عرفت الدكتور خالد عبد الغني وقرأت إنتاجه في تخصصه الرفيع؛ في مجال البحث النفسي، ثم مؤلفاته في النقد الأدبي وكذلك مقالاته وحواراته، والتقيته وتجاذبنا أطراف الحديث في موضوعات شتى تمت إلى اهتماماته النفسية والأدبية، وهو نشط جداً في هذا المجال وقد خسرته الجامعة المصرية كما خسرت غيره من المخلصين.
والدكتور خالد عبد الغني من مواليد قرية بلقس، مركز قليوب بمحافظة القليوبية في (31 يناير 1970), وحصل على ليسانس الآداب، قسم علم النفس، جامعة بنها (1992). كما حصل على دبلوم العلاج النفسي وعلم النفس الإكلينيكي،كلية الآداب، قسم علم النفس، جامعة عين شمس عام 1996. ولم يكتف طموحه عند هذا الحد بل واصل دراسته العليا في هذا المجال الذي يعتمد كلية على التجريب، وحصل على السنة التمهيدية للماجستير،كلية الآداب، قسم علم النفس، جامعة عين شمس عام 1995. ثم حصل على درجة الماجستير، كلية الآداب، قسم علم النفس، جامعة بنها 1998، وعلى على درجة الدكتوراه، كلية الآداب، قسم علم النفس، جامعة بنها 2003 بتقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطبع والتبادل مع الجامعات والمراكز العلمية والبحثية. وتقديراً لجهوده نال العديد من مظاهر التكريم، فقد فاز بجائزة عبد الستار إبراهيم، ورضوى إبراهيم في الأصالة والإبداع العالمية في العلوم النفسية السلوكية من ولاية مريلاند الامريكية لعام 2018. كما فاز بجائزة علاء الدين كفافي في علم النفس الأسري من القاهرة عام 2010. وعمل مديراً لتحرير مجلة الرواية ونائبا لرئيس تحرير مجلة التحليل النفسي، ورئيسا للقسم الأدبي بجريدة الحياة المصرية. ومؤسسا ورئيساً لتحرير مجلة النداء. وعضوا بالعديد من الجمعيات النفسية.
وقد أمد المكتبة العربية بأكثر من ثلاثين كتاباً جلها في تخصصه الرفيع "البحث النفسي"، وتطرق بعضها لمناقشة القضايا الفكرية والأدبية والنقدية وله أعمال أدبية شعراً ونثراً، ومن كتبه نذكر: "التحليل النفسي والأدب"، و"احتياجات وضغوط أسر المعاقين"، و"الذكاء والشخصية"، و"الدلالات النفسية لتطور رسوم الأطفال"، و"نجيب محفوظ وسردياته العجائبية"، و"اضطراب الشخصية "دراسات في الرواية العربية"، و"اضطراب الهوية الجنسية"، و"علم النفس ومشكلاتنا النفسية"، كما كتب العشرات من الأبحاث التي نشرت في الدوريات المتخصصة، وقد عرف ما للصحافة من دور في الاتصال بالجماهير فقد كتب المقالات العديد في العديد من الصحف والمجلات الثقافية في مصر والدول العربية.
هذا والدكتور خالد عبد الغني مشارك بقوة في الفعاليات الثقافية من الندوات والمؤتمرات والأحاديث الإذاعية والتليفزيونية، كما ارتبط بالعديد من أعلام عصره في مصر والدول العربية وأجرى معهم الأحاديث الصحفية، وكتب عن تجاربهم وجهود كل منهم في مجاله وتخصصه الرفيع..
كان لزاماً علينا أن أهرع إلى دوحته واقتطف الورود من بستانه والاستفادة من تجربته، وليحدثنا عن واقع البحث النفسي وكيف تعرض له، وتجربته المريرة في تعرضه لسرقات أبحاثه وأطروحاته العلمية، وموضوعات أخرى نطالعها في السطور التالية:
سألته: وماذا عن واقع البحث النفسي؟
فأجاب: ما أصبح شائعا وذلك من كلام الباحثين الشباب أن كل شيء في البحث العلمي بثمن فتحكيم المقياس النفسي له مبلغاً محدداً وتحكيم البرنامج الإرشادي والعلاجي مبلغاً معيناً وترجمة البحوث السابقة الأجنبية له مبلغاً محدداً وكتابة خطة البحث لها مبلغاً معيناً وإجراء الأساليب الإحصائية على عينات مزيفة وغير حقيقية وكتابة النتائج وتفسيرها كذلك، وأصبح هناك من يراجع البحث وينسقه ويخرجه باختصار أصبح الباحث لا يعد بحثا بل ينسق الإجراءات مع القائمين الفعليين على البحث وهم المترجم وكاتب الخطة وكاتب الإطار النظري وصاحب الإحصاءات المزيفة.
