أشاهد كثيراً نساءً متفانيات، وأخريات يرمين بالزوج والأطفال إلى القمامة ليعشن حياتهن بالطول والعرض.
إنها معادلة وجودية، هي فلسفة وليست مجرد سلوك عارض. ولذلك تدخل في باب الجدل حول أيهما الأكثر صواباً: الزوجة المتفانية، أم الزوجة التي تعيش لنفسها؟
بعيداً عن الخطاب العاطفي حول الاسرة، لكننا يجب أن نضع مسلمات، منها أنه لا يوجد إنسان آخر يستحق أكثر مما تستحقه (نفسك) أنت.
المرأة المتفانية، غالباً ما تموت مبكراً، أو تفقد حيويتها الأنثوية، وتتحول لثور الفلاحة الذي يحرث الأرض ويدير السواقي، ويعصر الزيت ثم يموت حتف أنفه. لكنه أبداً لا يأكل سوى العلف الرخيص، ثم يشيخ ويذبح قبل موته لتحليل أكل لحمه.
المرأة المتفانية، ما أن تموت حتى يفكر الرجل في الزواج بامرأة اخرى، ويتجمع حوله الأقارب والاهل ليشجعوه على الزواج وهم سعداء بخيانة الموتى.
لذلك لا يوجد رجل يستحق أن تتفانى المرأة في خدمته، بل يجب أن تعمل دوماً من أجل إرضاء قيمتها الإنسانية والأنثوية. على المرأة ان تفكر مثل الرجل تماما.
إن مؤسسة الزواج المصطنعة يجب ألا تسجن أي من طرفيها، في قفص حديدي، بل يجب أن تكون مفتوحة الباب دائما للطيران خارجها.
التفاني يرهق الجسد والنفس، يدمر الإنساني ويعني (إذا نزعنا عنه الوصف الأخلاقي المخلوع عليه) عبودية مقنعة.
إن كل من يتفانى في خدمة شخص آخر هو عبد له، بلا شك. ومن الرجال والنساء من يرفضون الطلاق رغم تعاسة حياتهم الشخصية بحجج واهية كحماية الأطفال، لكنهم كاذبون، إنهم فقط خائفون من التحرر. خائفون من خوض تجربة جديدة في الحياة، ولذلك يتفانون من أجل الآخر الذي لا يستحق.
إننا يجب أن نعيد صياغة حياتنا الخاصة، وأهم ما يجب علينا إعادة صياغته هو فكرة الزواج كأحد أدوات العبودية. أحد ادوات قهر الإنسان للإنسان، أو قهر الإنسان لنفسه. فالزواج لا يعني سوى الدخول في حالة خوف مستمر إما من الخيانة او من فقدان الوضع المستقر استقراراً سلبياً. وهذا لا يخدمنا في حياتنا القصيرة جداً هذه، والتي يجب أن نعيشها كما يجب. وما يجب أن نفعله هو أن لا نتفانى لإسعاد الآخرين على حساب أنفسنا، فنحن لسنا عبيداً، ونحن يجب أن نكون سعداء، وأن نخوض الثورة ضد واقعنا، وأن نقاوم الاستقرار السلبي.
يقول دولوز عن السينما الفرنسية والأمريكية، بأن الأولى يسعى فيها البطل للعودة من حيث هرب، أما الامريكية فإن البطل يستمر في حالة هروب، أي في حالة مواجهة مستمرة للخطر، أي خوض التجارب الجديدة. إن الهرب ليس فراراً من الأذى الجسدي، بل فرار مستمر من عبودية الاستقرار السلبي، أي أن الهروب هو حالة تحرر مستمرة بلا انقطاع. يقول دولوز ذلك فيما معناه كذلك. أن تركب زوارق الموت ليس فراراً من جحيم أفريقيا، بل اتباعاً لحلمك بالحرية، وأن تغرق وتموت وأنت في لحظة تحرر كامل. فالتحرر تمرد عقلي وليس فقط تمرد جسدي. تماماً كالجندي الأسير الذي ينال إعجاب آسره من كثرة محاولاته للهروب من الأسر رغم ما قد يتعرض له من إطلاق النار.
