د. سيد شعبان - أبو عبدالرحمن أيمن دومة

أخي الذي ارتحل!
كنت ميمونا على أهلك وولدك؛ عرفتك زهاء خمسة وثلاثين عاما فما وجدت فيك غير الصدق؛ لم غادرت سريعا؟
ثمة سؤال عجزت عن معرفة إجابته؛ يتردد في مسمعي" وما عند الله خير وأبقى"
هذا عهد بك وهل مضي عام ينسي الحبيب حبيبه؛ ليلتها أخذتني رعدة؛ فارق النوم عيني؛ جاء الناعي أن أيمن قد ارتحل إلى ربه؛ زاغ بصري ومادت بي الأرض؛ كنت أتحين دعابتك وأهفو إلى صوتك ذلك الذي يهدر كأنما هي صيحة مودع؛ أبا عبدالرحمن والأيام مثقلات بالحزن؛ تخفف غلواءها؛ كانت رابطة قلب وآصرة قربى صيف كل عام نتجاذب الحديث خطرات؛ أيها الوقور في زمن استخف فيه الصغار وارتفع صخبهم؛ ثلاث كريمات كن طيور خضر؛ وولد غض الإهاب خالي الهم؛ ارتحلت وتركتهم وديعة عند ربك؛ فما ظنك به؟
يحفظهم ويكلؤهم؛ أرحم منك بهم فهو خالقهم؛ وللهموم تقرح في الكبد وأسف في النفس، أسرعت سفرا وغدوت إلى الدار الآخرة تحمل الزاد ونعم التقوى من كفاء!
والدموع ملء عيون زائغة أن قد لبيت نداء الحق؛ أجمع بقايا العمر فأجدك فيها؛ هذه دعابتك وتلك كلماتك وأخر صالحات بين يدي لقاء في عالم الطهر؛ تعطفك صحبة وتسهرك هموم وأنت لنا عون في طريق تحفه أشواك وتترصد فيه ذئاب!
تمر ذكرى الرحيل كأني وأيمن لم نفترق أبدا؛ أشاغبك وتحنو؛ أغاضبك وتعفو أمازحك فتسخو؛ فالفارس حمال نوائب لايكل؛ هذا موطن الذكرى بعد عام مضى؛ لهف قلبي وأنت مرتحل!
يأبى القلم إلا أن يسكب مداده عبرات سخينة وتأوهات حزينة؛ فما الدنيا بغير أحبة إلا خراب تصفر فيه الريح ويرتد صداها دويا يصم الآذان؛ ترى أيكون لقاء في عالم تسبح فيه الأحلام متدثرات بالأماني عذاب؟
سلام إليك في العلياء جنات ونهر عند مليك مقتدر!



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...