وحول تعرضه لمثل تلك الأمور من عدمه قال: عرض علي هذا الأمر مرات ومرات وأجبت بأنه حرام شرعاً واثبت ذلك بفتوي سألتها للإفتاء فقالوا حرام شرعا، فالباحث اليوم يقدم بحوثاً مزيفة والمشرف يعرف ذلك ويشجع الباحث على ذلك ولجنة الحكم والمناقشة يعلمون ذلك، ويبدو أن الدولة أدركت ذلك فجعلت التعيين في الجامعة له أبوابه التي يعرفها الجميع والتي يفصلها أساتذة الأقسام العلمية على مقاس المطلوب تعيينهم لتساوي الكل في البحوث المزيفة والشهادات عديمة القيمة.. باختصار الرسالة تتكلف 120000 جنيه - طبعا هذه الآفة بدأها الخليجيون الذين درسوا في مصر في مرحلة الماجستير والدكتوراه - بكل تفاصيلها من أول الفكرة حتى الحفل الختامي وهدايا وغداء واللجنة وتوصيلهم واستلام الشهادة بعد شهر من اجتماع مجلس القسم والكلية والجامعة.... لم يسألني باحث عن كيفية الكتابة أوإجراءالإحصاءأو تطبيق المقاييس ولكنهم يطلبون عملها مع دفع أموال لذلك، فكل مليم يتحصل عليه أستاذ جامعي أو غيره مقابل كتابة الخطة أو عمل الإحصاء المزيف أو ما يشبه ذلك، حرام .. هذا يا سيدي واقع البحث العلمي في مصر في رسائل الماجستير والدكتوراه الذي يعلمه الجميع ويتواطأ الجميع على عدم رؤيته.
وحول ما يسميه بالغزو الفكري في البحث النفسي، قال: لاحظت كما لاحظ غيري أن البحث النفسي يكون استجابات لحاجات المجتمع ومحاولة للإجابة على تساؤلات تخص هذا المجتمع ولقد تبين خلال الثلاثين عاما الماضية أن البحث النفسي عندنا أصبح يجيب على أسئلة تخص المجتمعات الخليجية بمعنى أن الإشراف يقوم بتوجيه الباحثين لدراسة قضايا من شأنها أن تيسر إيجاد وظيفة في الخليج فلاحظنا دراسات لا حصر لها في مجالات معينة ومحددة جدا وكلها من معين واحد وتكاد تكون مسروقة جميعها وأعددت بالشكل الذي سبق وذكرته ومن ثم غابت البحوث النظرية أو البحوث التحليلية العميقة أو البحوث المتعلقة بتأصيل التراث أو المفاهيم القيمية والأخلاقية من منظور نفسي كما غابت البحوث في مجال علم النفس السياسي والجنائي ونتيجة لذلك ضاعت جهود الآباء المؤسسين لعلم النفس في محاولة أيجاد نظرية نفسية مصرية خالصة مبنية على ما لدينا من تراث معرفي وأخلاقي.
