عبد الزهرة خالد

  • مثبت
أتناولُ وقتَ الفطورِ قدحاً من اللامبالاة مع كسرةِ أملٍ بائنةٍ في قدرٍ مطمور ، مع عددِ قليلٍ من السجناء في معسكرِ تحريرِ الروح من رذائلِ الحكام ، كنتُ أتزعمُ إحدى العصابات قررتُ ذاتَ حبسٍ انفرادي أن أشقَّ نفقاً يؤدي إلى العاصمةِ بغداد ، أخططُ مع المجرمين أن نصلبَ الخريطةَ بمحكمةٍ صورية ، القاضي...
١- ماذا لو يطرقُ بابي بعضُ الموتى من أصدقائي يحدثونني عن بساتينِ السّماء وأنهارِ الموتِ الجارية ، لكنتُ أنا المتحدثُ نيابةً عنهم وأعرّفهم طرقاتِ الجنائز ، إلا أن الشمسَ تمنعني من الإشارةِ وإثارةِ الشبهات .. ٢- كنتُ مستلقياً على تابوتٍ ملقىً في ميناءٍ يخلو من بحرٍ أحسستٌ أنَّ ملاكاً يعدُّ سعةَ...
لم يكن الصراع مع المحيط والظروف سهلا على المرء وهو على العتبةِ الأولى من ارتقاء نيل سبل العيش المثخن بالمدِّ والجزر . أكتبُ على استحياءٍ فقلت لكتابي هذا الرجل يدعوك لأن تكون سرداً بدلاً عن كلّ الأشعار ، حاولت ان استدرج الحديث معه من خلال الاسئلة التي أطرحها عليه خلال فترة ارجاع باقي العملة حين...
لم يتعبه الباص ابداً عندما وقف في ساحة الطيران ليعلن عن نهاية الرحلة التي استغرقت ست ساعات من نهار تموزي قابلٍ لتصبب العرق من الجبينِ إلى الأبط الأملس ، نزلَ إلى الشارع الموازي لباب الشرقي كأنّه للتو خرج من غابةِ القصبِ يطلب حرية ذاته المراهقة في اكتشاف حضارة المدنية من دون دراسة الثانوية وحليب...
حدثيني عن جنوني ، عن لجّةٍ تَغرقُ باسرارها وبيدي طوقُ النجاة ، إنّني سعيدٌ بهذا الجنونِ الظاهرِ في كتاباتي ٠٠ حدثيني عن آخرَ قصيدةٍ هي نديمةُ شعوري تطيرُ حينما يحطُّ طيفكِ فوقَ غفوتي أما أنا أحلّقُ عالياً بأجنحةٍ من أحرفٍ تسبقُ أنفاسي علاماتُ التعجبِ وفواصلُ الدهشة ٠٠ حدثيني عن مكوثي في غرفِ...
ليلٌ تائهٌ من نجماته يحبو فوقَ عتمةِ الذكرياتِ ، يعبثُ بالأسماءِ كطفلٍ لقيطٍ في دارِ العجزة ٠٠ تلك الأيامُ تداولُ صوراً في المُقل تُلَقّن شفتيّ نطقَ القُبل أثناءَ العناق ولساني يشكو طولَ قامةِ العتاب ٠٠ أرتكبتُ أكبرَ خطيئةٍ حين ضمّدتُ الألمَ بقماطِ العنادِ مزركشاً بياقوتِ التجلّد ٠٠ سَاوَيْتُ...
حينما قتلني الجميع ، منْ كانَ يجمعُ اشلائي ؟ ربّما كانت هناكَ قطرةٌ عالقةٌ فيّ تبحثُ عن آخرَ حرفٍ من كلامٍ متجمدٍ في المنّحر .. منْ كانَ يرددُ معي -أين مكان الموت- لا أتذكرُ اسمهُ ابدا بل أعرفُ وجهَهُ المكتظَّ بدورانِ النواعير ، شريانهُ الابهرُ ، على ما اتذكر ، أكبرُ من قلبي بقليلٍ بل يعلو حتى...
حديث الجمعة 1 منذ مدة وأفكر بترك الكتابة نهائياً ، لكن الظروف المحيط تزيد من مداد الهلوسة وتتناثر اوراق الثرثرة . في هذه اللحظة تذكرت جدتي حينما كان تردّد دائما " ستتذكر الذي نسيته عند الصلاة " . اليوم بسبب الكهرباء لم أذهب للجامع بل اكملت الصلاة طبقا لتعليمات جدتي التي أصبحت في أواخر عمرها هي...
جاءَ الليلُ معزياً النّجمات لقد عثرَ على جثةِ النّهار ملقاةً على ظهرِ الراحلين… الليلُ يشعلُ ذبالةَ العتمةِ وجدَ الضوءَ يغفو على جدرانِ العزلة .. لا تكلّم الشموعَ ليلةَ الوحشة فهي مشغولةٌ بأنينِ الضياء حينئذ للمئزرِ معاجمٌ تقرؤها خواصر الجروح ، وللاحتراقِ ثغورٌ تسمعها شرارةُ الاشتياق.. شممتُ...
لم يبق في جيبي قطعةُ فرحٍ حتى أوزعها بالتساوي بينك وبين أيامي ، لم تبق زغرودة على ذلك الغصن الذي كنا نراقب عصفورنا كيف ينمو الريش في جناحيه لنراه محلقاً مع أحلامنا ، لم يبق في الحارةِ حانوت كي أشتري لك دميةً تردّد عباراتٍ يابانية لا نفهم لغتها غير حنجرتها تطقطق على منضدةِ اللقاء ، الباقي … عندما...
لم أنلْ منكِ فرصةً لأكملَ العدَّ إلى العشرةِ كي نختبئ خلفَ بابِ الرّيحِ ونغمض عيونَ الدروبِ وفي أذنينا وقرٌ ، لا تستغربي لقد عدّلت ساعديّ ليكونا مقودَ سيارةِ الزفاف ، حلم طفولي يراودني ولو عدّلت اتجاهَ شرارةِ عودِ الثقاب مرة أخرى في فمِّ البحرِ بدل رأس سيجارتي ، أحرقُ الموجَ وأزرعُ الشراعَ في...
قبل أن يمزج السكرَ بقدحِ الشاي الصغير يسند ذراعيه على ( القنفة الخشبية ) لمقهى مضى عليها عدة عقود ، سألني عن سببِ غيابي اجبته من دون ان أنظر إلى وجهه وأنصب بصري في عمقِ سواد الشاي سارحاً قلت : شاركت في مناسبة سنوية أحد أصدقائي المتوفى والذهاب إلى وادي اللاعودة بحافلةٍ كنت لا أسافر بها مطلقاً ،...
يا واحةَ الأشعار يتوسل بيّ الحنين أن أطفو فوق القوافي ، يا ويل منْ يغرق في واحتكِ الكبرى يغوصُ هرباً من طوق النجاة . ألا تعلمين أني تائهٌ في عمقكِ أبحثُ في أعمق حلكة عن طيفٍ يدلّني ليلا إلى سطحكِ ليطعمني كسرةً من لونٍ شجي.. أنتِ يا فتاةَ الألقاب يا من بعدكِ تأتي الأسماء أنتِ يا من تسبقين الألقاب...
ما همني الزمانُ بل أفكرُ في المكانِ مليا أيكون على سريرٍ أم بجوارِ قشةِ غريقٍ ، مماتي صادفَ قبلَ يومٍ من خلعِ العواطف لذا أحتفلُ لوحدي في دفنِ ذكرياتٍ مكفّنةٍ بالأسرار .. ٠ أنا المكانُ الذي لا يبرحُ مكانه حتى يخضّر الانتظار أنا الحقيقةُ العاريةُ لقد هربَ بثيابي الخداعُ ، تراوحُ الأيامُ على قيدِ...
لكي تصدقني الضفافُ ، حتى أثبت أني بريءٌ مما حصل ، عندي شاهدان الأولُ هو النهرُ الجاري والثانية… انحناءةُ الموج أما الثالثةُ هي أنثى الأعماق ، الطوفانُ سلبَ مني طاقتي ولم يعدْ طوقُ النجاةِ هو الناجي إذاً أنا الغريقُ مُذ ولادتي يوم أمي أنقذتني من الحياة وألقتني بين دجلة والفرات أعاني من سعيرِ...
حينما تنضجُ الأحلامُ تتساقطُ أوراقُ اللّيلِ بأحضانِ الأماني وكأن شيئاً لم يكن ، كم اتمنى أن أصاحبَ النّهار وأعاشرَ الفانوسَ خفيةً كي ألعبَ على الضوئين حتى أكونَ كما أنا ولو اني أخشى من غروبٍ يفضحُ الأسرار ، أدركتُ فيما بعد أنّ ذبالةَ القهرِ تحرسني مستعرةً تجلسُ على عتبةِ التعبير تميلُ أينما...

هذا الملف

نصوص
23
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى