وشم من ذاكرة ساحة جامع الفنا
محمد بن محمد (رحمه الله) ، هكذا قدم اسمه الحقيقي لبعض المقربين منه . قيل بأنه من قبيلة تلوات معقل الباشا لكلاوي . وقيل بأن والده كان فقيها وجنديا في حرب فيتنام ، والعهدة على الرواة . في الحلقة لا يحب الحديث عن أسرته ، فقط يردد في بعض الأحيان بأنه ابن الهلال الأحمر الدولي* .
قدم إلى مدينة مراكش ، وتقلب في مهن كثيرة لم يستقر بأي منها . وعندما امتهن الحلقة منحته مراكش اسما جديدا : طبيب الحشرات . أصبح في فترة وجيزة ممثلا بارعا ، جعل من الحلقة في ساحة جامع الفنا في بداية السبعينات مدرسة للسخرية . لم يكن في حاجة لأي لقب أو تلفزيون ليتربع على عرش الساحة . حلقته بدون توقيت رسمي . الحظ وحده قد يمنحك لحظة الاستمتاع بمشاهدته . يمر أحيانا من الساحة بشكل سريع ، يرصده الأطفال ويجرون خلفه ، ويستعطفونه . وبمجرد ما يقف لالتقاط أنفاسه ، أو لإشعال سيجارة ، تكون الحلقة قد اكتملت . ينظر حوله ، يبتسم بمكر ، ثم يبدأ العرض للتعويض عن حرمان هذا الجمهور من الحق في التمدرس ، وللتخفيف عنه من آلام التشرد ، والمبيت تحت أي عربة يدوية ، أو الانزواء في أي ركن مظلم من أركان الساحة . إنه مثلهم غالبا ما ينام تحت النجوم . ربما يريد أن يسعدهم ، ويخفف عنهم شيئا من الألم والمرارة التي يتقاسمها معهم . بعد ذلك ينضم إلى حلقته جمهور قادم من الأحياء العتيقة لمراكش للترويح عن نفسه من تعب يوم قائظ . وهو جمهور يتكون في الغالب من رجال التعليم والطلبة والصناع .
أطلق عليه المراكشيون لقب طبيب الحشرات منذ بداية مشواره الفني ، لأنه اشتغل على السخرية من الواقع ، بلعب دور الطبيب الذي يسخر من أمراض ذات طابع اجتماعي أكثر منها عضوية . كما أن أغلب موضوعاته يستقيها من تحويره لنشرات الأخبار وأبطال الأفلام وأسماء الرؤساء ، وابتكار قصص ساخرة من الخيال ، وإشراك الجمهور في أدائها . وقد تحولت بعض انتقاداته للواقع السياسي والاجتماعي إلى شعارات رددتها القوى اليسارية في الكثير من المظاهرات مثل : آش قراونا ، قرد ، بقرة ، برتقال .
في السبعينات من القرن الماضي لا يمكن أن يمر أبناء المدينة القديمة في المساء من الساحة دون أن يلقوا نظرة على حلقة الطبيب .
يبدأ طبيب الحشرات عروضه ، وقبل أن ينهيها يجمع قليلا من النقود ، ثم يهرب في اتجاه سوق الجديد . تلك طريقته في إنهاء العروض .
حلت مرة عاصفة رعدية بالساحة ، وشرع الجمهور في الانسحاب في الوقت الذي بدأ يمهد فيه لجمع النقود ، فتوجه إلى السماء شاكيا ، وخاطب كائنا خفيا بقوله :
ـ ألم تجد غير هذا الوقت يا صاحب (الباش)* الأزرق لتنزل فيه غضبك علي .
في بعض الأحيان عندما ينتهي من جمع النقود ، يتوجه إلى الأطفال الذين يجلسون في حلقته :
ـ وانتم ألا تقدمون لي بعض البقشيش ؟
ثم يسخر منهم ، ويشبههم بخوابي ضريح سيدي أحمد بن الكامل* . وكانت توضع ببابه خوابي لمن أصابه العطش ، وأراد أن يشرب الماء بالمجان .
