كنانة عيسى

الندم في الأزقة الحجرية الداكنة، ُتبتلعُ آلاف الخطوات، وحدها الظلالُ والجّدران تتنفس وقعَها المتفاوت في رّواح وغدو، ككلِّ مدينة قديمة في العالم، لجانبها الأثري نصيب من العشق لا يلتئم، ولا يعرف فقر الأجزاء الأخرى وهشاشتها،إنّه ذلك الوقت الرّصين من كل عام...قدسية تمسح الوجوه المتعبة الزرقاء...
الطائر الزئبقي، نص شديد الذاتية ابتعد عن الفلسفة الوجودية المحضة والبحث عن الأنا، واسترسل ببساطة اللغة والفكرة نحو ترميز البحث عن الهوية الجديدة، و احتواء الاغتراب ضمن روتين طمس الهوية الداخلية بتوازن نفسي وتقبل َمحايد لا يعَوره ندم ولا شوق ولا لهفة،فالانزعاج صباحي تتكفل (الزوجة الكندية) بطمس...
لا يكتب الخطيب إلا ليحصد ذائقة العوام والنخبة على حد سواء، فهو يكتب بإحساس مدو، الحبر زجاج مطحون و الكلمة رمق يجيب على الأسئلة والسرد خروج عن اللحظة وثبات دائم في كينونة الزمن. هي قصة تتفرد بلغة خطاب متميزة، بمعيارية تبدو عامة، لكنها في الحقيقة تخلق عالمَا افتراضياَ شديد الرهبة لأنه يتسلل إليك...
أعلم أنّك تغط في نوم عميق... أخبرني همس مجهول في لوحة على جدار غرفتك. بذلك ولعلك تتقلب في سأم بسبب حر سيعبر.. ثقيلًا بطيئَا دبقًا كذلك الألم المستبد بي في هذه اللحظة. فتلفظ الغطاء الرقيق عنك و تحيطها بذراعك فتغمران المكان بكما..ويغدو شديد الضيق رغم اتساعه....قلبي. تتململ مجددًا فتسكن الغرفة...
سجين رقم 6... بقلم جمال الخطيب ‏اسمه قاسم أو عبد الكريم ، وربما زكريا، وقيل ان اسمه محمود ، طارده الكابتن (بلاك ) الإنجليزي على طول الجليل في قرى ترشيحا وشِعب حتى مشارف يعبد، يقال انه احب زينب ابنة الشيخ سلمان بالتبني، ولم يشعر بلسع الجمر تحت قدميه الحافيتين حين مشى فوق رماد...
ويدعوني لشرب الماء من كفيه ويهمس لي.... ِأنّ الحمام يحطّ في قلبه المفروش بالُّلعب ِينقر النور في الغسق ويغفو في مقلتيه كأننا كنا يومًا على شفا الروح ملهاةً... تراودها الدنيا ٍكلونِ ضوع أضاع الأجرام في قلقي ٍفسرى إلى راحتيه في صمتٍ وفي تعب ورغم أنّني أنداحُ في القصد كمثل كلّ نسائِه كفتات...
القراءة تمهيد : تعرَّض النص لقراءات كثيرة أغلبها ابتعد عن روحه و طبيعته ، و لم يستطع النفاذ، فتعامل معه بإشاراته المباشرة دون محاولة التوقف عند اعتبارات التداول الرمزى الإيحائى و المعادلات الموضوعية ، و باقى الآليات التي يفرضها منطق الحداثة الذى يسم أغلب النصوص المعاصرة , فوقعت تلك...
الدراسة كم يبدو هذا النص التهكمي الساخر السوداوي،في ظاهره واصفًا لحالة فقدان الوعي والذاكرة الآنية و اللامصداقية، لكنه في باطنه العميق يظهر حالة اللانتماء والعبث و الحياد السلبي والتمرد الغوغائي على المجتمع برمته، بدءً من النسيج الديني المتناقض إلى المنظور الشخصي للفرد ضمن انتمائه الجمعي (الفرد...
استيقظت... مرتبكًا،كانت متكورة بجانبي، نائمةً بهدوءٍ غريب، تلفّها طمأنينة جميلة، رتابة أنفاسها أيقظتني. .وحين فتحتُ عينيّ.. بتثاقلٍ. أدركت مصيبتي ... إنّها هي قفزتُ بتوترٍ ورعب من السرير الذي جمعنا معًا غير مصدق. يالله... ماذا سأفعل الآن... ؟! ركضت... خارجًا من الغرفة في ارتباكٍ ، حلقي جافٌ،...
أحدق جيدًا... العينان عسليتان، الشعر بني غزير ومنسدل ببساطة، البشرة قمحية، نقية وعاكسة لجمال قديم، متوسطة الطول في امتلاء خفيف، عفوية، مرحة،ضحكتها تشبه أجراس الكنائس المنسية، لا تحبذ مساحيق التجميل دائمًا، جسدها الرقيق و الخالي من الانحناءات يشبه الدمى، ترتدي حذاء رياضيًا خفيفًا (هذا عيب يمكن...
القراءة في نص مدهش كنص (الفنار) تبرز الكاتبة عناصر السرد القصصي بقوة رهيبة، متمازجة في لوحة مذهلة في مشاهد ثلاثة، فيخرج المتن واضح المعالم. محدد الرؤية القوطيةِ، بهيئة سلسَة سوداوية ولغة حسية أتقنت خلق البيئةالزمكانية فأعطتها روحًا جامحة ستحتل عقول القراء وخيالهم وتجبرهم على التواطئ مع حيثياته...
لطالما كانت قصص الكاتب المتقنه لا تخلو من عنصر الإبهار والتشويق، إلا أن هذا النص قد اختلف وتمايز بعناصر سرده و فواصله الزمنية وفلسفته الوجودية فأدهشنا. يتحدث النص عما يمكننا تسميته، علاقة إنسانية ما، حبًا ربما، و الذي غدا تعودًا ،روتينا مملا يتغذى على مالا يفهم من شريك الحياة ، يتكل على ذلك...
هناك شيء منك يضيء، فتنجذب له كل الفراشات المحترقة ، وتلوذ به كل بتلات الورد الهشة، والمتساقطة عن أمسية غريبةٍ، حتى الخيالات الأنثوية المجهولة. التي لا جسد لها. أهي تلك الشامة المنضوية في خدك الأيسر؟ أم عروق يديك الناحلتين المتصببتين عشقًا لكل ما يخفق بروحٍ؟ أهو صوتك العنيد الذي يبزغ في أوقات...
الأستاذة صديقة تزيح ستارة مجهولة اللون والزمان عن مسرح حقيقى ينطق بلغة مدهشة، نشم فيه رائحة الدم بلا جريمة واضحة المعالم،ونقرأ خلف كواليسه طقسا مشهديًا يشد الأنفاس، ويخلق حضورًا كاملا لشخصيتين متناوبتين وظل غائب للأم التي ستختفي في استهلال السرد بخفة. المحور الشيق هو الضحية ومن الضحية يشع الحدث...

هذا الملف

نصوص
14
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى