2
الحقيقة الصادمة المغيّبة تماماً عن آفاق منظّري الإقتصاد السياسي المحدثين هي أن ثورة أكتوبر البلشفية لم تمت ولن تموت وما زالت تحرس نفسها بنفسها . بذات الجبروت البلشفي الذي لاحق قطعان النازية الهتلرية يبيدها قطيعاً إثر قطيع بدءاً من اسوار العاصمة موسكو حتى احتلال برلين ورفع راية المطرقة والمنجل فوق الرايخ الهتلري الثالث، بذات الجبروت تحرس الثورة البلشفية نفسها بنفسها دون أن تسمح بأي قدر وضيع لانقلاب البورجوازية الوضيعة السوفياتية على الإشتراكية البلشفية الذي وقع في العام 1953 الإدعاء بنصر حاسم ؛ هي عرفت متى وكيف تبدأ الإنقلاب لكنها لم تعرف ولن تعرف متى وكيف ينتهي الإنقلاب . الجبروت البلشفي لن يسمح بنهاية أخرى للإنقلاب سوى انهيار البورجوازية الوضيعة نفسها على ذاتها .
انقلاب البورجوازية الوضيعة السوفياتية على الإشتراكية لم يبدأ باغتيال ستالين بالسم عشية الأول من مارس 53، ولا حتى بإلغاء عضوية 12 عضوا جديداً في المكتب السياسي للحزب بقرار من عصابة خروشتشوف في صباح 6 مارس بعد ساعات قليلة من وفاة ستالين، حُسم الإنقلاب بقرار من اللجنة المركزية للحزب يلغي الخطة الخمسية الذي قضى بتوظيف مجمل قوى الإنتاج في إنتاج الأسلحة كما أوضح القرار . كانت الخطة الخمسية التي أقرها المؤتمر العام التاسع عشر للحزب ستجعل من الإتحاد السوفياتي أغنى دولة في العالم في العام 55 . إلغاؤها من أجل المضي قدماً في إنتاج الحرب هو ما فرض على أميركا الدخول في سباق التسلح وليس العكس كما يعتقد العامة وسباق التسلح ليس في مصلحة أي من النظامين الرأسمالي أو الإشتراكي إذ لا قيمة استعمالية للأسلحة سوى قتل الحياة وتدمير الحضارة .
ما يلزم التنبيه إليه في هذا المقام هو أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي وافقت في اجتماعها في سبتمبر 53 على إلغاء الخطة الخمسية وهي تعلم حق العلم أنه ليس من صلاحيتها اتخاذ مثل ذلك القرار المعادي بحكم الطبيعة للإشتراكية وأن المؤتمر العام التاسع عشر للحزب كان قد انتخب أعضاء اللجنة المركزية لتكون مسؤولة عن تنفيذ الخطة الخمسية بكل حذافيرها . المسألة الهامة جداً التي تغيب عن كل المراجعين للثورة الشيوعية هي أن صولجان السلطة كان قد انتقل حال وفاة ستالين من الحزب إلى الجيش . المخابرات السوفياتية (KGB) تنوب عن الجيش في إدارة مختلف شؤون الإتحاد- السوفياتي بدءاً بتعيين الأمين العام للحزب واستبدال رجل الحزب الذكي جيورجي مالنكوف برجل الحزب الغبي نيكيتا خروشتشوف وسائر الرؤساء التابعين منذ العام 54 وحتى يومنا هذا وصولا لبوريس يلتسن وفلاديمير بوتين .
عبثاً قامت المخابرات السوفياتية بتحطيم ايقونة العمل الشيوعي يوسف ستالين من خلال خطاب خروشتشوف السري في العام 56 وانقلاب يونيو 57 وطرد أعضاء المكتب السياسي للحزب وإلغاء دولة دكتاتورية البروليتاريا في العام 61 وانتهاءً بتفكيك الإتحاد السوفياتي في العام 91، عبثاً قامت بكل ذلك لتتحرر من قواعد التنمية الإشتراكية وقد باتت روسيا اليوم من الدول الفقيرة تعتاش على تصدير المواد الخام وقوى العمل .
لكن لماذا تنحط روسيا إلى مستوى دول العالم الثالث وهي تمتلك قوى العمل فائقة المهارة والثروات الطبيعية المتميزة الوفيرة !؟ لماذا تقوم روسيا بإنتاج أحدث الأسلحة والمركبات الفضائية ولا تنتج الألبسة وتستدين من بريطانيا عشرات ملايين الجنيهات تدفعها ثمن جوارب نسائية من بريطانيا !؟ السلطة الحاكمة في روسيا لن تنسى جريمتها في العام 1953 المتمثلة بإلغاء الخطة الخمسية لصالح التسلح . تنمية الإنتاج المدني في روسيا وهو ما كانت ترمي إليه الخطة الخمسية تعني الإشتراكية .
دولة البروليتاريا السوفياتية التي كانت في خمسينيات القرن الماضي تمتلك وحدها مفاتيح السلم والحرب في العالم، والتي لم تكن الدول الغربية الكبرى الثلاث، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تجد مفراً غير الإنصياع لإنذارات الدولة السوفياتية في العام 56 والعام 58، وأن مجمل الإنتاج في العام 61 كان أعظم منه في دول غرب أوروبا مجتمعة، دولة البروليتاريا السوفياتية في الخمسينيات حلت محلها دولة البورجوازية الوضيعة السوفياتية في الستينيات لتبدأ الدولة السوفياتية بالإنحطاط إلى الدرك الأسفل لم يسبق أن عهدت البشرية له مثيلا .
في العام 62 خضعت السفن السوفياتية المتجهة إلى كوبا للتفتيش من قبل المارينز الأمريكان . وفي الستينيات قامت المخابرات الأميركية بعشرات الانقلابات العسكرية في دول كانت قد نحررت من ربقة الإمبرالية بحماية المظلة السوفياتية الجبارة ؛ في عقدي الستينيات والسبعينيات تراجع الإقتصاد السوفياتي بصورة خطيرة فكان أن اضطر الرئيس السوفياتي أندروبوف في العام 83 إلى دفع أجور العمال من زجاجات الفودكا الرديئة، وخلفه كل من غورباتشوف ويلتسن اللذين لم يتحرجا من بيع المراكز الأمنية الحساسة للأمريكان، واليوم يقارف الرئيس بوتين أفظع الجرائم في سوريا تعدت فظاعتها فظائع جرائم النازية . وأخيراً تنتهي روبلات دولة البورجوازية الوضيعة في روسيا إلى نقد تابع للدولار الأمريكي الزائف . ما كانت روسيا لتنحط إلى الدرك الأسفل إلا لأن شبح الشيوعية لم ينفك يحوم في سماء روسيا .
لا يجوز مجرد الإفتراض أن ثورة أكتوبر قد ماتت أو أنها ستموت طالما أن البورجوازية الوضيعة ليست طبقة اجتماعية ذات حصة من الإنتاج الحيوي بل أشتاتاً متفرقة من منتجي الخدمات، تخدم الإنتاج ولا تنتج منتوجاً ذا قيمة تبادلية .
الجيش وهو الشت المتقدم على أشتات البورجوازية الوضيعة الأخرى وهو من وضع حداً للتنمية الإشتراكية لصالح التنمية العسكرية بعد غياب ستالين لم يرد في خاطرة أن الأسلحة تعمل ضد قوى التنمية في المجتمع وعليه سيفقد الإنفلابيون كل مستقبل لهم . لا خلاص لكل شعوب الإتحاد السوفياتي في السابق سوى العودة لاستئناف التنمية الإشتراكية من جديد .
ثورة أكتوبر البلشفية ما زالت حاضرة في كافة أرجاء الكرة الأرضية وليس أدل على ذلك من أن التناقض الرئيس في المجتمع الرأسمالي لم يعد موجودا ولم يعد الصراع قائماً بين قوى الإنتاج من جهة وعلاقات الإنتاج من جهة أخرى حيث لم يشارك العمال في المظاهرات الكبرى في العقود الأخيرة وبات التناقض الرئيس بين فلول قوى الإنتاج التي تراجعت بنسبة 70% من حيث أعداد العمال من جهة ومختلف أشتات البورجوازية الوضيعة التي لا تنتج قطميراً من جهة أخرى هو الذي يدفع بمختلف أشتات البورجطوازية الويعة لأن تحفر قبرها بيدها .
ليس بوسع أحدٍ من المؤرخين والمحللين الاستراتيجيين أن ينكر أن ثورة أكتوبر البلشفية بقيادة قائد البرولياريا العبقري يوسف ستالين لأكثر من ثلاثين عاماً كانت قد نقلت العالم، كل العالم، إلى مسار جديد هو مسار التنمية الإشتراكية المفضي إلى الشيوعية .
على من لا تصدمه هذه الحقيقة الصادمة أن يثبت أن في بلاد واق الواق نظام إنتاج ثابت ومستقر وليس فوضى الهروب من استحقاق الإشتراكية .
الحقيقة الصادمة المغيّبة تماماً عن آفاق منظّري الإقتصاد السياسي المحدثين هي أن ثورة أكتوبر البلشفية لم تمت ولن تموت وما زالت تحرس نفسها بنفسها . بذات الجبروت البلشفي الذي لاحق قطعان النازية الهتلرية يبيدها قطيعاً إثر قطيع بدءاً من اسوار العاصمة موسكو حتى احتلال برلين ورفع راية المطرقة والمنجل فوق الرايخ الهتلري الثالث، بذات الجبروت تحرس الثورة البلشفية نفسها بنفسها دون أن تسمح بأي قدر وضيع لانقلاب البورجوازية الوضيعة السوفياتية على الإشتراكية البلشفية الذي وقع في العام 1953 الإدعاء بنصر حاسم ؛ هي عرفت متى وكيف تبدأ الإنقلاب لكنها لم تعرف ولن تعرف متى وكيف ينتهي الإنقلاب . الجبروت البلشفي لن يسمح بنهاية أخرى للإنقلاب سوى انهيار البورجوازية الوضيعة نفسها على ذاتها .
انقلاب البورجوازية الوضيعة السوفياتية على الإشتراكية لم يبدأ باغتيال ستالين بالسم عشية الأول من مارس 53، ولا حتى بإلغاء عضوية 12 عضوا جديداً في المكتب السياسي للحزب بقرار من عصابة خروشتشوف في صباح 6 مارس بعد ساعات قليلة من وفاة ستالين، حُسم الإنقلاب بقرار من اللجنة المركزية للحزب يلغي الخطة الخمسية الذي قضى بتوظيف مجمل قوى الإنتاج في إنتاج الأسلحة كما أوضح القرار . كانت الخطة الخمسية التي أقرها المؤتمر العام التاسع عشر للحزب ستجعل من الإتحاد السوفياتي أغنى دولة في العالم في العام 55 . إلغاؤها من أجل المضي قدماً في إنتاج الحرب هو ما فرض على أميركا الدخول في سباق التسلح وليس العكس كما يعتقد العامة وسباق التسلح ليس في مصلحة أي من النظامين الرأسمالي أو الإشتراكي إذ لا قيمة استعمالية للأسلحة سوى قتل الحياة وتدمير الحضارة .
ما يلزم التنبيه إليه في هذا المقام هو أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي وافقت في اجتماعها في سبتمبر 53 على إلغاء الخطة الخمسية وهي تعلم حق العلم أنه ليس من صلاحيتها اتخاذ مثل ذلك القرار المعادي بحكم الطبيعة للإشتراكية وأن المؤتمر العام التاسع عشر للحزب كان قد انتخب أعضاء اللجنة المركزية لتكون مسؤولة عن تنفيذ الخطة الخمسية بكل حذافيرها . المسألة الهامة جداً التي تغيب عن كل المراجعين للثورة الشيوعية هي أن صولجان السلطة كان قد انتقل حال وفاة ستالين من الحزب إلى الجيش . المخابرات السوفياتية (KGB) تنوب عن الجيش في إدارة مختلف شؤون الإتحاد- السوفياتي بدءاً بتعيين الأمين العام للحزب واستبدال رجل الحزب الذكي جيورجي مالنكوف برجل الحزب الغبي نيكيتا خروشتشوف وسائر الرؤساء التابعين منذ العام 54 وحتى يومنا هذا وصولا لبوريس يلتسن وفلاديمير بوتين .
عبثاً قامت المخابرات السوفياتية بتحطيم ايقونة العمل الشيوعي يوسف ستالين من خلال خطاب خروشتشوف السري في العام 56 وانقلاب يونيو 57 وطرد أعضاء المكتب السياسي للحزب وإلغاء دولة دكتاتورية البروليتاريا في العام 61 وانتهاءً بتفكيك الإتحاد السوفياتي في العام 91، عبثاً قامت بكل ذلك لتتحرر من قواعد التنمية الإشتراكية وقد باتت روسيا اليوم من الدول الفقيرة تعتاش على تصدير المواد الخام وقوى العمل .
لكن لماذا تنحط روسيا إلى مستوى دول العالم الثالث وهي تمتلك قوى العمل فائقة المهارة والثروات الطبيعية المتميزة الوفيرة !؟ لماذا تقوم روسيا بإنتاج أحدث الأسلحة والمركبات الفضائية ولا تنتج الألبسة وتستدين من بريطانيا عشرات ملايين الجنيهات تدفعها ثمن جوارب نسائية من بريطانيا !؟ السلطة الحاكمة في روسيا لن تنسى جريمتها في العام 1953 المتمثلة بإلغاء الخطة الخمسية لصالح التسلح . تنمية الإنتاج المدني في روسيا وهو ما كانت ترمي إليه الخطة الخمسية تعني الإشتراكية .
