تلك القراءة لا تعنى الإلمام بجوانب النص الجمالية إنما هى محاولة لتفسير وتأويل النص وتقريب المفاهيم بقدر ما وبأسلوب مبسط ودائما ما تكون القراءة بعيدة كل البعد عن الأسلوب النقدى المتخصص واستخدام مصطلحات لا تهم القارئ بأى حال .
البداية بكلمات عبد الرحمن منيف فى رواية شرق المتوسط بالنظرات الغاضبة والصمت تكون المقاومة لقوة غاشمة وبذلك تزداد الحدة والشراسة والمواجهة والتصميم .. فالنظرات أقوى من الضربات وأشد ..
ومن رواية شرق المتوسط أيضا "هل يمكن أن ترمم إرادة إنسان لم تعد تربطه بالحياة رابطة؟ أنا ذاك الإنسان. لا لست انسانا، السجن في أيامه الأولى حاول أن يقتل جسدي. لم أكن أتصور أني أحتمل كل ما فعلوه، لكن احتملت".
هناك ارتباط بين ذلك التقديم وبين نص قصة سهرة مع الثعابين للمهدى نيقوس ربما يكون هذا الارتباط هو سبب الكتابة ، فنحن أما بطل يتحمل التعذيب دون أن ينهار ، وإن كانت بداية النص وصفية للأجواء العامة فهى فرشة تحدد زمن النص كرمز فى بداية الليل وبعد رحيل النهار إذ يفاجئ البطل العائد بمجرد إدارة المفتاح فى باب بيته بمن هو داخل بيته ، متسللين دون دعوة مسبقة زوار الفجر بعد نشر عدة مقالات أى أنه فى مواجهة سلطة شمولية متربصة وقامعة لحرية الفكر فى واقع مرير وليس حلما أو كابوسا يمكن الإفاقة منه بالرغم من المعرفة المسبقة وثقافة التأويل فإنها لا تجدى فى الواقع المرير .
من يقتحم حياتك ويدخل بيتك فى خلسة بتواطؤ البقال وكأننا أمام استعلاء المنهج الاستهلاكى والنفعية والبيع والشراء والجيران ، الآخرون .
تأويلات لثفب الباب وهو المثقف الموسوعى صاحب النظرة للعالم والموقف وقارئ التراث .، وهو الرجل المثقف الناقد والعقلانى المؤمن بالديمقراطية والعدالة والذى ينظر إليه البعض على أنه بغل دليل على قصور النظرة نظرة العالم للمثقف المهتم بما ليس متحققا فى الواقع .
ملامح للبطل المهزوم لواقع مأزوم فالكائنات البشرية أولاد الحرام كتعرية المجتمع فى نواقصه والنظرة الدونية لبعض طبقاته .، حتى أن الحبيبة تتحول لمخبر سرى فلا مفر من التخلص منها كصورة رمزية لتحول المثقف المناضل الثورى إلى قاتل إيمانا منه بأن مشروعية القتل حتمية حتى لو كانت الحبيبة المتواطئة بدورها .
زوار الليل خمسة منهم امرأة داعرة ومسترجلة هؤلاء أولاد الحرام لانعدام الرحمة فى قلوبهم ، أصحاب الوقت والسلطة وباستعراض كتبه وصورة أمه بعد التفتيش الدقيق تبدأ من متواليات التحقيق والتعذيب للمناضل المثقف ومع القسوة المفرطة لا ينبس بشئ يتحمل ولا يملك غير النظرات المتحدية غير أن وشاية ما من اقرب المقربين تجعله يحس بمغص وعطش شديد ويباس في الحلق، وبالخوف والفزع .
وتنتهى القصة بتركه معلقا فى مشنقة تنزف دماؤه بعد تعذيب شديد دون أن يتلفظ بما يريدون .، وينصرفون دون أن يلحظهم أحد .
ورغم أنها قصة قصيرة إلا أنها تدخل فى إطار القصرواية لكثرة أحداثها وتشعبها وشخوصها والفلاشباك وهو ما نلاحظه فى نسق القص لحياة مناضل مثقف يستعرض تاريخ أمة بكاملها بموتيفاتها الثقافية والمعرفية ونظم حكمها والروافد العديدة المستمدة فى لغة القص من الرواية كما فى قصص ايتالو كالفينو على سبيل المثال .
فالنص يتميز بالدقة الشديدة فى رسم الشخصيات وجو المكان ولها بداية ووسط ونهاية وهى أيضا مستمدة من حدث فى شرق المتوسط رواية عبد الرحمن منيف ، كتشكيل متكامل فى الذات والمكان والزمن مما يخلق حميمية ما بين النص والمتلقى والتعاطف مع البطل المهزوم رغم أنه قاتل .
