نشرت مجلة ميريت المصرية في عددها 32 الصادر بشهر أوت 2021 ،بصفحتها 58 ، ثلاث قصائد للشاعر التونسي عبد الوهاب الملوح : الأولى بعنوان "الجدران" والثانية "أن تفكر كصباح" والثالثة "أغلفة لكتاب الصباح"، اتخذت جميعا عنوان مخطوطات في جيب حانة.
لابد من التوقف عند العنوان الجامع للقصائد الثلاث : باعتبارها مخطوطا أودع بجيب حانة ، وهو ما يوحي لنا بالجدلية القائمة بين الذاكرة والنسيان والوعي واللاوعي ، فالمخطوط لغويا هو ما كتب بخط اليد سواء كان كتابا أو وثيقة أو رسالة والتي كانت قديما تمثل المصادر الأولية للمعلومات ، أما الحانة فهي المكان المخصص لتناول الخمر ،المشروب الباعث لحالة السكر .
يعبر العنوان إذا، عن إدراك الإنسان للعالم بمستويات متعددة من الوعي ومن المعرفة .
ففي قصيدته الأولى ، استعمل الشاعر عبارة الجدران في سياقات مختلفة كي تكتسب معان متعددة، من سقف داخلي إلى حاجز خارجي إلى سياج ، إلى حدود ثم إلى ملجأ . وكذلك الشأن بالنسبة للطريق التي اتخذت معان مختلفة المعطف و الرياح والمشنقة.
ومرد ذلك حسب رأينا ، تداخل العالمين الداخلي والخارجي والوعي واللاوعي وسعي الشاعر من خلال حالاته الوجدانية الشعورية إلى البحث عن معنى أصلي .
فقصيدة الملوح وإن تشكلت من أبيات إلا أنها تميزت بتسلسل الصور والأحداث التي ما انفكت تتغير من خلال حركية مستمرة، إثر تواتر الصورة تلو الأخرى و المعنى تلو المعنى وانتقالها من مكان إلى مكان و من سياق إلى آخر .
وتتمثل قدرة الشاعر الإبداعية على زحزحة المعنى وجعله مختلفا إلى حد بلوغ نقيضه أحيانا .
والسبب في ذلك أن العالم الشعري للملوح لا يهدأ، فهو في متحول باستمرار، لذلك لا تحكمه النزعة الجمالية فحسب، بل وكذلك الكشف عن فناء الأشياء وقبحها وانهيارها وعدم استقرارها على حال، باعتبارها زائلة .
ولئن كانت نصوص الملوح شعرية " لتواتر الصور" ونسج بعضها لبعض الى حد التصادم والتناقض ،إلا أنها تبنت أيضا تقنيات السرد ،حتى تتمكن من زحزحة معاني الأبيات وجعلها في تحول مستمر كما ذكرنا .
فلم تقتصر الكتابة الشعرية للملوح على الخصائص المذكورة فحسب ، بل تجاوزتها بان منحت الشاعر إمكانية " التفكير" داخل القصيدة ومن خلالها،معتبرة أن لحظة التفكير هي محطة هامة ،من شأنها تعديل وتيرة أبيات القصيدة ،كي تصبح أكثر بطء وقابلية للتأمل في تركيبتها الداخلية .
فما انفك الشاعر يذكرنا أنه كان يفكر ويمعن في التفكير في أكثر من بيت وعلى امتداد القصيدة ،وأن موضوع تفكيره، كانت الحواجز النفسية التي يشعر بها وجدرانه المتخيلة وإمكانيات التحرر منها وجدانيا وفكريا .
لقد كان الملوح يروي لنا " حكاية شعرية" شيدتها صور متعاقبة تبحث عن معانيها ما انفكت تدفعه إلى التفكير في إمكانية تحرره من كل العوائق النفسية ،والقطع مع الرؤى السائدة الجمالية و الميتافيزيقية و الوجودية بل أو حتى البلاغية .