وبخصوص الحل من وجهة نظره في فوضى العلاج النفسي وتأهيل المعالجين، يرى الدكتور خالد عبد الغني أن برنامج دراسي إكلينيكي فقط لمدة أربع سنوات – كما يقترحه البعض – أو الدورات التدريبية ذات الصبغة التجارية للكسب المالي الحالي سيصيبه ما أصاب البرنامج الأساسي لدارسي علم النفس من ترهل وفقدان للكثير من الجوانب وسيصبح التركيز على بعض المقررات وإهمال غيرها، ولننظر لمقرر دارسي علم النفس من خريجي التربية مثالاً لذلك ويتم تعيينهم بوظيفة أخصائي نفسي مع أنهم أعدوا للعمل كمعلمين لعلم النفس، واقتراحي يقوم على أن يكون هناك برنامج دراسي لمدة سنتين دراسيتين للإكلينيكي كما هو قائم الآن بآداب عين شمس يلتحق به الطالب بعد الانتهاء من الليسانس الأساسي في علم النفس، ويقوم الخريج من الليسانس والدبلوم الإكلينيكي (6سنوات دراسية) بالتدريب لمدة سنتين في المجال الراغب التخصص فيه) بعدها يمنح شهادة أخصائي نفسي إكلينيكي معتمد، إذا أراد أن يحصل على رخصة العلاج النفسي يحصل عليها وفق قواعد تنظمها - النقابة - وما دمنا بدون نقابة فلتكن هناك لجنة مكونة من أساتذة علم النفس الإكلينيكي والعلاج النفسي لسنا في معرض الحديث عن النزاهة والأخلاق العلمية المطلوبة لأعضاء هذه اللجنة والتي باتت محل نظر - من خريجي الآداب - مكونة على الأقل من 7 ممثلين لكبرى الجامعات المصرية . تمتحن الطالب بعد اجتيازه لبرنامجها للحصول على رخصة المعالج النفسي - تضع اللجنة البرنامج الذي يحقق أهداف العلاج النفسي - التي تكون صالحة لفترة لا تزيد عن أربع سنوات ويتم التقدم لتجديدها وفق شروط أخرى تضعها تلك اللجنة.
وحول السرقات العلمية التي تعرضت لها مؤلفاته، ذكر الدكتور خالد عبد الغني أن أستاذًا جامعيًا ترقى لدرجة أستاذ مساعد علم النفس ببحثين نشرهما في دوريتين مغمورتين ثم عاد ونشرهما مرة ثانية في كتاب مكون من جزأين من ضمن بحوثه التي قد تكون مسروقة من آخرين مضيفًا: وهو أمر لا أستطيع أن أجزم به لكن ما أقطع به هذه الوقائع التي حدثت معي. قام هذا الأستاذ بسرقة الإطار النظري والدراسات السابقة من أطروحتي لدرجة الماجستير. وكانت ملامح السرقة تعتمد على السرقة الحرفية إلا من لفظ هنا أو هناك أو إيضاح هنا أو هناك.. والحذف الشائه في النصوص القاطعة المأخوذة من أطروحتي بالمراجع الأجنبية والعربية التي رجعتُ إليها حيث إن أغلب الصياغات الموجودة بالرسالة من صياغتي الخاصة بعد قراءة واستيعاب النصوص الموجودة بالمراجع التي عدت إليها. وهذه المراجع قد نقلها هو بأخطائها سواء في متن البحثين الخاصين به أو في قائمة المراجع الخاصة به أيضاً.
أغلب العبارات المسروقة والتي أعمل فيها خياله بالإضافة أو التعديل جاءت مشوهة وشائهة وهو ما سنوضحه في تعليقنا على تلك الفقرات. ويعد هذا دليلاً على السرقة فكما هو ثابت أن السارق عادة ما يحاول أن يخفي آثار جريمته لذلك نجد الاضطراب في صياغة تلك الجمل المسروقة لاتصالها بديناميات اللاشعور لسارق يحاول أن يخفي آثار جريمته.
وفي حالة نادرة سرق مني كلمة مضبوطة ومشكلة بالضبط وهي "يُظَن" ونجده سرقها كما هي ولم نجد له كلمة واحدة مضبوطة بالشكل في بحثيه، ولقد كانت عادتنا هي ضبط وتشكيل الكثير من الكلمات في متن الأطروحة.
كما أنه لم تكن عادته أن يكتب عدة مراجع بعد كل فقرة إلا في الفقرات التي سرقها منا وذلك لصعوبة تحديد مرجعها الأصلي لأننا لم ننقل من مرجع واحد ولكننا أعددنا صياغة خاصة بنا في طول الأطروحة. وما أكثر ما أخذ ونقل وسرق بلا خوف أو وجل أو حياء ظناً منه ألا أحداً سيقارن بحثيه بما سرق منه ولأن الحق لا تضيع معالمه مهما طال زمن الباطل ولأنني منشغل بقضية اضطرابات النوم حيث كنت أول من بحثها في مصر في أطروحة جامعية وقدم مقياسا له معايير محلية نستطيع من خلاله تشخيص اضطرابات النوم حسب الـ DSM4 .
