أعتقد أن الكاتب ليس في حاجة لاسم مستعار كي يتعامل به مع القارئ على مستوى الأنترنت، وإذا كنت أجد العذر للكاتبات في هذا ، فأنا لا أجده للكتاب ، فأنا كقارئ أحيانا أريد الاقتباس من كاتب فكرة أو أفكارا أعجبتني ، لكنني أجد نفسي أمام شبح يتخفى وراء اسم مستعار ، فأعدل عن الاقتباس ، وفي نفسي ما فيها من تذمر ، وخاصة إذا كان الكاتب يستعمل اسما مستعارا هو أقرب ما يكون إلى السخافة منه إلى اسم أدبي لكاتب، فهذا اسمه المارد ،وذاك اسمه شارب البحر ،وذلك اسمه المصقوع وما إلى ذلك من الأسماء التي تثير الضحك وأحيانا الاشمئزاز في نفس القارئ.
إذا كان لدى الكاتب ما يقوله فلا بأس أن يعلن اسمه على الملأ ، حتى يضع القارئ اسمه في الخانة التي يستحقها ، وحتى تكون له المصداقية التي يتغياها كل كاتب يحترم نفسه ، ويؤمن بنبل الرسالة التي يحملها.
إن استعمال الاسم المستعار في الكتابة له دواعيه وأسبابه ، وإن كانت هذه الأسباب والدواعي عند تمحيصها والتأمل فيها تبدو واهية وضعيفة ، لكن من سوء استعمال الاسم المستعار هو أن صاحبه قد يقول ما يشاء كيف ما يشاء ، دون أن يخشى تعرض اسمه الحقيقي للتجريح ، وهنا تبرز معاناة الكتاب أصحاب الأسماء الحقيقية مع ذوي الأسماء المستعارة ، بحيث إن الأولين خصوصا عند النقاش يراعون أمورا لا يراعيها الآخرون ، مادام هؤلاء ليس لديهم ما يخسرونه ، فهم اليوم بأسماء وغدا هم بأسماء أخرى ، بينما أولئك تبقى أسماؤهم ثابتة لا تتغير اليوم وغدا وفي كل منتدى وملتقى ومنبر.
إن صاحب الاسم المستعار بإمكانه أن يهاجم من يشاء بكل حرية ، فتخفيه تحت اسم وهمي يضمن له مساحة من التحرك غير متاحة لصاحبه ذي الاسم الحقيقي ،لذا ففي النقاشات الحادة يبدو أحيانا عدم التكافؤ بين الجانبين واضحا.وقد فطنت بعض المواقع والمنتديات لهذه المشكلة فوضعت من بين الشروط للتسجيل استعمال الاسم الحقيقي حتى يقبل المسجل ـ بفتح الجيم ـ كعضو فيها ، وفعلا لقد فعلت خيرا في نفسها ،وفي الكتاب الأعضاء الذين يحترمون أنفسهم ويقدرون مسؤوليتهم.
بالنسبة لي فالاسم المستعار للأنثى و خاصة في المشرق العربي له دواعيه القوية و ظروفه القاهرة ،لكن بالنسبة للرجل إذا كان لديه ما يقوله للقراء فلماذا يرتدي قناعا و يتنكر لاسمه؟
من مساوئ الاسم المستعار أنه أحيانا لا تعرف مع تتحدث هل أنت تتحدث مع ذكر أم مع أنثى.
و مما يثير استغرابي أن البعض من هؤلاء يزعم أنه إنما اضطر للاسم المستعار لدواع هي عند التأمل و التمحيص ليست حقيقية ,فمثلا لو كانت الدواعي الأمنية و الاجتماعية و السياسية من وراء الاسم المستعار لهان الأمر،لكن ما نجده عند المستعيرين للأسماء هو أنهم يكتبون في مواضيع عادية و ربما في مواضيع سخيفة و يناقشون مناقشة عادية و ليس فيها ما يثير الأمن أو يستفز المجتمع.
ثم إن معاناة الكاتب ذي الاسم الصريح تبرز حينما يتعرض نصه للسطو ـ كما حدث مع عبد ربه ـ و ينسبه شخص ما لنفسه ،دون مراعاة للأمانة العلمية ، و دون مجرد الإشارة إلى أن النص منقول،و هو ما قد يثير الريبة في نفس القارئ و تصبح مصداقية الكاتب الحقيقي صاحب النص موضع مساءلة من لدن هذا القارئ.
في الأخيرلا بد من الإشارة إلى أنني لست ضد الكتابة بالاسم المستعار ما دام المستعير يلتزم به و لا يحيد عنه ،فهناك من الكتاب و الكاتبات ممن وقعوا كتاباتهم باسم مستعار على سبيل المثال نجد الكاتبة المصرية الشهيرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن كانت توقع باسم”بنت الشاطئ”و الكاتبة و الصحفية السعودية سميرة خاشقجي كانت تكتب تحت اسم مستعار هو سميرة بنت الجزيرة العربية،و جورج أورويل صاحب الرواية العظيمة 1984 اسمه الحقيقي هو إريك بلير الخ الخ.
