لطالما كانت قصص الكاتب المتقنه لا تخلو من عنصر الإبهار والتشويق، إلا أن هذا النص قد اختلف وتمايز بعناصر سرده و فواصله الزمنية وفلسفته الوجودية فأدهشنا.
يتحدث النص عما يمكننا تسميته، علاقة إنسانية ما، حبًا ربما، و الذي غدا تعودًا ،روتينا مملا يتغذى على مالا يفهم من شريك الحياة ، يتكل على ذلك الشرخ الكبير في التكوين النفسي لكائنين اختارا أن يكونا معًا وربما جُبرا أن يكونا معا، و يجذبه تناقضهما الغير علني عادة، رجل وامرأة عاديين، يؤلمها استهتاره بمشاعرها الدفينه ، بغريزتها التي تصيب دومًا، وبحاستها الأنثوية التي لا تخيب، بما لا تستطيع الفوه به صبرًا وتجبرًا،وتزعجه لجاجة حاجتها لحنانه، وتشبثها به معظم الوقت كطفلة وغموض عقلها الذي يندمج بالكلمات فيصبح عصيًا على الفهم بالنسبة له، فيستَفزُ ويجرح بقسوته. أراد الكاتب استخدام عنصرين أساسين في النص كفوارق أساسية واضحة لتشكيل نموذج حياتي انزاح عن الواقع وتمثل به سردا:
الحوار السردي : وفيه نتجول في حدود الشخصيتين المحاضرتين، الزوج الساخر المُتهكم الذي لايفهم غموض زوجته وإلحاحها ترغّبا في حنانه وعطفه وقبوله لها.
حيث أدرج فهمه الخاص للاحتضار ساخرا من طريقة زوجته في الجلوس في تعبها وإنهاكها. و بين زوجته التي استقصت سبب الخلاف الأزلي بين ساكني المريخ والزهرة فأدركته، ألا وهو البحث عن السبب قبل تدارك النتائج
(ٍَأصلك مش حاسس بي)
(هكذا أنتم أيها الرجال تبحثون في النتائج ولا تفكرون في الأسباب)
( و عنصر الزمن الصادم).
الزمن عامل لزج في النص، اندمج مع هلامية المكان لأن الحدث منبثق عن لغة الخطاب السردي وشخصيّته الرئيسيتين. ولكنه يخلق لحظة صادمة خالية من آليات الضبط القدري الذي نراه في الواقع
(ثلاثة أعوام وأنا أثق أنها ستتراجع عن عِندها وترد ،)
ثلاثة أعوام على (لون الموت) الذي تصوَّره الراوي في سخريته (بأن تصبح رأسها ثقيلة فتضعها على صدره)
بعد ثلاثة أعوام مازال يبحث عن النتائج، متخبطًا في عالمه العبثي المختل، باحثًا عن حل يفسر إحساسه الكبير بالذنب. رغم أنها امتثلت لرؤيته الخاصة بالموت إمعاناً في السخرية.
في( لون الموت) نبحث عن تفسير سلوك رأيناه وعشناه وفكرنا به.
صورة نمطية متكررة في كل زمان ومكان
المرأة في تعلق والرجل في تعود، ولكن الكاتب يدس الفوضى في النهاية الصادمة كعبث حسي متقنٍ هدفه صفع الوعي، وتحفيز التجربة الخاصة ومحي حدودها وتجاوز المتعارف عليه.
يمكن للرجل أن يحب بطريقته التي لن تفهمها المرأة أيضًا وللمرأة أن تتعود بصمتها وإنكارها كذلك.
******
النص
لون الموت
لبدوي الدقادوسي
استفزتها ضحكتي الساخرة ردا على قولها بحزن : أشعر أني سأموت ، قبل أن تقول جملتها التي طالما تكررها مع كل رد فعل ساخر من شكواها الدائمة " أصلك مش حاسس بيا" .
من اقترب من الموت يصبح ولون صوته أزرق ويمسي ولونه بني غامق ويبيت ولونه أسود دامس ،يغزو الشيب سواد مقلته وتصير رأس الرجل ثقيلة لا يستريح إلا بإلقائها على الأرض دون وسادة ويصير الجسد هامدا يحلم أن يشق بطن أمه الأرض ليعود إليها ليلتقي لأول مرة بالراحة وتصير رأس المرأة ثقيلة تود لو تلقيها على صدر الرجل حالمة باللحظة التي تشق ضلوعه وتدفنها فيها ، أما أنت تستندين برأسك على الكرسي ونهداك نافران متحفزان لإرضاع الأيام .
نظرت نحوي تملؤ عينيها عبرة : هكذا أنتم أيها الرجال تبحثون في النتائج ولا تفكرون في الأسباب ، تقولون : إن المطر يحي الأرض ولكنكم أبدا لا تفكرون فيما يحي المطر ، وتقولون شمس الصيف قاسية ولا تبحثون في سر قسوتها ، ثم دنت مني وأسندت رأسها على صدري وصمتت ، صرخت أوقظها لكنها لم تجب ، ثلاثة أعوام وأنا أثق أنها ستتراجع عن عندها وترد ، نبهتني ابنتي من شرودي : أبي، أبي هذا موعد الحبوب المهدئة .
