لكل داء دواء ولكن قد يصبح الدواء عزيزا فى بعض الأحيان لان العلم لم يتوصل إليه...يحار الأطباء فيه وهم لا يعملون أنه قد يكون على بعد خطوات منهم..قد يكون كامنا فى التراب الذى نسير فوقه، أو قشر الفاكهة الذى نلقى به فى سلات القمامة، أو من سخرية القدر، فى الماء الذى نتبوله بصورة يومية.
فى الواقع فإن هذا الاختيار الثالث أصبح محط اهتمام الدوائر الطبية حول العالم..فهناك جهود تبذل للحصول على الدواء من بول الإنسان والحيوان. وتلك ليست على الإطلاق أول محاولة من نوعها، فلقد سجل تاريخ الطب على مرور الزمن محاولات مشابهة للحصول على شفاء لأمراض عدة باستخدام بول لمخلوقات كثيرة.
الفكرة فى حد ذاتها قد تثير الاشمئزاز لأن البول عند الإنسان ارتبط بوجود السموم التى يتخلص منها الجسم فكيف لنا أن نحتسيه أو نستخدمه كغرغرة!
وعلى الرغم من أن هذا قد لا يجانب الواقع، إلا أن الباحثين لم يترددوا فى اكتشاف الحقيقة الكاملة، فالبحوث تجرى الآن على بول الحيوانات المنزلية التى تتغذى على النباتات وأوراق الأشجار..وتأتى فى مقدمتها الإبل ذات السنام الواحد، والتى أرتبط بولها بإعادة اكتشاف فوائد ذلك السائل الأصفر الكريه فى علاج أمراض عدة.
فى البيئات البدوية تم استخدام بول الإبل ذات السنام الواحد لقرون عدة كشراب لعلاج أمراض الأمعاء المزمنة والاستسقاء وهو تراكم الماء فى البطن نتيجة الفشل الكبدى... كما تم استعماله أيضا للتخفيف من آلام الإصابات ولعلاج بعض الأمراض الجلدية وكغسول للفم فى حالة تآكل الأسنان وكشامبو لتقوية فروة الرأس. ولا تزال تلك الاستخدامات رائجة هناك فى وقت بدأ العلاج ببول الجمال يلفت انتباه الأوساط الطبية فى بلاد كهولندا والهند وروسيا والولايات المتحدة...وفعلا عقدت ثلاث مؤتمرات فى الهند وألمانيا والبرازيل على التوالى بين عامى 1996ــ 2003 لتركز على هذا الشأن.
كانت تلك خطوة إيجابية فى اتجاه دعم الطب الطبيعى الذى أقرته وروجت له (منظمة الصحة العالمية) بسبب خلوة من الآثار الجانبية. ولقد أجريت تجارب كثيرة لاستخراج الدواء من البول كان أشهرها الحصول على الإستروجين من البول الآدمى والمهدئات من بول الحيوانات و ( البريمارين) ـــ وهو مستخرج إستروجينى ــ من أنثى الخيل الحبلى...لكن يظل بول الإبل المحط الرئيسى لاهتمام البحوث الحديثة.
لقد أشارت الأيات الكريمة إلى معجزة خلق الإبل فى قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت...) وكما نرى جاء خلق الإبل متقدما فى الآية الكريمة على كيانات قد يبدو خلقها أكثر إعجازا كالسماء والأرض والجبال...ولا يقصد بذلك إلا لفت الأنظار لتكوينها وسلوكها.. فهى كما كتب الفيلسوف العربى (الجاحظ) إنك لو حملتها لا تتأثر بثقل الحمل..ولو سافرت على ظهورها لا تكل رغم بعد المقصد..لو عطشت فإن لبنها يطفىء ظماءك..لوأكلت لحمها لأمتلات بطنك وشبعت.
أما فوائدها الطبية فقد أشار الرسول الكريم إليها فى أحد أحاديثه التى ورد فيها أن مر به قوم وقد انتفخت بطونهم وتوجعت أطرافهم وهى أعراض ملازمة اليوم لما يعرف بالاستسقاء والكبد الوبائى، فأمرهم النبى بزيارة راعى الإبل ليمدهم ببولها ولبنها، فلما شربوها بدأت الأعراض تختفى تدريجيا.
أشارت البحوث الحديثة إلى أن بول الإبل يتميز بوجود نسبة عالية للغاية من الملوحة تفوق ملوحة البحر مرتين ويمكن تكثيفها حتى تصل لشكل بلورات ملحية صغيرة.. وبمقدور ذلك التركيز الملحى أن يقاوم العدوى البكتيرية والفطريات المتعفنة..وبالمقارنة ببول الحيوانات الأخرى فإن بول الإبل يحتوى على أقل نسبة من حمض البوليك أو ( اليورك أسيد)، فالجمال فى استطاعتها تدوير حمض البوليك لأعلى درجة حتى أنها تفيد بذلك نفسها والآخرين على حد سواء. وخلافا للحيوانات الأخرى فإنها ترتحل لأماكن بعيدة غنية بمتنوع النباتات..ما يُمكنها من أن تكون بولا عالى الجودة..فبدلا من أن يضيع الإنسان الوقت فى البحث عن النباتات الطبيعية فإنه يستطيع الحصول على فوائدها من خلال بول الجمل.
