(كتاب "الأقدس" حرّف واضعوه القرآن و دعوا إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين)
( من تعاليم البابية ( البهائية ) إلغاء حضور الوليّ في الزواج)
من البابية إلى البهائية صورة تسلط الضوء عن أخطر مذهب خالف تعاليم الإسلام و ادعى أحد مؤسسيه أن النبي محمد (ص) لم يترك للمسلمين سوى القرآن فقاموا يتحريف آياته وكان زعيمهم و هو المدعو حسين المازندراني المدعو " بهاء الله" قد أعلن النبوة ثم قال أنه لا إله إلا هو، و تمكن من نشر دعوته بدعم من جاسوس روسي يعمل لصالح الماسونية و الصهيونية، فاتبعه عدد كبير من السذج ، عقدوا مؤتمرهم من أجل طمس تعاليم الإسلام كدين الفطرة و العقل و العلم و النظام و الرحمة و العدل و إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و التمهيد للإعتراف بالصهيونية كحركة عالمية و لكن كانت نهايتهم القتل و النفي و الخزي و العار
هذه هي البهائية كتيب يكشف فيه صاحبه عن مراحل إنشاء "البهائية" التي تعد من أخطر المذاهب على الإسلام فكرا و ممارسة، فيه كثير من الغموض، و يطرح عدة تساؤلات أولها من هو مؤلف الكتاب؟ لأن ما جاء في الكتيب هو خلاصة لمذكرات كتبها جاسوس روسي، و لعل صاحب الكتاب هو الجاسوس الروسي دنياز دالكوركي هو الكاتب نفسه، حيث كشف في مذكراته عن علاقته بالشخصيات التي أسست لهذا المذهب و كيف ساهم هو في غرس هذه الشجرة الملعونة، و السؤال الثاني هو: لماذا أوصت الهيئة العليا للدعوة و الإرشاد بالمملكة العربية السعودية بطبع هذا الكتاب و نشره و ما هدفها من ذلك؟ و السؤال الثالث ما مصلحة دار لقمان للنشر و التوزيع تونس التي تكفلت بنشر هذا الكتيب؟ و هل كانت مأمورة من طرف الهيئة السالفة الذكر؟ و السؤال الرابع كيف تم تسويق هذا الكتاب، و ما علاقة مكتبة خنقي عبد الكريم بهذا المشروع؟، لأن الكتاب مؤشر عليه ختم هذه المكتبة وبلون أخضر، للعلم أن هذا الكتاب طبع في جويلية 1978 و سحبت منه 2000 نسخة عدد 12 ، أي 24 ألف نسخة تم طبعها.
و يضم الكتيب31 صفحة، كتب بخط صغير جدا ( 12) و احتضنته كل المكتبات حتى وصل إلى سوق الكتب في الجزائر ( قسنطينة)، في وقت لم تكن فيه الرقابة على الكتب في الجزائر مشددة مثلما نشهده اليوم، بحيث منعت كتب من تسويقها داخل الجزائر في التظاهرات الثقافية الدولية ( صالون الكتاب الدولي ) على غرار الكتب التي تتحدث عن الفكر الشيعي و المذاهب أو العقائد الأخرى، و منعت الطلبة المختصين في مقارنة الأديان الإطلاع على ما يقوله الطرف الآخر، في إجراء بحوثهم العلمية ، ماعدا قلة منهم سمحت لها الظروف بالسفر إلى البلاد العربية ( العراق، إيران) و زيارة مكتباتها من أجل الوقوف على المراجع و المصادر العلمية التي تناولت المسائل العقدية و أخبار العلماء ، و هذا منذ ظهور الفكر الأفغاني المتطرف في الجزائر الذي تسبب في مقتل مئات الأبرياء فيما عرف بالعشرية السوداء.
