ذات يوم.. 10مايو 1966
طالب سمير ناجى، وكيل أول نيابة أمن الدولة العليا، بإعدام سبع قيادات متهمين فى قضية «قيادة التنظيم السرى الإرهابى لجماعة الإخوان» بزعامة سيد قطب، وهم «سيد قطب، يوسف هواش، عبدالفتاح الشريف، عبدالفتاح إسماعيل، على عشماوى، أحمد عبدالمجيد، صبرى عرفة، مجدى عبدالعزيز متولى».
تحدث «ناجى»، فى مرافعته لليوم التالى «10 مايو، مثل هذا اليوم، 1966»، أمام الدائرة الأولى بمحكمة أمن الدولة العليا، برئاسة الفريق أول محمد فؤاد الدجوى، عن دور كل واحد من هؤلاء السبعة، حسبما جاء فى تغطيات «الأهرام»، و«الأخبار»، للجلسة فى عددهما يوم 11 مايو 1966، وقبل الحديث عنهم، أوضح أنهم «هيئة النيابة» اتفقوا على معيار فى هذه القضية وسائر قضايا التنظيم التى يتم النظر فيها فى نفس الوقت، بأن كل من علم بحقيقة أغراض تلك الجماعة وانضم إليها، توافرت فى حقه جريمة الاتفاق الجنائى على قلب نظام الحكم، أما من تحرك بالفعل لتحقيق هذا الغرض وتنفيذه فقد اعتبرناه قد أتى فعل المحاولة، وهذه مسألة تقديرية متروكة للمحكمة.
كما اعتبرت «النيابة» أن من أقروا أفعال التنظيم الإرهابية ممن كانوا فى مكانة إعطاء الأوامر، هم قيادات التنظيم، وطالبت بإعدامهم، واستعرض «ناجى» دور كل واحد منهم، وبدأ بالحديث عن سيد قطب ودوره من واقع أقوال زينب الغزالى، وقال إنه هو راسم معالم طريقهم، وهو الذى سخر الشباب لأغراضه الخبيثة، وهو الذى دبر لهم ما عاثوا فى الأرض فسادا، وأن أخته حميدة قطب كانت تحدثه فى سجنه بأمر هذه الجماعة إلى أن تم إطلاق سراحه حتى التفوا حوله ما خطه فى السجن من صفحات «معالم فى الطريق» فى تنظيم «فدائى انتقامى»، وقال عن «يوسف هواش»، إنه تقابل فى منزله مع حميدة قطب وتناولا مسألة تغيير الأوضاع الحالية، وأعد خطة لقلب نظام الحكم، وأضاف أن هواش كشف فى اعترافات مفصلة علمه بأن التنظيم مسلح، ويهدف إلى تغيير الوضع الحالى، وأن الرقطاء زينب الغزالى كانت همزة الوصل بين هيئة التنظيم وبين حسن الهضيبى «مرشد الجماعة»، وأن قطب قال له إنه كان يكتب رسائل يبعث بها من سجنه مع أخته لجماعة التنظيم، وروى له صفقة الأسلحة، وفكرة إرسالها عن طريق السودان أو ليبيا، وأصدر تعليماته باغتيال الأربعة الكبار، الرئيس والمشير عبدالحكيم عامر وزكريا محيى الدين وعلى صبرى.
وعن «على عشماوى»، وصفه ناجى قائلا: «الرمح الملتهب الذى انطلق بالشرر ليشعل نار الفتنة، ويلهب كل النفوس بتجهيز المعدات للاغتيال والنسف وأنه بدأ انطلاقه سنة 1960، لإحياء جماعة الإخوان، وكيف اجتمع سنة 1962 بأمين شاهين وأحمد عبدالمجيد فى حديقة الدمرداش، وتعاهدوا على أن يكونوا نواة تنظيم الإخوان الجديد، ويقوم بجمع الأسلحة وتخزينها حتى التقى بتنظيم آخر يديره محمد الشريف، وكيف اتفق الاثنان على التحرك للاغتيال والتدمير، وكيف سافر عشماوى سنة 1964 إلى السعودية لمقابلة إخوانه هناك تحت ستار أداء فريضة الحج، وكان محيى الدين هلال أرسل إليه 70 جنيها باسم أخته السيدة نعمات زوجة السعودى رشاد، وهناك قابل هلال، والإخوان الهاربين وأنفقوا عليه ثم أعطوه 50 جنيها، وأبلغهم أنه عامل تنظيم لقلب نظام الحكم فى مصر، وطلب 20 ألف جنيه وسلاحا. وأضاف «ناجى» أن عشماوى كان يتولى قيادة التنظيم من الناحية العسكرية، والتنظيم اتفق على نسف قطار الرئيس باللاسلكى عند سفره الإسكندرية فى يوليو 1965.
أما عن عبدالفتاح إسماعيل، فوصفه «ناجى» قائلا: «دهقان مجلس التنظيم»، وبعد أن عرض أركان جرائمه وهى محاولة الاغتيال وإحراز متفجرات وسلاح، قال إنه سافر إلى السعودية ليلتقى بأرباب القبيلة يسألهم المال والسلاح، واستلم آلاف الجنيهات عن طريق «الرقطاء» زينب الغزالى، وقال لحواريه إن الاغتيال سيرد اعتبارهم، وينهار الحكم وتقوم حكومة تفتح لهم الطريق.. ثم شرح رئيس النيابة، كيف كان المتهم، وهو المسلم، يدعو رجال التنظيم للاستماع إلى إسرائيل ويصف أخبارها بالصدق، ونسى مذابحها فى حيفا ويافا ودير ياسين وقتل العرب.
وقال رئيس النيابة عن «أحمد عبدالمجيد» إنه منفذ الاغتيالات، كاتم أسرار أوكار الغدر، والمسؤول عن قسم جمع المعلومات، وحصل على معلومات كثيرة من إسماعيل الفيومى الحارس فى رئاسة الجمهورية عن الرئيس ونواب الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء.
وقال «ناجى» عن صبرى عرفة الكومى، إنه سفير التنظيم للأرباب عند الإخوان الهاربين فى السعودية، وكان ينتظر عطاياهم ويستجديهم، وكان من نتيجة الاستجداء آلاف الجنيهات أغدقت على التنظيم.. وقال عن مجدى عبدالعزيز متولى، إنه أخذ فى إعداد التنظيم منذ عام 1959 ضد نظام الحكم الحاضر، وكان على صلة بإخوان فى الخارج منهم يوسف ندا، وكان يتراسل معهم بالشفر، ووضع خطة لنسف سيارة الرئيس.
........................................................................
سعيد الشحات_اليوم السابع
www.facebook.com
طالب سمير ناجى، وكيل أول نيابة أمن الدولة العليا، بإعدام سبع قيادات متهمين فى قضية «قيادة التنظيم السرى الإرهابى لجماعة الإخوان» بزعامة سيد قطب، وهم «سيد قطب، يوسف هواش، عبدالفتاح الشريف، عبدالفتاح إسماعيل، على عشماوى، أحمد عبدالمجيد، صبرى عرفة، مجدى عبدالعزيز متولى».
تحدث «ناجى»، فى مرافعته لليوم التالى «10 مايو، مثل هذا اليوم، 1966»، أمام الدائرة الأولى بمحكمة أمن الدولة العليا، برئاسة الفريق أول محمد فؤاد الدجوى، عن دور كل واحد من هؤلاء السبعة، حسبما جاء فى تغطيات «الأهرام»، و«الأخبار»، للجلسة فى عددهما يوم 11 مايو 1966، وقبل الحديث عنهم، أوضح أنهم «هيئة النيابة» اتفقوا على معيار فى هذه القضية وسائر قضايا التنظيم التى يتم النظر فيها فى نفس الوقت، بأن كل من علم بحقيقة أغراض تلك الجماعة وانضم إليها، توافرت فى حقه جريمة الاتفاق الجنائى على قلب نظام الحكم، أما من تحرك بالفعل لتحقيق هذا الغرض وتنفيذه فقد اعتبرناه قد أتى فعل المحاولة، وهذه مسألة تقديرية متروكة للمحكمة.
كما اعتبرت «النيابة» أن من أقروا أفعال التنظيم الإرهابية ممن كانوا فى مكانة إعطاء الأوامر، هم قيادات التنظيم، وطالبت بإعدامهم، واستعرض «ناجى» دور كل واحد منهم، وبدأ بالحديث عن سيد قطب ودوره من واقع أقوال زينب الغزالى، وقال إنه هو راسم معالم طريقهم، وهو الذى سخر الشباب لأغراضه الخبيثة، وهو الذى دبر لهم ما عاثوا فى الأرض فسادا، وأن أخته حميدة قطب كانت تحدثه فى سجنه بأمر هذه الجماعة إلى أن تم إطلاق سراحه حتى التفوا حوله ما خطه فى السجن من صفحات «معالم فى الطريق» فى تنظيم «فدائى انتقامى»، وقال عن «يوسف هواش»، إنه تقابل فى منزله مع حميدة قطب وتناولا مسألة تغيير الأوضاع الحالية، وأعد خطة لقلب نظام الحكم، وأضاف أن هواش كشف فى اعترافات مفصلة علمه بأن التنظيم مسلح، ويهدف إلى تغيير الوضع الحالى، وأن الرقطاء زينب الغزالى كانت همزة الوصل بين هيئة التنظيم وبين حسن الهضيبى «مرشد الجماعة»، وأن قطب قال له إنه كان يكتب رسائل يبعث بها من سجنه مع أخته لجماعة التنظيم، وروى له صفقة الأسلحة، وفكرة إرسالها عن طريق السودان أو ليبيا، وأصدر تعليماته باغتيال الأربعة الكبار، الرئيس والمشير عبدالحكيم عامر وزكريا محيى الدين وعلى صبرى.
وعن «على عشماوى»، وصفه ناجى قائلا: «الرمح الملتهب الذى انطلق بالشرر ليشعل نار الفتنة، ويلهب كل النفوس بتجهيز المعدات للاغتيال والنسف وأنه بدأ انطلاقه سنة 1960، لإحياء جماعة الإخوان، وكيف اجتمع سنة 1962 بأمين شاهين وأحمد عبدالمجيد فى حديقة الدمرداش، وتعاهدوا على أن يكونوا نواة تنظيم الإخوان الجديد، ويقوم بجمع الأسلحة وتخزينها حتى التقى بتنظيم آخر يديره محمد الشريف، وكيف اتفق الاثنان على التحرك للاغتيال والتدمير، وكيف سافر عشماوى سنة 1964 إلى السعودية لمقابلة إخوانه هناك تحت ستار أداء فريضة الحج، وكان محيى الدين هلال أرسل إليه 70 جنيها باسم أخته السيدة نعمات زوجة السعودى رشاد، وهناك قابل هلال، والإخوان الهاربين وأنفقوا عليه ثم أعطوه 50 جنيها، وأبلغهم أنه عامل تنظيم لقلب نظام الحكم فى مصر، وطلب 20 ألف جنيه وسلاحا. وأضاف «ناجى» أن عشماوى كان يتولى قيادة التنظيم من الناحية العسكرية، والتنظيم اتفق على نسف قطار الرئيس باللاسلكى عند سفره الإسكندرية فى يوليو 1965.
أما عن عبدالفتاح إسماعيل، فوصفه «ناجى» قائلا: «دهقان مجلس التنظيم»، وبعد أن عرض أركان جرائمه وهى محاولة الاغتيال وإحراز متفجرات وسلاح، قال إنه سافر إلى السعودية ليلتقى بأرباب القبيلة يسألهم المال والسلاح، واستلم آلاف الجنيهات عن طريق «الرقطاء» زينب الغزالى، وقال لحواريه إن الاغتيال سيرد اعتبارهم، وينهار الحكم وتقوم حكومة تفتح لهم الطريق.. ثم شرح رئيس النيابة، كيف كان المتهم، وهو المسلم، يدعو رجال التنظيم للاستماع إلى إسرائيل ويصف أخبارها بالصدق، ونسى مذابحها فى حيفا ويافا ودير ياسين وقتل العرب.
وقال رئيس النيابة عن «أحمد عبدالمجيد» إنه منفذ الاغتيالات، كاتم أسرار أوكار الغدر، والمسؤول عن قسم جمع المعلومات، وحصل على معلومات كثيرة من إسماعيل الفيومى الحارس فى رئاسة الجمهورية عن الرئيس ونواب الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء.
وقال «ناجى» عن صبرى عرفة الكومى، إنه سفير التنظيم للأرباب عند الإخوان الهاربين فى السعودية، وكان ينتظر عطاياهم ويستجديهم، وكان من نتيجة الاستجداء آلاف الجنيهات أغدقت على التنظيم.. وقال عن مجدى عبدالعزيز متولى، إنه أخذ فى إعداد التنظيم منذ عام 1959 ضد نظام الحكم الحاضر، وكان على صلة بإخوان فى الخارج منهم يوسف ندا، وكان يتراسل معهم بالشفر، ووضع خطة لنسف سيارة الرئيس.
........................................................................
سعيد الشحات_اليوم السابع
ذات يوم
ذات يوم. 10,410 likes · 6,325 talking about this. إبحار في يوميات التاريخ بسهولة السرد، وتكثيف في العرض