حديث الجمعة 1
منذ مدة وأفكر بترك الكتابة نهائياً ، لكن الظروف المحيط تزيد من مداد الهلوسة وتتناثر اوراق الثرثرة .
في هذه اللحظة تذكرت جدتي حينما كان تردّد دائما
" ستتذكر الذي نسيته عند الصلاة " .
اليوم بسبب الكهرباء لم أذهب للجامع بل اكملت الصلاة طبقا لتعليمات جدتي التي أصبحت في أواخر عمرها هي الدكتور و[اتذكر أحدى التشخيصات للحالات المرضية ليّ ( مشلوعة صرتك) ], وهي المفتي وهي شيخ العشيرة وفتاح فال ..
لذا أدون ما سأذكره :-
في الركعة الأولى :-
برنامج ( الاتجاه المعاكس ) في قناة الجزيرة كان قبل الاحتلال يشتغل ضد صدام وبعد الاحتلال يدافع عنه ، سمعت والعهدة على القائل ، أن أجرة ضيف البرنامج هي عشرة الآلف دولارا فيقوم مقدم البرنامج ( فيصل ) بدفع ثلاثة الآلف دولارا للضيف والباقي في جيبه ، واعتقد ذلك ينسحب عكس المعادلة على ضيوف القنوات العراقية خاصة الحزبية منها حيث يدفع الضيف إلى الذي يدير الحوار لاجل تحسين سمعة حزبه أو كتلته .
في الركعة الثانية:-
تبرهن لي من خلال أزمة الكهرباء في العراق أن نسبة ٩٨٪ من الاحزاب الحاكمة تعمل جاهدة لتدمير المذهب والدين والعراق وشعبه ولاجل منفعة الاجنبي ضد بلده بشتى الوسائل والاساليب .
كما ان الجيوش من الخريجين والعاطلين يكونون لقمة سائغة لهذه الاحزاب حيث يسهل تطويعهم لتنفيذ أوامر أجندات أجنبية من أجل لقمة العيش وحفنة دولارات والدليل بين فترة وأخرى نسمع أخبار استشهاد بعض العراقيين خارج العراق .
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذه الركعة ، هل يُعقل من أجل الدولارات تقوم عصابة بتدمير أبراج الكهرباء ؟!
أو هل نصدق أن السادة الوزراء لم يفكروا مطلقا بحل أزمة الكهرباء لاجل انعاش اقتصاد الدول الجوار ، فأي ضمير هذا ؟!..
في الركعة الثالثة :-
هل تنفع ملاعق السكر في برميل يحتوي على( الخل ) الحامض فكلما تسكب كمية من السكر تتغلب عليها الحموضة ويضيع طعم الحلاوة ، لذا نتيجة الانتخابات القادمة -ولو بعد مائة دورة -يبقى الوضع السياسي عما هو عليه ، لأن الاحزاب القابضة على دفة الحكم هي التي تحمل لونَ السياسة وطعمها فلا يستطيع الشريف مجاراة هؤلاء ولو كان نبي مرسلا .
في الركعة الرابعة :-
في السبعينات كنت أتابع مباراة كرة القدم بين منتخب العراق ومصر في رابطة الطلبة المغاربة صحبة صديقي التونسي مع لفيف من الطلاب العرب أغلبهم من بلدان المغرب العربي حيث في ذلك الوقت تكاليف الدراسة والملابس على نفقة الحكومة العراقية بل بعضهم يوفر بعض المبالغ ليرسلها إلى أهله ، امسكت الكرسي الذي كنت أجلس عليه بعصبية شديدة واشتمهم باللهجة العراقية لأنهم ( الطلاب ) يشجعون الفريق المصري ضد الفريق العراقي لولا تدخل صديقي التونسي في اسكاتي وحذرني منهم لأنهم الأكثر عددا وأنا الوحيد .
فعليه وجدتُ أغلب العراقيين لا يعجبه العراق ولا يشجع فريقه بسبب سياسة الحكومات الحاكمة السابقة والحالية والمؤسسات الدينية والمنظمات المجتمعية التي جعلت المواطن العراقي فارغاً من وطنيته ومحشواً بالرموز الزائفة على حساب الوطن .
في أيام شبابنا كنا نعتقد بأن السياسة هي النضال والكفاح والتضحية لأجل الشعب والوطن أما الآن في شيخوختنا عرفنا السياسة هي مكر وخداع واغتيالات وتجويع ومكاتب أقتصادية ..
وما تفعله حاليا الاحزاب الحاكمة لنزع لباس الوطنية من الجسد العراقي بدوافع دينية وعرقية ومذهبية وقبائلية ..
((لغاية الآن لم نرَ الوطنية !! هو وينه الوطن ؟! ))…
تحية إجلال وإكبار للمجاهدين الذين يواصلون عملهم ليلا ونهارا لأجل اعادة الكهرباء وكذلك تقديرنا واعتزازنا لمحافظ البصرة الذي يتابع المسألة بنفسه ..
وسلامي لصاحب المولدة الذي يعمل لخدمة أصحاب الخطوط ..
لا بارك الله بالخونة ومن يواليهم ..
إلى حديث آخر في الجمعة القادمة إن بقينا ………….
****
حديث الجمعة /٢
على عتبة الباب
عادة قد ينفرد بها العراقيون وبالأخص أمهاتنا العراقيات هو الوقوف أمام أو خلف الباب عند توديع الضيف ، لغرض التمتع بالحديث مع الضيف أو لاكماله الذي لا يكفيه الوقتُ داخل الصالةِ المخصصة للضيوف .
أنا شخصيا كنت أذم سرّاً هذه الظاهرة دون الافصاح عنها أمام أمّي أو زوجتي لكن نبهني إليها أحد النقاد المثقفين في جلسة أدبية على أنها لها مدلولات عديدة قد يغفل عنها بعض الأشخاص .
فهي ( الوقفة على عتبة الباب قبل الوداع ) تدل على المحبة للضيف وعلى الاهتمام بسماع أخباره وأخبار عياله مع تعميق العلاقة الوطيدة ، حتى نرى غلقَ الباب خلف الضيوف يكون بهدوءٍ ومن دون سماع صوت الباب عند الغلق .
فالمجتمع العراقي يختلف عن باقي المجتمعات في موازين كثير من الافعال وردود الافعال ، ويتضح أن الصالة المخصصة للضيوف لا يمكن الإساءة فيها إلى الضيف أو تجنب كثير من الأمور والاسئلة التي قد تحرجه لذا اعتقد أن اكمال الحديث عند الوداع يعطي فرصة سانحة لرب المنزل التكلم بأمور تعتبر عادية جدا ، ثم ليس بمقدور أغلب عوائلنا ترك الضيف يغادر لوحده مباشرة من صالة الضيوف ولو نراها لدى بعض العوائل في أغلبية البلدان عادية وليس فيها عيب أو حرج .
نحن كرجال كنا نمزح دائما على النسوان حينما نذكرهن - حديثهن بالباب أكثر من داخل الدار - ونحاول أن نحط من قيمتها ولا نعلم أن ذلك معناه أصالة المحبة والتآخي وهي مفتاح لكثير من المصاعب والألغاز .
قد تكشف الوقفة عند الباب عن خفايا القلوب المفعمة بالمحبة والودّ أي أن العراقي ودود بطبعه يحبّ الضيف فهو يفكر دائما في رضاه من كل النواحي وذلك بتقديم ما لذّ وطاب إضافة إلى الكلام الجميل والطيب وقد نجد اهتمام بعض البيوت في بناء ( طارمة ) أي مظلة فوق الباب لوقاية الواقفين من المطرِ أو اشعة الشمس . أمًا عن موضوع الضيف عند العراقيين له حديث خاص ومطول فلا مجال له في موضوعنا في هذه الجمعة .
يبقى الشعور الخفي لا يمكن إظهاره من خلال الاتكيت أو الحوار لكن يظهر للعيان بصورة عفوية من الحركات والمواقف عندما يحين لحظة الوداع والمغادرة لذا تجد التمسك بالضيف والطلب منه البقاء أكثر مدة والمعبر الحقيقي لتلك هي الوقفة الإضافية لتكملة مدة اللقاء بالود والمحبة .
عزيزي القارئ هل جربتَ توديع ضيفك من صالةِ الضيف من دون مرافقته الى الباب أو بالعكس ، ما هو شعورك وانت تغادر من دونِ ( معزب ) مضيف يرافقك ..
كذلك نرى مراسيم التوديع والاستقبال في مراسيم الفرح والعزاء رغم إنشغال صاحب المناسبة يقوم باستقبال وتوديع الضيوف قد يتعدى حدود السرادق أو يقوم بذلك من ينوب عنه .
لا ننسى توديع الأم لولدها أو الزوجة لزوجها عند الباب ، نجد سكب الماء وراء المغادر وتسأل الله تعالى أن يسرع في عودته سالما..
أخيرا في أمان الله وإلى جمعة أخرى لحديث آخر ..
****
حديث الجمعة /٣
وحدة العراق
قد أجازف في كلّ شيء عندما يكون حديثي عن صحة العراق وعافيته ،
وقد أدخل في دوامة البرامج السياسية التي تنشط عادة عند الساعة التاسعة ليلا كأنها مواعيد في حانة يجتمع عليها الأصدقاء لبث ما يضحك المقابل بعد احتساء الكأس الأول ثم ينحدر الحماس إلى أدنى مستوى عندما يتعدى العدد الرابع أو أكثر حيث تتشبع المواضيع منها المبكي والمحزن والصمت والهذيان ويصبح جميع المشاركين متعلقين بأردان كوكبٍ يهوي إلى تحت منضدة السهرة .
قبل أن نبحث عن الطرق والأفكار التي توحد العراق علينا تشخيص ما الذي قسمّ العراق جغرافيا ومجتمعيا حتى اقتصاديا ، رغم أن أغلب المثقفين يعرفون الأسباب والأهداف والغايات المدرجة في مناهج العيش في الوطن طوعا أو كرها فهو كالقدر أو الكارثة أحلت على الجميع إلا ذو حظ عظيم .
معظم بلدان العالم المجاورة والبعيدة من العراق تتمتع محاور السياسة بقطبين أو ثلاثة إلا هنا تعدد المحاور وذلك تقطيع أوصاله ( الوطن ) ولكي يصبح كفريسة تكالبت عليها الأنياب ولا حول ولا قوة لهذه الجثة الهامدة . المشكلة الكبيرة يعرف المثقفون والمهتمون بشؤون البلد لكن المخاوف التي تعم على مسعاهم لاسباب عديدة تحول دون مساهمة الخيرين في ايجاد الحلول حتى بات على الاحزاب تمسك بزمام الامور لصالح احزابهم وعوائلهم ، وليكن ما يكون بل أهدافهم هي المصلحة الحزبية والفئوية والعرقية مما جعل الشعب يركضُ وراء الشعارات التي تخرج للساحة بين فينة وأخرى .
لا يهم من يدير شؤون البلد غير مصلحته الشخصية أو الحزبية وكاد أن يكون التنافس ليس في بناء أو خدمة الوطن بل من يحمل أكثر سكاكينا ليقطع ما يسهل قطعه وإن أشتد على الجسد النزيف . ونعرف أن الوطنَ واحد وتعدد فيه السياسات والدين واحد وتعدد فيه الاجتهادات أما جسد المواطن تعدد عليهِ القمصان والألوان . ونتيجة ذلك نجد هناك كثير من الاخوة في أسرة واحدة فرقّتهم السياسة فلكل حزبٍ له اتباعه وتعقدت المسألة بايجاد
أصنام بشرية يعبدهم عبيد .
وهناك بعضهم يفكر بمنطقته من دون التفكير بالوطن الأم مما أدى إلى الضرر في وحدة العراق فأحد الوزراء المشارك في مؤتمر دولي خاص بالاستثمار في العراق يدعو المستثمرين إلى منطقته لا العراق .
حتى أصبح الذي كان يوحد العراق من تاريخ وتراث ولغة في خبر كان أو في أضعف حالتها . مع الأسف وجد العراقي نفسه في غابة تفترس كل ما يعود إلى وطنيته حتى جعلته يشعر بوحدانيته وغربته ويخشى من الاقربين له فتصرفه كأنه دولة مستقلة لا يتأثر بكل نصيحة أو دعوة وسط هذا التناقض الشائع من خلال تقييم الفاسدين ليكونوا من وجهاء البلد بينما الشرفاء هم دون المستوى وعامة المخلصين هم الذين يعانون بأقسى التهميش والجور مع ملاحظة الطبقة المترفة التي نشطت على الساحة العراقية.وأخيرا لا ننسى الدول الخارجية التي تسعى إلى تجزئة العراق إلى دويلات وبوادرها وبذورها موجودة حالية في دور إقليم كردستان .
…………
عبدالزهرة خالد
ملاحظة : "كتبت هذا الموضوع قبل سنة لكن لم انشره ما أعرف السبب..
ربما أحد الاسباب هو أن الحديث عن العراق أصبح كالنفخ في وطنٍ مثقوب من كل الجهات" …
***
حديث الجمعة /٤
الناس بين الأمس واليوم
حاولت نقل تجربة عام ١٩٩١ الى يومنا هذا من خلال صناعة الجبن
تخلصاً من الموجود في الأسواق الذي أغلبه مستورد من الجارة إيران ،
أما الجبن المحلي تغير طعمه وشح بسبب موسم الصيف ..
لنتذكر سنوات الحصار العجاف ، كان راتب الموظف لا يتعدى ثلاثة آلاف دينارا ، القتل والسجن من أمامكم ومن خلفكم الجوع والعوز ، ومن الجوانب الباقية هو الضنك وبيع كل ما تملك لأجل ديمومة العيش في رزايا تلك الحياة .
تعلمنا وتطبعنا بتلك الظروف المجحفة رغم قساوتها بينما نرى
( بعض الأشخاص ) منْ يعيش بيسر وغنى ولا يشعر بتعاسة الوضع على العكس فهو سعيد مع أسرته من دون التقرب من المعوزين أو أصبح شامتا بالموظف أو متفضلاً عليه حينما أشيعت أن الصدقة للموظف واجبة على الميسورين .
لا تأخذنا المقدمة على تذكّر الماضي ، بل سأركز على ما فعلته يوم أمس ، فقررت في نفسي أن أشتريَ مسحوق الحليب المجفف مع علبة خميرة الجبن ، إني أرغب أن لا تخلو مائدة الفطور من الجبن ( العرب ) . بالفعل اشتريت (باودر الحليب) وخميرة الجبن وسألت البائع الشاب كيفية صناعة الجبن فأجابني ملعقة صغيرة من الخميرة مع الحليب المغلي واشارة إلى كمية الحليب بيديه ، ولم أقتنع سألت بائعا آخر- أعرفه -نفس السؤال فأجابني ( اليوتيوب ) يعلمك الطريقة ، في بالي عليّ أن أضبط وأتقن الطريقة سألت امرأةً تبيعُ الجبن المحلي فاجابت أنها لا تعرف صناعة الجبن كذلك ثانية والثالثة المختصات ببيع الجبن ..
رجعت إلى داري وسألتني الحاجة عن سبب شرائي الحليب والخميرة ،
فقلت: هذه المرة سأصنع الجبن ولا أشتريه من الأسواق لأنه مغشوش وربما غير صالح للاستهلاك البشري ولقد علموني ( ربعي ) جماعتي بذلك سنكسب فرق السعر أولا ثم صحتنا وسلامتنا من الأمراض المعدية ..
بعد القيلولة وبعد تناولي الشاي ، أشارت الحاجة على تذوق الجبن الموضوع الثلاجة ، تعجبت لاكمالها وسرعة انجازها بدون استشارة أحدا عندما سألتها فقالت هل تذكر أيام الحصار عندما تعلمنا كلّ شيءٍ سواء لتنويع مائدة العشاء أو الافطار وحتى صناعة الحلويات لاطفالنا وذلك بفضل تبادل المعلومات والخبرات بيننا نحن نسوان الحي ، لا انترنيت ولا يوتيوب ، إلى أن تجاوزنا المحنة جميعا من خلال التعاون والالفة..
من هنا سأختم موضوعي الذي ترددت كثيرا في كتابته لتفاهته ولضعف الفكرة لكن الذي شجعني على أن يكون حديث الجمعة هو مقارنة المجتمع في تلك الفترة مع هذه الأيام حيث البائعات التي سألتهن لم يجبنّ على سؤالي خوفا على سرّ المهنة بينما كان ديدن الناس مساعدة بعضهم لبعض لأن الجميع يحبّ الأخرين رغم أنهم في ضيق..
مع ملاحظة الموظف في العهد البائد يساوي المواطن المستقل الذي لا يشتغل مع الأحزاب الحاكمة في الوقت الحاضر ..
***
حديث الجمعة /٥
لم يكن في ذهني موضوع لهذا اليوم وكنت مترددا في الكتابة لاسباب صحية ومزاجية لكن بعد البحث في ملاحظاتي عثرت على هذا الموضوع كتبته قبل عام ربما وجدته مناسبا لنشره ..
عشت حياتي ( ٧٠ سنة ) من دون أعيب على أحد في أفكاره ومعتقداته وإن اختلف معه ب ١٨٠ درجة ، احيانا ابتعد من النقاش بالابتسامة محترما للرأي الآخر وذلك لقناعتي أن رأيه لن يغيرني ولا الرأي الذي اعتقده يغيره ، نعم ذقت في عمري شتى المصائب والمواقف واكتسبت حصيلة ذلك هو ألا أظلم أحداً حتى نفسي التي تعود لي لم تكن مظلومة معي فاعطيتها بما تشتهي وترغب …
مواقف لن تنسى
———————
-في بداية عام ١٩٦٠ في الصف الثاني كنا نسكن في قرية تابعة إلى محافظة غربية ، كنت ألعب أمام بيتنا الطيني -على ما أتذكر كتيبات إنكليزية ( كتلوكات ) - مرّ شاب وأخذ مني الكتب ليقلبها ثم أخذ مني قلمي الرصاص وكتب على سياج دارنا ( ش /٣ ) … خفت منه ولم أخرج للعب وحدي إلا برفقة المرحوم أخي ..عند الدراسة الجامعية عرفت تفسير ( الشينات الثلاث ) وهي شيعي شيوعي شروكي ..
-بنفس القرية المذكورة اعلاه وفي فجر أحد الأيام صرخت أمي داخل غرفتنا بعدما وجدت الشباك مخلوعاً وقد تم سرقة محتويات الصندوق الأسود المنجم ، قام شيخ كبيرٌ ( جارنا ) بتبليغ ١٣ نفرا على ما أعتقد أنهم شباب القريةِ وحدد موعدا للذهاب إلى الإمام العباس عليه السلام في كربلاء للقسم هناك وبعد ليلةٍ تم إرجاع المسروقات جميعا عدا الشاي والسكر مع العلم بيتنا الوحيد من الطائفة الشيعية بين البيوتات في تلك القرية .
-في الصف الخامس الأبتدائي كانتْ درجتي في درس التربية الدينية للامتحان الشهري هي ( ١٥ ) درجة من مائة حيث كانت إجابتي للسؤال ( أكتب الآذان ) فقد ذكرت ضمنَ الآذان (أشهد أن عليا ولي الله ) سهواً ، ولم أعرف السبب في وقتها ، عرفَ ذلك والدي بعد استلام ( الكارت - الشهادة ) التي تذكر فيه درجات الدروس الشهرية والفصلية .
من ذلك الوقت كنت أكره الطائفية والعنصرية والتمييز الطبقي ..
شكرا ل (كورونا ) لأنّها أسقطت العنصرية والطائفية لقد تساوى سكان الأرض لديها دون تمييز ..
****
……………
عبدالزهرة خالد- البصرة
www.facebook.com
منذ مدة وأفكر بترك الكتابة نهائياً ، لكن الظروف المحيط تزيد من مداد الهلوسة وتتناثر اوراق الثرثرة .
في هذه اللحظة تذكرت جدتي حينما كان تردّد دائما
" ستتذكر الذي نسيته عند الصلاة " .
اليوم بسبب الكهرباء لم أذهب للجامع بل اكملت الصلاة طبقا لتعليمات جدتي التي أصبحت في أواخر عمرها هي الدكتور و[اتذكر أحدى التشخيصات للحالات المرضية ليّ ( مشلوعة صرتك) ], وهي المفتي وهي شيخ العشيرة وفتاح فال ..
لذا أدون ما سأذكره :-
في الركعة الأولى :-
برنامج ( الاتجاه المعاكس ) في قناة الجزيرة كان قبل الاحتلال يشتغل ضد صدام وبعد الاحتلال يدافع عنه ، سمعت والعهدة على القائل ، أن أجرة ضيف البرنامج هي عشرة الآلف دولارا فيقوم مقدم البرنامج ( فيصل ) بدفع ثلاثة الآلف دولارا للضيف والباقي في جيبه ، واعتقد ذلك ينسحب عكس المعادلة على ضيوف القنوات العراقية خاصة الحزبية منها حيث يدفع الضيف إلى الذي يدير الحوار لاجل تحسين سمعة حزبه أو كتلته .
في الركعة الثانية:-
تبرهن لي من خلال أزمة الكهرباء في العراق أن نسبة ٩٨٪ من الاحزاب الحاكمة تعمل جاهدة لتدمير المذهب والدين والعراق وشعبه ولاجل منفعة الاجنبي ضد بلده بشتى الوسائل والاساليب .
كما ان الجيوش من الخريجين والعاطلين يكونون لقمة سائغة لهذه الاحزاب حيث يسهل تطويعهم لتنفيذ أوامر أجندات أجنبية من أجل لقمة العيش وحفنة دولارات والدليل بين فترة وأخرى نسمع أخبار استشهاد بعض العراقيين خارج العراق .
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذه الركعة ، هل يُعقل من أجل الدولارات تقوم عصابة بتدمير أبراج الكهرباء ؟!
أو هل نصدق أن السادة الوزراء لم يفكروا مطلقا بحل أزمة الكهرباء لاجل انعاش اقتصاد الدول الجوار ، فأي ضمير هذا ؟!..
في الركعة الثالثة :-
هل تنفع ملاعق السكر في برميل يحتوي على( الخل ) الحامض فكلما تسكب كمية من السكر تتغلب عليها الحموضة ويضيع طعم الحلاوة ، لذا نتيجة الانتخابات القادمة -ولو بعد مائة دورة -يبقى الوضع السياسي عما هو عليه ، لأن الاحزاب القابضة على دفة الحكم هي التي تحمل لونَ السياسة وطعمها فلا يستطيع الشريف مجاراة هؤلاء ولو كان نبي مرسلا .
في الركعة الرابعة :-
في السبعينات كنت أتابع مباراة كرة القدم بين منتخب العراق ومصر في رابطة الطلبة المغاربة صحبة صديقي التونسي مع لفيف من الطلاب العرب أغلبهم من بلدان المغرب العربي حيث في ذلك الوقت تكاليف الدراسة والملابس على نفقة الحكومة العراقية بل بعضهم يوفر بعض المبالغ ليرسلها إلى أهله ، امسكت الكرسي الذي كنت أجلس عليه بعصبية شديدة واشتمهم باللهجة العراقية لأنهم ( الطلاب ) يشجعون الفريق المصري ضد الفريق العراقي لولا تدخل صديقي التونسي في اسكاتي وحذرني منهم لأنهم الأكثر عددا وأنا الوحيد .
فعليه وجدتُ أغلب العراقيين لا يعجبه العراق ولا يشجع فريقه بسبب سياسة الحكومات الحاكمة السابقة والحالية والمؤسسات الدينية والمنظمات المجتمعية التي جعلت المواطن العراقي فارغاً من وطنيته ومحشواً بالرموز الزائفة على حساب الوطن .
في أيام شبابنا كنا نعتقد بأن السياسة هي النضال والكفاح والتضحية لأجل الشعب والوطن أما الآن في شيخوختنا عرفنا السياسة هي مكر وخداع واغتيالات وتجويع ومكاتب أقتصادية ..
وما تفعله حاليا الاحزاب الحاكمة لنزع لباس الوطنية من الجسد العراقي بدوافع دينية وعرقية ومذهبية وقبائلية ..
((لغاية الآن لم نرَ الوطنية !! هو وينه الوطن ؟! ))…
تحية إجلال وإكبار للمجاهدين الذين يواصلون عملهم ليلا ونهارا لأجل اعادة الكهرباء وكذلك تقديرنا واعتزازنا لمحافظ البصرة الذي يتابع المسألة بنفسه ..
وسلامي لصاحب المولدة الذي يعمل لخدمة أصحاب الخطوط ..
لا بارك الله بالخونة ومن يواليهم ..
إلى حديث آخر في الجمعة القادمة إن بقينا ………….
****
حديث الجمعة /٢
على عتبة الباب
عادة قد ينفرد بها العراقيون وبالأخص أمهاتنا العراقيات هو الوقوف أمام أو خلف الباب عند توديع الضيف ، لغرض التمتع بالحديث مع الضيف أو لاكماله الذي لا يكفيه الوقتُ داخل الصالةِ المخصصة للضيوف .
أنا شخصيا كنت أذم سرّاً هذه الظاهرة دون الافصاح عنها أمام أمّي أو زوجتي لكن نبهني إليها أحد النقاد المثقفين في جلسة أدبية على أنها لها مدلولات عديدة قد يغفل عنها بعض الأشخاص .
فهي ( الوقفة على عتبة الباب قبل الوداع ) تدل على المحبة للضيف وعلى الاهتمام بسماع أخباره وأخبار عياله مع تعميق العلاقة الوطيدة ، حتى نرى غلقَ الباب خلف الضيوف يكون بهدوءٍ ومن دون سماع صوت الباب عند الغلق .
فالمجتمع العراقي يختلف عن باقي المجتمعات في موازين كثير من الافعال وردود الافعال ، ويتضح أن الصالة المخصصة للضيوف لا يمكن الإساءة فيها إلى الضيف أو تجنب كثير من الأمور والاسئلة التي قد تحرجه لذا اعتقد أن اكمال الحديث عند الوداع يعطي فرصة سانحة لرب المنزل التكلم بأمور تعتبر عادية جدا ، ثم ليس بمقدور أغلب عوائلنا ترك الضيف يغادر لوحده مباشرة من صالة الضيوف ولو نراها لدى بعض العوائل في أغلبية البلدان عادية وليس فيها عيب أو حرج .
نحن كرجال كنا نمزح دائما على النسوان حينما نذكرهن - حديثهن بالباب أكثر من داخل الدار - ونحاول أن نحط من قيمتها ولا نعلم أن ذلك معناه أصالة المحبة والتآخي وهي مفتاح لكثير من المصاعب والألغاز .
قد تكشف الوقفة عند الباب عن خفايا القلوب المفعمة بالمحبة والودّ أي أن العراقي ودود بطبعه يحبّ الضيف فهو يفكر دائما في رضاه من كل النواحي وذلك بتقديم ما لذّ وطاب إضافة إلى الكلام الجميل والطيب وقد نجد اهتمام بعض البيوت في بناء ( طارمة ) أي مظلة فوق الباب لوقاية الواقفين من المطرِ أو اشعة الشمس . أمًا عن موضوع الضيف عند العراقيين له حديث خاص ومطول فلا مجال له في موضوعنا في هذه الجمعة .
يبقى الشعور الخفي لا يمكن إظهاره من خلال الاتكيت أو الحوار لكن يظهر للعيان بصورة عفوية من الحركات والمواقف عندما يحين لحظة الوداع والمغادرة لذا تجد التمسك بالضيف والطلب منه البقاء أكثر مدة والمعبر الحقيقي لتلك هي الوقفة الإضافية لتكملة مدة اللقاء بالود والمحبة .
عزيزي القارئ هل جربتَ توديع ضيفك من صالةِ الضيف من دون مرافقته الى الباب أو بالعكس ، ما هو شعورك وانت تغادر من دونِ ( معزب ) مضيف يرافقك ..
كذلك نرى مراسيم التوديع والاستقبال في مراسيم الفرح والعزاء رغم إنشغال صاحب المناسبة يقوم باستقبال وتوديع الضيوف قد يتعدى حدود السرادق أو يقوم بذلك من ينوب عنه .
لا ننسى توديع الأم لولدها أو الزوجة لزوجها عند الباب ، نجد سكب الماء وراء المغادر وتسأل الله تعالى أن يسرع في عودته سالما..
أخيرا في أمان الله وإلى جمعة أخرى لحديث آخر ..
****
حديث الجمعة /٣
وحدة العراق
قد أجازف في كلّ شيء عندما يكون حديثي عن صحة العراق وعافيته ،
وقد أدخل في دوامة البرامج السياسية التي تنشط عادة عند الساعة التاسعة ليلا كأنها مواعيد في حانة يجتمع عليها الأصدقاء لبث ما يضحك المقابل بعد احتساء الكأس الأول ثم ينحدر الحماس إلى أدنى مستوى عندما يتعدى العدد الرابع أو أكثر حيث تتشبع المواضيع منها المبكي والمحزن والصمت والهذيان ويصبح جميع المشاركين متعلقين بأردان كوكبٍ يهوي إلى تحت منضدة السهرة .
قبل أن نبحث عن الطرق والأفكار التي توحد العراق علينا تشخيص ما الذي قسمّ العراق جغرافيا ومجتمعيا حتى اقتصاديا ، رغم أن أغلب المثقفين يعرفون الأسباب والأهداف والغايات المدرجة في مناهج العيش في الوطن طوعا أو كرها فهو كالقدر أو الكارثة أحلت على الجميع إلا ذو حظ عظيم .