وعن سبب عدم إعداده موسوعة عن علماء النفس، قال الدكتور خالد عبد الغني فكرت كثيرا فوجدت أن اكتب عن الذين عاصرتهم وتعرفت عليهم وقرأت لهم وتبدأ معرفتي بهم من عام 1989 إلى الآن.. وأما الأساتذة الكبار الذين لم التق بهم فستكون الكتابة عنهم باهتة لا روح فيها.. أما الذين لهم مواقف معي فتكون الكتابة عنهم حية.
وحين سألته: نرى أنك تكتب عن أجيال متقدمة في السن فما السبب؟.. أجاب: كنت من تلك القلة التي وضعتها الأقدار في صحبة رجال عظماء سواء في مجال الفكر والعلم والأدب والثقافة والفن والدين، فمنهم من صحبته سنوات ومنهم من كانت صحبته لقاءات عابرة وسريعة ولكنها تركت أثرها في نفسي وامتد فيما بعد، وكان حظي إني عرفت الأجيال المؤسسة وكانوا متقدمين في العمر جدا فمثلا رأيت عبدالعزيز القوصي وهو مواليد 1906 والجيل الثاني لويس مليكة 1921 ومصطفى صفوان 1921 وبعد ذلك جيل الثلاثينيات سيد عثمان 1931 و عزت الطويل 1932 وبعد ذلك أحمد فائق 1936 وحسين عبدالقادر 1936 وفرج طه 1937 وفرج أحمد فرج 1938وقدري حفني 1938 وعبدالستار ابراهيم 1939 وأحمد خيري حافظ 1942 كل هؤلاء رأيتهم واستمعت لهم وتحاورت معهم وبالتالي فقد أغنوني عن الأجيال اللاحقة بالإضافة إلى أنهم كانوا أكثر إنتاجا. وكذلك الكتابة عنهم لا شبهة فيها فأما الأجيال التي في السلطة فهناك شبهة التقرب إليهم أو جني نفع من وراء الاهتمام بهم ، أما الأجيال التي هي خارج السلطة فلا نفع ولا شبهة من الاقتراب منهم.. كما ترى في الأسماء المذكورة.
والدكتور خالد عبد الغني من مواليد قرية بلقس، مركز قليوب بمحافظة القليوبية في (31 يناير 1970), وحصل على ليسانس الآداب، قسم علم النفس، جامعة بنها (1992). كما حصل على دبلوم العلاج النفسي وعلم النفس الإكلينيكي،كلية الآداب، قسم علم النفس، جامعة عين شمس عام 1996. ولم يكتف طموحه عند هذا الحد بل واصل دراسته العليا في هذا المجال الذي يعتمد كلية على التجريب، وحصل على السنة التمهيدية للماجستير،كلية الآداب، قسم علم النفس، جامعة عين شمس عام 1995. ثم حصل على درجة الماجستير، كلية الآداب، قسم علم النفس، جامعة بنها 1998، وعلى على درجة الدكتوراه، كلية الآداب، قسم علم النفس، جامعة بنها 2003 بتقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطبع والتبادل مع الجامعات والمراكز العلمية والبحثية. وتقديراً لجهوده نال العديد من مظاهر التكريم، فقد فاز بجائزة عبد الستار إبراهيم، ورضوى إبراهيم في الأصالة والإبداع العالمية في العلوم النفسية السلوكية من ولاية مريلاند الامريكية لعام 2018. كما فاز بجائزة علاء الدين كفافي في علم النفس الأسري من القاهرة عام 2010. وعمل مديراً لتحرير مجلة الرواية ونائبا لرئيس تحرير مجلة التحليل النفسي، ورئيسا للقسم الأدبي بجريدة الحياة المصرية. ومؤسسا ورئيساً لتحرير مجلة النداء. وعضوا بالعديد من الجمعيات النفسية.
