ليس من معنى لشرب النبيذ سوى الشغف..الشغف بأن يشرب المرء نبيذاً لكي يمارس نزراً من التصابي الأحمق، بعد أن تعثرت ممارسة الحياة بصخور الخيبات، صخرة تلو أخرى. وتعلمك الحياة أن أفضل شعور هو الشغف، وأفضل الأشياء التي نفعلها تلك التي نفعلها بشغف، وأننا حتى حين نفشل فيما نحاول فعله بشغف لا نشعر بالمرارة. إذ أن إشباع شغفنا عبر الفعل نفسه أهم من بلوغ النتيجة التي تعدم الشغف عندما تعلن نهاية طريق الفعل.
والفعل بشغف يعني الفعل بصدق، والفعل بشغف يعني أن نتمتع بالمرونة الكافية عندما نواجه الحقائق، والفعل بشغف يعني أن لا نكترث بالمشاق والصعاب.
لقد سألتني صديقة عن العمل، وهل أقصد أننا يجب أن نتوقف عن العمل ما دام هو أحد مرتكزات العبودية؟ فأجبتها بأننا يجب أن نتخلى عن كلمة عمل، ونستبدل كلمة نشاط بها. النشاط الشغوف، وليس العمل كواجب مقدس. أن نفعل لا أن نعمل، وحين نفعل فنحن نستجيب لشغف ما داخلي، العمل كقداسة لا معنى له حين نهدر تسعين في المائة من أعمارنا في العمل ونكتفي بعشرة في المائة لأداء واجبات أخرى وننسى أن نعيش الحياة كما يجب. إن المخترع لا يعمل، بل يفعل متتبعاً شغفه ولا يخضع لإكراهات القداسة المتوهمة. في أيام المدرسة بل وحتى الجامعة، كنا نقرأ الكتب لأننا مكرهون على القراءة، أما الآن فنحن نقرأ أكثر من أيام المدرسة وأكثر من أيام الجامعة بدون إكراه لأننا نتبع شغفنا لا إكراهات منظومتنا الإجتماعية والسياسية والتعليمية. مع ذلك فتلك الإكراهات لها أهميتها في تلك الحقب، لأن شغفنا في ذلك الزمان كان شغفاً أقل رشداً من الآن. مع ذلك، فلا يعني هذا أن شغف الصبا عقيم وجهول، بل على العكس، فلو أنني لم أخضع لأي إكراهات لواصلت في شغف الصبا وأضحيت رساماً له شأن، غير أن الطرق تقاطعت، ورمت بي إلى شغف جديد وهو القانون. ثم ها هي الحياة ترمي بي لشغف آخر بالأدب، وتلفظ ما عداه. غير أنني ما عشت يوماً تحت إكراهات مطلقة، ولن يحدث ذلك إلا إن ضاقت بي الحياة ضيقاً لا مناص فيه من الخضوع لإكراهات الحاجة المادية. ولا أتمنى حدوث ذلك بالتأكيد.
إن الفعل بشغف هو الذي يفتح البصيرة، أما العمل تحت الإكراهات فيغلق البصيرة. وإني لا أندهش من أناس يكرهون العمل ويستمرون فيه بحجة الخوف على مستقبل أبنائهم ونسائهم. فقد جاء في الحديث: الولد مجبنة ومبخلة. وهذه حقيقة مُشاهدة. غير أن هذا يعني بالنسبة لي الموت المحقق. وضياع العمر، بما لا يقل سوءً عن السجن المؤبد.
والفعل بشغف يعني الفعل بصدق، والفعل بشغف يعني أن نتمتع بالمرونة الكافية عندما نواجه الحقائق، والفعل بشغف يعني أن لا نكترث بالمشاق والصعاب.
لقد سألتني صديقة عن العمل، وهل أقصد أننا يجب أن نتوقف عن العمل ما دام هو أحد مرتكزات العبودية؟ فأجبتها بأننا يجب أن نتخلى عن كلمة عمل، ونستبدل كلمة نشاط بها. النشاط الشغوف، وليس العمل كواجب مقدس. أن نفعل لا أن نعمل، وحين نفعل فنحن نستجيب لشغف ما داخلي، العمل كقداسة لا معنى له حين نهدر تسعين في المائة من أعمارنا في العمل ونكتفي بعشرة في المائة لأداء واجبات أخرى وننسى أن نعيش الحياة كما يجب. إن المخترع لا يعمل، بل يفعل متتبعاً شغفه ولا يخضع لإكراهات القداسة المتوهمة. في أيام المدرسة بل وحتى الجامعة، كنا نقرأ الكتب لأننا مكرهون على القراءة، أما الآن فنحن نقرأ أكثر من أيام المدرسة وأكثر من أيام الجامعة بدون إكراه لأننا نتبع شغفنا لا إكراهات منظومتنا الإجتماعية والسياسية والتعليمية. مع ذلك فتلك الإكراهات لها أهميتها في تلك الحقب، لأن شغفنا في ذلك الزمان كان شغفاً أقل رشداً من الآن. مع ذلك، فلا يعني هذا أن شغف الصبا عقيم وجهول، بل على العكس، فلو أنني لم أخضع لأي إكراهات لواصلت في شغف الصبا وأضحيت رساماً له شأن، غير أن الطرق تقاطعت، ورمت بي إلى شغف جديد وهو القانون. ثم ها هي الحياة ترمي بي لشغف آخر بالأدب، وتلفظ ما عداه. غير أنني ما عشت يوماً تحت إكراهات مطلقة، ولن يحدث ذلك إلا إن ضاقت بي الحياة ضيقاً لا مناص فيه من الخضوع لإكراهات الحاجة المادية. ولا أتمنى حدوث ذلك بالتأكيد.
إن الفعل بشغف هو الذي يفتح البصيرة، أما العمل تحت الإكراهات فيغلق البصيرة. وإني لا أندهش من أناس يكرهون العمل ويستمرون فيه بحجة الخوف على مستقبل أبنائهم ونسائهم. فقد جاء في الحديث: الولد مجبنة ومبخلة. وهذه حقيقة مُشاهدة. غير أن هذا يعني بالنسبة لي الموت المحقق. وضياع العمر، بما لا يقل سوءً عن السجن المؤبد.