يتحدث النص عما يمكننا تسميته، علاقة إنسانية ما، حبًا ربما، و الذي غدا تعودًا ،روتينا مملا يتغذى على مالا يفهم من شريك الحياة ، يتكل على ذلك الشرخ الكبير في التكوين النفسي لكائنين اختارا أن يكونا معًا وربما جُبرا أن يكونا معا، و يجذبه تناقضهما الغير علني عادة، رجل وامرأة عاديين، يؤلمها استهتاره بمشاعرها الدفينه ، بغريزتها التي تصيب دومًا، وبحاستها الأنثوية التي لا تخيب، بما لا تستطيع الفوه به صبرًا وتجبرًا،وتزعجه لجاجة حاجتها لحنانه، وتشبثها به معظم الوقت كطفلة وغموض عقلها الذي يندمج بالكلمات فيصبح عصيًا على الفهم بالنسبة له، فيستَفزُ ويجرح بقسوته. أراد الكاتب استخدام عنصرين أساسين في النص كفوارق أساسية واضحة لتشكيل نموذج حياتي انزاح عن الواقع وتمثل به سردا:
الحوار السردي : وفيه نتجول في حدود الشخصيتين المحاضرتين، الزوج الساخر المُتهكم الذي لايفهم غموض زوجته وإلحاحها ترغّبا في حنانه وعطفه وقبوله لها.
حيث أدرج فهمه الخاص للاحتضار ساخرا من طريقة زوجته في الجلوس في تعبها وإنهاكها. و بين زوجته التي استقصت سبب الخلاف الأزلي بين ساكني المريخ والزهرة فأدركته، ألا وهو البحث عن السبب قبل تدارك النتائج
(ٍَأصلك مش حاسس بي)
(هكذا أنتم أيها الرجال تبحثون في النتائج ولا تفكرون في الأسباب)
( و عنصر الزمن الصادم).
الزمن عامل لزج في النص، اندمج مع هلامية المكان لأن الحدث منبثق عن لغة الخطاب السردي وشخصيّته الرئيسيتين. ولكنه يخلق لحظة صادمة خالية من آليات الضبط القدري الذي نراه في الواقع
(ثلاثة أعوام وأنا أثق أنها ستتراجع عن عِندها وترد ،)
ثلاثة أعوام على (لون الموت) الذي تصوَّره الراوي في سخريته (بأن تصبح رأسها ثقيلة فتضعها على صدره)
بعد ثلاثة أعوام مازال يبحث عن النتائج، متخبطًا في عالمه العبثي المختل، باحثًا عن حل يفسر إحساسه الكبير بالذنب. رغم أنها امتثلت لرؤيته الخاصة بالموت إمعاناً في السخرية.
في( لون الموت) نبحث عن تفسير سلوك رأيناه وعشناه وفكرنا به.
صورة نمطية متكررة في كل زمان ومكان
المرأة في تعلق والرجل في تعود، ولكن الكاتب يدس الفوضى في النهاية الصادمة كعبث حسي متقنٍ هدفه صفع الوعي، وتحفيز التجربة الخاصة ومحي حدودها وتجاوز المتعارف عليه.
يمكن للرجل أن يحب بطريقته التي لن تفهمها المرأة أيضًا وللمرأة أن تتعود بصمتها وإنكارها كذلك.
******
النص
لون الموت
لبدوي الدقادوسي
استفزتها ضحكتي الساخرة ردا على قولها بحزن : أشعر أني سأموت ، قبل أن تقول جملتها التي طالما تكررها مع كل رد فعل ساخر من شكواها الدائمة " أصلك مش حاسس بيا" .
من اقترب من الموت يصبح ولون صوته أزرق ويمسي ولونه بني غامق ويبيت ولونه أسود دامس ،يغزو الشيب سواد مقلته وتصير رأس الرجل ثقيلة لا يستريح إلا بإلقائها على الأرض دون وسادة ويصير الجسد هامدا يحلم أن يشق بطن أمه الأرض ليعود إليها ليلتقي لأول مرة بالراحة وتصير رأس المرأة ثقيلة تود لو تلقيها على صدر الرجل حالمة باللحظة التي تشق ضلوعه وتدفنها فيها ، أما أنت تستندين برأسك على الكرسي ونهداك نافران متحفزان لإرضاع الأيام .
نظرت نحوي تملؤ عينيها عبرة : هكذا أنتم أيها الرجال تبحثون في النتائج ولا تفكرون في الأسباب ، تقولون : إن المطر يحي الأرض ولكنكم أبدا لا تفكرون فيما يحي المطر ، وتقولون شمس الصيف قاسية ولا تبحثون في سر قسوتها ، ثم دنت مني وأسندت رأسها على صدري وصمتت ، صرخت أوقظها لكنها لم تجب ، ثلاثة أعوام وأنا أثق أنها ستتراجع عن عندها وترد ، نبهتني ابنتي من شرودي : أبي، أبي هذا موعد الحبوب المهدئة .