سعيد الشحات - الدفاع عن المتهمين فى «قيادة تنظيم الإخوان الإرهابى» بزعامة سيد قطب ينتهى من مرافعاته.. وتنظيم«الإسكندرية والبحيرة» يكشف أسرارا جديدة

ذات يوم.. 3 مايو 1966


انتهت مرافعات الدفاع عن المتهمين فى قضية «قيادة تنظيم الإخوان الإرهابى» بقيادة سيد قطب، أمام الدائرة الأولى لمحكمة أمن الدولة العليا، برئاسة الفريق أول محمد فؤاد الدجوى، يوم 3 مايو، مثل هذا اليوم 1966، كما واصلت «الدائرة الثالثة» برئاسة اللواء طلعت حسن جلساتها فى مناقشة المتهمين فى قضية «التنظيم الإرهابى لإخوان الإسكندرية والبحيرة»، وفقا لمتابعة «الأهرام» و«الأخبار» يومى، 3 و4 مايو 1966.
كانت قضايا كل التنظيم موزعة على ثلاث دوائر، الأولى تنظر قضية «قيادة التنظيم»، والثانية تنظر «التنظيم السرى الإرهابى لإخوان القاهرة»، وتنظر الثالثة «التنظيم السرى لإخوان الإسكندرية والبحيرة».
فى المرافعات عن المتهمين فى قضية «قيادة التنظيم» والمتهم الأول فيها «سيد قطب»، لم ينف المحامون وجود التنظيم، ولا وجود خططه التخريبية والاغتيالات، وكانوا يهاجمون فكر جماعة الإخوان وكتاب «معالم فى الطريق» لسيد قطب، الذى اتخذه التنظيم دستورا له، غير أن كل محام كان يبحث عن ثغرات قانونية لموكله أوينفى عنه موافقته على تلك الخطط أوعلمه بها أوندمه على مشاركته فى التنظيم، ثم ينتهى بطلب البراءة، كما حدث فى مرافعات يوم 3 مايو 1966، حيث قال الدكتور «على الرجال» محامى المتهم «حلمى حتحوت» و«محمود عزت»:«أشيد برحابة صدر المحكمة التى ناقشت المتهمين، واستمعت إلى أقوالهم، ومكنت لهم كل أسباب الدفاع»، ثم أضاف:«حلمى حتحوت ندم على ما بدر منه، وعذره أنه شاب تمكن أقطاب عصابة الإخوان من جذبه إليهم باسم الدين، وأنه لم يكن يعلم أن الهدف هو اغتيال الرئيس، ولما علم حاول الانتحار».
وترافع «حسين عبدالرحمن» عن المتهم حمدى صالح، قائلا:«جماعة الإخوان عصابة منحرفة تستغل الدين، وتتصيد الشباب المتدينين»، ثم تكلم عن التطبيق القانونى للجريمة، وانتهى بطلب البراءة، وترافع المحامى «صفى الدين سالم» عن المتهمين «فؤاد حسن على» و«عبدالمنعم عبدالرؤوف»، وقال عن «فؤاد حسن» إنه مدين للثورة بما وصل إليه، وهو ملازم أول مهندس، تعلم مجانا فى الجامعة، والتحق بالقوات المسلحة وهذا شرف كبير له، واستمر فى «الجماعة» حتى يوم الثلاثاء السابق على القبض عليه، ولم يعرف حتى هذا التاريخ أنه ضمن تنظيم مسلح، وقال عن عبدالمنعم عبدالرؤوف إنه لم يكن مؤمنا بالاغتيالات، وكان موافقا على مقاومة الحكومة بالقيام ببعض المظاهرات.
وفيما كان دفاع المتهمين يسير على هذا النهج أمام الدائرة الأولى، كانت مناقشات «الدائرة «الثالثة»، برئاسة اللواء «طلعت حسن» مع المتهمين فى«تنظيم الإسكندرية والبحيرة»، تكشف عن أسرار جديدة، يعترف المتهمون بها بإرادتهم، اعترف «عبدالفتاح الجندى» وهو طبيب أمراض جليدة بهيئة قناة السويس «26 سنة»، و«على صادق حتحوت» خريج كلية الصيدلة، وشقيق «حلمى حتحوت»، المتهم فى قضية «قيادة التنظيم»، بأنهما أجريا أبحاثا عن مادة «سيانور البوتاسيوم» لتصنيعها فى أقراص، وتوزيعها على الأعضاء للانتحار بها فور ضبطهم، وذلك هربا من التحقيق الذى يفضح كل الخفايا.
وشرح «على صادق حتحوت» كيف التوصل لهذه الفكرة، قائا: «فى أستاذ كيمياء فى الكلية اتكلم عن هذه المادة، وقال: إن أستاذ مساعد كان معهم فى لندن وانتحر بها، فأنا رجعت البيت وحكيت لأخى حلمى، فقال لى «انت عارف أنا لا أتحمل التحقيق معى، وعندى شعور مبهم إنه هيحصل حاجة»، وطلب منى أجيب له «سيانور البوتاسيوم» لاستخدامها فى الانتحار قبل القبض عليه، لكن أنا كنت بفكر إنى أبعده عن الفكرة دى، وقلت له أنا هاحضرها بعد أسبوع، وخلال هذا الأسبوع، كنت أحدثه عن شرعية الانتحار، لكن بعد الأسبوع كان مصمما على فكرته، وسألنى: هى تأثيرها إيه لومحصلش موت؟ فقلت له: معرفش، وأنا هسألك.. وفعلا سألت زميلا فى قسم الفارماكولوجى يكتب لى مذكرة عن تأثيرها، وأخذت التقرير ده وأعطيته لحلمى.
سأله رئيس المحكمة: هل الدولة دلوقتى مش مسلمة؟ رد: لا مسلمة..ثم سأله:عندك حاجة تانية؟ أجاب: فى هذا الوقت كان عندى 19 سنة، وتفكيرى لم يكن منظما، وكان هدفى أن أكون قريبا من شقيقى فى العمل، ولما لقيت أنها مسألة خطيرة وفيها سلاح، قلت له إن المسألة العقائدية لا تحل بالسلاح، والواحد لازم يكون محترم فى عائلته مع الآخرين لمجرد أنه يتلقى أمرا، وقلت له:«إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول فى النار».


........................................................................
سعيد الشحات_اليوم السابع




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...