الكائنات البشرية كائنات حقودة. كائنات تضمر في أنفسها الحسد، وتحركها العقد النفسية. كم من اشخاص تتعامل معهم لفترة لا تتجاوز السنة، لتعرف أنهم يملكون اسلحة داخلية تجعلهم يحكمون على الاشياء من خلال مصالحهم...فالشر شر عندما لا يتعلق الأمر بمصالحهم. اتذكر أن هناك فتاة يمكنها ان تسألك وقربها فلان من الناس: لماذا لم تسلم على فلان. (هي تحاول ان تظهر نفسها كملتزمة بقيم المجاملات). لكنها هي نفسها تتجاهل السلام على بعض من لا تحبهم.
إنني اتكلم ببساطة عن باطن الوعي ، أو اللا وعي، في أحد قضايا الفساد بملايين اليوروهات أشار اللص لمحاميه بتغطية فمه عندما يتثاءب لأن هذا حرام شرعاً في الإسلام. ولا أعرف هل حرمانية التثاؤب دون غلق الفم أكبر من سرقة أموال الشعب من أيتام وأرامل ومعاقين..غير أن هذا هو نفسه تناقض هؤلاء انفسهم. إن هؤلاء الفقراء هم أنفسهم الذين اعتدوا على مثليين، وحرقوا منازل عديدة للمثليين، فالفقراء هم حماة الدين ولصوصه أيضاً، إذ لا يتورعون عن سرقة قلم رصاص منك إذا سقط من جيبك. إن نفس منظمات حقوق الإنسان التي تسخر كل أدواتها الإعلامية لمكافحة العنصرية في الدول المارقة عن السيطرة الغربية، هي نفسها المنظمات التي لا تتحدث أبداً عن انتهاك حقوق الإنسان في أوروبا وأمريكا. كثيراً ما يظهر لك هذا التناقض وأنت تتعمق في علاقة ما مع الآخرين. ستجد أن البشر مستعدون -في قرارة أنفسهم- لسرقتك، وشرعنة تلك السرقة بالتبريرات التي سيجبروا أنفسهم على منطقيتها رغم أنها غير منطقية بالمرة. لقد درسنا ذلك في علم الإجرام. فالمجرم دائماً يملك مبرراً لاقتراف جريمته. إنه يسرق لأن القدر ظلمه، أو أن من سرقه يستحق السرقة. كانت هناك دعوى جنائية ضد شخص مشهور بتهمة إشانة السمعة، وكانت الجريمة ثابتة بكل الأدلة، لكن إحدى القاضيات بررت براءة المتهم تبريراً غريباً وهو ان المجني عليه يستحق (يستاهل) إشانة سمعته. أحدهم ما أن يمسك رزمة نقود حتى يخرج الأوراق المالية القديمة والممزقة والمهترئة ليتخلص منها في معاملاته المالية. وقد فاجأني بأن فعل يوماً العكس وهو يقول بأن هذا غير أخلاقي. القضية لم تكن في الواقع أخلاقية، بل بعقدة نفسية، لأن هذا الشخص لديه تقدير ما لمن سيدفع له المال، لكنه يبرر ذلك اخلاقياً لإقناع نفسه. الكثير من الناس غير نزيهين بالمرة، وستعرف ذلك عندما تذهب وتشاهد الدعاوى أمام القضاء، أو حتى في محاسبة مالية بين شريكين، إذ يكون الخطاب دائماً ممجوجاً وممتلأً بالمغالطات، ولي لعنق الحقيقة المنطقية، تماماً كما يحدث في السياسة. يأتِ أحد الموكلين ويسرد لك دعواه بقصة مليئة بالثقوب والثغرات، وبعد بضعة اسئلة تكتشف أنه يكذب عليك ولكنه لا يعرف ذلك، هو يمارس الكذب دون وعي لأنه ينظر للأمور من خلال مصالحه فقط بدون نزاهة، وهكذا يخلط الصحيح بالقراضة، ظناً منه أن ما يقوله لن يخضع للتمحيص أمام المحكمة.
الكائن البشري كائن شديد الجهالة (ظلوماً جهولاً) بالفعل ولا مراء في ذلك. كل المسألة تحتاج فقط لمعاشرة طويلة لتتكشف أمامك الحقائق، لذلك، فإن العلاقات الإنسانية شديدة الهشاشة. علاقة الزواج تبدأ في الانهيار بعد بضعة أشهر، حيث يكتشف الطرفان حقيقة بعضهما، والشركاء في التجارة، والشركاء في الحكم، وحتى الشركاء في الجريمة.
العالم الخيالي، هو ذلك الذي يتم تربية الطفل على وجوده، عبر مناهج الدراسة، وعبر المسلسلات وأفلام الكارتون، وهو عالم خيالي لأنه عالم خطي يتبع التقسيم الأرسطي للمسرح (بداية، وسط "ذروة"، نهاية) وهو عالم أفلاطوني ينتصر فيه الخير على الشر في النهاية. وهكذا ينشأ الطفل في صراع مع الواقع والعالم الخيالي الذي ظن أنه هو الواقع. لذلك فأطفال الفقراء هم الأكثر قدرة على التملق وإرادة خوض الصراع، في حين أن أطفال الطبقة البرجوازية يسقطون بسرعة إذا فقدوا حماية المال والسلطة لهم. ولذلك أيضاً فإن أبناء الفقراء هم الذين يصنعون الممالك، وبعد عدة أجيال تتعرض تلك الأجيال للتنقية من شوائب قسوة الفقر، فتنهار الامبراطورية لنعومة آخر الملوك.
إن الطفل يجب أن يتعلم خوض الصراع قبل أن يتعلم كتابة الحروف والارقام. كما يجب أن يتعلم أن ما قد يتعرض له من مخاطر القهر أمر طبيعي وليس استثنائي ما دام قد قبل خوض الصراع بدلاً عن المشي جنب الحيط. إن الضمير الإنساني كلمة عامة (يتم اختلاقها للتعبير عن اليوتوبيا)، لكنها كلمة أفضت إلى تناقضات سايكولوجية عميقة داخل الفرد. لا أحد اليوم يستطيع الدفاع عن الإرهاب، لكننا لو كنا منطقيين لوجدنا أن الإرهابي هو الأكثر اتساقاً مع مفاهيمه وسلوكه. فهو يدافع عن مبادئه داخل الصراع بدون حاجة لمنافقة المجتمعات. في حين أن المجتمعات هذه نفسها عاجة بالتناقضات النسقية. إن الجانب الخاطئ الذي سقط فيه الإرهابي هو الفهم الخَطِّي لحقيقة الواقع، ذلك الذي يتصور أنه لا يجب أن تكون فيه خطوط رمادية للحقيقة رغم أن الحقيقة دائما رمادية بينما الكذب دائماً ناصع البياض. وهذا ما يدركه الرأسمالي الوقح والسياسي الانتهازي وتجار الحروب وتجار الدين (التثاؤب حرام)، وتجار المنظمات الإنسانية وتجار منظمات حقوق الإنسان، وتجار مكافحي أسلحة الدمار الشامل وحتى تجار الأزمات بشكل عام.
نيتشة يؤكد على تلك الحقائق ويطعن في المسيحية كمزيِّفة للحقيقة الإنسانية، فمن يصفعك على خدك الأيمن إصفعه ولا تدر له خدك الأيسر. تلك الروح النيتشوية هي التي حركت النازية، وثورات البلوريتاريا، والحرب الاهلية الأمريكية، بل حتى الثورات الصناعية الأربع. وهي ذاتها التي ستحقق سلام الأقوياء لأن قواهم تتعادل يوما بعد يوم (كالصين وأمريكا)..وخضوع الضعفاء كما يحدث لنا نحن العبيد الجدد.
إنني اتكلم ببساطة عن باطن الوعي ، أو اللا وعي، في أحد قضايا الفساد بملايين اليوروهات أشار اللص لمحاميه بتغطية فمه عندما يتثاءب لأن هذا حرام شرعاً في الإسلام. ولا أعرف هل حرمانية التثاؤب دون غلق الفم أكبر من سرقة أموال الشعب من أيتام وأرامل ومعاقين..غير أن هذا هو نفسه تناقض هؤلاء انفسهم. إن هؤلاء الفقراء هم أنفسهم الذين اعتدوا على مثليين، وحرقوا منازل عديدة للمثليين، فالفقراء هم حماة الدين ولصوصه أيضاً، إذ لا يتورعون عن سرقة قلم رصاص منك إذا سقط من جيبك. إن نفس منظمات حقوق الإنسان التي تسخر كل أدواتها الإعلامية لمكافحة العنصرية في الدول المارقة عن السيطرة الغربية، هي نفسها المنظمات التي لا تتحدث أبداً عن انتهاك حقوق الإنسان في أوروبا وأمريكا. كثيراً ما يظهر لك هذا التناقض وأنت تتعمق في علاقة ما مع الآخرين. ستجد أن البشر مستعدون -في قرارة أنفسهم- لسرقتك، وشرعنة تلك السرقة بالتبريرات التي سيجبروا أنفسهم على منطقيتها رغم أنها غير منطقية بالمرة. لقد درسنا ذلك في علم الإجرام. فالمجرم دائماً يملك مبرراً لاقتراف جريمته. إنه يسرق لأن القدر ظلمه، أو أن من سرقه يستحق السرقة. كانت هناك دعوى جنائية ضد شخص مشهور بتهمة إشانة السمعة، وكانت الجريمة ثابتة بكل الأدلة، لكن إحدى القاضيات بررت براءة المتهم تبريراً غريباً وهو ان المجني عليه يستحق (يستاهل) إشانة سمعته. أحدهم ما أن يمسك رزمة نقود حتى يخرج الأوراق المالية القديمة والممزقة والمهترئة ليتخلص منها في معاملاته المالية. وقد فاجأني بأن فعل يوماً العكس وهو يقول بأن هذا غير أخلاقي. القضية لم تكن في الواقع أخلاقية، بل بعقدة نفسية، لأن هذا الشخص لديه تقدير ما لمن سيدفع له المال، لكنه يبرر ذلك اخلاقياً لإقناع نفسه. الكثير من الناس غير نزيهين بالمرة، وستعرف ذلك عندما تذهب وتشاهد الدعاوى أمام القضاء، أو حتى في محاسبة مالية بين شريكين، إذ يكون الخطاب دائماً ممجوجاً وممتلأً بالمغالطات، ولي لعنق الحقيقة المنطقية، تماماً كما يحدث في السياسة. يأتِ أحد الموكلين ويسرد لك دعواه بقصة مليئة بالثقوب والثغرات، وبعد بضعة اسئلة تكتشف أنه يكذب عليك ولكنه لا يعرف ذلك، هو يمارس الكذب دون وعي لأنه ينظر للأمور من خلال مصالحه فقط بدون نزاهة، وهكذا يخلط الصحيح بالقراضة، ظناً منه أن ما يقوله لن يخضع للتمحيص أمام المحكمة.
