القصيدةُ جاهزةٌ
في زمنِ الصمتِ الجائر ،
المنصةُ حالمةٌ بحاكيةٍ ينقرُ
عليها أصبعٌ من كلام ،
خيالٌ يدوسُ خيالا
تكومت فوق بالي الصور
كأن الصقيعَ غطى الإلهام ،
أركضُ كالفجرِ مرعوبا
من النجمةِ الأخيرة
لأنجو من فمِّ الظلام ،
تركتني الأشجارُ
خلفها ، كي أحصي لها عددَ الفؤوس
وما عَلِمتِ أنّها القبضةُ...
ما الذي سيقدم عليه هذه المرة ، وقد انبجست من خواصر الصبر خرافة القصيد أو السرد العتيد . وهل تخمد كلماتُ المقالة اللهيبَ المنبثق من قلبٍ جريح . هو وقميصه متلازمان ويؤسسان شقوق الازرار ليثبت الستار وراء قضبان الاختباء . تتدحرجُ كراتُ الضجيج من قممِ الصمتِ ، وتتجمع الآهات كلما ازدادت شدة الانحدار...
ينصهرُ الفضاءُ في بوتقةِ حربٍ منزوعةِ العتاد ، الغيومُ تترجمُ الصدى بلغةِ مناقير الصباح ، رحمُ المطرِ يحملُ أغنيةَ المرحلةِ الراهنة ، فساتينُ الموسمِ تنقصُ من أطرافها لنهايةِ الأرضِ في عرسِ خليجِ الوهم ، لم يبق عليها غيري باعتباري آخر رجل لوحت منفردا ببالي إلى ساحلٍ شاهق يمتد فيها مرفأ بشرايينِ...
حلمٌ طائشٌ
مستقرٌ في جمجمةِ فجرٍ
يهتفُ مع العصافير
" يحيا الفضاء" …"يحيا الفضاء" ..
فيه يعيشُ الطيفُ
تحتَ ظلٍّ
لا يعرفُ قسوةَ الرّياح
ولا يكترثُ لثورةِ الشموس
بوجهِ الشتاءِ ..
حينما تساقطتْ أسنانُه اللبنية
هاجرَ إلى غابةٍ من زمنٍ كثيف
تسكنه أعشاشٌ مهجورة
من أجنحةِ الدهور
منزوعةٌ من ثيابِ...