1-
وماذا كنا نكون غير إحساس مكتهل، وتجاعيد أيام، وبقايا حرمان، وملحمة عشق خرافي، وروح يملكها النزيف، يزرعنا التيه في غياهب النسيان، يرسمنا الدهر مجرد إطار لصورة إنسان، مر من هنا ذات يوم، عابر سبيل، استظل بظل شجرة ثم مضى، ثم صار مجرد ذكرى وأثر ، نحن الذين كنا ننتظر طيفا يخيط خرق الحال، يبددنا ويرشح قلبنا بفاتحة السؤال، من قال بأن العيون تدري سر البكاء؟
2-
سجين بهذه القلعة، سجين سأبقى، حتى تنصفنا إن شئت، مرآتي البحر، وقصري الندى، سجين سأبقى بهذه القلعة، سبعة نوافذ على الريح. عفوا ستة نوافذ على الريح! لاتسأليني يا حلوة العينين، أشعلي نارك في موقدي ، فقلعتي رانت عليها الثلوج ...أذكر خمسة نوافذ على الريح هي بلا شبابيك ، من يصرخ شمالا يا حبيبتي؟ النهرالذي يجري في عنفوان، وهذه أمواج البحر تروح وتعود، بين مد وجزر، فاملئي بيتي عافية، بل الآن نافذتان على الريح، من يتنهدُ شرقاً يا حلوتي ؟ أنت ذاتُك حيث تعرجين آفلة، النوافذُ نافذةٌ يتيمةٌ تُطلُّ على الريح، من ينوح غربا يا أنت؟ أنا الحي الميتُ قادمٌ إلى مثواك، فمن أجل لا شيء، أنا مرمي هنا!!
3-
يتكسر الحلمُ في عينيك ، شظايا من بريق، يترنح الهمس مجنحا، قالت ومشت، أعادت القول، دون أن تعانق حلمنا القابع هناك، الآن هي تمشي دون مظلة أو قمر ... قالت وقالت ... ولم أنبس ببنت شفة، لكن الشمسَ تبردُ في جسدي، والدماءُ كالجليد، يعصرُني الصَّمتُ، وأظَلُّ أمشي. أنا منذُ الآنَ:ـ لن أنبسَ ببنت شفَة...
4-
استريحي جانباً على النافورة فدوما تأتين متعبة، ولن ينتابك مني أسى، هكذا افعلي، بربك لا تكثرتي، تباًّ أيُّ سخف ؟! للجحيم كل هذه الخرافات، وهذه الكائنات الخرافية، لللامبالاة كُلَّ المجد، لن أشرئبَّ بعدَ اليوم إلى مالم يفُت طمعاً، ولا ظُنون.
5-
رُويداً، رُويداً، لا تُزعجي الهُدوءَ، وَلولي بإيقاع غير شبيه، بطيء، مهلاً! بطيء جداًّ، بربك لا تسأليني، هذا هو الإيقاع الوجيه، ولن يتصيَّدَهُ مُتَصَيّدٌ بعدَ الآنَ أو مُتلمس، غردي، وارقصي هذا هو الإيقاع البطيء، غني للشفق، للقمرالذهبي، هذه هي الشمس قد رحلت وكفى، والأفراح تلتهبُ وتزدانُ، والقلبُ يصيرُ نافورَةَ عطر، والغروب بنفس الإيقاع ، بطيء، بطيء جداًّ…
6-
أوتدرين؟ وأنا الحبيسُ هُنَا، لم نحب بما فيه الكفاية، ولم نحب الكائنات والأشياء، وكُنَّا مع ذلك، نملك طفولةً بريئةً، حيث زرقة البحار، وكنا نملك الإختيار، كان اللؤلؤ في أعيننا محار، وكنا نغني تحت ظل أشجار البرتقال، فرحين نرقصُ على إيقاع انسكاب الأمطار، وكان الغناءُ بطيئاً، بطيئاً جداًّ...