الكاتب الحقيقي لا يحتاج إلى اسم مستعار ليمرر به أفكاره إلى القارئ.
إشارة:
حكى لي أحد الكتاب أنه كان يكتب بأحد المواقع فلم تكن نصوصه تحصل على ردود من القراء،و لما شرع يكتب باسم مستعار لأنثى صارت تنهال الردود على نصوصه كزخات المطر.
إذا كان لدى الكاتب ما يقوله فلا بأس أن يعلن اسمه على الملأ ، حتى يضع القارئ اسمه في الخانة التي يستحقها ، وحتى تكون له المصداقية التي يتغياها كل كاتب يحترم نفسه ، ويؤمن بنبل الرسالة التي يحملها.
إن استعمال الاسم المستعار في الكتابة له دواعيه وأسبابه ، وإن كانت هذه الأسباب والدواعي عند تمحيصها والتأمل فيها تبدو واهية وضعيفة ، لكن من سوء استعمال الاسم المستعار هو أن صاحبه قد يقول ما يشاء كيف ما يشاء ، دون أن يخشى تعرض اسمه الحقيقي للتجريح ، وهنا تبرز معاناة الكتاب أصحاب الأسماء الحقيقية مع ذوي الأسماء المستعارة ، بحيث إن الأولين خصوصا عند النقاش يراعون أمورا لا يراعيها الآخرون ، مادام هؤلاء ليس لديهم ما يخسرونه ، فهم اليوم بأسماء وغدا هم بأسماء أخرى ، بينما أولئك تبقى أسماؤهم ثابتة لا تتغير اليوم وغدا وفي كل منتدى وملتقى ومنبر.
إن صاحب الاسم المستعار بإمكانه أن يهاجم من يشاء بكل حرية ، فتخفيه تحت اسم وهمي يضمن له مساحة من التحرك غير متاحة لصاحبه ذي الاسم الحقيقي ،لذا ففي النقاشات الحادة يبدو أحيانا عدم التكافؤ بين الجانبين واضحا.وقد فطنت بعض المواقع والمنتديات لهذه المشكلة فوضعت من بين الشروط للتسجيل استعمال الاسم الحقيقي حتى يقبل المسجل ـ بفتح الجيم ـ كعضو فيها ، وفعلا لقد فعلت خيرا في نفسها ،وفي الكتاب الأعضاء الذين يحترمون أنفسهم ويقدرون مسؤوليتهم.
بالنسبة لي فالاسم المستعار للأنثى و خاصة في المشرق العربي له دواعيه القوية و ظروفه القاهرة ،لكن بالنسبة للرجل إذا كان لديه ما يقوله للقراء فلماذا يرتدي قناعا و يتنكر لاسمه؟
من مساوئ الاسم المستعار أنه أحيانا لا تعرف مع تتحدث هل أنت تتحدث مع ذكر أم مع أنثى.
و مما يثير استغرابي أن البعض من هؤلاء يزعم أنه إنما اضطر للاسم المستعار لدواع هي عند التأمل و التمحيص ليست حقيقية ,فمثلا لو كانت الدواعي الأمنية و الاجتماعية و السياسية من وراء الاسم المستعار لهان الأمر،لكن ما نجده عند المستعيرين للأسماء هو أنهم يكتبون في مواضيع عادية و ربما في مواضيع سخيفة و يناقشون مناقشة عادية و ليس فيها ما يثير الأمن أو يستفز المجتمع.
ثم إن معاناة الكاتب ذي الاسم الصريح تبرز حينما يتعرض نصه للسطو ـ كما حدث مع عبد ربه ـ و ينسبه شخص ما لنفسه ،دون مراعاة للأمانة العلمية ، و دون مجرد الإشارة إلى أن النص منقول،و هو ما قد يثير الريبة في نفس القارئ و تصبح مصداقية الكاتب الحقيقي صاحب النص موضع مساءلة من لدن هذا القارئ.
في الأخيرلا بد من الإشارة إلى أنني لست ضد الكتابة بالاسم المستعار ما دام المستعير يلتزم به و لا يحيد عنه ،فهناك من الكتاب و الكاتبات ممن وقعوا كتاباتهم باسم مستعار على سبيل المثال نجد الكاتبة المصرية الشهيرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن كانت توقع باسم”بنت الشاطئ”و الكاتبة و الصحفية السعودية سميرة خاشقجي كانت تكتب تحت اسم مستعار هو سميرة بنت الجزيرة العربية،و جورج أورويل صاحب الرواية العظيمة 1984 اسمه الحقيقي هو إريك بلير الخ الخ.
الكاتب الحقيقي لا يحتاج إلى اسم مستعار ليمرر به أفكاره إلى القارئ.
إشارة:
حكى لي أحد الكتاب أنه كان يكتب بأحد المواقع فلم تكن نصوصه تحصل على ردود من القراء،و لما شرع يكتب باسم مستعار لأنثى صارت تنهال الردود على نصوصه كزخات المطر.