أما قصيدته الثانية بعنوان أن تفكر كصباح ، فيحاول الشاعر تجاوز الزمن الموضوعي الذي تحكمه عقارب الساعة باعتباره باعثا على الضجر ، ليكشف لنا عن زمنية أخرى تعيشها ذاته وهي زمنية خياله الشاعري.
فيحدثنا الملوح عن سعيه للقاء امرأة الموسيقى، تلك التي خلصته من قلقه الوجودي ومن قيوده ،لا ينبئنا عمن تكون ، هل هي وهم أم ذكرى أم حلم أم رمز أم استعارة؟ ،بل يصف لنا كيف أن طريق الوصول إليها جعله مخمورا بفعل غموض الشعر وأن وصلها جعله يتعثر ،يتدعثر ، يتبعثر يتلعثم .
فجاء حديثه في شكل "المونولوج " أي الحوار الداخلي مع الذات، يبدأ بوصف تخيلاته ثم سرعان ما يتحول إلى أوامر يوجهها لنفسه ،لكي يسرع لملاقاة تلك امرأة ، مما يجعلنا نطرح أكثر السؤال التالي : هل يمكن اعتبار القصيدة " مشهدا " رأى من خلاله الشاعر أحلام يقظته ،أم تكون حلما أبدع في وصفه، فكان هو الحالم بما يحدث والشاهد عليه والمتحدث عنه ؟
لكي نتبين طبيعة الحوار الداخلي للشاعر لا بد من الرجوع إلى هذه الأبيات :
وهبتك امرأة الموسيقى حجرها قصعة أحلام
فمزقت ظلالك
وألقيت بها قمصانا للاماني العارية
لا تختصر كل شيء دفعة واحدة
لا تستعجل الوصول إلى حجرها
وارتشف الطريق نبيذا تعتق في جرار
خبأها لك الشعر حيث عتمة الغموض اللذيذة .
يمكن القول بأن الشاعر كان السارد /المتحدث عنه في نفس الوقت ،فبعد أن وصف لنا لقاءه بامرأة الموسيقى ،خاطب نفسه في صيغة الأمر، فإذا به يتخذ موقع السارد الشاعر وموقع المتحدث عنه في الآن نفسه ،لما احتواه خطابه الشعري من أوامر، تمثلت في ضرورة أن يختصر كل شيء وأن لا يستعجل وأن يرتشف الطريق .
ومعنى ذلك أن عبد الوهاب الملوح يرى قدرة الكتابة الشعرية على أن تصبح فعلا راهنا حاضرا ، بالالتحام باللحظة الحاضرة إلى حد التطابق ،من خلال استعماله صيغة الأمر وبالتالي أن لا تقتصر أدواتها على وصف بعض مشاهد الماضي .
لذلك تبدو لنا تجربة الملوح الشعرية رحلة في اللاوعي وقطيعة مع الزمن الموضوعي للانتقال الى "الزمن المتخيل" الذي لا تحكمه إلا رغبة الشاعر، وهو زمن لا يخضع إذا إلا لمبدأ اللذة وتجنب الألم من منظور فرويدي ،
ولان الشعر مكن الشاعر من تحقيق تلك الرغبات على المستوى الرمزي، فقد منح الكتابة إمكانية أن تصبح فعلا راهنا حاضرا لا يقتصر على النقل ولا على الوصف بل على أن يكون ناجزا ولو على مستوى التخييل .
فهل كانت امرأة الموسيقى استعارة تحيلنا الى القصيدة نفسها ،وهي تكشف لنا عن أسرارها ؟
ربما ،إلا أنها تبقى قراءة ممكنة ضمن قراءات أخرى متعددة ، خاصة إذا اعتبرنا أن شعر الملوح يقترب من الاتجاه السريالي في الأدب دون أن يتبنى الكتابة الآلية العفوية ،من حيث أنها تسعى إلى التحرر من كل القواعد والضوابط .
أما قصيدته الثالث بعنوان أغلفة لكتاب الصباح، فيمكن القول أن الشاعر أتى بتعريفين للصباح ،فنفى في تعريفه الأول ،كل الاستعارات التي لا تحدد ملامحه وهي : مخيلة الأمل المتقاعس ، مرآة شارع المطر المتدفق ، نزوة السكر في يد امرأة تستحم ، أي أنه نفى تشبيه الصباح بكل صورة شعرية تعكس إدراكا ذاتيا للزمن ( المخيلة، المرآة ،النزوة) لكي يقترح علينا تعريفا آخر شاسعا واسعا في معناه، مقتضبا في تعبيره رغم التكثيف من صوره واستعاراته وهو أن الصباح مشقة إسكافي أحذية الهاربين في وهم دون كيشوت ،والمقصود من هذا البيت : أن الصباح باعتباره فترة من فترات النهار، لا شأن له بأحلامنا المستحيلة، لأنها شبيهة بأحلام دون كيشوت تلك الشخصية الروائية المعروفة للروائي الاسباني ميغيل دي ثيربانتس،حين خرجت لخوض معارك وهمية ،من بينها تلك التي جعلتها تواجه طواحين الهواء بغية تغيير العالم .فكيف يمكن لاسكافي أن يصلح أحذية لن تهدأ ولن تحقق مبتغاها مهما فعلت، لإدراك الزمن وإخضاعه لمشيئتها في عالم بات غريبا عنها ؟
إن هذا التعريف للصباح ،يجعلنا نتساءل عن مدى تأثر الشاعر بالاتجاه الوجودي في الأدب وبمفهوم العبثية،من وجهة نظر فلسفية أدبية ، بعلاقته " الشائكة " بالعالم ،بنظرته للإنسان وللشعر وللأدب عموما .
فلا شك، أن الملوح ما انفك يؤسس لقطيعة جمالية معرفية فلسفية مع الشعر العربي القديم بل وكذلك الحر،وقطيعة أخرى لا تقل أهمية وهي أوسع نطاقا تتعلق بالتفرقة بين الأجناس الأدبية خاصة منها تلك التي تتعلق بالتفرقة بين النثر والشعر ، وثالثة ميتافيزيقية تتعلق بفكرة صفاء الجمال وأسبقيته واختلافه عن القبح و الفناء والانهيار والزوال .
كاهنة عباس .
لابد من التوقف عند العنوان الجامع للقصائد الثلاث : باعتبارها مخطوطا أودع بجيب حانة ، وهو ما يوحي لنا بالجدلية القائمة بين الذاكرة والنسيان والوعي واللاوعي ، فالمخطوط لغويا هو ما كتب بخط اليد سواء كان كتابا أو وثيقة أو رسالة والتي كانت قديما تمثل المصادر الأولية للمعلومات ، أما الحانة فهي المكان المخصص لتناول الخمر ،المشروب الباعث لحالة السكر .
يعبر العنوان إذا، عن إدراك الإنسان للعالم بمستويات متعددة من الوعي ومن المعرفة .
ففي قصيدته الأولى ، استعمل الشاعر عبارة الجدران في سياقات مختلفة كي تكتسب معان متعددة، من سقف داخلي إلى حاجز خارجي إلى سياج ، إلى حدود ثم إلى ملجأ . وكذلك الشأن بالنسبة للطريق التي اتخذت معان مختلفة المعطف و الرياح والمشنقة.
ومرد ذلك حسب رأينا ، تداخل العالمين الداخلي والخارجي والوعي واللاوعي وسعي الشاعر من خلال حالاته الوجدانية الشعورية إلى البحث عن معنى أصلي .
فقصيدة الملوح وإن تشكلت من أبيات إلا أنها تميزت بتسلسل الصور والأحداث التي ما انفكت تتغير من خلال حركية مستمرة، إثر تواتر الصورة تلو الأخرى و المعنى تلو المعنى وانتقالها من مكان إلى مكان و من سياق إلى آخر .
وتتمثل قدرة الشاعر الإبداعية على زحزحة المعنى وجعله مختلفا إلى حد بلوغ نقيضه أحيانا .