ينتقد أحيانا ، وبسخرية شابا بدويا قوي البنيان ، يلبس ساعة يدوية غليظة وكبيرة . مرة يتصور على أنها جهاز تجسس ، ومرة أخرى يتخيل ما سيحدث لو انفجرت مثل قنبلة . وبعدها تتعالى الضحكات داخل الحلقة .
الوقوف في حلقات جامع الفنا يحتاج إلى (قشابة واسعة)* . إذا كنت سريع الانفعال فلا تدخل أصلا إلى هذه الساحة .
حين يختفي لفترات طويلة ، يُشاع بأن الشرطة اعتقلته بسبب اقتحامه لمتجر بيع الدخان بهذا الحي أو ذاك ، وسرقة محتوياته من نقود وسجائر . وقد تراه وأنت جالس في مقهى الكتبية معتقلا من طرف شرطي ، يقيده مع عمود الكهرباء في انتظار مرور سيارة الأمن . قضى جل حياته في مراكش بين جامع الفنا والسجن . ربما نقل الحلقة من جامع الفنا إلى السجن ، لذلك أحبه السجناء ، وتمنوا لو طال مقامه بينهم .
وقف وسط الحلقة في يوم غائم ، وهو يتضرع إلى الله أن يسقي عباده ، وعندما أضاف بهيمته ، أشار إلى الجمهور المحيط به . ثم انفجر الجميع بالضحك .
ألف حمال بشارب كث ، يجر عربة يدوية أن يضع يده على شفتيه ، ويصدر صوتا مستفزا (التقباض) * ، يعلق به ساخرا من العرض . فطلب الجمهور من الطبيب أن يتدخل ، ويضع حدا لاستفزازه ، فخاطبه الطبيب :
ـ أنت ! سقطت في مدرسة الطب سنتين متتاليتين ، والآن أنت في السنة الثالثة ، وتعرف بأنك سترسب في نهاية الموسم ، لماذا لا تغير الشعبة ، وتذهب إلى مدرسة الرياضة .
وأشار إلى حلقة (أولاد سيدي احماد وموسى) ، ثم أضاف :
ـ أو تختار قسم الجغرافيا ؟!
ولمّح إلى حلقة (سات كولور)* . وأردف :
ـ أو تلتحق بمدرسة الفنون ؟!
والتفت ناحية حلقة (عبيدات الرما)*
حدث مرة أن زار السيد المعطي بوعبيد ، رحمه الله ، ساحة جامع الفنا في بداية الثمانينات من القرن الماضي ، وهو وزير أول ، فرآه أحد المتفرجين ، وأخبر الطبيب بذلك . فطلب هذا الأخير من الجمهور أن يفسح المكان للزائر ، وخرج من الحلقة ، ومد يده للسلام عليه ، وهو يقدمه للمتحلقين حوله بصوته الساخر :
ـ استقبل جلالة الملك بساحة جامع الفنا الوزير الأول السيد المعطي بوعبيد .
فاعترض الجمهور بصوت عال :
ـ ونحن ؟
فابتسم الوزير ، وأضاف الطبيب :
ـ وشخصيات أخرى !؟
فانفجر الوزير الأول بالضحك حتى دمعت عيناه .
ابتكر مرة (سكيتش) حول تعليم الرياضيات فلعب الدورين معا يسأل ويجيب :
ـ مراد تعاوني في (الماط)* ؟ ياك عندك مع (الماط) ؟
ـ ماذا ينقصك ؟
ـ الآن إذا قسمنا حلوة الكيك على ثلاثة ، سنحصل في كل ثلث على 0,333 ، ولكن إذا ضربنا 0,333 في ثلاثة فسنحصل فقط على 0,999 فأين ذهب 0,001 ؟
ـ آه 0,001 بقي عالقا في السكين . أي حاجة تعذر عليك فهمها في الماط مرحبا .
عندما تلعب الخمر برأسه ، كان يرمي بجسده في المقابر والزوايا المظلمة في باب الجديد ، أو يجد نفسه في مخفر الشرطة . أمكنة ينعتها في حلقته بفنادق أمريكا الفخمة . في آخر أيامه أصبح مدمنا على أسوء أنواع الكحول (لالكول 90 درجة) يخلطه مع اللبن أو مشروب كوكاكولا . أما عندما يعود إلى الساحة بعد غياب طويل ، فهو يبرر اختفاءه بسفره إلى هولندا ، ويقصد بها سجن بولمهارز .