قام بعض المتخصصين العرب عام 1998 بابحاث إكلينيكية على بول الإبل فى كلية الزراعة بدولة الكويت. قاموا بحقن بعض النباتات المسرطنة بمحاليل بول الأبل بتركيزات مختلفة وكانت المفاجأة أن أعاقت تلك المحاليل نمو السرطان داخل النباتات خلال بضعة أسابيع.استُلهمت تلك التجربة من استخدام بعض البدو فى الصحراء الكويتية لبول الجمال فى علاج سرطان الدم والجهاز الهضمى.
وكانت هناك تجربة أخرى فى كلية (أحفاد) للبنات بالسودان بعد أن لاحظ بعض الباحثات هناك عكوف بعض البدويات على دهن شعورهن ببول الجمل للتخلص من قشرة الشعر ولمنع تساقطه. ولما قارنوا بول الإبل بنظريه للأبقار والأغنام والإنسان اكتشفوا أن بول الجمل يحتوى على مواد تشبه تلك المستخدمه فى صناعة الشامبوهات وغيرها من منتجات العناية بالبشرة والشعر.
ووفق إحصائية قامت بها إحدى الجامعات السودانية على خمس قبائل بدوية فى السودان، فإن 72% منهم يستخدمون بول الإبل لعلاج أمراض الأمعاء و50% لعلاج الاستسقاء و32% لعلاج الملاريا و30% لغسل الشعر و20% لتآكل الأسنان. أما بول الإبل البكر فيستهلكه 88% من البدو..وبول الإبل المتوسطة العمر يستخدم كغسيل للأسنان المتآكلة. ورد فى الإحصائية أيضا أن 72% من البدو يفضلون شرب البول المركز بالمقارنة بــ 28% الذين يخففونه باللبن. وقد أجرت نفس الجامعة تجربة على معالجة بعض المصابين بالاستسقاء فكانت النتيجة مدهشة.كما تم حقن بعض الأرانب المصابة بــ ( الإشراكية القولونية) ــ الإى كولى ــ أو جرثومية الأمعاء الغليظة فكان تأثيرها عجيبا فى تحسين وظائف الكلى لدى تلك الأرانب.
ما تلك الدراسات إلا منظومة بحثية حول الموضوع ولكن الطريق ما زال طويلا لكشف أسرار العلاج بالبول ويعلم الله عند أى محطة ينتهى.
https://www.facebook.com/ahmed.kafafi1/posts/4152997981389180
فى الواقع فإن هذا الاختيار الثالث أصبح محط اهتمام الدوائر الطبية حول العالم..فهناك جهود تبذل للحصول على الدواء من بول الإنسان والحيوان. وتلك ليست على الإطلاق أول محاولة من نوعها، فلقد سجل تاريخ الطب على مرور الزمن محاولات مشابهة للحصول على شفاء لأمراض عدة باستخدام بول لمخلوقات كثيرة.
الفكرة فى حد ذاتها قد تثير الاشمئزاز لأن البول عند الإنسان ارتبط بوجود السموم التى يتخلص منها الجسم فكيف لنا أن نحتسيه أو نستخدمه كغرغرة!
وعلى الرغم من أن هذا قد لا يجانب الواقع، إلا أن الباحثين لم يترددوا فى اكتشاف الحقيقة الكاملة، فالبحوث تجرى الآن على بول الحيوانات المنزلية التى تتغذى على النباتات وأوراق الأشجار..وتأتى فى مقدمتها الإبل ذات السنام الواحد، والتى أرتبط بولها بإعادة اكتشاف فوائد ذلك السائل الأصفر الكريه فى علاج أمراض عدة.
فى البيئات البدوية تم استخدام بول الإبل ذات السنام الواحد لقرون عدة كشراب لعلاج أمراض الأمعاء المزمنة والاستسقاء وهو تراكم الماء فى البطن نتيجة الفشل الكبدى... كما تم استعماله أيضا للتخفيف من آلام الإصابات ولعلاج بعض الأمراض الجلدية وكغسول للفم فى حالة تآكل الأسنان وكشامبو لتقوية فروة الرأس. ولا تزال تلك الاستخدامات رائجة هناك فى وقت بدأ العلاج ببول الجمال يلفت انتباه الأوساط الطبية فى بلاد كهولندا والهند وروسيا والولايات المتحدة...وفعلا عقدت ثلاث مؤتمرات فى الهند وألمانيا والبرازيل على التوالى بين عامى 1996ــ 2003 لتركز على هذا الشأن.