والسبب في ذلك أن العالم الشعري للملوح لا يهدأ، فهو في متحول باستمرار، لذلك لا تحكمه النزعة الجمالية فحسب، بل وكذلك الكشف عن فناء الأشياء وقبحها وانهيارها وعدم استقرارها على حال، باعتبارها زائلة .
ولئن كانت نصوص الملوح شعرية " لتواتر الصور" ونسج بعضها لبعض الى حد التصادم والتناقض ،إلا أنها تبنت أيضا تقنيات السرد ،حتى تتمكن من زحزحة معاني الأبيات وجعلها في تحول مستمر كما ذكرنا .
فلم تقتصر الكتابة الشعرية للملوح على الخصائص المذكورة فحسب ، بل تجاوزتها بان منحت الشاعر إمكانية " التفكير" داخل القصيدة ومن خلالها،معتبرة أن لحظة التفكير هي محطة هامة ،من شأنها تعديل وتيرة أبيات القصيدة ،كي تصبح أكثر بطء وقابلية للتأمل في تركيبتها الداخلية .
فما انفك الشاعر يذكرنا أنه كان يفكر ويمعن في التفكير في أكثر من بيت وعلى امتداد القصيدة ،وأن موضوع تفكيره، كانت الحواجز النفسية التي يشعر بها وجدرانه المتخيلة وإمكانيات التحرر منها وجدانيا وفكريا .
لقد كان الملوح يروي لنا " حكاية شعرية" شيدتها صور متعاقبة تبحث عن معانيها ما انفكت تدفعه إلى التفكير في إمكانية تحرره من كل العوائق النفسية ،والقطع مع الرؤى السائدة الجمالية و الميتافيزيقية و الوجودية بل أو حتى البلاغية .
أما قصيدته الثانية بعنوان أن تفكر كصباح ، فيحاول الشاعر تجاوز الزمن الموضوعي الذي تحكمه عقارب الساعة باعتباره باعثا على الضجر ، ليكشف لنا عن زمنية أخرى تعيشها ذاته وهي زمنية خياله الشاعري.
فيحدثنا الملوح عن سعيه للقاء امرأة الموسيقى، تلك التي خلصته من قلقه الوجودي ومن قيوده ،لا ينبئنا عمن تكون ، هل هي وهم أم ذكرى أم حلم أم رمز أم استعارة؟ ،بل يصف لنا كيف أن طريق الوصول إليها جعله مخمورا بفعل غموض الشعر وأن وصلها جعله يتعثر ،يتدعثر ، يتبعثر يتلعثم .
فجاء حديثه في شكل "المونولوج " أي الحوار الداخلي مع الذات، يبدأ بوصف تخيلاته ثم سرعان ما يتحول إلى أوامر يوجهها لنفسه ،لكي يسرع لملاقاة تلك امرأة ، مما يجعلنا نطرح أكثر السؤال التالي : هل يمكن اعتبار القصيدة " مشهدا " رأى من خلاله الشاعر أحلام يقظته ،أم تكون حلما أبدع في وصفه، فكان هو الحالم بما يحدث والشاهد عليه والمتحدث عنه ؟
لكي نتبين طبيعة الحوار الداخلي للشاعر لا بد من الرجوع إلى هذه الأبيات :
وهبتك امرأة الموسيقى حجرها قصعة أحلام
فمزقت ظلالك
وألقيت بها قمصانا للاماني العارية
لا تختصر كل شيء دفعة واحدة
لا تستعجل الوصول إلى حجرها
وارتشف الطريق نبيذا تعتق في جرار
خبأها لك الشعر حيث عتمة الغموض اللذيذة .
يمكن القول بأن الشاعر كان السارد /المتحدث عنه في نفس الوقت ،فبعد أن وصف لنا لقاءه بامرأة الموسيقى ،خاطب نفسه في صيغة الأمر، فإذا به يتخذ موقع السارد الشاعر وموقع المتحدث عنه في الآن نفسه ،لما احتواه خطابه الشعري من أوامر، تمثلت في ضرورة أن يختصر كل شيء وأن لا يستعجل وأن يرتشف الطريق .