فالبهائية مشروع خططت له الماسونية السرية و الصهيونية العالمية لطمس معالم الدين الإسلامي و دفع المسلمين إلى التخلي عن دينهم من خلال تحريف القرآن و إصدار فتاوي لتغيير أركانه كتقليص عدد الصلوات و ترك الصيام و غير ذلك، كما يهدف هذا المخطط إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، السؤال الذي يفرض نفسه و يلح على الطرح هو: لماذا اختارت الماسونية الروسية و الصهيونية العالمية العراق بالذات لنشر بذور هذه الشجرة، و هي المعروفة بمهد الحضارات و العلم و المعارف، خاصة و أن ما جاء في مقدمة الكتاب أن المبشر الأول لهذا المذهب أو العقيدة إن صح القول رجل مجهول الأصل و النسب و المولد و المنشأ، ما قيل عنه أنه كان قسّيسا، ادّعى أن اسمه كاظم الرشتي نسبة إلى رشت و هي قرية من قرى إيران، رغم أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئا، و هذا ما يؤكد أن هذا الشخص لا هو عراقي و لا هو إيراني، ولا هو مسلمٌ و قد يكون يهوديا مكلف بمهمة.
مؤسسو هذه العقيدة جماعة من بينهم امرأة أسماؤهم كالتالي:
بدعم من الجاسوس الروسي تحوّل محمد علي الشيرازي إلى باب المهدي المنتظر، و من باب المهدي إلى المهدي نفسه، ثم ادّعى أنه الممثل الحقيقي لجميع الأنبياء و المرسلون، زاعما أنه يجمع بين اليهودية و النصرانية و الإسلام و لا فرق بين الديانات الثلاث، و هو ما تخطط له الماسونية بالضبط و هو جمع الأديان في دين واحد، و بحكم عددهم ( 19 عنصرا) فقد عملت هذه الجماعة على تغيير أحكام الشريعة الإسلامية، فأوّل ما قامت به هو جعل عدد شهور السنة 19 شهرا، و الشهر 19 يوما، كما اعتبر الشيرازي اليوم الذي أعلن فيه دعوته هو بدء التاريخ، و جمع جملا متناقضة مملوءة بالأكاذيب و السفسطات و جعلها أساس دينه الجديد و سمّاها "البيان"، كما ألغى الصّلوات الخمس و صلاة الجمعة و صلاة الجماعة إلا في الجنازة، و جعل الصوم لمدة 19 يوما فقط و قال أن القِبلة el-qibla هي البيت الذي ولد فيه شيراز أو البيوت التي يعيش فيها هو و أهله ، فكانت هذه البيوت هي الحج الذي يقصده كل من آمن بعقيدته و انخرط فيها، كما ألغى حضور الوليّ في الزواج، إلى غير ذلك من الأحكام الغير شرعية و التي لا يقرها عقل.
و لما انتشرت دعوته و وصلت اسماع علماء شيراز في عهد الوالي حسين خان، ثاروا على دعاة البابية فأمر الحاكم بإحضاره و أودعه السجن إلى حين محاكمته، ثم استدعاه من جديد و قابله بعلماء شيراز، فخاطبهم بأن النبي محمد خاتم لنبيين لم يترك للأمة سوى القرآن و أن كتابه البيان لا بديل عنه و لما اطلع علماء شيراز على كتاب البيان وقفوا على الإنحرافات التي جاء بها الشيرازي، فتعرض للتعذيب و هو معلق من رجليه، ثم أعيد به إلى السجن، بيد أن الجاسوس الروسي و بواسطة جاسوس آخر تمكن من تهريبه إلى أصفهان ، و تحدث الجاسوس الروسي في مذكراته ( كما جاء في هذا الكتيب) عن أحداث مؤتمر بدشت بالصحرء الواقعة على نهر شاهرود بين خراسان و مازندران برئاسة حسين البشروئي ( باب الباب) و القدوس و معهم قرة العين ، فجمعوا كل أنصارهم في هذا المؤتمر من أجل إخراج الباب من السجن، و هو في الحقيقة من أجل نسخ دين الإسلام و لكن كل مساعيهم و مخططاتهم باءت بالفشل، حيث استقر رأي الحكومة و العلماء على وجوب قتله مرتدا، فتم إعدامه و تركت جثته في خندق طعاما للوحوش.