غالبا ما يواظب على الحضور إلى جامع الفنا في شهر رمضان بعد الإفطار . ربما لأنه يتخلص من شرب الكحول ، ويتمنى تحقيق أمنيته في زيارة قبر النبي (ص) .
مات الطبيب ، بعد أن قضى الفترة الأطول من حياته بين السجن والساحة . رغم حجم الضحك الذي قدمه لجمهوره ، فقد مات فقيرا وحزينا ومنسيا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* محمد سعد الدين اليمني ، مجلة آفاق مغاربية بالفرنسية .
ـ سيدي أحمد بالكامل : (ضريح) ومقبرة كانت تقع بين رياض الزيتون القديم والملاح .
ـ الباش : سقيفة مغطاة بنوع من الجلد يخني أبواب باب الدكاكين والمقاهي من المطر
ـ قشابة واسعة : القشابة نوع من اللباس ، والعبارة كناية عن سعة الصدر أو اتساع الخاطر ـ التقباض : صوت مذموم في مراكش يحدث عندما يضع شخص يده على شفتيه ويصدر صوتا مستفزا كتعليق ساخر على كلام خصمه .
ـ حلقة سات كلور : حلقة الطرمومي .
ـ عبيدات الرما : فن راقص من التراث الشعبي المغربي .
ـ الماط : الرياضيات / ياك عندك مع الماط : تعبير عامي يستفهم عن مدى إلمام المخاطب بمادة الرياضيات .
مراكش 21 فبراير 2021
** بعد تحيين هذا الوشم وإضافة عروض جديدة إلى حلقة الطبيب ، أحببت أن أتقاسمه معكم (ن) مرة أخرى . وأتمنى أن يستمتع الجيل الجديد الذي لم يواكب هذه الفترة من تاريخ الساحة بهذه العروض . ولا أخفي عنكم (ن) الصعوبة التي وجدتها في نقلها بواسطة اللغة مع الحفاظ على زخمها الفكاهي ، ولا أدري إن وفقت في ذلك أم لا .
حاميد اليوسفي
محمد بن محمد (رحمه الله) ، هكذا قدم اسمه الحقيقي لبعض المقربين منه . قيل بأنه من قبيلة تلوات معقل الباشا لكلاوي . وقيل بأن والده كان فقيها وجنديا في حرب فيتنام ، والعهدة على الرواة . في الحلقة لا يحب الحديث عن أسرته ، فقط يردد في بعض الأحيان بأنه ابن الهلال الأحمر الدولي* .
قدم إلى مدينة مراكش ، وتقلب في مهن كثيرة لم يستقر بأي منها . وعندما امتهن الحلقة منحته مراكش اسما جديدا : طبيب الحشرات . أصبح في فترة وجيزة ممثلا بارعا ، جعل من الحلقة في ساحة جامع الفنا في بداية السبعينات مدرسة للسخرية . لم يكن في حاجة لأي لقب أو تلفزيون ليتربع على عرش الساحة . حلقته بدون توقيت رسمي . الحظ وحده قد يمنحك لحظة الاستمتاع بمشاهدته . يمر أحيانا من الساحة بشكل سريع ، يرصده الأطفال ويجرون خلفه ، ويستعطفونه . وبمجرد ما يقف لالتقاط أنفاسه ، أو لإشعال سيجارة ، تكون الحلقة قد اكتملت . ينظر حوله ، يبتسم بمكر ، ثم يبدأ العرض للتعويض عن حرمان هذا الجمهور من الحق في التمدرس ، وللتخفيف عنه من آلام التشرد ، والمبيت تحت أي عربة يدوية ، أو الانزواء في أي ركن مظلم من أركان الساحة . إنه مثلهم غالبا ما ينام تحت النجوم . ربما يريد أن يسعدهم ، ويخفف عنهم شيئا من الألم والمرارة التي يتقاسمها معهم . بعد ذلك ينضم إلى حلقته جمهور قادم من الأحياء العتيقة لمراكش للترويح عن نفسه من تعب يوم قائظ . وهو جمهور يتكون في الغالب من رجال التعليم والطلبة والصناع .
أطلق عليه المراكشيون لقب طبيب الحشرات منذ بداية مشواره الفني ، لأنه اشتغل على السخرية من الواقع ، بلعب دور الطبيب الذي يسخر من أمراض ذات طابع اجتماعي أكثر منها عضوية . كما أن أغلب موضوعاته يستقيها من تحويره لنشرات الأخبار وأبطال الأفلام وأسماء الرؤساء ، وابتكار قصص ساخرة من الخيال ، وإشراك الجمهور في أدائها . وقد تحولت بعض انتقاداته للواقع السياسي والاجتماعي إلى شعارات رددتها القوى اليسارية في الكثير من المظاهرات مثل : آش قراونا ، قرد ، بقرة ، برتقال .
في السبعينات من القرن الماضي لا يمكن أن يمر أبناء المدينة القديمة في المساء من الساحة دون أن يلقوا نظرة على حلقة الطبيب .
يبدأ طبيب الحشرات عروضه ، وقبل أن ينهيها يجمع قليلا من النقود ، ثم يهرب في اتجاه سوق الجديد . تلك طريقته في إنهاء العروض .
حلت مرة عاصفة رعدية بالساحة ، وشرع الجمهور في الانسحاب في الوقت الذي بدأ يمهد فيه لجمع النقود ، فتوجه إلى السماء شاكيا ، وخاطب كائنا خفيا بقوله :
ـ ألم تجد غير هذا الوقت يا صاحب (الباش)* الأزرق لتنزل فيه غضبك علي .
في بعض الأحيان عندما ينتهي من جمع النقود ، يتوجه إلى الأطفال الذين يجلسون في حلقته :
ـ وانتم ألا تقدمون لي بعض البقشيش ؟
ثم يسخر منهم ، ويشبههم بخوابي ضريح سيدي أحمد بن الكامل* . وكانت توضع ببابه خوابي لمن أصابه العطش ، وأراد أن يشرب الماء بالمجان .
ينتقد أحيانا ، وبسخرية شابا بدويا قوي البنيان ، يلبس ساعة يدوية غليظة وكبيرة . مرة يتصور على أنها جهاز تجسس ، ومرة أخرى يتخيل ما سيحدث لو انفجرت مثل قنبلة . وبعدها تتعالى الضحكات داخل الحلقة .
الوقوف في حلقات جامع الفنا يحتاج إلى (قشابة واسعة)* . إذا كنت سريع الانفعال فلا تدخل أصلا إلى هذه الساحة .
حين يختفي لفترات طويلة ، يُشاع بأن الشرطة اعتقلته بسبب اقتحامه لمتجر بيع الدخان بهذا الحي أو ذاك ، وسرقة محتوياته من نقود وسجائر . وقد تراه وأنت جالس في مقهى الكتبية معتقلا من طرف شرطي ، يقيده مع عمود الكهرباء في انتظار مرور سيارة الأمن . قضى جل حياته في مراكش بين جامع الفنا والسجن . ربما نقل الحلقة من جامع الفنا إلى السجن ، لذلك أحبه السجناء ، وتمنوا لو طال مقامه بينهم .
وقف وسط الحلقة في يوم غائم ، وهو يتضرع إلى الله أن يسقي عباده ، وعندما أضاف بهيمته ، أشار إلى الجمهور المحيط به . ثم انفجر الجميع بالضحك .
ألف حمال بشارب كث ، يجر عربة يدوية أن يضع يده على شفتيه ، ويصدر صوتا مستفزا (التقباض) * ، يعلق به ساخرا من العرض . فطلب الجمهور من الطبيب أن يتدخل ، ويضع حدا لاستفزازه ، فخاطبه الطبيب :
ـ أنت ! سقطت في مدرسة الطب سنتين متتاليتين ، والآن أنت في السنة الثالثة ، وتعرف بأنك سترسب في نهاية الموسم ، لماذا لا تغير الشعبة ، وتذهب إلى مدرسة الرياضة .
وأشار إلى حلقة (أولاد سيدي احماد وموسى) ، ثم أضاف :
ـ أو تختار قسم الجغرافيا ؟!
ولمّح إلى حلقة (سات كولور)* . وأردف :
ـ أو تلتحق بمدرسة الفنون ؟!
