ماتزال في الأمة بقية خير يحملون العلم هديا ويعطونه هبة، تدرك بهم سيرة السلف فإذا أنت بين يدي كرام أجلاء، تدرك بهم معنى الإتقان وعراقة الانتماء.
لا أغالي أن وجدت في الأستاذ الدكتور عبدالكريم حسين القارئ العربي يد الله ترعى وعنايته تحفظ، تعهدني قارئا وقومني ساردا، أعنته طلبا ويجزل العطاء سهلا، دل وللرائد مكانة وتجلة على أدبي فأوسعه انتشارا ومنحه اعتبار النقاد فكان وسمه إياه بالرواية القبضة في جامعة دمشق كانت الإشارة فحظي بقراء ودار بين الناس حديث سارد من مصر عتيقة وفي شارع شبرا والبهلول وحارة كركش أم هاشم ومدد وكثير جرى به مداد القلم رسالة إلى ماركيز وأخرى إلى نزار، لا أزعم أنني أتيت بما لم يأت به الأوائل لكنها سياحة في عالم الكتابة ومحاولة للتعبير عن عالم يصخب كل آونة فيعركنا تحت حجري الطاحونة التي ضاع قمحها زمن اليبس ولايوسف!
أكتب إليه وهو في معهده يعكف على مادته يتقنها ويهبها الحياة، يشعرك بأنك أمام أبي حيان التوحيدي في مقابساته حين ينثر فرائده أو شوقي ضيف في تأريخه لأدب العرب، هذا ريحانة الشام حظ من مشى في ركبه أو اقتبس من أثره، ما عنده إلا الهدى!
يكتب في أناة وينقد في رصانة، يتوحشه واقع عربي مثقل بالجراح وطعنات غدر من بني قومنا تجاهلوا أو تغافلوا موطيء العلياء فانتهبتهم فرائس البشر وضواري السباع!
دونكم صفحته فاحرصوا عليها؛ تجدوا العلم والجود والندى، في عصر يكاد يتناسى الناس فيه أعلامهم حتى إذا مضوا محمودين تأسينا لوعة.
أسأل الله العظيم أن يهبه من العمر بركته ومن الصحة عافيتها ومن الجزاء أفضله!
نموذج من كتاباته:
الرواية القبضة:
حملاً على مقولة القصة الومضة..
جاءنا د.سيد شعبان بمولود جديد حصيلة فنون السرد ..واخترت من روايته (سرد ما كان) نصاً؛ لتلحظوا أن عبارة (ما كان) مراوغة ، أي سرد شيء لم يكن، وهو المعنى الثاني للظاهر الأول من العنوان: سرد شيء قد جرى، ومضى، وهيهات::كان يا ما كان في قديم الزمان افتتاح يلوح به العنوان.. جاء في الرواية ما يأتي:
(يقتاتون الدمع، مثل جنين في رحم أمه تنتظره وهي لا تدري أنه يوما ما سيركلها بعيدا فكرت جديا في كسر قلمي؛ إنه يؤلمني؛ يواصل نزفه دونما مراعاة لما يدور في عالمي، لست حامل عطر بل أكاد أجاري نافخ الكير، السماء ملبدة بالغيوم، الأرض تمور بالبراكين، لا وقت لسرد جديد!)
يحدثنا عن جيل جسر حكايات مئة عام من العزلة، وهو يفتن في عرض الأحوال:
1- من فقرهم (يقتاتون الدمع) لتحصيل الأرزاق لأولادهم
2- تشبيه أحوالهم بحال الأم التي تغذي جنينها بحب، وهو يختم حياته في بطنها بركلة من رجليه في طريقه للحياة,,أطوار الخلق..
3- عقوق الآباء من جهة الأبناء، وعقوق الأجيال للأجيال الراحلة..والأمل بالإصلاح بعيد.
