رافضين للتأقلم معه.
وهذا سببه كله ثقافة الطبقة الوسطى..إن مجرد رفضك للنسق الكوني، يضعك في حالة البؤس. سواء كنت أمياً أم صاحب براءات اختراع.
عودة للجذمور:
وهكذا تقيأت تلك المفاهيم المغلوطة عن النسق والتأقلم..وحاولت وضع غاية من التاريخ.
هذا كذب لا يمكن تصديقه..وأعلم ذلك..لكنه كذب بديل عن الهلوسات الشيزوفرينية، هذا على الأقل افضل من هذا الجانب. فليعتقد البشر بأن عليهم الإنتظار دوماً، لأن هذا خير من أن ينصبوا المشانق لأنفسهم. وإن فعلوا ذلك، فربما يؤدي نشاطهم الإنتحاري هذا لإنهاء أزمة الركود الاقتصادي العالمي إلى حد ما.
الرواية المُرَّة في فم المعدة.
قرابة عشرين ألف كلمة تقيأتها ولم أعد راغباً حتى في شم عفونتها.
الرواية التافهة الكئيبة، الركيكة العقيمة البائسة. التي لم تمثل سوى إعلان أخير لهزيمتي.
انني استحي حتى من أن أصفها بالرواية.
عليَّ أن اكون صادقاً مع نفسي.
إن هذه الهزيمة الأخيرة سبب كاف للاستسلام والتخلي عن المقاومة.
سأتوهط الفراش وأعض على طرف اللحاء مراقباً السقف الذي قشرته مياه الصهريج المتعفن بالاعلى.
لأغوص في سكون لا تكسره سوى اصوات القطرات الساقطة من اعلى بإيقاع كئيب.
برنامج إعلامي للإنتظار:
إن البشر في حالة انتظار مستمر، ولست استثناءً. فنحن ننتظر شيئاً، وهو ليس معجزة إلا لأن تعقيدات حبكة الحياة تجعله مستحيلاً.
احد الاصدقاء الملحدين بدأ يحدثني عن الماورائيات. بدأ يرى اشياء خارقة للطبيعة. هو مصاب بالشيزوفرينيا، هذا كل شيء، لكنه ينكر ذلك. وأنا اعرف ان المصابين بالشيزوفرينيا لا يعرفون أن ما يرونه ويشمونه مجرد هلوسات.
تبدو الهلوسة الشيزوفرينية كالحقيقة تماماً. ويمكن للمريض أن يكون إنسانا عاقلاً جداً فيما عدا تلك القصة المقتطفة من الخيال ومحشوة في شريط الوعي بالواقع. تندمج القصة المزيفة كجين في سلسلة حمض نووي. وتصبح حقيقة غير قابلة للنقاش.
وهكذا بدأ هذا الشخص يحدثني عن الماورائيات..فأدركت أنه سيلخع ثوب الإلحاد ليرتدي ثوباً أثقل منه.
ما فعله دماغه ليس سوى تحويل الانتظار اليائس إلى هلوسة شيزوفرينية لكي يقتنع بإمكانية حدوث المعجزة.
والمعجزة لن تحدث.
قال بأن ما يحدث لنا يؤكد على وجود مُسيطر على النظام. سألته: هل هو حي؟ ارتبك واجاب: لا؟ كان يدرك انه لو اجاب بانه حي، فسيدمر كل قناعاته السابقة، ولو قال بأنه ليس حياً فسينفي النسق والحتمية. وهكذا ينفي وضعه الاستثنائي من الالم.
والحقيقة أن القضية أبسط من كل هذا..
فبالفعل هناك نظام، ولكنه نظام بالقوة. ونحن داخل هذا النظام ولسنا استثناءً. كل ما في الأمر أن غالبية البشر متأقلمون مع النسق ونحن غير متاقلمين او رافضين للتأقلم معه.
وهذا سببه كله ثقافة الطبقة الوسطى..إن مجرد رفضك للنسق الكوني، يضعك في حالة البؤس. سواء كنت أمياً أم صاحب براءات اختراع.
عودة للجذمور:
وهكذا تقيأت تلك المفاهيم المغلوطة عن النسق والتأقلم..وحاولت وضع غاية من التاريخ.
هذا كذب لا يمكن تصديقه..وأعلم ذلك..لكنه كذب بديل عن الهلوسات الشيزوفرينية، هذا على الأقل افضل من هذا الجانب. فليعتقد البشر بأن عليهم الإنتظار دوماً، لأن هذا خير من أن ينصبوا المشانق لأنفسهم. وإن فعلوا ذلك، فربما يؤدي نشاطهم الإنتحاري هذا لإنهاء أزمة الركود الاقتصادي العالمي إلى حد ما.