نهاية قرة العين و المازندراني
أما قرة العين فقد نفيت إلى بغداد، فاقامت في بيت محمد شبل الكاظمي و أفسدت دينه و أمالته إلى البابية، فأمر نجيب باشا والي بغداد بوضعها تحت الرقابة ثم تم إعدامها بأمر من الشاه ناصر الدين، هكذا انتهت حياة هذه العصابة، لكن المخطط لم يتوقف ، حيث استمر الجاسوس الروسي في تنفيذ مخطط الماسونية و الصهيونية لزرع الفتنة بين المسلمين، فاستأنف من تبقى من عناصر هذه العصابة نشاطهم من خلال تنظيم تشكيلات جديدة في بغداد و بدعم من السفارة الروسية، إلى أن حققوا مشروعهم و هو الإنتقال من البابية إلى البهائية رغم الخلافات التي دارت بينهم انتهت بفرار البابيين من إيران إلى العراق، و لما كانوا يمثلون خطرا على الأمة ، طلب شاه إيران من الخليفة العثماني طردهم من العراق، فاستجابت الدولة العثمانية لذلك و أصدرت أمرا بنفي حسين المازندراني و شقيقه يحي و أتباعهما، خاصة بعدما أصدر حسين المازندراني كتبا بعدما أمّدته الصهيونية بلقب "بهاء الله"، كما وقع صراع بين الأخوين و انشق كل منهما عن الآخر فكان لكلاهما أتباع و أنصار، فأنصار يحي سمّوا بالأزليين، و سمي انصار حسين بهاء الله بالبهائيين، و قد حاول بهاء الله أن يقتل أخاه بواسطة السم ، لكن محاولة الإغتيال بلغت اسماع الحكومة فقامت بنفي يحي إلى قبرض و نفي حسين إلى عكا بفلسطين.
بدعم من الماسونية و الصهيونية واصل حسين المازندراني ( بهاء الله) دعوته إلى دينه الجديد، حيث ادّعى أنه المسيح، و أنه يرتدي لباس النبوة، ثم قال أنه إله السماوات و الأرض، أي أنه هو الله ( و العياذ بالله) ، من رسائله رسالة "الإيقان" و رسالة "الإشراق" طبعتا في مصر، و الكتاب الثالث بعنوان: "مجموعة الألواح" في هذا الكتاب خاطب المازندراني بهاء الله شخصا اسمه عبد الوهاب قائلا: "يا وهاب إذا اجتذبك ندائي الأحلى و صرير قلمي الأعلى قل الهي الهي...، يا قلمي الأعلى، بدل اللغة الفصحى باللغة النوراء"، ثم يأتي كتاب "الأقدس"، و هو أهم كتاب عند البهائيين، ألفه حسين المازندراني في آخر أيامه بعكا قبيل هلاكه ،طبع في مطبعة الآداب ببغداد لأول مرة عام 1349 هجرية 1931 ميلادية و يقع في 53 صفحة بالقطع المتوسط، يدعو في هذا الكتاب إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و التبشير بالصهيونية.
و كما جاء في العدد 186 من كتابه الأقدس يؤكد فيه أنه الله، إذ يقول: "قل يا ملك برلين أن استمع النداء من الهيكل المبين إنه لا الله إلا أنا الباقي الفرد القديم" و هو بهذا يطلب من الحكومة الألمانية الإعتراف به و التمهيد لليهود الألمان خدمة للصهيونية، و قبل هلاكه ترك وصية لإبنه عباس و هو أكبر أبنائه و قد أطلق عليه لقب "عبد البهاء" بأن يتمم مسيرته في نشر البهائية، و استجاب الإبن الأكبر لوصية والده ، إلا أنه وقع نزاع كبير بينه و بين إخوته الثلاثة، فأعلن إيمانه ببنوة عيسى عليه السلام لله، كتمهيد للدعوة للتجمع الصهيوني و تحقيق مشروع إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، و ظل على حاله تلك حتى توفي في الثامن من نوفمبر عام 1921م عن 78 سنة.
قراءة علجية عيش
( من تعاليم البابية ( البهائية ) إلغاء حضور الوليّ في الزواج)
من البابية إلى البهائية صورة تسلط الضوء عن أخطر مذهب خالف تعاليم الإسلام و ادعى أحد مؤسسيه أن النبي محمد (ص) لم يترك للمسلمين سوى القرآن فقاموا يتحريف آياته وكان زعيمهم و هو المدعو حسين المازندراني المدعو " بهاء الله" قد أعلن النبوة ثم قال أنه لا إله إلا هو، و تمكن من نشر دعوته بدعم من جاسوس روسي يعمل لصالح الماسونية و الصهيونية، فاتبعه عدد كبير من السذج ، عقدوا مؤتمرهم من أجل طمس تعاليم الإسلام كدين الفطرة و العقل و العلم و النظام و الرحمة و العدل و إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و التمهيد للإعتراف بالصهيونية كحركة عالمية و لكن كانت نهايتهم القتل و النفي و الخزي و العار
هذه هي البهائية كتيب يكشف فيه صاحبه عن مراحل إنشاء "البهائية" التي تعد من أخطر المذاهب على الإسلام فكرا و ممارسة، فيه كثير من الغموض، و يطرح عدة تساؤلات أولها من هو مؤلف الكتاب؟ لأن ما جاء في الكتيب هو خلاصة لمذكرات كتبها جاسوس روسي، و لعل صاحب الكتاب هو الجاسوس الروسي دنياز دالكوركي هو الكاتب نفسه، حيث كشف في مذكراته عن علاقته بالشخصيات التي أسست لهذا المذهب و كيف ساهم هو في غرس هذه الشجرة الملعونة، و السؤال الثاني هو: لماذا أوصت الهيئة العليا للدعوة و الإرشاد بالمملكة العربية السعودية بطبع هذا الكتاب و نشره و ما هدفها من ذلك؟ و السؤال الثالث ما مصلحة دار لقمان للنشر و التوزيع تونس التي تكفلت بنشر هذا الكتيب؟ و هل كانت مأمورة من طرف الهيئة السالفة الذكر؟ و السؤال الرابع كيف تم تسويق هذا الكتاب، و ما علاقة مكتبة خنقي عبد الكريم بهذا المشروع؟، لأن الكتاب مؤشر عليه ختم هذه المكتبة وبلون أخضر، للعلم أن هذا الكتاب طبع في جويلية 1978 و سحبت منه 2000 نسخة عدد 12 ، أي 24 ألف نسخة تم طبعها.
و يضم الكتيب31 صفحة، كتب بخط صغير جدا ( 12) و احتضنته كل المكتبات حتى وصل إلى سوق الكتب في الجزائر ( قسنطينة)، في وقت لم تكن فيه الرقابة على الكتب في الجزائر مشددة مثلما نشهده اليوم، بحيث منعت كتب من تسويقها داخل الجزائر في التظاهرات الثقافية الدولية ( صالون الكتاب الدولي ) على غرار الكتب التي تتحدث عن الفكر الشيعي و المذاهب أو العقائد الأخرى، و منعت الطلبة المختصين في مقارنة الأديان الإطلاع على ما يقوله الطرف الآخر، في إجراء بحوثهم العلمية ، ماعدا قلة منهم سمحت لها الظروف بالسفر إلى البلاد العربية ( العراق، إيران) و زيارة مكتباتها من أجل الوقوف على المراجع و المصادر العلمية التي تناولت المسائل العقدية و أخبار العلماء ، و هذا منذ ظهور الفكر الأفغاني المتطرف في الجزائر الذي تسبب في مقتل مئات الأبرياء فيما عرف بالعشرية السوداء.
فالبهائية مشروع خططت له الماسونية السرية و الصهيونية العالمية لطمس معالم الدين الإسلامي و دفع المسلمين إلى التخلي عن دينهم من خلال تحريف القرآن و إصدار فتاوي لتغيير أركانه كتقليص عدد الصلوات و ترك الصيام و غير ذلك، كما يهدف هذا المخطط إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، السؤال الذي يفرض نفسه و يلح على الطرح هو: لماذا اختارت الماسونية الروسية و الصهيونية العالمية العراق بالذات لنشر بذور هذه الشجرة، و هي المعروفة بمهد الحضارات و العلم و المعارف، خاصة و أن ما جاء في مقدمة الكتاب أن المبشر الأول لهذا المذهب أو العقيدة إن صح القول رجل مجهول الأصل و النسب و المولد و المنشأ، ما قيل عنه أنه كان قسّيسا، ادّعى أن اسمه كاظم الرشتي نسبة إلى رشت و هي قرية من قرى إيران، رغم أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئا، و هذا ما يؤكد أن هذا الشخص لا هو عراقي و لا هو إيراني، ولا هو مسلمٌ و قد يكون يهوديا مكلف بمهمة.
مؤسسو هذه العقيدة جماعة من بينهم امرأة أسماؤهم كالتالي:
- كاظم الرشتي الرجل الأول الذي وضع المخطط الماسوني الصهيوني
- 2- حسين البشروئي نسبة إلى بشرويه إحدى قرى خراسان و يلقب بكبير التلاميذ للمدعو كاظم الرشتي و يلقب بباب الباب
- أمُّ سلمى بنت صالح القزويني، حملت عدة ألقاب فقد لقبها أبوها بزرين تاج، و كانت مدللة عنده، لا يرفض لها طلب، راسلت كاظم الرشتي و لقبها هذا الأخير بـ: "قُرَّةُ العين" و بطلب منه حضرت إلى كربلاء لمباشرة حملتها التبشيرية
- علي محمد رضا الشيرازي يقال انه كان ينتمي إلى الشيعة الإثنا عشرية ثم انفصل عنها
- محمد علي البارفروشي الملقب بالقدوس ،
- وقد كثر عددهم إلى أن أصبحوا 19 عنصرا ناشطا، و قد تبين أن وراء هذا المخطط جاسوس روسي اسمه كنياز دالكوركي، كان يعمل مترجما بالسفارة الروسية في طهران، ادعى أنه اعتنق الإسلام، درس اللغة العربية و الفارسية و اصبح يلازم مجلس هؤلاء الأشخاص الذين وقعوا في فخه لسذاجتهم و ضعف شخصيتهم، حيث تمكن هذا الجاسوس من غرس هذه الشجرة الملعونة في أرض الأمة الإسلامية، و الطعن في الشيعة الإثنا عشرية المحسوبون على أهل البيت، كما اعتمد هذا الجاسوس على رجل آخر اسمه حسين علي المازندراني من أصل إيراني و قد منحه الجاسوس الروسي لقب "البهاء" .
بدعم من الجاسوس الروسي تحوّل محمد علي الشيرازي إلى باب المهدي المنتظر، و من باب المهدي إلى المهدي نفسه، ثم ادّعى أنه الممثل الحقيقي لجميع الأنبياء و المرسلون، زاعما أنه يجمع بين اليهودية و النصرانية و الإسلام و لا فرق بين الديانات الثلاث، و هو ما تخطط له الماسونية بالضبط و هو جمع الأديان في دين واحد، و بحكم عددهم ( 19 عنصرا) فقد عملت هذه الجماعة على تغيير أحكام الشريعة الإسلامية، فأوّل ما قامت به هو جعل عدد شهور السنة 19 شهرا، و الشهر 19 يوما، كما اعتبر الشيرازي اليوم الذي أعلن فيه دعوته هو بدء التاريخ، و جمع جملا متناقضة مملوءة بالأكاذيب و السفسطات و جعلها أساس دينه الجديد و سمّاها "البيان"، كما ألغى الصّلوات الخمس و صلاة الجمعة و صلاة الجماعة إلا في الجنازة، و جعل الصوم لمدة 19 يوما فقط و قال أن القِبلة el-qibla هي البيت الذي ولد فيه شيراز أو البيوت التي يعيش فيها هو و أهله ، فكانت هذه البيوت هي الحج الذي يقصده كل من آمن بعقيدته و انخرط فيها، كما ألغى حضور الوليّ في الزواج، إلى غير ذلك من الأحكام الغير شرعية و التي لا يقرها عقل.
و لما انتشرت دعوته و وصلت اسماع علماء شيراز في عهد الوالي حسين خان، ثاروا على دعاة البابية فأمر الحاكم بإحضاره و أودعه السجن إلى حين محاكمته، ثم استدعاه من جديد و قابله بعلماء شيراز، فخاطبهم بأن النبي محمد خاتم لنبيين لم يترك للأمة سوى القرآن و أن كتابه البيان لا بديل عنه و لما اطلع علماء شيراز على كتاب البيان وقفوا على الإنحرافات التي جاء بها الشيرازي، فتعرض للتعذيب و هو معلق من رجليه، ثم أعيد به إلى السجن، بيد أن الجاسوس الروسي و بواسطة جاسوس آخر تمكن من تهريبه إلى أصفهان ، و تحدث الجاسوس الروسي في مذكراته ( كما جاء في هذا الكتيب) عن أحداث مؤتمر بدشت بالصحرء الواقعة على نهر شاهرود بين خراسان و مازندران برئاسة حسين البشروئي ( باب الباب) و القدوس و معهم قرة العين ، فجمعوا كل أنصارهم في هذا المؤتمر من أجل إخراج الباب من السجن، و هو في الحقيقة من أجل نسخ دين الإسلام و لكن كل مساعيهم و مخططاتهم باءت بالفشل، حيث استقر رأي الحكومة و العلماء على وجوب قتله مرتدا، فتم إعدامه و تركت جثته في خندق طعاما للوحوش.