7-
السفنُ بدلَ أن تغرقَ ، فهي تطفو، أو تدرين ؟! بالأمس عشرُ سفن غرقَت بالبحر، وأحدُ البحارة جريحٌ، يستنجدُ بمياه محايدة، كُنا …هُناكَ كُنا، حينَها كنت تنظرين إلى زيت القنديل، لقد كنا مرتاحين وبعيدين، وكانت أحلامنا البسيطة مع ذلك مزعجة،تُنوّرُها ومضاتُ المنار، وحيث كانت الحرب لعبة على الوسادة…
8-
بهدوء وصمت، العناكبُ تنسجُ دمية الطفولة، والكُتَّابٌ يفتخرون بما كَتبُوا، وآخرون يفتخرون بما قرأوا، أما أنا فكم كَتبتُ وراكمتُ وبعثرتُ ومَزَّقْتُ وأَحْرقتُ وكابدتُ... وكم قرأتُ، وخبرتُ وغامرتُ وشاهدتُ... وأبصرتُ، ويا ليتني ما أبصرتُ...ولن أفتخر لابهذا، ولا بذاك...وكيف لي؟ وأنا أحترقُ عند مُساءلة حرف البدء وحرف الختم، وأطلبُ مدداً بين بهيم الشك، وعند صياغة أي حلم، فلا أضرب مثلا، ولا أنسَ النشأةَ الأولى...كانَ ولسوفَ يظل قديراً سبحانه يحيي ويميت...ويميتُ ويحيي، وإن ارتابوا، قُلْ يحييها من أنشأها أول مرة، ثم أبحثُ عن لغة في زمن البَكم، تتهجى في أوراق الزمن، تنبشُ عن صبح يمسحُ ما في القلب من الحزَن، أركضُ، أتعثرُ، أتمددُ منهكا من وهن، ألهثُ، أرغب في إزالة قروح النذوب والنوب، ولسانُ الحال نداء مبحوح من ألم.
ألمُ من يتهجى في كتاب الحياة، جيئة وذهابا، فينكسر قلبه ولا يكادُ يفقهُ كثيراً أو يجدُ تفسيراً مقنعا، فينتصر لدهشة الحكمة والاعتبار،
9-
الـآن أذكـرك يـا نـجمتـي الـطالعة الساطعة نهارا كنور الشمس! وليلا أذكرك وأنت كالقمر بل كالبدر في ليل الطفولة، أذكرك جالسة بجواري، وأنا كشيخ صوفي في عزلة على فراش المرض، أوشيخ صوفي يوصي بإبادة كتبه بالنار، أوتحليلها في الماء، وأن ما أنتجه لم يعد ذا جدوى، فقد صارت الحكاياتُ والخدَعُ الجميلةُ شيطاناًحقيقياً، كلُّها تهالكت، وتشبَّتَ أبطالُ راوييها بخيوط الدُّميَة، وليس لما تحتويه من نواذرَ وجواهرَ وإنَّما لأنَّ العالمَ الذي ستحُلَّ به لن تدخُلَهُ، وأنَّ الواقع مليء بكثرة التشوهات والتجاعيد والتي لم تعد أجود مساحيق تجميل الإبداع قادرةٌ على محو دماتتها...، ولربما كله خواء، والتطهير نارٌ أو ماء…
10-
آه ! يا طبيبتي، أذكرك جالسةً بجواري، وأنا الميتُ الولهانُ، وكنت تُصلين من كل الأعماق، خاشعة تُرسلينَ باقةً من الصلوات والأدعية ، فتأتي بالفَرج الإلهي ...حيثُ أنا المرميُّ بهذه القلعة، بينَ النَّدَى والبَحر.
11–
هاأنذا مفقودٌ مولودٌ، مولودٌ مفقودٌ، أبحثُ عن نفسي قليلاً، فلا أجدُها إلا ناقصةً مشوهةً، أومجزأة، أتلاشى في ظلام السواد، وفي شفاف البياض، وأضيع في غمرة الوحدة القاتلة بهذه القلعة.
وماذا كنا نكون غير إحساس مكتهل، وتجاعيد أيام، وبقايا حرمان، وملحمة عشق خرافي، وروح يملكها النزيف، يزرعنا التيه في غياهب النسيان، يرسمنا الدهر مجرد إطار لصورة إنسان، مر من هنا ذات يوم، عابر سبيل، استظل بظل شجرة ثم مضى، ثم صار مجرد ذكرى وأثر ، نحن الذين كنا ننتظر طيفا يخيط خرق الحال، يبددنا ويرشح قلبنا بفاتحة السؤال، من قال بأن العيون تدري سر البكاء؟
2-
سجين بهذه القلعة، سجين سأبقى، حتى تنصفنا إن شئت، مرآتي البحر، وقصري الندى، سجين سأبقى بهذه القلعة، سبعة نوافذ على الريح. عفوا ستة نوافذ على الريح! لاتسأليني يا حلوة العينين، أشعلي نارك في موقدي ، فقلعتي رانت عليها الثلوج ...أذكر خمسة نوافذ على الريح هي بلا شبابيك ، من يصرخ شمالا يا حبيبتي؟ النهرالذي يجري في عنفوان، وهذه أمواج البحر تروح وتعود، بين مد وجزر، فاملئي بيتي عافية، بل الآن نافذتان على الريح، من يتنهدُ شرقاً يا حلوتي ؟ أنت ذاتُك حيث تعرجين آفلة، النوافذُ نافذةٌ يتيمةٌ تُطلُّ على الريح، من ينوح غربا يا أنت؟ أنا الحي الميتُ قادمٌ إلى مثواك، فمن أجل لا شيء، أنا مرمي هنا!!
3-
يتكسر الحلمُ في عينيك ، شظايا من بريق، يترنح الهمس مجنحا، قالت ومشت، أعادت القول، دون أن تعانق حلمنا القابع هناك، الآن هي تمشي دون مظلة أو قمر ... قالت وقالت ... ولم أنبس ببنت شفة، لكن الشمسَ تبردُ في جسدي، والدماءُ كالجليد، يعصرُني الصَّمتُ، وأظَلُّ أمشي. أنا منذُ الآنَ:ـ لن أنبسَ ببنت شفَة...
4-
استريحي جانباً على النافورة فدوما تأتين متعبة، ولن ينتابك مني أسى، هكذا افعلي، بربك لا تكثرتي، تباًّ أيُّ سخف ؟! للجحيم كل هذه الخرافات، وهذه الكائنات الخرافية، لللامبالاة كُلَّ المجد، لن أشرئبَّ بعدَ اليوم إلى مالم يفُت طمعاً، ولا ظُنون.
5-
رُويداً، رُويداً، لا تُزعجي الهُدوءَ، وَلولي بإيقاع غير شبيه، بطيء، مهلاً! بطيء جداًّ، بربك لا تسأليني، هذا هو الإيقاع الوجيه، ولن يتصيَّدَهُ مُتَصَيّدٌ بعدَ الآنَ أو مُتلمس، غردي، وارقصي هذا هو الإيقاع البطيء، غني للشفق، للقمرالذهبي، هذه هي الشمس قد رحلت وكفى، والأفراح تلتهبُ وتزدانُ، والقلبُ يصيرُ نافورَةَ عطر، والغروب بنفس الإيقاع ، بطيء، بطيء جداًّ…
6-
أوتدرين؟ وأنا الحبيسُ هُنَا، لم نحب بما فيه الكفاية، ولم نحب الكائنات والأشياء، وكُنَّا مع ذلك، نملك طفولةً بريئةً، حيث زرقة البحار، وكنا نملك الإختيار، كان اللؤلؤ في أعيننا محار، وكنا نغني تحت ظل أشجار البرتقال، فرحين نرقصُ على إيقاع انسكاب الأمطار، وكان الغناءُ بطيئاً، بطيئاً جداًّ...
