"السعادة هي الشعور بتنامي القوة"..
قرأتها في أحد مؤلفات نيتشه. وقد هالني هذا التعريف. إذ أن كلمة سعادة ظلت بالنسبة لي كلمة فارغة، بل يجب استبعادها من المعاجم، وأن تحل محلها كلمات أخرى كالرضى. غير أن مفهوم نيتشة للسعادة قلب موازيني.
١-الشعور:
٢-بتنامي:
٣-القوة:
هذا تعريف مجنون بالفعل. فهل الشعور بالعظمة هو السعادة. يبدو لي أن الفرق بينهما شاسع، فالسعادة متحركة (تنامي) أما الشعور بالعظمة فثابت. قد لا تقترن العظمة بالقوة (الذهنية أو الجسدية أو المالية أو السلطوية)، بل قد تكون مجرد شعورٍ مَرَضي بلا أي مبرر. العظمة هي القمة، السعادة لا قمة لها. قد لا تقترن القوة بالعظمة كزعيم العصابة، وقد تكون العظمة بلا قوة كالفصامي، فلا يكون من مصدر للعظمة.
إذاً؛ فالفارق بين الشعور بالعظمة والسعادة شاسع، لكنهما قد يقترنان. يكون تنامي القوة مفضياً إلى الشعور بالعظمة، وقد تكون العظمة المَرَضية مفضية إلى الشعور بتنامي القوة.
تنامي الشعور بالقوة، هو السعادة، فالحبيبان يشعران بتنامي القوة وهنا تكمن السعادة في الحب. والمظلوم حين يحصل على الحكم لصالحه يشعر بتنامي القوة وهنا تكمن السعادة، إن القوة لا تقف فقط عند حد الشعور بالأمان (كالرضى)، بل تتجاوزه متجهة نحو القدرة على (الفعل)، القدرة على إحداث أثر ما على أي مستوىً كان. إن السعادة إذن تمنحنا القوة التي بدورها تمنحنا شرعية أن نحلم مع درجة من الموثوقية في تحقق تلك الأحلام. أن نحلم؛ أعلى مستوىً من أن نتمنى. أن نتمنى المال وبالتالي نعمل لنحصل على المال (هذا ممكن)، أما الحلم فهو أن نصبح مليونيرات. إن شعورنا بإمكانية أن ننجز الأمنيات ليس بالشيء الكبير الذي يجعلنا سعداء، لكن عندما تتحقق الأمنيات ترتفع روحنا المعنوية فنشعر بأننا قادرون على تحقيق الأحلام وهنا تبدأ السعادة.
الطفل الفقير الذي يتمنى أن يدخل المدرسة، فيدخلها بعد جهد جهيد، يشعر بالرضى، لكنه يبدأ في امتلاك أداة جديدة للحلم بما هو أكبر من التمني؛ كأن يكون شخصاً مرموقاً لأنه تعلم. (يتنامى الشعور لديه بالقوة منذ تلك اللحظة).
إن شعوبنا في دولنا الفقيرة لا تحلم، بل تتمنى. ولذلك فغالباً لا تملك روح الحلم. وفي الغالب فإن الأماني نفسها تصبح شديدة الإستحالة كالحلم، رغم أنها منطقياً يجب أن تكون في درجة الممكن. لذلك فشعوبنا ليست سعيدة البتة. إن الشباب والأسر، نساء ورجالاً وأطفالاً يركبون زوارق الموت لأنهم يبحثون عن تحقيق الأمنيات لا الاحلام. فهم يبحثون عن الرضى لا السعادة. إن السعادة عندهم سلعة نادرة، وربما كان هذا هو السبب الذي جعلني أنكر وجود تعريف للسعادة قبل قراءتي لنيتشه.
قرأتها في أحد مؤلفات نيتشه. وقد هالني هذا التعريف. إذ أن كلمة سعادة ظلت بالنسبة لي كلمة فارغة، بل يجب استبعادها من المعاجم، وأن تحل محلها كلمات أخرى كالرضى. غير أن مفهوم نيتشة للسعادة قلب موازيني.
١-الشعور:
٢-بتنامي:
٣-القوة:
هذا تعريف مجنون بالفعل. فهل الشعور بالعظمة هو السعادة. يبدو لي أن الفرق بينهما شاسع، فالسعادة متحركة (تنامي) أما الشعور بالعظمة فثابت. قد لا تقترن العظمة بالقوة (الذهنية أو الجسدية أو المالية أو السلطوية)، بل قد تكون مجرد شعورٍ مَرَضي بلا أي مبرر. العظمة هي القمة، السعادة لا قمة لها. قد لا تقترن القوة بالعظمة كزعيم العصابة، وقد تكون العظمة بلا قوة كالفصامي، فلا يكون من مصدر للعظمة.
إذاً؛ فالفارق بين الشعور بالعظمة والسعادة شاسع، لكنهما قد يقترنان. يكون تنامي القوة مفضياً إلى الشعور بالعظمة، وقد تكون العظمة المَرَضية مفضية إلى الشعور بتنامي القوة.
تنامي الشعور بالقوة، هو السعادة، فالحبيبان يشعران بتنامي القوة وهنا تكمن السعادة في الحب. والمظلوم حين يحصل على الحكم لصالحه يشعر بتنامي القوة وهنا تكمن السعادة، إن القوة لا تقف فقط عند حد الشعور بالأمان (كالرضى)، بل تتجاوزه متجهة نحو القدرة على (الفعل)، القدرة على إحداث أثر ما على أي مستوىً كان. إن السعادة إذن تمنحنا القوة التي بدورها تمنحنا شرعية أن نحلم مع درجة من الموثوقية في تحقق تلك الأحلام. أن نحلم؛ أعلى مستوىً من أن نتمنى. أن نتمنى المال وبالتالي نعمل لنحصل على المال (هذا ممكن)، أما الحلم فهو أن نصبح مليونيرات. إن شعورنا بإمكانية أن ننجز الأمنيات ليس بالشيء الكبير الذي يجعلنا سعداء، لكن عندما تتحقق الأمنيات ترتفع روحنا المعنوية فنشعر بأننا قادرون على تحقيق الأحلام وهنا تبدأ السعادة.
الطفل الفقير الذي يتمنى أن يدخل المدرسة، فيدخلها بعد جهد جهيد، يشعر بالرضى، لكنه يبدأ في امتلاك أداة جديدة للحلم بما هو أكبر من التمني؛ كأن يكون شخصاً مرموقاً لأنه تعلم. (يتنامى الشعور لديه بالقوة منذ تلك اللحظة).
إن شعوبنا في دولنا الفقيرة لا تحلم، بل تتمنى. ولذلك فغالباً لا تملك روح الحلم. وفي الغالب فإن الأماني نفسها تصبح شديدة الإستحالة كالحلم، رغم أنها منطقياً يجب أن تكون في درجة الممكن. لذلك فشعوبنا ليست سعيدة البتة. إن الشباب والأسر، نساء ورجالاً وأطفالاً يركبون زوارق الموت لأنهم يبحثون عن تحقيق الأمنيات لا الاحلام. فهم يبحثون عن الرضى لا السعادة. إن السعادة عندهم سلعة نادرة، وربما كان هذا هو السبب الذي جعلني أنكر وجود تعريف للسعادة قبل قراءتي لنيتشه.