- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : الحب في الحياة .. الحب في الرواية !!
" يحصر الناقد الروائي الإنجليزي فورستر حقائق الحياة الرئيسية في خمس : الميلاد – الطعام – النوم – الحب – الموت . ويرى أن عاطفة (الحب) قد استأثرت بموضوع الروايات ، ويعلل هذا بأسباب أهمها : أن الحب عاطفة مشتركة ، مرغوبة ، وأنه يمكن أن يحمل معاني إضافية يصعب تناولها المباشر، مثل : الصراع الطبقي ، الاختلاف الديني والمذهبي ، اختلاف اللون والسلالة ..إلخ"
2- المحــارة :
- بالنسبة للفن الروائي – بصفة خاصة – فإنه قد نشأ عن عنصر موروث هو : الحكاية (الحدوتة) حين أصبحت مرتبطة بالواقع ، قريبة من حياة الناس العملية، مشغولة بهموم الجماعة (والفرد تبعاً) .. إلخ .
- من ثم كانت القضية الاجتماعية عنصراً مهماً في الرواية ، ولكن لكي لا تتحول الرواية إلى ملف يبحث قضية مجتمعية كان لابد من حكاية (واقعية) ، وهنا أخذ الحب موقعه في سياق (حكاية الرواية) ليكون أداة ربط وتشويق .
- غير أن الناقد أ . أ . مندلاو في كتابه " الزمن والرواية " أضاف تصوراً آخر عن أهمية الحب في الرواية وفي الحياة ، ويبدأ من موافقة فورستر بقوله : "والشيء الذي يفترض عموما في أكثر الروايات ، هو أن البطل والبطلة لا يأكلان ، ولا ينامان ، ولا يعملان، وإنما يشغلان أنفسهما كلية بشؤون الحب، رغم ما في ملاحظة الدكتور جونسون غير الرومانطيقية في "مقدمات لشكسبير" من صدق :
ولكن الحب ليس إلا واحداً من عواطف كثيرة
.... وليس له تأثير كبير على مجمل الحياة
- وينقل عن بعضهم قوله " لم أفهم قط من قراءاتي للروايات كيف أن الأمراء والأميرات ، والبطال ، والبطلات ، وخدمهم ، وكل حاشيتهم يقضون حياتهم دون أن يتحدثوا عن الطعام والشراب ، ولم يُذكر أن بطلاً أزعجه المطر ، أو الريح ، أو الثلج ، أو أنه أصيب بالزكام ، وهو يبث لواعج الحب في ضوء القمر ، وصفاء الليل " .
- هذه الملاحظات على (عاطفة الحب) وهيمنتها على أجواء الروايات ، والتغافل عن التفصيلات المألوفة/المتوقعة/المستهلكة – تنهض على أساس أن العمل الروائي يعكس صورة الواقع بحذافيره . وهذا ليس صحيحاً ولا مطلوباً ، وإن كل ما يطلب منه أن يستخدم من الوسائل ما يمكن أن يترك في وجدان المتلقي إمكانية حدوث هذه الأمور التي تصورها الرواية ، وأنها توصل – بقوة الواقع ومنطق العقل – إلى النتائج (النهاية) التي توصل إليها الأديب في ختام روايته!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب " الواقعية في الرواية العربية " محمد حسن عبدالله – الهيئة المصرية العامة للكتاب - ص 110 .
- مندلاو " الزمن والرواية " – ترجمة بكر عباس – دار صادر – بيروت – 1997 – ص53 .
أ.د. محمد حسن عبدالله
www.facebook.com
1- اللؤلؤة : الحب في الحياة .. الحب في الرواية !!
" يحصر الناقد الروائي الإنجليزي فورستر حقائق الحياة الرئيسية في خمس : الميلاد – الطعام – النوم – الحب – الموت . ويرى أن عاطفة (الحب) قد استأثرت بموضوع الروايات ، ويعلل هذا بأسباب أهمها : أن الحب عاطفة مشتركة ، مرغوبة ، وأنه يمكن أن يحمل معاني إضافية يصعب تناولها المباشر، مثل : الصراع الطبقي ، الاختلاف الديني والمذهبي ، اختلاف اللون والسلالة ..إلخ"
2- المحــارة :
- بالنسبة للفن الروائي – بصفة خاصة – فإنه قد نشأ عن عنصر موروث هو : الحكاية (الحدوتة) حين أصبحت مرتبطة بالواقع ، قريبة من حياة الناس العملية، مشغولة بهموم الجماعة (والفرد تبعاً) .. إلخ .
- من ثم كانت القضية الاجتماعية عنصراً مهماً في الرواية ، ولكن لكي لا تتحول الرواية إلى ملف يبحث قضية مجتمعية كان لابد من حكاية (واقعية) ، وهنا أخذ الحب موقعه في سياق (حكاية الرواية) ليكون أداة ربط وتشويق .
- غير أن الناقد أ . أ . مندلاو في كتابه " الزمن والرواية " أضاف تصوراً آخر عن أهمية الحب في الرواية وفي الحياة ، ويبدأ من موافقة فورستر بقوله : "والشيء الذي يفترض عموما في أكثر الروايات ، هو أن البطل والبطلة لا يأكلان ، ولا ينامان ، ولا يعملان، وإنما يشغلان أنفسهما كلية بشؤون الحب، رغم ما في ملاحظة الدكتور جونسون غير الرومانطيقية في "مقدمات لشكسبير" من صدق :
ولكن الحب ليس إلا واحداً من عواطف كثيرة
.... وليس له تأثير كبير على مجمل الحياة
- وينقل عن بعضهم قوله " لم أفهم قط من قراءاتي للروايات كيف أن الأمراء والأميرات ، والبطال ، والبطلات ، وخدمهم ، وكل حاشيتهم يقضون حياتهم دون أن يتحدثوا عن الطعام والشراب ، ولم يُذكر أن بطلاً أزعجه المطر ، أو الريح ، أو الثلج ، أو أنه أصيب بالزكام ، وهو يبث لواعج الحب في ضوء القمر ، وصفاء الليل " .
- هذه الملاحظات على (عاطفة الحب) وهيمنتها على أجواء الروايات ، والتغافل عن التفصيلات المألوفة/المتوقعة/المستهلكة – تنهض على أساس أن العمل الروائي يعكس صورة الواقع بحذافيره . وهذا ليس صحيحاً ولا مطلوباً ، وإن كل ما يطلب منه أن يستخدم من الوسائل ما يمكن أن يترك في وجدان المتلقي إمكانية حدوث هذه الأمور التي تصورها الرواية ، وأنها توصل – بقوة الواقع ومنطق العقل – إلى النتائج (النهاية) التي توصل إليها الأديب في ختام روايته!
3- الهيــر :
- اللؤلؤة من كتاب " الواقعية في الرواية العربية " محمد حسن عبدالله – الهيئة المصرية العامة للكتاب - ص 110 .
- مندلاو " الزمن والرواية " – ترجمة بكر عباس – دار صادر – بيروت – 1997 – ص53 .
أ.د. محمد حسن عبدالله
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.