وقد أمد المكتبة العربية بأكثر من ثلاثين كتاباً جلها في تخصصه الرفيع "البحث النفسي"، وتطرق بعضها لمناقشة القضايا الفكرية والأدبية والنقدية وله أعمال أدبية شعراً ونثراً، ومن كتبه نذكر: "التحليل النفسي والأدب"، و"احتياجات وضغوط أسر المعاقين"، و"الذكاء والشخصية"، و"الدلالات النفسية لتطور رسوم الأطفال"، و"نجيب محفوظ وسردياته العجائبية"، و"اضطراب الشخصية "دراسات في الرواية العربية"، و"اضطراب الهوية الجنسية"، و"علم النفس ومشكلاتنا النفسية"، كما كتب العشرات من الأبحاث التي نشرت في الدوريات المتخصصة، وقد عرف ما للصحافة من دور في الاتصال بالجماهير فقد كتب المقالات العديد في العديد من الصحف والمجلات الثقافية في مصر والدول العربية.
هذا والدكتور خالد عبد الغني مشارك بقوة في الفعاليات الثقافية من الندوات والمؤتمرات والأحاديث الإذاعية والتليفزيونية، كما ارتبط بالعديد من أعلام عصره في مصر والدول العربية وأجرى معهم الأحاديث الصحفية، وكتب عن تجاربهم وجهود كل منهم في مجاله وتخصصه الرفيع..
كان لزاماً علينا أن أهرع إلى دوحته واقتطف الورود من بستانه والاستفادة من تجربته، وليحدثنا عن واقع البحث النفسي وكيف تعرض له، وتجربته المريرة في تعرضه لسرقات أبحاثه وأطروحاته العلمية، وموضوعات أخرى نطالعها في السطور التالية:
سألته: وماذا عن واقع البحث النفسي؟
فأجاب: ما أصبح شائعا وذلك من كلام الباحثين الشباب أن كل شيء في البحث العلمي بثمن فتحكيم المقياس النفسي له مبلغاً محدداً وتحكيم البرنامج الإرشادي والعلاجي مبلغاً معيناً وترجمة البحوث السابقة الأجنبية له مبلغاً محدداً وكتابة خطة البحث لها مبلغاً معيناً وإجراء الأساليب الإحصائية على عينات مزيفة وغير حقيقية وكتابة النتائج وتفسيرها كذلك، وأصبح هناك من يراجع البحث وينسقه ويخرجه باختصار أصبح الباحث لا يعد بحثا بل ينسق الإجراءات مع القائمين الفعليين على البحث وهم المترجم وكاتب الخطة وكاتب الإطار النظري وصاحب الإحصاءات المزيفة.
وحول تعرضه لمثل تلك الأمور من عدمه قال: عرض علي هذا الأمر مرات ومرات وأجبت بأنه حرام شرعاً واثبت ذلك بفتوي سألتها للإفتاء فقالوا حرام شرعا، فالباحث اليوم يقدم بحوثاً مزيفة والمشرف يعرف ذلك ويشجع الباحث على ذلك ولجنة الحكم والمناقشة يعلمون ذلك، ويبدو أن الدولة أدركت ذلك فجعلت التعيين في الجامعة له أبوابه التي يعرفها الجميع والتي يفصلها أساتذة الأقسام العلمية على مقاس المطلوب تعيينهم لتساوي الكل في البحوث المزيفة والشهادات عديمة القيمة.. باختصار الرسالة تتكلف 120000 جنيه - طبعا هذه الآفة بدأها الخليجيون الذين درسوا في مصر في مرحلة الماجستير والدكتوراه - بكل تفاصيلها من أول الفكرة حتى الحفل الختامي وهدايا وغداء واللجنة وتوصيلهم واستلام الشهادة بعد شهر من اجتماع مجلس القسم والكلية والجامعة.... لم يسألني باحث عن كيفية الكتابة أوإجراءالإحصاءأو تطبيق المقاييس ولكنهم يطلبون عملها مع دفع أموال لذلك، فكل مليم يتحصل عليه أستاذ جامعي أو غيره مقابل كتابة الخطة أو عمل الإحصاء المزيف أو ما يشبه ذلك، حرام .. هذا يا سيدي واقع البحث العلمي في مصر في رسائل الماجستير والدكتوراه الذي يعلمه الجميع ويتواطأ الجميع على عدم رؤيته.
