تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن الصباح والمساء في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) ؛ حيث بين أن المساء يهفو إلى ضوء الصباح ،وأن الصباح الجميل يزف تغريد طائر وأن المساء يخبر عن الشعر البليغ، ويطلب التوجه بالسؤال للمساء المهيب عن طبيعة شعره ،ويبين أن مدينة الرياض ترتدي (شال السحاب) في الصباح ،وأن الليالي بشوقنا مترعاتٍ، وبيوت الهوى بلا أبواب، وأن الليل ينسج بردة الظلماء، وتحدث عن السير في المساء المقمر، وفيما يلي بيان ما ذكره في هذا :
المساء يهفو إلى ضوء الصباح
يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (هبني فمًا يشدو ) المساء يهفو إلى ضوء الصباح ،كما يبين أن الليل يسبق إلى الهدف والصباح من ورائه
: يهفو إلى ضوء الصباح مسائي **وأنا أجرر في الهموم ردائي
أجتر في جنح الظلام مواجعي **وأبث في سكن الوجود ندائي
وألون الليل الطويل بحسرتي **فكأنه مستودعٌ لشقائي
وكأنني والنجم يرقبُ حيرتي ** ساعٍ إلى نبعٍ بغير سقاءِ
ما بال هذا الليل يسبقني إلى** هدفي وما بال الصباح ورائي (1)ِ
الصباح الجميل يزف تغريد طائر والمساء يخبر عن الشعر البليغ :
ويبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (شعري)أن الصباح الجميل يزف تغريد طائر والمساء يخبر عن الشعر البليغ فيقول :
وكم سلكت صحارى **فيها وحوشٌ كواسرْ
وخضت فيها بحارًا ** من السراب زواخر
حتى وصلت إليكم ** محملا بالبشائر
سلوا الرياحين عني ** سلوا الظباء النوافر
سلوا التي كل يوم ** تُلقي إليَّ الأوامر
فيستجيب فؤادي ** لأمرها ويبادر
سلوا صباحًا جميلًا **يزف تغريد طائر (2)
سؤال المساء المهيب :
وطلب الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (شعري)أيضًا التوجه بالسؤال للمساء المهيب عن طبيعة شعره فيقول :
سلوا مساءً مهيبا ** سلوا النجوم الزواهر
سلوا محيطًا كبيرًا ** ما زلت فيه أغامر
سفينتي فيه شعرٌ ** بها أخوض المشاعر
سلوا، فعندي جوابٌ** أفضي به وأجاهر ُ.
أحبتي ليس شعري عِقدًا يباع لتاجر
وليس عودَ بخور به تُدار المباخرْ
شعري كيانٌ كبيرٌ من الرؤى والخواطر
فمصدر الشعر قلبي لمن يريد المصادر
ومنبر الشعر قلبي لمن يريد المنابر
ومجمر الشعر قلبي لمن يريد المجامر
وبيدر الشعر قلبي لمن يريد البيادر
وليس من بعد هذا معنى لقول مكابر (3)
مدينة الرياض ترتدي (شال السحاب) في الصباح :
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن مدينة الرياض ترتدي (شال السحاب) في قصيدة (أغنية على شفة الرياض )فيقول :
هل سبَتْكَ "الرياض" حين تجلّتْ *** ترتدي في الصباح شال السحاب ؟
هل سبَتْكَ "الرياض" حين تراء ى*** فوق أهدابها حنين الروابي
كان في وجهها غموض ٌ جميلٌ*** فيه فيض من لهفة وتصابي
وعلى ثغرها أغاريد حبٍّ*** ساخر طعمها بطعم الرضاب
ونداءٌ إلى الغيوم صريحٌ *** وحنينٌ مغلفٌ بالعتاب
اركضي يا غيوم في كل شبر *** من سمائي وأظهري كل خابي
تتراءين من بعيد خيالا *** فمتى تُسعديننا باقتراب
ومتى تَنْفُضين عنا وجومًا *** جعل النفس في أسى واضطراب
لقني الجدب درسَ خصبٍ وردِّي *** بسمة الروض بعد طول غياب
عكري صفو جونا ،فجميلٌ *** أن نرى وجه أفقنا في اكتئاب (4)
الليالي بشوقنا مترعاتٍ، وبيوت الهوى بلا أبواب
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الليالي بشوقنا مترعاتٍ، وبيوت الهوى بلا أبواب في قصيدة (أغنية على شفة الرياض ) أيضًا فيقول :
والليالي بشوقنا مترعاتٍ*** وبيوت الهوى بلا أبواب
اركضــــــــي يا غيوم ركـــض محــــــب *** يتـــمــــــــنــى ســـــــــــــــــعادة الأحــبـــــــــاب
واجعلي بيننا وبينك جسرًا *** من وداد وديمة وضباب
ودعـــيــــنا نشــــــم رائحـــــة الغيــــــــــــث *** إذا ما التــــــقى بشـــــــوق التـــــــــــراب
نحن نهفــــو إلى ابتســـــامة ثغـــــــــــر *** وربـــــانا تهفــــــو لدمــــع الســــــــحاب(5)
الليل ينسج بردة الظلماء
وفي قصيدة (هبني فما يشدو) يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الليل ينسج بردة الظلماء فيقول :
يا صاحبًا ما زلت أشعر أنه ***في رحلتي أملٌ يذيب عنائي
أصغيت والصمت الرهيب يلفُّني *** الليل ينسج بردة الظلماء
وأقمتُ حتى خِلت ن مراكبي ***صدئت ،وأني عفت طيب ثوائي
فاجعل لروحي في سمائك منزلا ***تسمو به عن حمأة الأهواء .
