وأما عن هؤلاء الذين أفنوا حياتهم في طلب العلم. وانتهوا من المراحل التعليمية الأساسية والتحقوا بالجامعات ومن بعدها التحقوا بالدراسات العليا وحصدوا أرفع الدرجات والتحقوا بدرجة الماجستير ومن بعدها الدكتوراه فجدوا واجتهدوا فكان نصيبهم من العلم وافرًا وحظهم كان جيدًا, فظلوا طوال هذه الرحلة الشاقة والأمل يتلألأ في أعينهم, والحماسة تشتعل في صدورهم فتحملوا عناء النهار وسهر الليل من أجل تحقيق طموحهم بعد هذه الرحلة الطويلة التي استغرقت أكثر من عشرين عامًا, منتظرين لحظة حصاد علمهم الذي تلقوه من أساتذتهم، وأملهم الوحيد أن يطعموا ثمرة علمهم هذا إلى الأجيال اللاحقة بهم من خلال تدرسيهم في المعاهد والكليات أو الالتحاق بالمناصب التي ترقى لمستواهم العلمي ليواصلوا البذل والعطاء ليستفيد مجتمعهم من علمهم.
وتأتي لحظة مناقشة الماجستير أو الدكتوراه وما أسعدها من لحظات لحظة حصاد ما ظلوا طوال عمرهم يروونه بدمائهم ودموع أعينهم. فها اليوم قد جاء, ويوالي الله جل شأنه كرمه ونعمه عليهم فينالوا أعلى الدرجات وتتوالى عليهم المباركات والتهاني بهذه الدرجة العلمية الرفيعة وأثناء هذه التهاني يأتي أحد المهنئين ويسأل ماذا بعد؟ ماذا سوف تفعل بهذه الدرجة العلمية المرموقة في المجتمع؟ سؤال ينتظر الإجابة وهنا تهدأ دقات القلب المغمورة فرحًا وسعادة قليلاً, ويبدأ العقل يشرد واللسان يلجم وحال واقعه يقول إن الإجابة لاشيء, يالها من لحظة فارقة في العمر مابين الأمل وواقع العمل, فأين العمل؟ وبعدها يجلس يفكر ماذا أفعل فيتقدم إلى مختلف الجامعات والوظائف أملاً في الحصول على مكان ينتفع الآخرين من علمه، ولكن تأتي الفاجعة تأتي لحظة اليأس إنه لا مكان له للعمل بمؤهله العلمي سواء كان ماجستير أو حتى دكتوراه. وفي تلك اللحظات يشعر أن واحدًا من الناس امسك آلة حادة شديدة الصلابة وأخذ يكسر عظام جسده من أسفل إلى أعلى بل ويفتته تفتيتًا بكل قوة دون رحمة ولا هوادة.
وتأتي لحظة مناقشة الماجستير أو الدكتوراه وما أسعدها من لحظات لحظة حصاد ما ظلوا طوال عمرهم يروونه بدمائهم ودموع أعينهم. فها اليوم قد جاء, ويوالي الله جل شأنه كرمه ونعمه عليهم فينالوا أعلى الدرجات وتتوالى عليهم المباركات والتهاني بهذه الدرجة العلمية الرفيعة وأثناء هذه التهاني يأتي أحد المهنئين ويسأل ماذا بعد؟ ماذا سوف تفعل بهذه الدرجة العلمية المرموقة في المجتمع؟ سؤال ينتظر الإجابة وهنا تهدأ دقات القلب المغمورة فرحًا وسعادة قليلاً, ويبدأ العقل يشرد واللسان يلجم وحال واقعه يقول إن الإجابة لاشيء, يالها من لحظة فارقة في العمر مابين الأمل وواقع العمل, فأين العمل؟ وبعدها يجلس يفكر ماذا أفعل فيتقدم إلى مختلف الجامعات والوظائف أملاً في الحصول على مكان ينتفع الآخرين من علمه، ولكن تأتي الفاجعة تأتي لحظة اليأس إنه لا مكان له للعمل بمؤهله العلمي سواء كان ماجستير أو حتى دكتوراه. وفي تلك اللحظات يشعر أن واحدًا من الناس امسك آلة حادة شديدة الصلابة وأخذ يكسر عظام جسده من أسفل إلى أعلى بل ويفتته تفتيتًا بكل قوة دون رحمة ولا هوادة.