كانت تلك خطوة إيجابية فى اتجاه دعم الطب الطبيعى الذى أقرته وروجت له (منظمة الصحة العالمية) بسبب خلوة من الآثار الجانبية. ولقد أجريت تجارب كثيرة لاستخراج الدواء من البول كان أشهرها الحصول على الإستروجين من البول الآدمى والمهدئات من بول الحيوانات و ( البريمارين) ـــ وهو مستخرج إستروجينى ــ من أنثى الخيل الحبلى...لكن يظل بول الإبل المحط الرئيسى لاهتمام البحوث الحديثة.
لقد أشارت الأيات الكريمة إلى معجزة خلق الإبل فى قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت...) وكما نرى جاء خلق الإبل متقدما فى الآية الكريمة على كيانات قد يبدو خلقها أكثر إعجازا كالسماء والأرض والجبال...ولا يقصد بذلك إلا لفت الأنظار لتكوينها وسلوكها.. فهى كما كتب الفيلسوف العربى (الجاحظ) إنك لو حملتها لا تتأثر بثقل الحمل..ولو سافرت على ظهورها لا تكل رغم بعد المقصد..لو عطشت فإن لبنها يطفىء ظماءك..لوأكلت لحمها لأمتلات بطنك وشبعت.
أما فوائدها الطبية فقد أشار الرسول الكريم إليها فى أحد أحاديثه التى ورد فيها أن مر به قوم وقد انتفخت بطونهم وتوجعت أطرافهم وهى أعراض ملازمة اليوم لما يعرف بالاستسقاء والكبد الوبائى، فأمرهم النبى بزيارة راعى الإبل ليمدهم ببولها ولبنها، فلما شربوها بدأت الأعراض تختفى تدريجيا.
أشارت البحوث الحديثة إلى أن بول الإبل يتميز بوجود نسبة عالية للغاية من الملوحة تفوق ملوحة البحر مرتين ويمكن تكثيفها حتى تصل لشكل بلورات ملحية صغيرة.. وبمقدور ذلك التركيز الملحى أن يقاوم العدوى البكتيرية والفطريات المتعفنة..وبالمقارنة ببول الحيوانات الأخرى فإن بول الإبل يحتوى على أقل نسبة من حمض البوليك أو ( اليورك أسيد)، فالجمال فى استطاعتها تدوير حمض البوليك لأعلى درجة حتى أنها تفيد بذلك نفسها والآخرين على حد سواء. وخلافا للحيوانات الأخرى فإنها ترتحل لأماكن بعيدة غنية بمتنوع النباتات..ما يُمكنها من أن تكون بولا عالى الجودة..فبدلا من أن يضيع الإنسان الوقت فى البحث عن النباتات الطبيعية فإنه يستطيع الحصول على فوائدها من خلال بول الجمل.
قام بعض المتخصصين العرب عام 1998 بابحاث إكلينيكية على بول الإبل فى كلية الزراعة بدولة الكويت. قاموا بحقن بعض النباتات المسرطنة بمحاليل بول الأبل بتركيزات مختلفة وكانت المفاجأة أن أعاقت تلك المحاليل نمو السرطان داخل النباتات خلال بضعة أسابيع.استُلهمت تلك التجربة من استخدام بعض البدو فى الصحراء الكويتية لبول الجمال فى علاج سرطان الدم والجهاز الهضمى.
وكانت هناك تجربة أخرى فى كلية (أحفاد) للبنات بالسودان بعد أن لاحظ بعض الباحثات هناك عكوف بعض البدويات على دهن شعورهن ببول الجمل للتخلص من قشرة الشعر ولمنع تساقطه. ولما قارنوا بول الإبل بنظريه للأبقار والأغنام والإنسان اكتشفوا أن بول الجمل يحتوى على مواد تشبه تلك المستخدمه فى صناعة الشامبوهات وغيرها من منتجات العناية بالبشرة والشعر.
ووفق إحصائية قامت بها إحدى الجامعات السودانية على خمس قبائل بدوية فى السودان، فإن 72% منهم يستخدمون بول الإبل لعلاج أمراض الأمعاء و50% لعلاج الاستسقاء و32% لعلاج الملاريا و30% لغسل الشعر و20% لتآكل الأسنان. أما بول الإبل البكر فيستهلكه 88% من البدو..وبول الإبل المتوسطة العمر يستخدم كغسيل للأسنان المتآكلة. ورد فى الإحصائية أيضا أن 72% من البدو يفضلون شرب البول المركز بالمقارنة بــ 28% الذين يخففونه باللبن. وقد أجرت نفس الجامعة تجربة على معالجة بعض المصابين بالاستسقاء فكانت النتيجة مدهشة.كما تم حقن بعض الأرانب المصابة بــ ( الإشراكية القولونية) ــ الإى كولى ــ أو جرثومية الأمعاء الغليظة فكان تأثيرها عجيبا فى تحسين وظائف الكلى لدى تلك الأرانب.
ما تلك الدراسات إلا منظومة بحثية حول الموضوع ولكن الطريق ما زال طويلا لكشف أسرار العلاج بالبول ويعلم الله عند أى محطة ينتهى.
https://www.facebook.com/ahmed.kafafi1/posts/4152997981389180