ينقل عن المفكر الفرنسي اندريه مالرو قوله: "الكتاب الفني بمثابة متحف فني". الفن في البلدان العربية في شكليه الحديث والمعاصر حديث، قياسا على تاريخه الاوروبي او الغربي، واذا قلنا بأكثر قليلا من مئة عام في الوطن العربي عندما تأسست مدرسة الفنون الجميلة في مصر، فإن فارقا قد يصل خمسين عاما بين ظهوره في بلد كالمملكة عن آخر كمصر، وان وجدت ارهاصات لظهور الفن في البلدان العربية؛ لم يتعد ذلك محاولات فردية متفرقة، واهتمام متذبذب بين البلد والآخر، وذلك لظروف تتفاوت بين المنطقة والاخرى او الدولة والدولة او المؤسسات القائمة على الفنون والثقافة ومدى تقبله وحاجته في بعض البلدان.
الفن الحديث وردنا من الخارج، وعندما اردنا تعلمه خرج بعضنا بداية فرديا، وقامت بعض الدول بابتعاث الموهوبين من ابنائها الى الخارج، بالتالي فمن الطبيعي انهم تلقوا تعليما وفق المقاييس الغربية المتفق عليها ضمنا، وعندما عاد بعض الفنانين عادوا بمكتسبات جديدة، لكنهم بالمقابل اصطدموا بمجتمعات لم تتقبلهم كثيرا، كما لم ترحب بإنجازاتهم، ولم يتعد الاهتمام قلة قليلة منفتحة ومتفتحة.
تتشكل ثقافة معظم المجتمعات العربية وفق منظور ديني، ونعلم ان هناك مواقف واختلافات لا شك انها قيضت في كثير من الاحيان انطلاقات فنية او حدّت منها على الاقل، لسنا بعيدين عن المعرض الاول للفنان عبدالحليم رضوي قبل خمسين عاما في مدينة جدة، عندما لم يحضره احد في محطته الاولى، هذا يمكن قياسه على معارض اخرى تالية، وقبل ان تقيم الرئاسة العامة لرعاية الشباب معارض مركزية وفرعية منتظمة.
لم تزل فئات كثيرة من المجتمعات العربية مشغولة بلقمة عيشها، وبالتالي فإن الاقبال على الفن سيكون محدودا، وستبقى المعارض خالية إلا من فنانين او ندرة من المهتمين. الفن لا ينتشر في حال فقر وركض للقمة عيش، كما لا ينتشر بين اوساط بسيطة التعلم، او مجتمعات لم تتعلم عن الفن شيئا.
التعليم جانب هام في نشر الثقافة الفنية، والحالة المادية والاجتماعية لها الدور الكبير في مدى الاقبال عليه، وتوثيق الفن يبدأ من عدة جوانب اولها ثقافة مدرسية، ومراكز تعليمِه من مدارس واكاديميات وجامعات عامة ومتخصصة، ونشر الفن وانتشاره يتطلب منظومة تتكامل، بينها دور القطاع الخاص، الرعاية الفنية، المطبوعات الفنية من كتب او مجلات او منشورات الكترونية وورقية متخصصة ومن قاعات العرض والمؤسسات الفنية والمتاحف الفنية واهتمام رسمي، دور لوزارات الثقافة او قطاعات او هيئات الفنون الحكومية والمجالس الوطنية للثقافة، ومن توثيق بكافة الوسائل الحديثة.
لم تكن الفنون في بلدان الغرب بمعزل عن وسطاء اسهموا في الاهتمام بالفنون وتشاركوا في نهضتها. بداية بالمؤسسة الدينية والتعليمية والحكومية فالقطاع الخاص، جميعها وعت اهمية الفن في الحياة فأسهمت تربويا وثتقيفيا وقبولا في خلق اجيال تقبل الفن وتؤمن بدوره وبأهميته، وفي المنطقة العربية كان رجلا مثل محمد محمود خليل (مصر) استشعر هذه القيمة، احب الفن واقتنى مجموعة هامة قدمها مبكرا لبلده.
