علجية عيش - 3000 فلسطيني يقيمون في الجزائر إلى اليوم

منصور المغربي يستحضر جذور العلاقات الفلسطينية الجزائرية

استحضر منصور المغربي جذور العلاقة الثنائية بين فلسطين و الجزائر في مداخلة قدمها خلال اختتام الملتقى الوطني الأدبي رضا حوحو احتضنها قصر أحمد باي، أشاد فيها بحب الجزائريين لفلسطين، من خلال تسليط الضوء على الموروث الفلسطيني في كل التظاهرات الثقافية التي كانت تحتضنها جامعة منتوري قسنطينة، لاسيما الأسبوع الثقافي الذي احتضنته قسنطينة كعاصمة للثقافة العربية 2015، أكدت فيه أنها من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية


و تحدث منصور المغربي مندوب سفارة فلسطين في قسنطينة عن دور الجزائر التاريخي في القضية الفلسطينية مشيرا أن العلاقة بين الجزائر و فلسطين قديمة و متجذرة ، تعود إلى ايام احتلال فلسطين عام 1948 و تطرق منصور المغربي إلى الحديث عن مراحل الهجرة إلى بلاد الشام في الفترة بين 1847 و 1917، و ظروف إنشاء القرى المغاربية في فلسطين و إطلاق عليها أسماء أجدادهم ( المنصورة، معذر، عين البيضاء، عنابة ، قسنطينة ، العلمة، قرية الديشوم و غيرها) ، تقع هذه القرى على الحدود اللبنانية السورية و تصاهروا فيما بينهم في إطار التزاوج الجزائري الفلسطيني، حسب الأستاذ المغربي تعود جذور هذه العلاقة إلى 1540 قبل الميلاد، و قد أرخ لهذه العلاقة المؤرخ الفلسطيني محمد بن المهدي بن شغيب، إذ يقول أن في العهد الفينيي الكنعاني تشكلت مدينة قسنطينة و أطلق عليها اسم قرطن، و قرطن كما يقول منصور المغربي لفظ كنعاني و هي تعني "القلعة"، ترجح الروايات التاريخية ان المغاربة كانوا يقصدون القدس بوفود كبيرة وبشكل دائم في مواسم الحج، لأسباب من بينها الصلاة في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أو طلباً للعلم او من أجل الجهاد ونصرة المدينة.

يضيف المغربي أنه أيام العهد العثماني قام الأمير سعيد حفيد الأمير عبد القادر بزيارة هذه القرى، و لما وقف على الوضع الذي هي عليه ، جاب البلدان العربية من أجل جمع التبرعات، و من خلالها تمكن من شراء الأرض من النصارى السوريين و اللبنانيين لإعادة إعمارها من جديد، و لا تزال عائلات فلسطينية من أصل جزائري موجودة إلى الآن، كما أنشأوا حارة سموها حارة المغاربة، و قد حافظ المغاربة و أغلبهم أمازيغ على أوقافهم إلى أن احتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي القدس عام 1967، اذ دمرت المساكن لتوسيع ساحة حائط البراق الذي يخضع اليوم للسيطرة الاسرائيلية كمكان مقدس لليهود، و حارة المغاربة تشبه إلى حد ما المدن القديمة في الجزائر ( السويقة بقسنطينة) من خلال أزقتها الضيقة، يقول منصور المغربي أنه توجد بحارة المغاربة 165 بناية، و قد أقام فيها صلاح الدين الأيوبي، فالعلاقة بين الشعب الفلسطيني و الشعب الجزائري كانت أكثر تميزا، بعدما مشاركة أهلها في حرب 1967 عندما دخلت إسرائيل القدس و عملت على تدمير الحارة، و تسببت في تشتت العائلات و تفرقها في أحياء و مناطق مجاورة .

بعد موت سليمان جاء ابنه يربعان و خيّر الكنعانيين الفلسطينيين بين العيش كعبيد و إمّا النفي فهاجروا إلى مدينة قسنطينة عن طريق جيجل، و يوجد حاليا حوالي 3000 فلسطيني يقيمون في الجزائر إلى اليوم، و هو الرقم الذي ذكره منصور المغربي الذي أشاد بحب الجزارئيين لفلسطين، و اهتمامهم بالقضية الفلسطينية، و قال ان فلسطين لها مكانة خاصة في قلوب الجزائريين ، بدليل حرصهم على تسليط الضوء على الموروث الفلسطيني في كل التظاهرات الثقافية التي كانت يحتضنها بهو جامعة منتوري قسنطينة و تعايش الطلبة الفلسطينيين مع الطلبة الجزائيين، ثم الأسبوع الثقافي الذي احتضنته قسنطينة كعاصمة للثقافة العربية 2015 التي شارك فيها فنانون فلسطينيون من بينهم الفنان التشكيلي الفلسطيني زكي سلاّم، لدرجة أنه لا أحد يفرق بين الجزائري و الفلسطيني إلا بالصوت، للإشارة فقط أن منصور المغربي من الذين يناضلون في صمت، و إن نظرت إليه ترى فلسطين في عيناه البراقتين و في أنفاسه تشم رائحة القدس، و يحرص منصور المغربي على الإهتمام بالجالية الفسطينية في قسنطينة من أجل ان يتشربوا قضيتهم و يحافظوا على هويتهم من الإندثار.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...