وحول ما يسميه بالغزو الفكري في البحث النفسي، قال: لاحظت كما لاحظ غيري أن البحث النفسي يكون استجابات لحاجات المجتمع ومحاولة للإجابة على تساؤلات تخص هذا المجتمع ولقد تبين خلال الثلاثين عاما الماضية أن البحث النفسي عندنا أصبح يجيب على أسئلة تخص المجتمعات الخليجية بمعنى أن الإشراف يقوم بتوجيه الباحثين لدراسة قضايا من شأنها أن تيسر إيجاد وظيفة في الخليج فلاحظنا دراسات لا حصر لها في مجالات معينة ومحددة جدا وكلها من معين واحد وتكاد تكون مسروقة جميعها وأعددت بالشكل الذي سبق وذكرته ومن ثم غابت البحوث النظرية أو البحوث التحليلية العميقة أو البحوث المتعلقة بتأصيل التراث أو المفاهيم القيمية والأخلاقية من منظور نفسي كما غابت البحوث في مجال علم النفس السياسي والجنائي ونتيجة لذلك ضاعت جهود الآباء المؤسسين لعلم النفس في محاولة أيجاد نظرية نفسية مصرية خالصة مبنية على ما لدينا من تراث معرفي وأخلاقي.
وبخصوص الحل من وجهة نظره في فوضى العلاج النفسي وتأهيل المعالجين، يرى الدكتور خالد عبد الغني أن برنامج دراسي إكلينيكي فقط لمدة أربع سنوات – كما يقترحه البعض – أو الدورات التدريبية ذات الصبغة التجارية للكسب المالي الحالي سيصيبه ما أصاب البرنامج الأساسي لدارسي علم النفس من ترهل وفقدان للكثير من الجوانب وسيصبح التركيز على بعض المقررات وإهمال غيرها، ولننظر لمقرر دارسي علم النفس من خريجي التربية مثالاً لذلك ويتم تعيينهم بوظيفة أخصائي نفسي مع أنهم أعدوا للعمل كمعلمين لعلم النفس، واقتراحي يقوم على أن يكون هناك برنامج دراسي لمدة سنتين دراسيتين للإكلينيكي كما هو قائم الآن بآداب عين شمس يلتحق به الطالب بعد الانتهاء من الليسانس الأساسي في علم النفس، ويقوم الخريج من الليسانس والدبلوم الإكلينيكي (6سنوات دراسية) بالتدريب لمدة سنتين في المجال الراغب التخصص فيه) بعدها يمنح شهادة أخصائي نفسي إكلينيكي معتمد، إذا أراد أن يحصل على رخصة العلاج النفسي يحصل عليها وفق قواعد تنظمها - النقابة - وما دمنا بدون نقابة فلتكن هناك لجنة مكونة من أساتذة علم النفس الإكلينيكي والعلاج النفسي لسنا في معرض الحديث عن النزاهة والأخلاق العلمية المطلوبة لأعضاء هذه اللجنة والتي باتت محل نظر - من خريجي الآداب - مكونة على الأقل من 7 ممثلين لكبرى الجامعات المصرية . تمتحن الطالب بعد اجتيازه لبرنامجها للحصول على رخصة المعالج النفسي - تضع اللجنة البرنامج الذي يحقق أهداف العلاج النفسي - التي تكون صالحة لفترة لا تزيد عن أربع سنوات ويتم التقدم لتجديدها وفق شروط أخرى تضعها تلك اللجنة.
وحول السرقات العلمية التي تعرضت لها مؤلفاته، ذكر الدكتور خالد عبد الغني أن أستاذًا جامعيًا ترقى لدرجة أستاذ مساعد علم النفس ببحثين نشرهما في دوريتين مغمورتين ثم عاد ونشرهما مرة ثانية في كتاب مكون من جزأين من ضمن بحوثه التي قد تكون مسروقة من آخرين مضيفًا: وهو أمر لا أستطيع أن أجزم به لكن ما أقطع به هذه الوقائع التي حدثت معي. قام هذا الأستاذ بسرقة الإطار النظري والدراسات السابقة من أطروحتي لدرجة الماجستير. وكانت ملامح السرقة تعتمد على السرقة الحرفية إلا من لفظ هنا أو هناك أو إيضاح هنا أو هناك.. والحذف الشائه في النصوص القاطعة المأخوذة من أطروحتي بالمراجع الأجنبية والعربية التي رجعتُ إليها حيث إن أغلب الصياغات الموجودة بالرسالة من صياغتي الخاصة بعد قراءة واستيعاب النصوص الموجودة بالمراجع التي عدت إليها. وهذه المراجع قد نقلها هو بأخطائها سواء في متن البحثين الخاصين به أو في قائمة المراجع الخاصة به أيضاً.