هبني فما يشدو ،هبني خاطرًا *** يسلو ،وخذ مني أرق عناءِ
أرأيت أخزى من تعلق جاهلٍ *** بذيول دنيا ،جللت بفناء؟
أرأيت أقسى في الحياة من امرئ *** متلون كتلون الحرباء ؟
لا يقتل الإنسان مثل تملق ٍ *** يُزري ،ولا يطغيه مثل ثراءِ(6)
السير في المساء المقمر :
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن السير في المساء المقمر حيث يقول في قصيدة (مزرعة الرضا):
وأتيت أرضك والظلام مكدسٌ ***فجعلت سيرك في مساء مقمر
أو ما شعرت بلهفتي وتشوقي ***ما قيمة الأشواق إنْ لم تشعري
ما زلت "أحيا فيك " يا ريحانتي ***لو كنت أملك قلتها بمكبر
لو قسّم الناس المحبة بينهم لحظيت منها بالنصيب الأوفر
مازال يشهد كل حبٍ صادقٍ أني نقي القلب صافي الجوهر
إني أرى الإيثار خير سجيةٍ لا خير في الإنسان إن لم يؤثر(7)
المراجع :
عبد الرحمن العشماوي : ديوان مراكب ذكرياتي ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ
(1)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (هبني فمًا يشدو)،ص55
(2)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (شعري) ،ص 184
(3)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (شعري) ،ص 185-186
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر )، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)،ص62-63
(5)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر )، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)،ص 64- 65
(6)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر )، قصيدة (هبني فما يشدو)،ص61
(7)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (مزرعة الرضا )،ص177
المساء يهفو إلى ضوء الصباح
يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (هبني فمًا يشدو ) المساء يهفو إلى ضوء الصباح ،كما يبين أن الليل يسبق إلى الهدف والصباح من ورائه
: يهفو إلى ضوء الصباح مسائي **وأنا أجرر في الهموم ردائي
أجتر في جنح الظلام مواجعي **وأبث في سكن الوجود ندائي
وألون الليل الطويل بحسرتي **فكأنه مستودعٌ لشقائي
وكأنني والنجم يرقبُ حيرتي ** ساعٍ إلى نبعٍ بغير سقاءِ
ما بال هذا الليل يسبقني إلى** هدفي وما بال الصباح ورائي (1)ِ
الصباح الجميل يزف تغريد طائر والمساء يخبر عن الشعر البليغ :
ويبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (شعري)أن الصباح الجميل يزف تغريد طائر والمساء يخبر عن الشعر البليغ فيقول :
وكم سلكت صحارى **فيها وحوشٌ كواسرْ
وخضت فيها بحارًا ** من السراب زواخر
حتى وصلت إليكم ** محملا بالبشائر
سلوا الرياحين عني ** سلوا الظباء النوافر
سلوا التي كل يوم ** تُلقي إليَّ الأوامر
فيستجيب فؤادي ** لأمرها ويبادر
سلوا صباحًا جميلًا **يزف تغريد طائر (2)
سؤال المساء المهيب :
وطلب الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (شعري)أيضًا التوجه بالسؤال للمساء المهيب عن طبيعة شعره فيقول :
سلوا مساءً مهيبا ** سلوا النجوم الزواهر
سلوا محيطًا كبيرًا ** ما زلت فيه أغامر
سفينتي فيه شعرٌ ** بها أخوض المشاعر
سلوا، فعندي جوابٌ** أفضي به وأجاهر ُ.
