فِي أدْغَالِ الْأَمَازُون، نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ الْأُولَى وَالرَّجُلُ الْأَوَّل إِلَى بَعْضِهِمَا الْبَعْض بِفُضُولٍ. كَانَ غَرِيبًا مَا بَيْنَ سَاقَيْهِمَا.
" هَلْ قَطَعُوهُ ؟" سَأَلَهَا الرَّجُلُ.
" لَا، كُنْتُ دَائِماً هَكَذَا"، رَدَّتِ الْمَرْأَة.
تَفَحَّصَهَا عَنْ قُرْبٍ. حَكَّ رَأْسَهُ. كَانَ ثَمَّةَ جُرْحٌ مَفْتُوحٌ. قَالَ لَهَا:" يُفَضَّلُ أَلَا تَأْكُلِي أَيّ كَاسَاڨَا أَوْ مَوْزٍ أَوْ أَيّ فَاكِهَةٍ تَنْشَّقُّ عِنْدَ نُضْجِهَا. سَوْفَ أُعَالِجُكِ. اِدْخُلِي إِلَى الْأُرْجُوحَةِ وَاِسْتَرِيحِي."
أَطَاعَتْهُ. وَبِصَبْرٍ تَجَرَّعَتْ شَايَ الْأَعْشَابِ وَتَرَكَتْهُ يُدَلِّكُهَا بِالْمَرَاهِم. كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَتَمَالَك نَفْسَهَا حَتَّى لَا تَضْحَكَ عِنْدَمًا قَالَ لَهَا،" لَا تَقْلَقِي."
أَمْتَعَتْهَا اللُّعْبَة، رَغْمَ أَنَّهَا تَعِبَتْ مِنَ الْجُوعِ وَهِيَ مُسْتَلْقِيَةً عَلَى الْأُرْجُوحَة. أَسَالَ تَذَكُّرُ الْفَاكِهَةِ لُعَابَهَا.
فِي إحْدَى الْأُمْسِيَّاتِ جَاءَ الرَّجُلُ رَاكِضًا عَبْرَ فُرْجَةٍ فِي الْغَابَة. قَفَزَ مُهْتَاجًا وَصَرَخَ،" وَجَدْتُهَا!"
كَانَ قَدْ رَأَى لِلتَّوِّ قِرْدًا يُعَالِجُ أُنْثَاهُ عَلَى فَرْعِ شَجَرَةٍ.
قَالَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقْتَرِبُ مِنَ الْمَرْأَةِ:" هَكَذَا يَتِمُّ الْأَمْرُ".
عِنْدَمَا اِنْتَهَى الْعِنَاقُ الطَّوِيلُ، مَلَأَتْ رَائِحَةٌ كَثِيفَةٌ مِنَ الزُّهورِ وَالْفَاكِهَةِ الْهَوَاءَ. وَمِنَ الْجَسَدَيْنِ الْمُسْتَلْقِيَيْن معًا تَصَاعَدَتْ أبْخِرَةٌ وَتَوَهُّجَاتٌ لَمْ يُسْمَعْ بِهَا مِنْ قَبْلُ، وَكَانَ كُلُّ شَيْءٍ جَمِيلًا لِدَرَجَةٍ أَنَّ الشَّمُوسَ وَالْآلِهَةَ مَاتَتْ مِنْ شِدَّةِ الْإِحْرَاج.
_________________________
(*) Eduardo Galeano: Genesis: Memory of Fire. Trilogy, Part 1. Translated by Cedric Belfrage. W. W. Norton & Company Editions 1998
" هَلْ قَطَعُوهُ ؟" سَأَلَهَا الرَّجُلُ.
" لَا، كُنْتُ دَائِماً هَكَذَا"، رَدَّتِ الْمَرْأَة.
تَفَحَّصَهَا عَنْ قُرْبٍ. حَكَّ رَأْسَهُ. كَانَ ثَمَّةَ جُرْحٌ مَفْتُوحٌ. قَالَ لَهَا:" يُفَضَّلُ أَلَا تَأْكُلِي أَيّ كَاسَاڨَا أَوْ مَوْزٍ أَوْ أَيّ فَاكِهَةٍ تَنْشَّقُّ عِنْدَ نُضْجِهَا. سَوْفَ أُعَالِجُكِ. اِدْخُلِي إِلَى الْأُرْجُوحَةِ وَاِسْتَرِيحِي."
أَطَاعَتْهُ. وَبِصَبْرٍ تَجَرَّعَتْ شَايَ الْأَعْشَابِ وَتَرَكَتْهُ يُدَلِّكُهَا بِالْمَرَاهِم. كَانَ عَلَيْهَا أَنْ تَتَمَالَك نَفْسَهَا حَتَّى لَا تَضْحَكَ عِنْدَمًا قَالَ لَهَا،" لَا تَقْلَقِي."
أَمْتَعَتْهَا اللُّعْبَة، رَغْمَ أَنَّهَا تَعِبَتْ مِنَ الْجُوعِ وَهِيَ مُسْتَلْقِيَةً عَلَى الْأُرْجُوحَة. أَسَالَ تَذَكُّرُ الْفَاكِهَةِ لُعَابَهَا.
فِي إحْدَى الْأُمْسِيَّاتِ جَاءَ الرَّجُلُ رَاكِضًا عَبْرَ فُرْجَةٍ فِي الْغَابَة. قَفَزَ مُهْتَاجًا وَصَرَخَ،" وَجَدْتُهَا!"
كَانَ قَدْ رَأَى لِلتَّوِّ قِرْدًا يُعَالِجُ أُنْثَاهُ عَلَى فَرْعِ شَجَرَةٍ.
قَالَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقْتَرِبُ مِنَ الْمَرْأَةِ:" هَكَذَا يَتِمُّ الْأَمْرُ".
عِنْدَمَا اِنْتَهَى الْعِنَاقُ الطَّوِيلُ، مَلَأَتْ رَائِحَةٌ كَثِيفَةٌ مِنَ الزُّهورِ وَالْفَاكِهَةِ الْهَوَاءَ. وَمِنَ الْجَسَدَيْنِ الْمُسْتَلْقِيَيْن معًا تَصَاعَدَتْ أبْخِرَةٌ وَتَوَهُّجَاتٌ لَمْ يُسْمَعْ بِهَا مِنْ قَبْلُ، وَكَانَ كُلُّ شَيْءٍ جَمِيلًا لِدَرَجَةٍ أَنَّ الشَّمُوسَ وَالْآلِهَةَ مَاتَتْ مِنْ شِدَّةِ الْإِحْرَاج.
_________________________
(*) Eduardo Galeano: Genesis: Memory of Fire. Trilogy, Part 1. Translated by Cedric Belfrage. W. W. Norton & Company Editions 1998