أغلب العبارات المسروقة والتي أعمل فيها خياله بالإضافة أو التعديل جاءت مشوهة وشائهة وهو ما سنوضحه في تعليقنا على تلك الفقرات. ويعد هذا دليلاً على السرقة فكما هو ثابت أن السارق عادة ما يحاول أن يخفي آثار جريمته لذلك نجد الاضطراب في صياغة تلك الجمل المسروقة لاتصالها بديناميات اللاشعور لسارق يحاول أن يخفي آثار جريمته.
وفي حالة نادرة سرق مني كلمة مضبوطة ومشكلة بالضبط وهي "يُظَن" ونجده سرقها كما هي ولم نجد له كلمة واحدة مضبوطة بالشكل في بحثيه، ولقد كانت عادتنا هي ضبط وتشكيل الكثير من الكلمات في متن الأطروحة.
كما أنه لم تكن عادته أن يكتب عدة مراجع بعد كل فقرة إلا في الفقرات التي سرقها منا وذلك لصعوبة تحديد مرجعها الأصلي لأننا لم ننقل من مرجع واحد ولكننا أعددنا صياغة خاصة بنا في طول الأطروحة. وما أكثر ما أخذ ونقل وسرق بلا خوف أو وجل أو حياء ظناً منه ألا أحداً سيقارن بحثيه بما سرق منه ولأن الحق لا تضيع معالمه مهما طال زمن الباطل ولأنني منشغل بقضية اضطرابات النوم حيث كنت أول من بحثها في مصر في أطروحة جامعية وقدم مقياسا له معايير محلية نستطيع من خلاله تشخيص اضطرابات النوم حسب الـ DSM4 .
وعن سبب عدم إعداده موسوعة عن علماء النفس، قال الدكتور خالد عبد الغني فكرت كثيرا فوجدت أن اكتب عن الذين عاصرتهم وتعرفت عليهم وقرأت لهم وتبدأ معرفتي بهم من عام 1989 إلى الآن.. وأما الأساتذة الكبار الذين لم التق بهم فستكون الكتابة عنهم باهتة لا روح فيها.. أما الذين لهم مواقف معي فتكون الكتابة عنهم حية.
وحين سألته: نرى أنك تكتب عن أجيال متقدمة في السن فما السبب؟.. أجاب: كنت من تلك القلة التي وضعتها الأقدار في صحبة رجال عظماء سواء في مجال الفكر والعلم والأدب والثقافة والفن والدين، فمنهم من صحبته سنوات ومنهم من كانت صحبته لقاءات عابرة وسريعة ولكنها تركت أثرها في نفسي وامتد فيما بعد، وكان حظي إني عرفت الأجيال المؤسسة وكانوا متقدمين في العمر جدا فمثلا رأيت عبدالعزيز القوصي وهو مواليد 1906 والجيل الثاني لويس مليكة 1921 ومصطفى صفوان 1921 وبعد ذلك جيل الثلاثينيات سيد عثمان 1931 و عزت الطويل 1932 وبعد ذلك أحمد فائق 1936 وحسين عبدالقادر 1936 وفرج طه 1937 وفرج أحمد فرج 1938وقدري حفني 1938 وعبدالستار ابراهيم 1939 وأحمد خيري حافظ 1942 كل هؤلاء رأيتهم واستمعت لهم وتحاورت معهم وبالتالي فقد أغنوني عن الأجيال اللاحقة بالإضافة إلى أنهم كانوا أكثر إنتاجا. وكذلك الكتابة عنهم لا شبهة فيها فأما الأجيال التي في السلطة فهناك شبهة التقرب إليهم أو جني نفع من وراء الاهتمام بهم ، أما الأجيال التي هي خارج السلطة فلا نفع ولا شبهة من الاقتراب منهم.. كما ترى في الأسماء المذكورة.
Khalid Abdelghany
Khalid Abdelghany ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit Khalid Abdelghany und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und...