جديد الباحث إبراهيم محمود: الشيشة: أصولها وتاريخها، عن دار المحيط، في الإمارات

( الشيشة : أصولها وتاريخها ) الكتاب الأحدث للباحث إبراهيم محمود، والذي صدر عن دار" المحيط " في الإمارات "إمارة الفجيرة " وفي 196 صفحة، وبتكليف من الدار.
يتطرق هذا الكتاب على كل ما هو تاريخي، وثقافي، واجتماعي، وطبي حول الشيشة، وطقوسها فيما نطلق عليه "آداب الشيشة"، على الصعيد الفردي، أو الجماعي، بالنسبة لمن يدمنها في بيته بمفرده، أو مع لمّة الأصحاب، أو في مقهى، أو في رحلة استجمام هنا وهناك. يسبر الكاتب أغوار هذه الأداة الحيوية التي تعيش بيننا.

الفهرس
مقدمة- معاني متداخلة حول الشيشة-الشيشة: التاريخ وإشكاليات النَّسب- المجتمع التراتبي للشيشة- الشيشة في سياقات ثقافية- الشيشة والمساءلة الطبية- الخاتمة
ومما ورد في التقديم، وتحت عنوان:هذه الشيشة التي تطرح أسئلتها علينا :
ليس من تاريخ إلا وينصبُّ على موضوع معين، حتى وإن كان هو نفسه مادة موضوعه " مفهوم التاريخ، لعبدالله العروي، مثلاً "، بما أنه يرتكز جهة المباشرة وطرح الفكرة إلى تصور قاعدي: زماني- مكاني، وواقعة ملموسة ذات صلة بما يجري أرضياً، وفي الوقت الذي يكون تنوعاً، لا ينفكُّ يغيّر معناه، ويتغيَّر مع كل اكتشاف جديد، إزاء مستجد جديد، إذا به يواجهنا بتعدد دلالاته، وانفتاحه على معان ٍ شتى.
بالطريقة هذه، لكل شيء تاريخ يُسمّيه ، وليس من شيء يخرج عن التاريخ، ليس من تاريخ إلا وفيه شيء ما ينبض بقيمة معينة تخص حدثاً له صداه، أو مردوده الاجتماعي، السياسي، الفلسفي والجمالي نفسه. هو ذا الحال مع موضوعنا الذي يقيَّد موضوعَ تاريخ، شيئه، نبته المتعدد المواصفات، والتاريخ الذي يقرَأ من زوايا مختلفة، جرّاء تركيب الاسم .
" الشيشة "، الاسم الذي يثير تداعيات ذهنية، نفسية، ذكريات قريبة وبعيدة، تصورات، مشاعر، هواجس، ردود أفعال مضمرة أحياناً، ويلون أفكاراً، انطلاقاً من موقع الشخص، درجة ثقافته، عمره، ومجتمعه بالمقابل .
" الشيشة " اسم واحد، وليس واحداً، فثمة قائمة من الأسماء تتشارك في اقتسامه، بوصفها أسماء في المستوى الدلالي نفسه.
" الشيشة " بما أنها موضوعة بين فارزتين، فذلك يعني أن هناك ما يستحق الاستئناف في أي موضوع يكتَب باسمها.
نعم " الشيشة " اسم واحد، وأسماء عديدة، لا بل وكثيرة، ولكل اسم دلالته، صفته، وطابعه الزماني والمكاني، فما كانت عليه قبل عقود من الزمان، ليست هي الآن نفسه، فثمة تنويع في السمات وعلامات الحضور والغياب، القوة والضعف لموقعها .
فلم تعد الشيشة " سنطلقها الآن خارجاً، بعد التعيينات تلك " موضوعاً ينظَر إليه هامشياً، حيث لا أسهل من رؤية أشكال وألوان، وأحجام، وبأسعار متفاوتة في أنحاء مختلفة من العالم، وما في ذلك من وضعية انتقال من خاصية الندرة " أي النخبوية "، وهي بصفتها النجومية، إن جاز التعبير، إلى خاصية الكثرة، أو من الخاصة إلى العامة، وما بينهما من تفاوت في صيَغ التعامل معها، داخل البيوت، وفي أماكن عامة ومفتوحة أحياناً، وفي مقاه خاصة بالمقابل.
إنها ظاهرة " الشيشة " من باب التأكيد هذه المرة، طالما أنها تصدم العين، أو الأنف بالرائحة الدالة عليها، و" زبائنها "، وهي بزخم أسئلتها التي تضطرد، حيث تواجهنا في عقر دارنا ..




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...