نهاية قرة العين و المازندراني
أما قرة العين فقد نفيت إلى بغداد، فاقامت في بيت محمد شبل الكاظمي و أفسدت دينه و أمالته إلى البابية، فأمر نجيب باشا والي بغداد بوضعها تحت الرقابة ثم تم إعدامها بأمر من الشاه ناصر الدين، هكذا انتهت حياة هذه العصابة، لكن المخطط لم يتوقف ، حيث استمر الجاسوس الروسي في تنفيذ مخطط الماسونية و الصهيونية لزرع الفتنة بين المسلمين، فاستأنف من تبقى من عناصر هذه العصابة نشاطهم من خلال تنظيم تشكيلات جديدة في بغداد و بدعم من السفارة الروسية، إلى أن حققوا مشروعهم و هو الإنتقال من البابية إلى البهائية رغم الخلافات التي دارت بينهم انتهت بفرار البابيين من إيران إلى العراق، و لما كانوا يمثلون خطرا على الأمة ، طلب شاه إيران من الخليفة العثماني طردهم من العراق، فاستجابت الدولة العثمانية لذلك و أصدرت أمرا بنفي حسين المازندراني و شقيقه يحي و أتباعهما، خاصة بعدما أصدر حسين المازندراني كتبا بعدما أمّدته الصهيونية بلقب "بهاء الله"، كما وقع صراع بين الأخوين و انشق كل منهما عن الآخر فكان لكلاهما أتباع و أنصار، فأنصار يحي سمّوا بالأزليين، و سمي انصار حسين بهاء الله بالبهائيين، و قد حاول بهاء الله أن يقتل أخاه بواسطة السم ، لكن محاولة الإغتيال بلغت اسماع الحكومة فقامت بنفي يحي إلى قبرض و نفي حسين إلى عكا بفلسطين.
بدعم من الماسونية و الصهيونية واصل حسين المازندراني ( بهاء الله) دعوته إلى دينه الجديد، حيث ادّعى أنه المسيح، و أنه يرتدي لباس النبوة، ثم قال أنه إله السماوات و الأرض، أي أنه هو الله ( و العياذ بالله) ، من رسائله رسالة "الإيقان" و رسالة "الإشراق" طبعتا في مصر، و الكتاب الثالث بعنوان: "مجموعة الألواح" في هذا الكتاب خاطب المازندراني بهاء الله شخصا اسمه عبد الوهاب قائلا: "يا وهاب إذا اجتذبك ندائي الأحلى و صرير قلمي الأعلى قل الهي الهي...، يا قلمي الأعلى، بدل اللغة الفصحى باللغة النوراء"، ثم يأتي كتاب "الأقدس"، و هو أهم كتاب عند البهائيين، ألفه حسين المازندراني في آخر أيامه بعكا قبيل هلاكه ،طبع في مطبعة الآداب ببغداد لأول مرة عام 1349 هجرية 1931 ميلادية و يقع في 53 صفحة بالقطع المتوسط، يدعو في هذا الكتاب إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و التبشير بالصهيونية.
و كما جاء في العدد 186 من كتابه الأقدس يؤكد فيه أنه الله، إذ يقول: "قل يا ملك برلين أن استمع النداء من الهيكل المبين إنه لا الله إلا أنا الباقي الفرد القديم" و هو بهذا يطلب من الحكومة الألمانية الإعتراف به و التمهيد لليهود الألمان خدمة للصهيونية، و قبل هلاكه ترك وصية لإبنه عباس و هو أكبر أبنائه و قد أطلق عليه لقب "عبد البهاء" بأن يتمم مسيرته في نشر البهائية، و استجاب الإبن الأكبر لوصية والده ، إلا أنه وقع نزاع كبير بينه و بين إخوته الثلاثة، فأعلن إيمانه ببنوة عيسى عليه السلام لله، كتمهيد للدعوة للتجمع الصهيوني و تحقيق مشروع إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، و ظل على حاله تلك حتى توفي في الثامن من نوفمبر عام 1921م عن 78 سنة.
قراءة علجية عيش