قامت إدارة فيسبوك بصنع صفحة لدعم إسرائيل، وبسرعة قاموا بتفعيل ثمانين مليون لايك. وغالباً لو دخلت إلى الصفحة ستجد أسماء أصدقائك وقد وضعت (بالتزوير) كمعجبين بالصفحة. وهم سيدخلون وسيجدون إسمك.
وهذا أسلوب مخالف للقانون لأن فيه تزوير لأرادة أعضاء الفيس. وفوق هذا ليس أخلاقياً استخدام هذا الأسلوب في الحرب الإعلامية.
لكن؛ وفي المقابل، كانت التعليقات ضد إسرائيل في هذه الصفحة أو باقي الصفحات هي الغالبة، من كافة قارات العالم. والعرب بوجه خاص استخدموا اسلوب الشتائم النابية ضد إسرائيل. ودبجوا صفحاتهم أيضاً المدافعة عن فلسطين.
في المقابل قام الإعلام الأمريكي والأوروبي بدعم إسرائيل.
لكن شعوب دول شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وقفوا ضد إسرائيل.
وهكذا بدا أن الإعلام الرقمي لا يصب في خانة إسرائيل رغم ما فعلوه من تزوير، وعمل لايكات مزيفة لصفحة أفيخاي أدرعي أحد ضباط جيش الدفاع. ورغم أن أمريكا تسيطر على أكبر منصات التواصل الإجتماعي التي عملت كلها على دعم إسرائيل.
فالعالم الرقمي اليوم ليس كالعالم الواقعي قبل ثلاثين عاماً، فهو عالم مفتوح، والحقيقة تكون منشورة على الملأ. غير أن صفوف العرب غير منظمة بما يعزز قوتهم الإعلامية. فالشتائم النابية لا تحقق أي دعم إيجابي.
قبل خمسة عشر عاماً كتبت عن الحرب الرقمية، والتي ستكون صاحبة القدح المعلى في توجيه الشعوب ومن ثم تحديد مصداقية أي مبرر أخلاقي أو لا أخلاقي في صراع معين. وهي حرب أعدت لها بعض الدول بشكل علمي، مثل الصين، وذلك عبر تطبيقات التسلية واسعة الإنتشار في مقابل تطبيقات أمريكا واسعة الإنتشار، ولذلك حذر ترامب من التغلغل الصيني الرقمي، وبوشرت عقوبات ضد بعض التطبيقات الصينية مثل تِك توك، كما بدأت حملة تشويه للعملات الرقمية الصينية مثل عملة النحلة. وستكون حرب الجيل الخامس أيضاً من الحروب الأكثر خطورة من ناحية الحرب النفسية.
محاولات تشويه الصين عبر الإعلام الرقمي، يؤكد مخاوف أمريكا الجادة من النفوذ الرقمي الصيني. وسنجد الهنود أيضاً اقتحموا ذلك الحقل المعقد والصعب بقوة. روسيا تحاول لكنها تعاني من ضعف الأبداع ولا أعرف السبب.
الحرب الرقمية انتقلت إلى الصراعات المحلية للدول. وأثرت على مسيرتها السياسية بشكل لافت للنظر مع دعم على أرض العالم الواقعي. وتبدلت أنظمة وهلك رموز وتأججت حروب.
إسرائيل الأضعف رقميا:
من ناحية الإعلام الرقمي، أثبتت إسرائيل أنها ضعيفة رقمياً، ومن المؤكد انها ستعمل جاهدة في المستقبل القريب على ابتكار أدوات جديدة لدعم موقفها عبر الإعلام الرقمي. وربما تبتكر أساليب عبقرية، وهي تملك القوة الذهنية والمالية للقيام بذلك. مع ذلك فالقضية الفلسطينية لها ميزتان: (امتلاكها لزخم تاريخي، كما أنها حقيقية). هذا يجعل (المقاومة) الإسرائيلية تعاني من صعوبات جمة، أهمها إفراغ القضية من حقيقيتها في مرحلة أولى ثم الإنقضاض عليها في مرحلة ثانية. المشكلة أن عدم توازن القوى (أسرائيل القوية .v شعب ضعيف)، تجعل الضمير الإنساني يميل في الغالب إلى الأضعف متجاهلاً سلبيات هذا الأخير). سنلاحظ ذلك في المصارعة الحرة، فبعد أن يتعرض احد المتصارعين لضرب مبرح لوقت طويل، ثم ينتفض ذلك الضعيف ويكيل لكمة قوية للمصارع الأقوى، فإن الجماهير تنتشي وتصرخ داعمة ذلك الشخص الضعيف. وكذلك سنجد هذه (المشكلة) في القانون. ففي الدول التي بها نظام محلفين، يميل المحلفون دائماً إلى الطرف الأضعف. فلو كانت هناك قضية بين شركة ضخمة كميكروسوفت ضد عامل بسيط، فإن العاطفة تميل للعامل. وأذا كانت هناك قضية بين أبيض وأسود فإن هيئة المحلفين تميل للأسود، وإذا كانت هنالك قضية بين رجل وأنثى فإن المحلفين يميلون للأنثى بإعتبارها الأضعف، هذا ما دعا البعض لإعادة النظر في نظام المحلفين.
وهكذا فالحرب الرقمية الراهنة بين إسرائيل والعالم وليس الفلسطيين فقط أو العرب، تميل فيها الكفة لغير صالح إسرائيل، بل أن عمليات التطبيع التي قادتها الإمارات، أفضت لنتائج عكسية عند الشعوب. فأغلب أحزاب اليمين واليسار متوحدة ضد إسرائيل. اليمين لأسباب دينية، واليسار لأسباب تاريخية وآيدولوجية (ضد الإمبريالية الرأسمالية).
فكيف ستتمكن إسرائيل من مواجهة كل ذلك الطوفان من العداء؟
هذا ما سننتظر معرفته في المستقبل القريب.
وهذا أسلوب مخالف للقانون لأن فيه تزوير لأرادة أعضاء الفيس. وفوق هذا ليس أخلاقياً استخدام هذا الأسلوب في الحرب الإعلامية.
لكن؛ وفي المقابل، كانت التعليقات ضد إسرائيل في هذه الصفحة أو باقي الصفحات هي الغالبة، من كافة قارات العالم. والعرب بوجه خاص استخدموا اسلوب الشتائم النابية ضد إسرائيل. ودبجوا صفحاتهم أيضاً المدافعة عن فلسطين.
في المقابل قام الإعلام الأمريكي والأوروبي بدعم إسرائيل.
لكن شعوب دول شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وقفوا ضد إسرائيل.
وهكذا بدا أن الإعلام الرقمي لا يصب في خانة إسرائيل رغم ما فعلوه من تزوير، وعمل لايكات مزيفة لصفحة أفيخاي أدرعي أحد ضباط جيش الدفاع. ورغم أن أمريكا تسيطر على أكبر منصات التواصل الإجتماعي التي عملت كلها على دعم إسرائيل.
فالعالم الرقمي اليوم ليس كالعالم الواقعي قبل ثلاثين عاماً، فهو عالم مفتوح، والحقيقة تكون منشورة على الملأ. غير أن صفوف العرب غير منظمة بما يعزز قوتهم الإعلامية. فالشتائم النابية لا تحقق أي دعم إيجابي.
قبل خمسة عشر عاماً كتبت عن الحرب الرقمية، والتي ستكون صاحبة القدح المعلى في توجيه الشعوب ومن ثم تحديد مصداقية أي مبرر أخلاقي أو لا أخلاقي في صراع معين. وهي حرب أعدت لها بعض الدول بشكل علمي، مثل الصين، وذلك عبر تطبيقات التسلية واسعة الإنتشار في مقابل تطبيقات أمريكا واسعة الإنتشار، ولذلك حذر ترامب من التغلغل الصيني الرقمي، وبوشرت عقوبات ضد بعض التطبيقات الصينية مثل تِك توك، كما بدأت حملة تشويه للعملات الرقمية الصينية مثل عملة النحلة. وستكون حرب الجيل الخامس أيضاً من الحروب الأكثر خطورة من ناحية الحرب النفسية.
محاولات تشويه الصين عبر الإعلام الرقمي، يؤكد مخاوف أمريكا الجادة من النفوذ الرقمي الصيني. وسنجد الهنود أيضاً اقتحموا ذلك الحقل المعقد والصعب بقوة. روسيا تحاول لكنها تعاني من ضعف الأبداع ولا أعرف السبب.
الحرب الرقمية انتقلت إلى الصراعات المحلية للدول. وأثرت على مسيرتها السياسية بشكل لافت للنظر مع دعم على أرض العالم الواقعي. وتبدلت أنظمة وهلك رموز وتأججت حروب.
إسرائيل الأضعف رقميا:
من ناحية الإعلام الرقمي، أثبتت إسرائيل أنها ضعيفة رقمياً، ومن المؤكد انها ستعمل جاهدة في المستقبل القريب على ابتكار أدوات جديدة لدعم موقفها عبر الإعلام الرقمي. وربما تبتكر أساليب عبقرية، وهي تملك القوة الذهنية والمالية للقيام بذلك. مع ذلك فالقضية الفلسطينية لها ميزتان: (امتلاكها لزخم تاريخي، كما أنها حقيقية). هذا يجعل (المقاومة) الإسرائيلية تعاني من صعوبات جمة، أهمها إفراغ القضية من حقيقيتها في مرحلة أولى ثم الإنقضاض عليها في مرحلة ثانية. المشكلة أن عدم توازن القوى (أسرائيل القوية .v شعب ضعيف)، تجعل الضمير الإنساني يميل في الغالب إلى الأضعف متجاهلاً سلبيات هذا الأخير). سنلاحظ ذلك في المصارعة الحرة، فبعد أن يتعرض احد المتصارعين لضرب مبرح لوقت طويل، ثم ينتفض ذلك الضعيف ويكيل لكمة قوية للمصارع الأقوى، فإن الجماهير تنتشي وتصرخ داعمة ذلك الشخص الضعيف. وكذلك سنجد هذه (المشكلة) في القانون. ففي الدول التي بها نظام محلفين، يميل المحلفون دائماً إلى الطرف الأضعف. فلو كانت هناك قضية بين شركة ضخمة كميكروسوفت ضد عامل بسيط، فإن العاطفة تميل للعامل. وأذا كانت هناك قضية بين أبيض وأسود فإن هيئة المحلفين تميل للأسود، وإذا كانت هنالك قضية بين رجل وأنثى فإن المحلفين يميلون للأنثى بإعتبارها الأضعف، هذا ما دعا البعض لإعادة النظر في نظام المحلفين.
وهكذا فالحرب الرقمية الراهنة بين إسرائيل والعالم وليس الفلسطيين فقط أو العرب، تميل فيها الكفة لغير صالح إسرائيل، بل أن عمليات التطبيع التي قادتها الإمارات، أفضت لنتائج عكسية عند الشعوب. فأغلب أحزاب اليمين واليسار متوحدة ضد إسرائيل. اليمين لأسباب دينية، واليسار لأسباب تاريخية وآيدولوجية (ضد الإمبريالية الرأسمالية).
فكيف ستتمكن إسرائيل من مواجهة كل ذلك الطوفان من العداء؟
هذا ما سننتظر معرفته في المستقبل القريب.