هكذا يبدو التفاني من أجل الآخر عبودية بائسة، ولكنها تحاط بأوصاف إيجابية أخلاقية، مثل (الإخلاص، الشعور بالمسؤولية..الخ). لكنه في الحقيقة تدمير الإنسان لإنسانيته وتجريده من أهم خصائص إنسانيته وهو السعي المستمر نحو تذوق الجمال على نحو متجدد. لأن سعادتنا ليست سوى لحظة تأتي وتنتهي وتعقبها لحظات أخرى يجب ملأ فراغها بالجديد. وتتم شيطنة هذه الرغبة في التحرر عن طريق استخدام أوصاف قبيحة ك(الانانية، الخيانة). إن كل الفلاسفة الأخلاقيين اشتغلوا ضد سعادة الإنسان، وعكسوا الحقائق فوصفوا ما هو جميل بكلمات قبيحة، وما هو قبيح بكلمات جميلة، وما ذلك سوى لأن الفلاسفة كانوا يخدمون السياسة. فإن أخطر ما يواجهه اي سياسي هو أن يعرف كل فرد في الدولة مصالحه على نحو صحيح. إن السياسي يحافظ على كلمات رنانة وشعارات فضفاضة مثل (الوطنية، الأمن القومي) لكي ينزع عن الفرد روح المقاومة والثورة ضد جلاده، إن السياسي يستخدم العاطفة العمياء، ليجعل المواطن متفانياً في خدمته ولو ضد مصالحه الشخصية. هكذا يتم وصم من يبحث عن سعادته رافضاً التفاني بأنه أناني أو يبحث عن مصالحه الضيقة، في الوقت الذي يسعى فيه أي سياسي نحو تحقيق مصالحه هو، ولو بتنفيذ أجندة خارجية.
وهذا القمع السلطوي، ليس محصوراً في الحكم، بل في كل شيء، (فالزواج ليس سوى قمع سلطوي، الصداقة، الوظيفة، الإعلام، الصورة والكلمة،..الخ).
إنها معادلة وجودية، هي فلسفة وليست مجرد سلوك عارض. ولذلك تدخل في باب الجدل حول أيهما الأكثر صواباً: الزوجة المتفانية، أم الزوجة التي تعيش لنفسها؟
بعيداً عن الخطاب العاطفي حول الاسرة، لكننا يجب أن نضع مسلمات، منها أنه لا يوجد إنسان آخر يستحق أكثر مما تستحقه (نفسك) أنت.
المرأة المتفانية، غالباً ما تموت مبكراً، أو تفقد حيويتها الأنثوية، وتتحول لثور الفلاحة الذي يحرث الأرض ويدير السواقي، ويعصر الزيت ثم يموت حتف أنفه. لكنه أبداً لا يأكل سوى العلف الرخيص، ثم يشيخ ويذبح قبل موته لتحليل أكل لحمه.
المرأة المتفانية، ما أن تموت حتى يفكر الرجل في الزواج بامرأة اخرى، ويتجمع حوله الأقارب والاهل ليشجعوه على الزواج وهم سعداء بخيانة الموتى.
لذلك لا يوجد رجل يستحق أن تتفانى المرأة في خدمته، بل يجب أن تعمل دوماً من أجل إرضاء قيمتها الإنسانية والأنثوية. على المرأة ان تفكر مثل الرجل تماما.
إن مؤسسة الزواج المصطنعة يجب ألا تسجن أي من طرفيها، في قفص حديدي، بل يجب أن تكون مفتوحة الباب دائما للطيران خارجها.
التفاني يرهق الجسد والنفس، يدمر الإنساني ويعني (إذا نزعنا عنه الوصف الأخلاقي المخلوع عليه) عبودية مقنعة.