صلاح عبد العزيز - مصر
-----------------------
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=867715237394459&id=100024679715778
البداية بكلمات عبد الرحمن منيف فى رواية شرق المتوسط بالنظرات الغاضبة والصمت تكون المقاومة لقوة غاشمة وبذلك تزداد الحدة والشراسة والمواجهة والتصميم .. فالنظرات أقوى من الضربات وأشد ..
ومن رواية شرق المتوسط أيضا "هل يمكن أن ترمم إرادة إنسان لم تعد تربطه بالحياة رابطة؟ أنا ذاك الإنسان. لا لست انسانا، السجن في أيامه الأولى حاول أن يقتل جسدي. لم أكن أتصور أني أحتمل كل ما فعلوه، لكن احتملت".
هناك ارتباط بين ذلك التقديم وبين نص قصة سهرة مع الثعابين للمهدى نيقوس ربما يكون هذا الارتباط هو سبب الكتابة ، فنحن أما بطل يتحمل التعذيب دون أن ينهار ، وإن كانت بداية النص وصفية للأجواء العامة فهى فرشة تحدد زمن النص كرمز فى بداية الليل وبعد رحيل النهار إذ يفاجئ البطل العائد بمجرد إدارة المفتاح فى باب بيته بمن هو داخل بيته ، متسللين دون دعوة مسبقة زوار الفجر بعد نشر عدة مقالات أى أنه فى مواجهة سلطة شمولية متربصة وقامعة لحرية الفكر فى واقع مرير وليس حلما أو كابوسا يمكن الإفاقة منه بالرغم من المعرفة المسبقة وثقافة التأويل فإنها لا تجدى فى الواقع المرير .
من يقتحم حياتك ويدخل بيتك فى خلسة بتواطؤ البقال وكأننا أمام استعلاء المنهج الاستهلاكى والنفعية والبيع والشراء والجيران ، الآخرون .
تأويلات لثفب الباب وهو المثقف الموسوعى صاحب النظرة للعالم والموقف وقارئ التراث .، وهو الرجل المثقف الناقد والعقلانى المؤمن بالديمقراطية والعدالة والذى ينظر إليه البعض على أنه بغل دليل على قصور النظرة نظرة العالم للمثقف المهتم بما ليس متحققا فى الواقع .
ملامح للبطل المهزوم لواقع مأزوم فالكائنات البشرية أولاد الحرام كتعرية المجتمع فى نواقصه والنظرة الدونية لبعض طبقاته .، حتى أن الحبيبة تتحول لمخبر سرى فلا مفر من التخلص منها كصورة رمزية لتحول المثقف المناضل الثورى إلى قاتل إيمانا منه بأن مشروعية القتل حتمية حتى لو كانت الحبيبة المتواطئة بدورها .
زوار الليل خمسة منهم امرأة داعرة ومسترجلة هؤلاء أولاد الحرام لانعدام الرحمة فى قلوبهم ، أصحاب الوقت والسلطة وباستعراض كتبه وصورة أمه بعد التفتيش الدقيق تبدأ من متواليات التحقيق والتعذيب للمناضل المثقف ومع القسوة المفرطة لا ينبس بشئ يتحمل ولا يملك غير النظرات المتحدية غير أن وشاية ما من اقرب المقربين تجعله يحس بمغص وعطش شديد ويباس في الحلق، وبالخوف والفزع .
وتنتهى القصة بتركه معلقا فى مشنقة تنزف دماؤه بعد تعذيب شديد دون أن يتلفظ بما يريدون .، وينصرفون دون أن يلحظهم أحد .
ورغم أنها قصة قصيرة إلا أنها تدخل فى إطار القصرواية لكثرة أحداثها وتشعبها وشخوصها والفلاشباك وهو ما نلاحظه فى نسق القص لحياة مناضل مثقف يستعرض تاريخ أمة بكاملها بموتيفاتها الثقافية والمعرفية ونظم حكمها والروافد العديدة المستمدة فى لغة القص من الرواية كما فى قصص ايتالو كالفينو على سبيل المثال .
فالنص يتميز بالدقة الشديدة فى رسم الشخصيات وجو المكان ولها بداية ووسط ونهاية وهى أيضا مستمدة من حدث فى شرق المتوسط رواية عبد الرحمن منيف ، كتشكيل متكامل فى الذات والمكان والزمن مما يخلق حميمية ما بين النص والمتلقى والتعاطف مع البطل المهزوم رغم أنه قاتل .
صلاح عبد العزيز - مصر
-----------------------
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=867715237394459&id=100024679715778