الكائن البشري كائن شديد الجهالة (ظلوماً جهولاً) بالفعل ولا مراء في ذلك. كل المسألة تحتاج فقط لمعاشرة طويلة لتتكشف أمامك الحقائق، لذلك، فإن العلاقات الإنسانية شديدة الهشاشة. علاقة الزواج تبدأ في الانهيار بعد بضعة أشهر، حيث يكتشف الطرفان حقيقة بعضهما، والشركاء في التجارة، والشركاء في الحكم، وحتى الشركاء في الجريمة.
العالم الخيالي، هو ذلك الذي يتم تربية الطفل على وجوده، عبر مناهج الدراسة، وعبر المسلسلات وأفلام الكارتون، وهو عالم خيالي لأنه عالم خطي يتبع التقسيم الأرسطي للمسرح (بداية، وسط "ذروة"، نهاية) وهو عالم أفلاطوني ينتصر فيه الخير على الشر في النهاية. وهكذا ينشأ الطفل في صراع مع الواقع والعالم الخيالي الذي ظن أنه هو الواقع. لذلك فأطفال الفقراء هم الأكثر قدرة على التملق وإرادة خوض الصراع، في حين أن أطفال الطبقة البرجوازية يسقطون بسرعة إذا فقدوا حماية المال والسلطة لهم. ولذلك أيضاً فإن أبناء الفقراء هم الذين يصنعون الممالك، وبعد عدة أجيال تتعرض تلك الأجيال للتنقية من شوائب قسوة الفقر، فتنهار الامبراطورية لنعومة آخر الملوك.
إن الطفل يجب أن يتعلم خوض الصراع قبل أن يتعلم كتابة الحروف والارقام. كما يجب أن يتعلم أن ما قد يتعرض له من مخاطر القهر أمر طبيعي وليس استثنائي ما دام قد قبل خوض الصراع بدلاً عن المشي جنب الحيط. إن الضمير الإنساني كلمة عامة (يتم اختلاقها للتعبير عن اليوتوبيا)، لكنها كلمة أفضت إلى تناقضات سايكولوجية عميقة داخل الفرد. لا أحد اليوم يستطيع الدفاع عن الإرهاب، لكننا لو كنا منطقيين لوجدنا أن الإرهابي هو الأكثر اتساقاً مع مفاهيمه وسلوكه. فهو يدافع عن مبادئه داخل الصراع بدون حاجة لمنافقة المجتمعات. في حين أن المجتمعات هذه نفسها عاجة بالتناقضات النسقية. إن الجانب الخاطئ الذي سقط فيه الإرهابي هو الفهم الخَطِّي لحقيقة الواقع، ذلك الذي يتصور أنه لا يجب أن تكون فيه خطوط رمادية للحقيقة رغم أن الحقيقة دائما رمادية بينما الكذب دائماً ناصع البياض. وهذا ما يدركه الرأسمالي الوقح والسياسي الانتهازي وتجار الحروب وتجار الدين (التثاؤب حرام)، وتجار المنظمات الإنسانية وتجار منظمات حقوق الإنسان، وتجار مكافحي أسلحة الدمار الشامل وحتى تجار الأزمات بشكل عام.
نيتشة يؤكد على تلك الحقائق ويطعن في المسيحية كمزيِّفة للحقيقة الإنسانية، فمن يصفعك على خدك الأيمن إصفعه ولا تدر له خدك الأيسر. تلك الروح النيتشوية هي التي حركت النازية، وثورات البلوريتاريا، والحرب الاهلية الأمريكية، بل حتى الثورات الصناعية الأربع. وهي ذاتها التي ستحقق سلام الأقوياء لأن قواهم تتعادل يوما بعد يوم (كالصين وأمريكا)..وخضوع الضعفاء كما يحدث لنا نحن العبيد الجدد.