معظم بلدان العالم المجاورة والبعيدة من العراق تتمتع محاور السياسة بقطبين أو ثلاثة إلا هنا تعدد المحاور وذلك تقطيع أوصاله ( الوطن ) ولكي يصبح كفريسة تكالبت عليها الأنياب ولا حول ولا قوة لهذه الجثة الهامدة . المشكلة الكبيرة يعرف المثقفون والمهتمون بشؤون البلد لكن المخاوف التي تعم على مسعاهم لاسباب عديدة تحول دون مساهمة الخيرين في ايجاد الحلول حتى بات على الاحزاب تمسك بزمام الامور لصالح احزابهم وعوائلهم ، وليكن ما يكون بل أهدافهم هي المصلحة الحزبية والفئوية والعرقية مما جعل الشعب يركضُ وراء الشعارات التي تخرج للساحة بين فينة وأخرى .
لا يهم من يدير شؤون البلد غير مصلحته الشخصية أو الحزبية وكاد أن يكون التنافس ليس في بناء أو خدمة الوطن بل من يحمل أكثر سكاكينا ليقطع ما يسهل قطعه وإن أشتد على الجسد النزيف . ونعرف أن الوطنَ واحد وتعدد فيه السياسات والدين واحد وتعدد فيه الاجتهادات أما جسد المواطن تعدد عليهِ القمصان والألوان . ونتيجة ذلك نجد هناك كثير من الاخوة في أسرة واحدة فرقّتهم السياسة فلكل حزبٍ له اتباعه وتعقدت المسألة بايجاد
أصنام بشرية يعبدهم عبيد .
وهناك بعضهم يفكر بمنطقته من دون التفكير بالوطن الأم مما أدى إلى الضرر في وحدة العراق فأحد الوزراء المشارك في مؤتمر دولي خاص بالاستثمار في العراق يدعو المستثمرين إلى منطقته لا العراق .
حتى أصبح الذي كان يوحد العراق من تاريخ وتراث ولغة في خبر كان أو في أضعف حالتها . مع الأسف وجد العراقي نفسه في غابة تفترس كل ما يعود إلى وطنيته حتى جعلته يشعر بوحدانيته وغربته ويخشى من الاقربين له فتصرفه كأنه دولة مستقلة لا يتأثر بكل نصيحة أو دعوة وسط هذا التناقض الشائع من خلال تقييم الفاسدين ليكونوا من وجهاء البلد بينما الشرفاء هم دون المستوى وعامة المخلصين هم الذين يعانون بأقسى التهميش والجور مع ملاحظة الطبقة المترفة التي نشطت على الساحة العراقية.وأخيرا لا ننسى الدول الخارجية التي تسعى إلى تجزئة العراق إلى دويلات وبوادرها وبذورها موجودة حالية في دور إقليم كردستان .
…………
عبدالزهرة خالد
ملاحظة : "كتبت هذا الموضوع قبل سنة لكن لم انشره ما أعرف السبب..
ربما أحد الاسباب هو أن الحديث عن العراق أصبح كالنفخ في وطنٍ مثقوب من كل الجهات" …
***
حديث الجمعة /٤
الناس بين الأمس واليوم
حاولت نقل تجربة عام ١٩٩١ الى يومنا هذا من خلال صناعة الجبن
تخلصاً من الموجود في الأسواق الذي أغلبه مستورد من الجارة إيران ،
أما الجبن المحلي تغير طعمه وشح بسبب موسم الصيف ..
لنتذكر سنوات الحصار العجاف ، كان راتب الموظف لا يتعدى ثلاثة آلاف دينارا ، القتل والسجن من أمامكم ومن خلفكم الجوع والعوز ، ومن الجوانب الباقية هو الضنك وبيع كل ما تملك لأجل ديمومة العيش في رزايا تلك الحياة .
تعلمنا وتطبعنا بتلك الظروف المجحفة رغم قساوتها بينما نرى
( بعض الأشخاص ) منْ يعيش بيسر وغنى ولا يشعر بتعاسة الوضع على العكس فهو سعيد مع أسرته من دون التقرب من المعوزين أو أصبح شامتا بالموظف أو متفضلاً عليه حينما أشيعت أن الصدقة للموظف واجبة على الميسورين .
لا تأخذنا المقدمة على تذكّر الماضي ، بل سأركز على ما فعلته يوم أمس ، فقررت في نفسي أن أشتريَ مسحوق الحليب المجفف مع علبة خميرة الجبن ، إني أرغب أن لا تخلو مائدة الفطور من الجبن ( العرب ) . بالفعل اشتريت (باودر الحليب) وخميرة الجبن وسألت البائع الشاب كيفية صناعة الجبن فأجابني ملعقة صغيرة من الخميرة مع الحليب المغلي واشارة إلى كمية الحليب بيديه ، ولم أقتنع سألت بائعا آخر- أعرفه -نفس السؤال فأجابني ( اليوتيوب ) يعلمك الطريقة ، في بالي عليّ أن أضبط وأتقن الطريقة سألت امرأةً تبيعُ الجبن المحلي فاجابت أنها لا تعرف صناعة الجبن كذلك ثانية والثالثة المختصات ببيع الجبن ..
رجعت إلى داري وسألتني الحاجة عن سبب شرائي الحليب والخميرة ،
فقلت: هذه المرة سأصنع الجبن ولا أشتريه من الأسواق لأنه مغشوش وربما غير صالح للاستهلاك البشري ولقد علموني ( ربعي ) جماعتي بذلك سنكسب فرق السعر أولا ثم صحتنا وسلامتنا من الأمراض المعدية ..
بعد القيلولة وبعد تناولي الشاي ، أشارت الحاجة على تذوق الجبن الموضوع الثلاجة ، تعجبت لاكمالها وسرعة انجازها بدون استشارة أحدا عندما سألتها فقالت هل تذكر أيام الحصار عندما تعلمنا كلّ شيءٍ سواء لتنويع مائدة العشاء أو الافطار وحتى صناعة الحلويات لاطفالنا وذلك بفضل تبادل المعلومات والخبرات بيننا نحن نسوان الحي ، لا انترنيت ولا يوتيوب ، إلى أن تجاوزنا المحنة جميعا من خلال التعاون والالفة..
من هنا سأختم موضوعي الذي ترددت كثيرا في كتابته لتفاهته ولضعف الفكرة لكن الذي شجعني على أن يكون حديث الجمعة هو مقارنة المجتمع في تلك الفترة مع هذه الأيام حيث البائعات التي سألتهن لم يجبنّ على سؤالي خوفا على سرّ المهنة بينما كان ديدن الناس مساعدة بعضهم لبعض لأن الجميع يحبّ الأخرين رغم أنهم في ضيق..
مع ملاحظة الموظف في العهد البائد يساوي المواطن المستقل الذي لا يشتغل مع الأحزاب الحاكمة في الوقت الحاضر ..
***
حديث الجمعة /٥
لم يكن في ذهني موضوع لهذا اليوم وكنت مترددا في الكتابة لاسباب صحية ومزاجية لكن بعد البحث في ملاحظاتي عثرت على هذا الموضوع كتبته قبل عام ربما وجدته مناسبا لنشره ..
عشت حياتي ( ٧٠ سنة ) من دون أعيب على أحد في أفكاره ومعتقداته وإن اختلف معه ب ١٨٠ درجة ، احيانا ابتعد من النقاش بالابتسامة محترما للرأي الآخر وذلك لقناعتي أن رأيه لن يغيرني ولا الرأي الذي اعتقده يغيره ، نعم ذقت في عمري شتى المصائب والمواقف واكتسبت حصيلة ذلك هو ألا أظلم أحداً حتى نفسي التي تعود لي لم تكن مظلومة معي فاعطيتها بما تشتهي وترغب …
مواقف لن تنسى
———————
-في بداية عام ١٩٦٠ في الصف الثاني كنا نسكن في قرية تابعة إلى محافظة غربية ، كنت ألعب أمام بيتنا الطيني -على ما أتذكر كتيبات إنكليزية ( كتلوكات ) - مرّ شاب وأخذ مني الكتب ليقلبها ثم أخذ مني قلمي الرصاص وكتب على سياج دارنا ( ش /٣ ) … خفت منه ولم أخرج للعب وحدي إلا برفقة المرحوم أخي ..عند الدراسة الجامعية عرفت تفسير ( الشينات الثلاث ) وهي شيعي شيوعي شروكي ..
-بنفس القرية المذكورة اعلاه وفي فجر أحد الأيام صرخت أمي داخل غرفتنا بعدما وجدت الشباك مخلوعاً وقد تم سرقة محتويات الصندوق الأسود المنجم ، قام شيخ كبيرٌ ( جارنا ) بتبليغ ١٣ نفرا على ما أعتقد أنهم شباب القريةِ وحدد موعدا للذهاب إلى الإمام العباس عليه السلام في كربلاء للقسم هناك وبعد ليلةٍ تم إرجاع المسروقات جميعا عدا الشاي والسكر مع العلم بيتنا الوحيد من الطائفة الشيعية بين البيوتات في تلك القرية .
-في الصف الخامس الأبتدائي كانتْ درجتي في درس التربية الدينية للامتحان الشهري هي ( ١٥ ) درجة من مائة حيث كانت إجابتي للسؤال ( أكتب الآذان ) فقد ذكرت ضمنَ الآذان (أشهد أن عليا ولي الله ) سهواً ، ولم أعرف السبب في وقتها ، عرفَ ذلك والدي بعد استلام ( الكارت - الشهادة ) التي تذكر فيه درجات الدروس الشهرية والفصلية .
من ذلك الوقت كنت أكره الطائفية والعنصرية والتمييز الطبقي ..
شكرا ل (كورونا ) لأنّها أسقطت العنصرية والطائفية لقد تساوى سكان الأرض لديها دون تمييز ..
****
……………
عبدالزهرة خالد- البصرة
Az Khalid
Az Khalid ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit Az Khalid und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und die Welt offener...