دولة البروليتاريا السوفياتية التي كانت في خمسينيات القرن الماضي تمتلك وحدها مفاتيح السلم والحرب في العالم، والتي لم تكن الدول الغربية الكبرى الثلاث، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تجد مفراً غير الإنصياع لإنذارات الدولة السوفياتية في العام 56 والعام 58، وأن مجمل الإنتاج في العام 61 كان أعظم منه في دول غرب أوروبا مجتمعة، دولة البروليتاريا السوفياتية في الخمسينيات حلت محلها دولة البورجوازية الوضيعة السوفياتية في الستينيات لتبدأ الدولة السوفياتية بالإنحطاط إلى الدرك الأسفل لم يسبق أن عهدت البشرية له مثيلا .
في العام 62 خضعت السفن السوفياتية المتجهة إلى كوبا للتفتيش من قبل المارينز الأمريكان . وفي الستينيات قامت المخابرات الأميركية بعشرات الانقلابات العسكرية في دول كانت قد نحررت من ربقة الإمبرالية بحماية المظلة السوفياتية الجبارة ؛ في عقدي الستينيات والسبعينيات تراجع الإقتصاد السوفياتي بصورة خطيرة فكان أن اضطر الرئيس السوفياتي أندروبوف في العام 83 إلى دفع أجور العمال من زجاجات الفودكا الرديئة، وخلفه كل من غورباتشوف ويلتسن اللذين لم يتحرجا من بيع المراكز الأمنية الحساسة للأمريكان، واليوم يقارف الرئيس بوتين أفظع الجرائم في سوريا تعدت فظاعتها فظائع جرائم النازية . وأخيراً تنتهي روبلات دولة البورجوازية الوضيعة في روسيا إلى نقد تابع للدولار الأمريكي الزائف . ما كانت روسيا لتنحط إلى الدرك الأسفل إلا لأن شبح الشيوعية لم ينفك يحوم في سماء روسيا .
لا يجوز مجرد الإفتراض أن ثورة أكتوبر قد ماتت أو أنها ستموت طالما أن البورجوازية الوضيعة ليست طبقة اجتماعية ذات حصة من الإنتاج الحيوي بل أشتاتاً متفرقة من منتجي الخدمات، تخدم الإنتاج ولا تنتج منتوجاً ذا قيمة تبادلية .
الجيش وهو الشت المتقدم على أشتات البورجوازية الوضيعة الأخرى وهو من وضع حداً للتنمية الإشتراكية لصالح التنمية العسكرية بعد غياب ستالين لم يرد في خاطرة أن الأسلحة تعمل ضد قوى التنمية في المجتمع وعليه سيفقد الإنفلابيون كل مستقبل لهم . لا خلاص لكل شعوب الإتحاد السوفياتي في السابق سوى العودة لاستئناف التنمية الإشتراكية من جديد .
ثورة أكتوبر البلشفية ما زالت حاضرة في كافة أرجاء الكرة الأرضية وليس أدل على ذلك من أن التناقض الرئيس في المجتمع الرأسمالي لم يعد موجودا ولم يعد الصراع قائماً بين قوى الإنتاج من جهة وعلاقات الإنتاج من جهة أخرى حيث لم يشارك العمال في المظاهرات الكبرى في العقود الأخيرة وبات التناقض الرئيس بين فلول قوى الإنتاج التي تراجعت بنسبة 70% من حيث أعداد العمال من جهة ومختلف أشتات البورجوازية الوضيعة التي لا تنتج قطميراً من جهة أخرى هو الذي يدفع بمختلف أشتات البورجطوازية الويعة لأن تحفر قبرها بيدها .
ليس بوسع أحدٍ من المؤرخين والمحللين الاستراتيجيين أن ينكر أن ثورة أكتوبر البلشفية بقيادة قائد البرولياريا العبقري يوسف ستالين لأكثر من ثلاثين عاماً كانت قد نقلت العالم، كل العالم، إلى مسار جديد هو مسار التنمية الإشتراكية المفضي إلى الشيوعية .
على من لا تصدمه هذه الحقيقة الصادمة أن يثبت أن في بلاد واق الواق نظام إنتاج ثابت ومستقر وليس فوضى الهروب من استحقاق الإشتراكية .
فؤاد النمري - ثورة أكتوبر البلشفية لم تمت ولن تموت (2)
فؤاد النمري - ثورة أكتوبر البلشفية لم تمت ولن تموت (2)
www.ahewar.org