أمل الكردفاني- متى ثار الزنوج في أمريكا؟

متى ثار الزنوج في أمريكا؟
لقد ثاروا بعد تحريرهم من العبودية...
ومن الذى حرر الزنوج؟
لقد حررهم الليبراليون البيض.
يمكننا -إثر هذا التناقض- أن نفهم الأيادي الخفية التي كانت تحرك الزنوج للثورة ليثوروا.
لقد كانوا هم انفسهم الرأسماليون البيض الذين انتصروا في الحرب الأهلية ضد الجنوب الاقطاعي.
تؤكد الوثائق التاريخية أن هناك تضخيم اعلامي تم لعمليات اضطهاد الزنوج في أمريكا. وما يؤكد ذلك، أن أغلب العبيد الذين تم تحريرهم رفضوا العودة لأفريقيا، حتى ان السفن التي أعدت لترحيلهم إلى ليبيريا توقفت عن عملها بعد بضع رحلات فقط.
فلماذا ضخم الليبراليون مشاهد اضطهاد العبيد؟
لقد كان العبيد هم الأيدي العاملة لأصحاب المزارع في الجنوب، وكان هؤلاء يسيطرون على زراعة القطن. وكانت الزراعة اقطاعية. الليبراليون الشماليون رأوا ان ثقافة الاقطاع عائق أمام الراسمالية الصناعية خاصة بعد أزمة الضرائب بين الطرفين. وكان لابد من تجريد الاقطاعيين من القوى العاملة المجانية. بدأ ذلك التجريد في بريطانيا وانتهى في امريكا بعد أن انتصر الرأسماليون الشماليون على الجنوب في الحرب الاهلية. بدأت حركات حقوق الإنسان بالتركيز على حقوق المرأة، لإنهاء ثقافة بقاء المرأة في المنزل وتحولها ليد عاملة في المصانع أو المدارس. في اول العقود بعد الحرب الاهلية، أصبحت القوى البشرية تشمل عشرات الآلاف من النساء الأمريكيات. والليبرالية التي تدعوا للحرية الفردية، رغبت في تحرير الفرد من حماية الجماعة، وبالتالي إجباره على العمل الشاق. مات الآلاف في المناجم وفي شق الأخاديد في الجبال، وبناء السدود لنهضة أمريكا، لأنها تحولت لدولة تعزز من المذهب الفردي بعد ان تخلصت من الثقافة الجماعية الاقطاعية الكلاسيكية الإتكالية الكسولة. وتم التخلص من تدخل الدولة في السوق (العمل ولا شيء سوى العمل)، (دعه يعمل دعه يمر)، المبدأ الذي بدأ في الصين القديمة ثم انتقل لفرنسا ومن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد خدمت الحركة الليبرالية الزنوج وحررتهم، ولكن ليس حباً فيهم وإنما حماية للقوى الرأسمالية..كان لا بد ان يظهر أبطال سود مثل مارتن لوثر كينج ومالكوم اكس ومحمد علي كلاي وأوباما لتأكيد انتصار الشمال الصناعي هلى الجنوب الاقطاعي. لقد كان جميع هؤلاء أدواتاً في الحقيقة وليسوا ابطالاً كما تم تصويرهم.
___________
أمل الكردفاني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...