ومعنى ذلك أن عبد الوهاب الملوح يرى قدرة الكتابة الشعرية على أن تصبح فعلا راهنا حاضرا ، بالالتحام باللحظة الحاضرة إلى حد التطابق ،من خلال استعماله صيغة الأمر وبالتالي أن لا تقتصر أدواتها على وصف بعض مشاهد الماضي .
لذلك تبدو لنا تجربة الملوح الشعرية رحلة في اللاوعي وقطيعة مع الزمن الموضوعي للانتقال الى "الزمن المتخيل" الذي لا تحكمه إلا رغبة الشاعر، وهو زمن لا يخضع إذا إلا لمبدأ اللذة وتجنب الألم من منظور فرويدي ،
ولان الشعر مكن الشاعر من تحقيق تلك الرغبات على المستوى الرمزي، فقد منح الكتابة إمكانية أن تصبح فعلا راهنا حاضرا لا يقتصر على النقل ولا على الوصف بل على أن يكون ناجزا ولو على مستوى التخييل .
فهل كانت امرأة الموسيقى استعارة تحيلنا الى القصيدة نفسها ،وهي تكشف لنا عن أسرارها ؟
ربما ،إلا أنها تبقى قراءة ممكنة ضمن قراءات أخرى متعددة ، خاصة إذا اعتبرنا أن شعر الملوح يقترب من الاتجاه السريالي في الأدب دون أن يتبنى الكتابة الآلية العفوية ،من حيث أنها تسعى إلى التحرر من كل القواعد والضوابط .
أما قصيدته الثالث بعنوان أغلفة لكتاب الصباح، فيمكن القول أن الشاعر أتى بتعريفين للصباح ،فنفى في تعريفه الأول ،كل الاستعارات التي لا تحدد ملامحه وهي : مخيلة الأمل المتقاعس ، مرآة شارع المطر المتدفق ، نزوة السكر في يد امرأة تستحم ، أي أنه نفى تشبيه الصباح بكل صورة شعرية تعكس إدراكا ذاتيا للزمن ( المخيلة، المرآة ،النزوة) لكي يقترح علينا تعريفا آخر شاسعا واسعا في معناه، مقتضبا في تعبيره رغم التكثيف من صوره واستعاراته وهو أن الصباح مشقة إسكافي أحذية الهاربين في وهم دون كيشوت ،والمقصود من هذا البيت : أن الصباح باعتباره فترة من فترات النهار، لا شأن له بأحلامنا المستحيلة، لأنها شبيهة بأحلام دون كيشوت تلك الشخصية الروائية المعروفة للروائي الاسباني ميغيل دي ثيربانتس،حين خرجت لخوض معارك وهمية ،من بينها تلك التي جعلتها تواجه طواحين الهواء بغية تغيير العالم .فكيف يمكن لاسكافي أن يصلح أحذية لن تهدأ ولن تحقق مبتغاها مهما فعلت، لإدراك الزمن وإخضاعه لمشيئتها في عالم بات غريبا عنها ؟
إن هذا التعريف للصباح ،يجعلنا نتساءل عن مدى تأثر الشاعر بالاتجاه الوجودي في الأدب وبمفهوم العبثية،من وجهة نظر فلسفية أدبية ، بعلاقته " الشائكة " بالعالم ،بنظرته للإنسان وللشعر وللأدب عموما .
فلا شك، أن الملوح ما انفك يؤسس لقطيعة جمالية معرفية فلسفية مع الشعر العربي القديم بل وكذلك الحر،وقطيعة أخرى لا تقل أهمية وهي أوسع نطاقا تتعلق بالتفرقة بين الأجناس الأدبية خاصة منها تلك التي تتعلق بالتفرقة بين النثر والشعر ، وثالثة ميتافيزيقية تتعلق بفكرة صفاء الجمال وأسبقيته واختلافه عن القبح و الفناء والانهيار والزوال .
كاهنة عباس .