لم يجد المختصون في الكتابة الفنية سواء التاريخية التوثيقية او النقدية او التنظيرية الاهتمام الذي يشجعهم على العمل والبحث، فالمؤلفات الفنية العربية قياسا على الغربية قليلة جدا.. لنعدد المجلات المتخصصة، سنجدها اقل من عدد اصابع اليد في المنطقة العربية والبعض من هذا القليل غير منتظم الاصدار، وبعضه ليس له صفة التاريخ او التوثيق، هناك اعمال اعتبرها عبئا على الحركة التشكيلية في المنطقة العربية والصحف والمجلات حتى وهي تخصص صفحات للفن كانت تبحث عن الخبر والتغطية والرأي الشخصي.
www.facebook.com
الفن الحديث وردنا من الخارج، وعندما اردنا تعلمه خرج بعضنا بداية فرديا، وقامت بعض الدول بابتعاث الموهوبين من ابنائها الى الخارج، بالتالي فمن الطبيعي انهم تلقوا تعليما وفق المقاييس الغربية المتفق عليها ضمنا، وعندما عاد بعض الفنانين عادوا بمكتسبات جديدة، لكنهم بالمقابل اصطدموا بمجتمعات لم تتقبلهم كثيرا، كما لم ترحب بإنجازاتهم، ولم يتعد الاهتمام قلة قليلة منفتحة ومتفتحة.
تتشكل ثقافة معظم المجتمعات العربية وفق منظور ديني، ونعلم ان هناك مواقف واختلافات لا شك انها قيضت في كثير من الاحيان انطلاقات فنية او حدّت منها على الاقل، لسنا بعيدين عن المعرض الاول للفنان عبدالحليم رضوي قبل خمسين عاما في مدينة جدة، عندما لم يحضره احد في محطته الاولى، هذا يمكن قياسه على معارض اخرى تالية، وقبل ان تقيم الرئاسة العامة لرعاية الشباب معارض مركزية وفرعية منتظمة.
لم تزل فئات كثيرة من المجتمعات العربية مشغولة بلقمة عيشها، وبالتالي فإن الاقبال على الفن سيكون محدودا، وستبقى المعارض خالية إلا من فنانين او ندرة من المهتمين. الفن لا ينتشر في حال فقر وركض للقمة عيش، كما لا ينتشر بين اوساط بسيطة التعلم، او مجتمعات لم تتعلم عن الفن شيئا.
التعليم جانب هام في نشر الثقافة الفنية، والحالة المادية والاجتماعية لها الدور الكبير في مدى الاقبال عليه، وتوثيق الفن يبدأ من عدة جوانب اولها ثقافة مدرسية، ومراكز تعليمِه من مدارس واكاديميات وجامعات عامة ومتخصصة، ونشر الفن وانتشاره يتطلب منظومة تتكامل، بينها دور القطاع الخاص، الرعاية الفنية، المطبوعات الفنية من كتب او مجلات او منشورات الكترونية وورقية متخصصة ومن قاعات العرض والمؤسسات الفنية والمتاحف الفنية واهتمام رسمي، دور لوزارات الثقافة او قطاعات او هيئات الفنون الحكومية والمجالس الوطنية للثقافة، ومن توثيق بكافة الوسائل الحديثة.
لم تكن الفنون في بلدان الغرب بمعزل عن وسطاء اسهموا في الاهتمام بالفنون وتشاركوا في نهضتها. بداية بالمؤسسة الدينية والتعليمية والحكومية فالقطاع الخاص، جميعها وعت اهمية الفن في الحياة فأسهمت تربويا وثتقيفيا وقبولا في خلق اجيال تقبل الفن وتؤمن بدوره وبأهميته، وفي المنطقة العربية كان رجلا مثل محمد محمود خليل (مصر) استشعر هذه القيمة، احب الفن واقتنى مجموعة هامة قدمها مبكرا لبلده.
لم يجد المختصون في الكتابة الفنية سواء التاريخية التوثيقية او النقدية او التنظيرية الاهتمام الذي يشجعهم على العمل والبحث، فالمؤلفات الفنية العربية قياسا على الغربية قليلة جدا.. لنعدد المجلات المتخصصة، سنجدها اقل من عدد اصابع اليد في المنطقة العربية والبعض من هذا القليل غير منتظم الاصدار، وبعضه ليس له صفة التاريخ او التوثيق، هناك اعمال اعتبرها عبئا على الحركة التشكيلية في المنطقة العربية والصحف والمجلات حتى وهي تخصص صفحات للفن كانت تبحث عن الخبر والتغطية والرأي الشخصي.
Abdulrahman AlSoliman
Abdulrahman AlSoliman ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit Abdulrahman AlSoliman und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu...