أمل الكردفاني-إجابة لبعض تساؤلات كتاب السيناريو الشباب وغيرهم..

يتساءل البعض من كتاب السيناريو الشباب، وايضا المصورون والمخرجون..لماذا لا يستطيعون الوصول الى السينما..
الإجابة لا تتعلق بمهاراتك وقدراتك، في الواقع أغلب الأفلام التجارية تافهة.
فما هو سبب فشلك كسيناريست..أو أي مهنة اخرى..
السبب هو شخصيتك..
الشخصية هي إما سبب نجاحك أو فشلك في الحياة..
سأضرب لكم مثالاً لطيفاً عن أطباء مزيفين كثيرين نجحوا كأطباء بلا شهادات حقيقية. في حين أن هناك مئات من الاطباء الحاصلين على شهادات حقيقية ومع ذلك فشلوا.
نفس شهادتك أو خبرتك هذه يمكن لشخص آخر أن يستفيد منها أكثر منك. لأنه يملك الشخصية القادرة على الإختراق. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعوِّض ضعف شخصيتك هو المال. فلو كنت وارثاً لملايين الدولارات، وبإمكانك أن تدفع لشركات ضخمة ستنجح، او تعزم شخصيات مهمة على ولائم فخمة وتقدم لهم هدايا فاخرة، وهكذا ستنجح في أي عمل فني أو أدبي. ولكن الذين يملكون المال ليسوا كثيرين. وأنت غالباً لا تملك لا المال ولا النفوذ الكافي لتصل إلى المجتمعات المخملية.
لذلك لا مناص إلا من تطوير شخصيتك. وتطوير الشخصية شيء صعب جداً إن لم يكن مستحيلاً. لأن شخصية الإنسان نتاج تراكمي لعقود منذ الطفولة، هذه العقود بدأت بطفولة بائسة أو جيدة، محرومة أو مشبعة، تعرضت لكوارث أم عاشت هانئة، تعرضت لضغوطات نفسية أو اقتصادية أو أمنية أم لا، طبيعة مجتمعك ونظام دولتك السياسي..الخ. لذلك فتغيير هذه الشخصية يحتاج إلى عملية أيض هدمي Metabolism ، أي أن نعكس هذا البناء فنفككه ونهدمه ثم نعيد بناءه من جديد. ملامح تلك الشخصية تبدأ منذ المراهقة، واسكيتشها الأولى يتضح في الثلاثينات، ثم تمتلك بصمتها في الأربعين. حيث لا فكاك منها بعد ذلك، ولكن يتم البناء عليها. أي تحديد تفاعلاتك مع محيطك الخارجي بناء على شخصيتك. كأن تختار أسلوب حياة أو عمل محدد يتفق مع شخصيتك.
أحد الاصدقاء فشل أكثر من ست مرات في امتحان مهنة القانون، فأخبرته بأن القانون لا يتفق مع شخصيته، وعليه أن يبدأ مشروعه الخاص الذي يتفق مع شخصيته المحبة للفرفشة والنعنشة، وبالفعل بدأ ونجح نجاحاً باهراً. إذا فنحن غالباً لن نتمكن من تغيير شخصيتنا بسهولة، لكننا نتمكن من تحديد البيئة التي تتفق معها. هذا بالتأكيد ليس خبراً جيداً لأن البعض سيرى في ذلك خسارة لطموحات او مواهب. وهي كذلك بالفعل، لكن من الأفضل أن نخسر ذلك في مقابل مستقبل أفضل، فعالمنا هذا ليس فيه طريق واحد فقط، بل طرق عديدة ومتقاطعة ومتشابكة. وهذا التعدد والتنوع هو أفضل ما منحتنا له الحياة فقط إذا امتلكنا المرونة العقلية والنفسية اللازمة للتغيير.
الخلاصة:
تغيير الطريق ولو جاء متأخراً فهو أفضل من البقاء في مسار خاطئ إلى الأبد
أمل الكردفاني
التفاعلات: تسنيم طه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...