إن كل من يتفانى في خدمة شخص آخر هو عبد له، بلا شك. ومن الرجال والنساء من يرفضون الطلاق رغم تعاسة حياتهم الشخصية بحجج واهية كحماية الأطفال، لكنهم كاذبون، إنهم فقط خائفون من التحرر. خائفون من خوض تجربة جديدة في الحياة، ولذلك يتفانون من أجل الآخر الذي لا يستحق.
إننا يجب أن نعيد صياغة حياتنا الخاصة، وأهم ما يجب علينا إعادة صياغته هو فكرة الزواج كأحد أدوات العبودية. أحد ادوات قهر الإنسان للإنسان، أو قهر الإنسان لنفسه. فالزواج لا يعني سوى الدخول في حالة خوف مستمر إما من الخيانة او من فقدان الوضع المستقر استقراراً سلبياً. وهذا لا يخدمنا في حياتنا القصيرة جداً هذه، والتي يجب أن نعيشها كما يجب. وما يجب أن نفعله هو أن لا نتفانى لإسعاد الآخرين على حساب أنفسنا، فنحن لسنا عبيداً، ونحن يجب أن نكون سعداء، وأن نخوض الثورة ضد واقعنا، وأن نقاوم الاستقرار السلبي.
يقول دولوز عن السينما الفرنسية والأمريكية، بأن الأولى يسعى فيها البطل للعودة من حيث هرب، أما الامريكية فإن البطل يستمر في حالة هروب، أي في حالة مواجهة مستمرة للخطر، أي خوض التجارب الجديدة. إن الهرب ليس فراراً من الأذى الجسدي، بل فرار مستمر من عبودية الاستقرار السلبي، أي أن الهروب هو حالة تحرر مستمرة بلا انقطاع. يقول دولوز ذلك فيما معناه كذلك. أن تركب زوارق الموت ليس فراراً من جحيم أفريقيا، بل اتباعاً لحلمك بالحرية، وأن تغرق وتموت وأنت في لحظة تحرر كامل. فالتحرر تمرد عقلي وليس فقط تمرد جسدي. تماماً كالجندي الأسير الذي ينال إعجاب آسره من كثرة محاولاته للهروب من الأسر رغم ما قد يتعرض له من إطلاق النار.
هكذا يبدو التفاني من أجل الآخر عبودية بائسة، ولكنها تحاط بأوصاف إيجابية أخلاقية، مثل (الإخلاص، الشعور بالمسؤولية..الخ). لكنه في الحقيقة تدمير الإنسان لإنسانيته وتجريده من أهم خصائص إنسانيته وهو السعي المستمر نحو تذوق الجمال على نحو متجدد. لأن سعادتنا ليست سوى لحظة تأتي وتنتهي وتعقبها لحظات أخرى يجب ملأ فراغها بالجديد. وتتم شيطنة هذه الرغبة في التحرر عن طريق استخدام أوصاف قبيحة ك(الانانية، الخيانة). إن كل الفلاسفة الأخلاقيين اشتغلوا ضد سعادة الإنسان، وعكسوا الحقائق فوصفوا ما هو جميل بكلمات قبيحة، وما هو قبيح بكلمات جميلة، وما ذلك سوى لأن الفلاسفة كانوا يخدمون السياسة. فإن أخطر ما يواجهه اي سياسي هو أن يعرف كل فرد في الدولة مصالحه على نحو صحيح. إن السياسي يحافظ على كلمات رنانة وشعارات فضفاضة مثل (الوطنية، الأمن القومي) لكي ينزع عن الفرد روح المقاومة والثورة ضد جلاده، إن السياسي يستخدم العاطفة العمياء، ليجعل المواطن متفانياً في خدمته ولو ضد مصالحه الشخصية. هكذا يتم وصم من يبحث عن سعادته رافضاً التفاني بأنه أناني أو يبحث عن مصالحه الضيقة، في الوقت الذي يسعى فيه أي سياسي نحو تحقيق مصالحه هو، ولو بتنفيذ أجندة خارجية.
وهذا القمع السلطوي، ليس محصوراً في الحكم، بل في كل شيء، (فالزواج ليس سوى قمع سلطوي، الصداقة، الوظيفة، الإعلام، الصورة والكلمة،..الخ).