كلمة المستشار بهاء المري قبل النطق بحكم براءة 44 طفل في تجمهر لجماعة الإخوان المسلمين

- قال رئيس المحكمة:
- بمناسبة هذه الدعوى؛ وما حوته أوراقُها من أمور بين السطور، فإن المحكمة تنوه بما هو آت:
- إن القضاءَ جزء من كيان هذا المجتمع وضميره ويعيش همومه وآلامه.. ولا يجرمنه شنآن قوم على ألا يعدل.
- وإلى وُلاة الأمور أُسَرًا ودولةً أقول:
- النَّشءَ النَّشء، فهو أمانةٌ كبيرةٌ بين أيديكم.. ضَبطُ سلوكه، وتوجيه فِكره وجْهة قويمة إلى الحنيفية السَّمحة؛ لأعظمُ شأنًا مما سواه تصنعون.
- وإلى هؤلاء الأطفال نقول:
- غُرِّر بكم، خُدعتم، واستُغلَّت براءتكم وعذرية عقولكم، انسقتم وراء ماكرين، جبناء يتوارون، فانضممتم من دون قصد إجرامي إلى تظاهرة كانوا لها بخبث صانعين، دخلوا الجحور بعدها، وتركوكم لهذا المصير تلاقونه، ذقتم مرارة السجن وآلامه، ومرت أيامه على أهليكم دهورا؛ فهلاَّ اتخذتم منه عظة لأيامكم القادمة؟!
- عودوا إلى رشدكم ولا تنساقوا، أعملوا عقولكم ولا تنقادوا، استفتوا قلوبكم ولا تنخدعوا.
- أحبوا وطنكم، فإنه الباقي.
- وعن التمهيد للحكم الذي ستنطق به المحكمة قال:
- بالنسبة للمتهمين الأطفال: فقد خلت أوراق الدعوى من دلائل قاطعة على تهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية، سوى تحريات الشرطة، والتي لا يمكن التعويل عليها وحدها كدليل إدانة.
ولقد ارتاح وجدان المحكمة، واطمأن إلى أن وجودهم في التظاهرة كان انضماما لا تنظيما، ومن دون علاقة سابقة أو اتفاق مسبق بينهم، ولم يأتوا بأفعال مما يحظرها القانون على المتظاهرين.
لهذه الأسباب وغيرها مما أوردته المحكمة في حكمها، حكمت المحكمة ببراءة المتهمين جميعا مما أسند إليهم ومصادرة المضبوطات.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...