أحبتي ليس شعري عِقدًا يباع لتاجر
وليس عودَ بخور به تُدار المباخرْ
شعري كيانٌ كبيرٌ من الرؤى والخواطر
فمصدر الشعر قلبي لمن يريد المصادر
ومنبر الشعر قلبي لمن يريد المنابر
ومجمر الشعر قلبي لمن يريد المجامر
وبيدر الشعر قلبي لمن يريد البيادر
وليس من بعد هذا معنى لقول مكابر (3)
مدينة الرياض ترتدي (شال السحاب) في الصباح :
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن مدينة الرياض ترتدي (شال السحاب) في قصيدة (أغنية على شفة الرياض )فيقول :
هل سبَتْكَ "الرياض" حين تجلّتْ *** ترتدي في الصباح شال السحاب ؟
هل سبَتْكَ "الرياض" حين تراء ى*** فوق أهدابها حنين الروابي
كان في وجهها غموض ٌ جميلٌ*** فيه فيض من لهفة وتصابي
وعلى ثغرها أغاريد حبٍّ*** ساخر طعمها بطعم الرضاب
ونداءٌ إلى الغيوم صريحٌ *** وحنينٌ مغلفٌ بالعتاب
اركضي يا غيوم في كل شبر *** من سمائي وأظهري كل خابي
تتراءين من بعيد خيالا *** فمتى تُسعديننا باقتراب
ومتى تَنْفُضين عنا وجومًا *** جعل النفس في أسى واضطراب
لقني الجدب درسَ خصبٍ وردِّي *** بسمة الروض بعد طول غياب
عكري صفو جونا ،فجميلٌ *** أن نرى وجه أفقنا في اكتئاب (4)
الليالي بشوقنا مترعاتٍ، وبيوت الهوى بلا أبواب
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الليالي بشوقنا مترعاتٍ، وبيوت الهوى بلا أبواب في قصيدة (أغنية على شفة الرياض ) أيضًا فيقول :
والليالي بشوقنا مترعاتٍ*** وبيوت الهوى بلا أبواب
اركضــــــــي يا غيوم ركـــض محــــــب *** يتـــمــــــــنــى ســـــــــــــــــعادة الأحــبـــــــــاب
واجعلي بيننا وبينك جسرًا *** من وداد وديمة وضباب
ودعـــيــــنا نشــــــم رائحـــــة الغيــــــــــــث *** إذا ما التــــــقى بشـــــــوق التـــــــــــراب
نحن نهفــــو إلى ابتســـــامة ثغـــــــــــر *** وربـــــانا تهفــــــو لدمــــع الســــــــحاب(5)
الليل ينسج بردة الظلماء
وفي قصيدة (هبني فما يشدو) يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن الليل ينسج بردة الظلماء فيقول :
يا صاحبًا ما زلت أشعر أنه ***في رحلتي أملٌ يذيب عنائي
أصغيت والصمت الرهيب يلفُّني *** الليل ينسج بردة الظلماء
وأقمتُ حتى خِلت ن مراكبي ***صدئت ،وأني عفت طيب ثوائي
فاجعل لروحي في سمائك منزلا ***تسمو به عن حمأة الأهواء .
هبني فما يشدو ،هبني خاطرًا *** يسلو ،وخذ مني أرق عناءِ
أرأيت أخزى من تعلق جاهلٍ *** بذيول دنيا ،جللت بفناء؟
أرأيت أقسى في الحياة من امرئ *** متلون كتلون الحرباء ؟
لا يقتل الإنسان مثل تملق ٍ *** يُزري ،ولا يطغيه مثل ثراءِ(6)
السير في المساء المقمر :
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن السير في المساء المقمر حيث يقول في قصيدة (مزرعة الرضا):
وأتيت أرضك والظلام مكدسٌ ***فجعلت سيرك في مساء مقمر
أو ما شعرت بلهفتي وتشوقي ***ما قيمة الأشواق إنْ لم تشعري
ما زلت "أحيا فيك " يا ريحانتي ***لو كنت أملك قلتها بمكبر
لو قسّم الناس المحبة بينهم لحظيت منها بالنصيب الأوفر
مازال يشهد كل حبٍ صادقٍ أني نقي القلب صافي الجوهر
إني أرى الإيثار خير سجيةٍ لا خير في الإنسان إن لم يؤثر(7)
المراجع :
عبد الرحمن العشماوي : ديوان مراكب ذكرياتي ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1424هـ
(1)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (هبني فمًا يشدو)،ص55
(2)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (شعري) ،ص 184
(3)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (شعري) ،ص 185-186
(4)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر )، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)،ص62-63
(5)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر )، قصيدة (أغنية على شفة الرياض)،ص 64- 65
(6)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (نقوش على واجهة القرن الخامس عشر )، قصيدة (هبني فما يشدو)،ص61
(7)عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )، قصيدة (مزرعة الرضا )،ص177