يبدو أننا تجاوزنا التناص إلى الإنتصاص، والإنتصاص هو ذلك الاستخدام المفرط للثقافة اللغوية المشتركة داخل النص. إننا لم نعد نعرف من يكتب، لأن الكتابة واحدة: الأسلوب، التكنيكات، القاموس، حتى لو اختلفت الفكرة. إن الشذوذ المحمود اختفى، الشذوذ المتزن. سنبحث داخل التجنيسات الأدبية المختلفة، وسنجد الانتصاص ماثلاً فيها. أصبحت هناك لغة نخبة ثقافية مكرورة (ذات المفردات، وذات الأسلوب)، لأنها -وهي وحدها- التي تمنحك حق الوصول إلى النخبة وشرعية أن تُقرأ ما دمت قد تنَّمطت انتصاصياً. هذه ليست سخافة فقط بل إنحطاط ونسف لمعنى الإبداع، وكيف تصبح النخبة تملك ذات معايير العامة، إذ يصبح هناك من يكتبون من خلال نمط الجوائز الذي تحول لسجن فولاذي ومنافسة شرسة على من يصبر أكثر عاضاً إبهامه وهو يكتب بعقل لجنة التحكيم المنمطة بدورها داخل ذلك النموذج الإدراكي المشترك.
حتى التجريب يجب أن يولج داخل معايير التجريب ليكون تجريباً وبالتالي فهو يفقد تجريبيته.
إن حالة الانتصاص هذه مؤسفة ولكنها أيضاً مدمرة، وتعرقل أي تقدم للإبداع.
حتى التجريب يجب أن يولج داخل معايير التجريب ليكون تجريباً وبالتالي فهو يفقد تجريبيته.
إن حالة الانتصاص هذه مؤسفة ولكنها أيضاً مدمرة، وتعرقل أي تقدم للإبداع.