نحن بصدد قصة قصيرة ذات حبكة متقنة شملت العديد من الشخصيات المرسومة بمهارة، وخاصة البطل ( محروس) ذلك المخبر الذي هو رمز للسلطة الفاسدة الجاهلة في ظل مجتمع من البسطاء، الذين يجاهدون،كي لا يصيبهم أي ضرر من سوء فعله ، وليس في الإمكان أروع مما فعل القاص في تصويره، وتجسيده، لشخصية محروس بكل هذا القبح والسوء.
فهو جبان منافق انتهازي، مخادع، لا ضمير ولا أخلاق لديه.
شخصية سيكوباتية معقدة، تمتلئ بالعديد من مركبات النقص التي هي نتاج لبيئة تمتلئ بالجهل والفقر والفساد، ويتضح ذلك بجلاء في كل تصرفاته مع جيرانه من أبناء الحي الشعبي الذي تدور فيه أحداث هذه القصة وكذلك خسته وسلوكياته التي يمارسها مع زوجته المخدوعة فيه.
فقد سرد الكاتب بحرفية سلوكيات لمحروس تعبر عن أعماق نفسه المظلمة، كان أبشعها عدم اكتراثه بقدسية رغيف الخبز وقيامه بالقائه على الأرض، وفي نظري فإن هذا الفعل هو أسوأ ما يمكن أن يفعله أي فرد مصري مهما بلغت وضاعته.
وخاصة وأن لرغيف الخبز قدسية خاصة في نفوس المصريين، ظهرت بجلاء بداية على جدران معابد الفراعين، ومرورا بكل الحقب التاريخية، كان الخبز دوما له مكانته المقدسة لما يمثل من خير ورزق يجب على الأرض أن تصونه وتحفظه، حرصا عليه من الزوال وانعدام البركة السماوية التي ستكون لها عواقب لا يتحملها البشر...
وقد استطاع الكاتب أن يصعد بالأحداث وينتقل إلى مرحلة ثانية من القص مع زوجة محروس المخبر التي انتقمت منه من خلال حبكة فنية رسمها الكاتب بمستوى آخر من الكتابة التي هي بين الواقعية والرمز الشفيف كمعادل موضوعي وحتمي لهذه السلوكيات المشينة.
وكأن الزوجة تنتقم لمجتمع البسطاء من كل جاهل صاحب سلطة غاشمة.
ولا يمكن تجاوز عنوان القصة وما يمثله من حالة ترميم ليس للبيت الذي تقطنه الزوجة وعائلتها فقط وإنما يمتد أثره إلى بيت كبير آخر وكأنه الوطن بكامله، الذي أوشك أن يتداعي بمثل هذه السلوكيات والنماذج الغاشمة للسلطة، وأثرها شديد السلبية على مستقبل الشعوب...
وقد أظهر الكاتب محروس وهو يحاول بكل ما أمتلك من حيل ماكرة لتعطيل عملية ترميم هذا البيت، بل إنه سعي لتدميره، في مقابل ثمن بخس لتحقيق أطماعه،
زوجة محروس وكل أفراد عائلتها لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مكر وخسة محروس، وشكلوا نموذجا للمقاومة الشعبية الإيجابية.
محروس أنجب مرة واحدة وقد فشلت كل محاولاته لإنجاب طفل آخر، وربما يلمح لنا الكاتب ببادرة أمل بأن تلك النماذج لن تتكاثر أو يزيد عددها وإنما هي في طريقها للزوال والانقراض...
فهل إذا جاءت زوجته بوليد جديد سيكون من صلب رجل آخر...
وليد يحمل جينات البسطاء الطيبين من أبناء هذا المجتمع الشعبي البسيط..
وسيكون على محروس لسخرية الأقدار أن يعترف به كابن له، ويوفر له الرعاية والحماية والأمن حتى يضمن له الحياة الكريمة!!
القصة شيقة وأحداثها مرسومة بعناية وتحمل الكثير من الدلالات،مما يؤكد على تفرد القاص صاحب المسيرة الابداعية الجادة، أصدر خلالها العديد من المجموعات القصصية والروايات العالية المستوى، بخلاف تجربته الفريدة مع الشعر، وحصده للعديد من الجوائز والتكريمات...
وفي هذا النص القصصي فإن الكاتب سمير الفيل قد أجاد في تناوله لكل ما يخص الطبقات التحتية للمجتمع المصري، مما يجعلنا نضعه، في مقارنة إيجابية مع الكثير من أعمال القاص الراحل يوسف إدريس.
فهو جبان منافق انتهازي، مخادع، لا ضمير ولا أخلاق لديه.
شخصية سيكوباتية معقدة، تمتلئ بالعديد من مركبات النقص التي هي نتاج لبيئة تمتلئ بالجهل والفقر والفساد، ويتضح ذلك بجلاء في كل تصرفاته مع جيرانه من أبناء الحي الشعبي الذي تدور فيه أحداث هذه القصة وكذلك خسته وسلوكياته التي يمارسها مع زوجته المخدوعة فيه.
فقد سرد الكاتب بحرفية سلوكيات لمحروس تعبر عن أعماق نفسه المظلمة، كان أبشعها عدم اكتراثه بقدسية رغيف الخبز وقيامه بالقائه على الأرض، وفي نظري فإن هذا الفعل هو أسوأ ما يمكن أن يفعله أي فرد مصري مهما بلغت وضاعته.
وخاصة وأن لرغيف الخبز قدسية خاصة في نفوس المصريين، ظهرت بجلاء بداية على جدران معابد الفراعين، ومرورا بكل الحقب التاريخية، كان الخبز دوما له مكانته المقدسة لما يمثل من خير ورزق يجب على الأرض أن تصونه وتحفظه، حرصا عليه من الزوال وانعدام البركة السماوية التي ستكون لها عواقب لا يتحملها البشر...
وقد استطاع الكاتب أن يصعد بالأحداث وينتقل إلى مرحلة ثانية من القص مع زوجة محروس المخبر التي انتقمت منه من خلال حبكة فنية رسمها الكاتب بمستوى آخر من الكتابة التي هي بين الواقعية والرمز الشفيف كمعادل موضوعي وحتمي لهذه السلوكيات المشينة.
وكأن الزوجة تنتقم لمجتمع البسطاء من كل جاهل صاحب سلطة غاشمة.
ولا يمكن تجاوز عنوان القصة وما يمثله من حالة ترميم ليس للبيت الذي تقطنه الزوجة وعائلتها فقط وإنما يمتد أثره إلى بيت كبير آخر وكأنه الوطن بكامله، الذي أوشك أن يتداعي بمثل هذه السلوكيات والنماذج الغاشمة للسلطة، وأثرها شديد السلبية على مستقبل الشعوب...
وقد أظهر الكاتب محروس وهو يحاول بكل ما أمتلك من حيل ماكرة لتعطيل عملية ترميم هذا البيت، بل إنه سعي لتدميره، في مقابل ثمن بخس لتحقيق أطماعه،
زوجة محروس وكل أفراد عائلتها لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مكر وخسة محروس، وشكلوا نموذجا للمقاومة الشعبية الإيجابية.
محروس أنجب مرة واحدة وقد فشلت كل محاولاته لإنجاب طفل آخر، وربما يلمح لنا الكاتب ببادرة أمل بأن تلك النماذج لن تتكاثر أو يزيد عددها وإنما هي في طريقها للزوال والانقراض...
فهل إذا جاءت زوجته بوليد جديد سيكون من صلب رجل آخر...
وليد يحمل جينات البسطاء الطيبين من أبناء هذا المجتمع الشعبي البسيط..
وسيكون على محروس لسخرية الأقدار أن يعترف به كابن له، ويوفر له الرعاية والحماية والأمن حتى يضمن له الحياة الكريمة!!
القصة شيقة وأحداثها مرسومة بعناية وتحمل الكثير من الدلالات،مما يؤكد على تفرد القاص صاحب المسيرة الابداعية الجادة، أصدر خلالها العديد من المجموعات القصصية والروايات العالية المستوى، بخلاف تجربته الفريدة مع الشعر، وحصده للعديد من الجوائز والتكريمات...
وفي هذا النص القصصي فإن الكاتب سمير الفيل قد أجاد في تناوله لكل ما يخص الطبقات التحتية للمجتمع المصري، مما يجعلنا نضعه، في مقارنة إيجابية مع الكثير من أعمال القاص الراحل يوسف إدريس.