7-
السفنُ بدلَ أن تغرقَ ، فهي تطفو، أو تدرين ؟! بالأمس عشرُ سفن غرقَت بالبحر، وأحدُ البحارة جريحٌ، يستنجدُ بمياه محايدة، كُنا …هُناكَ كُنا، حينَها كنت تنظرين إلى زيت القنديل، لقد كنا مرتاحين وبعيدين، وكانت أحلامنا البسيطة مع ذلك مزعجة،تُنوّرُها ومضاتُ المنار، وحيث كانت الحرب لعبة على الوسادة…
8-
بهدوء وصمت، العناكبُ تنسجُ دمية الطفولة، والكُتَّابٌ يفتخرون بما كَتبُوا، وآخرون يفتخرون بما قرأوا، أما أنا فكم كَتبتُ وراكمتُ وبعثرتُ ومَزَّقْتُ وأَحْرقتُ وكابدتُ... وكم قرأتُ، وخبرتُ وغامرتُ وشاهدتُ... وأبصرتُ، ويا ليتني ما أبصرتُ...ولن أفتخر لابهذا، ولا بذاك...وكيف لي؟ وأنا أحترقُ عند مُساءلة حرف البدء وحرف الختم، وأطلبُ مدداً بين بهيم الشك، وعند صياغة أي حلم، فلا أضرب مثلا، ولا أنسَ النشأةَ الأولى...كانَ ولسوفَ يظل قديراً سبحانه يحيي ويميت...ويميتُ ويحيي، وإن ارتابوا، قُلْ يحييها من أنشأها أول مرة، ثم أبحثُ عن لغة في زمن البَكم، تتهجى في أوراق الزمن، تنبشُ عن صبح يمسحُ ما في القلب من الحزَن، أركضُ، أتعثرُ، أتمددُ منهكا من وهن، ألهثُ، أرغب في إزالة قروح النذوب والنوب، ولسانُ الحال نداء مبحوح من ألم.
ألمُ من يتهجى في كتاب الحياة، جيئة وذهابا، فينكسر قلبه ولا يكادُ يفقهُ كثيراً أو يجدُ تفسيراً مقنعا، فينتصر لدهشة الحكمة والاعتبار،
9-
الـآن أذكـرك يـا نـجمتـي الـطالعة الساطعة نهارا كنور الشمس! وليلا أذكرك وأنت كالقمر بل كالبدر في ليل الطفولة، أذكرك جالسة بجواري، وأنا كشيخ صوفي في عزلة على فراش المرض، أوشيخ صوفي يوصي بإبادة كتبه بالنار، أوتحليلها في الماء، وأن ما أنتجه لم يعد ذا جدوى، فقد صارت الحكاياتُ والخدَعُ الجميلةُ شيطاناًحقيقياً، كلُّها تهالكت، وتشبَّتَ أبطالُ راوييها بخيوط الدُّميَة، وليس لما تحتويه من نواذرَ وجواهرَ وإنَّما لأنَّ العالمَ الذي ستحُلَّ به لن تدخُلَهُ، وأنَّ الواقع مليء بكثرة التشوهات والتجاعيد والتي لم تعد أجود مساحيق تجميل الإبداع قادرةٌ على محو دماتتها...، ولربما كله خواء، والتطهير نارٌ أو ماء…
10-
آه ! يا طبيبتي، أذكرك جالسةً بجواري، وأنا الميتُ الولهانُ، وكنت تُصلين من كل الأعماق، خاشعة تُرسلينَ باقةً من الصلوات والأدعية ، فتأتي بالفَرج الإلهي ...حيثُ أنا المرميُّ بهذه القلعة، بينَ النَّدَى والبَحر.
11–
هاأنذا مفقودٌ مولودٌ، مولودٌ مفقودٌ، أبحثُ عن نفسي قليلاً، فلا أجدُها إلا ناقصةً مشوهةً، أومجزأة، أتلاشى في ظلام السواد، وفي شفاف البياض، وأضيع في غمرة الوحدة القاتلة بهذه القلعة.