والتفت ناحية حلقة (عبيدات الرما)*
حدث مرة أن زار السيد المعطي بوعبيد ، رحمه الله ، ساحة جامع الفنا في بداية الثمانينات من القرن الماضي ، وهو وزير أول ، فرآه أحد المتفرجين ، وأخبر الطبيب بذلك . فطلب هذا الأخير من الجمهور أن يفسح المكان للزائر ، وخرج من الحلقة ، ومد يده للسلام عليه ، وهو يقدمه للمتحلقين حوله بصوته الساخر :
ـ استقبل جلالة الملك بساحة جامع الفنا الوزير الأول السيد المعطي بوعبيد .
فاعترض الجمهور بصوت عال :
ـ ونحن ؟
فابتسم الوزير ، وأضاف الطبيب :
ـ وشخصيات أخرى !؟
فانفجر الوزير الأول بالضحك حتى دمعت عيناه .
ابتكر مرة (سكيتش) حول تعليم الرياضيات فلعب الدورين معا يسأل ويجيب :
ـ مراد تعاوني في (الماط)* ؟ ياك عندك مع (الماط) ؟
ـ ماذا ينقصك ؟
ـ الآن إذا قسمنا حلوة الكيك على ثلاثة ، سنحصل في كل ثلث على 0,333 ، ولكن إذا ضربنا 0,333 في ثلاثة فسنحصل فقط على 0,999 فأين ذهب 0,001 ؟
ـ آه 0,001 بقي عالقا في السكين . أي حاجة تعذر عليك فهمها في الماط مرحبا .
عندما تلعب الخمر برأسه ، كان يرمي بجسده في المقابر والزوايا المظلمة في باب الجديد ، أو يجد نفسه في مخفر الشرطة . أمكنة ينعتها في حلقته بفنادق أمريكا الفخمة . في آخر أيامه أصبح مدمنا على أسوء أنواع الكحول (لالكول 90 درجة) يخلطه مع اللبن أو مشروب كوكاكولا . أما عندما يعود إلى الساحة بعد غياب طويل ، فهو يبرر اختفاءه بسفره إلى هولندا ، ويقصد بها سجن بولمهارز .
غالبا ما يواظب على الحضور إلى جامع الفنا في شهر رمضان بعد الإفطار . ربما لأنه يتخلص من شرب الكحول ، ويتمنى تحقيق أمنيته في زيارة قبر النبي (ص) .
مات الطبيب ، بعد أن قضى الفترة الأطول من حياته بين السجن والساحة . رغم حجم الضحك الذي قدمه لجمهوره ، فقد مات فقيرا وحزينا ومنسيا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* محمد سعد الدين اليمني ، مجلة آفاق مغاربية بالفرنسية .
ـ سيدي أحمد بالكامل : (ضريح) ومقبرة كانت تقع بين رياض الزيتون القديم والملاح .
ـ الباش : سقيفة مغطاة بنوع من الجلد يخني أبواب باب الدكاكين والمقاهي من المطر
ـ قشابة واسعة : القشابة نوع من اللباس ، والعبارة كناية عن سعة الصدر أو اتساع الخاطر ـ التقباض : صوت مذموم في مراكش يحدث عندما يضع شخص يده على شفتيه ويصدر صوتا مستفزا كتعليق ساخر على كلام خصمه .
ـ حلقة سات كلور : حلقة الطرمومي .
ـ عبيدات الرما : فن راقص من التراث الشعبي المغربي .
ـ الماط : الرياضيات / ياك عندك مع الماط : تعبير عامي يستفهم عن مدى إلمام المخاطب بمادة الرياضيات .
مراكش 21 فبراير 2021
** بعد تحيين هذا الوشم وإضافة عروض جديدة إلى حلقة الطبيب ، أحببت أن أتقاسمه معكم (ن) مرة أخرى . وأتمنى أن يستمتع الجيل الجديد الذي لم يواكب هذه الفترة من تاريخ الساحة بهذه العروض . ولا أخفي عنكم (ن) الصعوبة التي وجدتها في نقلها بواسطة اللغة مع الحفاظ على زخمها الفكاهي ، ولا أدري إن وفقت في ذلك أم لا .
حاميد اليوسفي