4- السارد يرى ما يصدع رأسه في التدافع الاجتماعي، ويبدي خوفه جاداً من هاجس الكتابة من ضيقه مما يرى من جهة، ومن ضيقه أنقلمه لا يحمل عطراً لكتابته يشد إليها الناس من أنوفهم، ولا يملك كيراً يجعل عرقها مكروها لبعض الناس.
5- يجعل الأمل واليأس صنوين لديه (الغيوم) تلوح بالأمل وربما خابت بها الظنون، ومقامه بلفظ الغيوم للسوء والبراكين تحمل الحمم والقذائف للمستبدين
إنها ليست حياة فرد وكفى بل هي حياة أجيال ومستقبل أبنائها مهدد بالوباء نفسه..
6- ترك القلم لأنه ليس هناك وقت للكتابة به، ولا وظيفة له ..
فهي لون من العبث حول الحياة قبل أن يكون فيها..
لا أغالي أن وجدت في الأستاذ الدكتور عبدالكريم حسين القارئ العربي يد الله ترعى وعنايته تحفظ، تعهدني قارئا وقومني ساردا، أعنته طلبا ويجزل العطاء سهلا، دل وللرائد مكانة وتجلة على أدبي فأوسعه انتشارا ومنحه اعتبار النقاد فكان وسمه إياه بالرواية القبضة في جامعة دمشق كانت الإشارة فحظي بقراء ودار بين الناس حديث سارد من مصر عتيقة وفي شارع شبرا والبهلول وحارة كركش أم هاشم ومدد وكثير جرى به مداد القلم رسالة إلى ماركيز وأخرى إلى نزار، لا أزعم أنني أتيت بما لم يأت به الأوائل لكنها سياحة في عالم الكتابة ومحاولة للتعبير عن عالم يصخب كل آونة فيعركنا تحت حجري الطاحونة التي ضاع قمحها زمن اليبس ولايوسف!
أكتب إليه وهو في معهده يعكف على مادته يتقنها ويهبها الحياة، يشعرك بأنك أمام أبي حيان التوحيدي في مقابساته حين ينثر فرائده أو شوقي ضيف في تأريخه لأدب العرب، هذا ريحانة الشام حظ من مشى في ركبه أو اقتبس من أثره، ما عنده إلا الهدى!
يكتب في أناة وينقد في رصانة، يتوحشه واقع عربي مثقل بالجراح وطعنات غدر من بني قومنا تجاهلوا أو تغافلوا موطيء العلياء فانتهبتهم فرائس البشر وضواري السباع!
دونكم صفحته فاحرصوا عليها؛ تجدوا العلم والجود والندى، في عصر يكاد يتناسى الناس فيه أعلامهم حتى إذا مضوا محمودين تأسينا لوعة.
أسأل الله العظيم أن يهبه من العمر بركته ومن الصحة عافيتها ومن الجزاء أفضله!
نموذج من كتاباته:
الرواية القبضة:
حملاً على مقولة القصة الومضة..
جاءنا د.سيد شعبان بمولود جديد حصيلة فنون السرد ..واخترت من روايته (سرد ما كان) نصاً؛ لتلحظوا أن عبارة (ما كان) مراوغة ، أي سرد شيء لم يكن، وهو المعنى الثاني للظاهر الأول من العنوان: سرد شيء قد جرى، ومضى، وهيهات::كان يا ما كان في قديم الزمان افتتاح يلوح به العنوان.. جاء في الرواية ما يأتي:
(يقتاتون الدمع، مثل جنين في رحم أمه تنتظره وهي لا تدري أنه يوما ما سيركلها بعيدا فكرت جديا في كسر قلمي؛ إنه يؤلمني؛ يواصل نزفه دونما مراعاة لما يدور في عالمي، لست حامل عطر بل أكاد أجاري نافخ الكير، السماء ملبدة بالغيوم، الأرض تمور بالبراكين، لا وقت لسرد جديد!)
يحدثنا عن جيل جسر حكايات مئة عام من العزلة، وهو يفتن في عرض الأحوال:
1- من فقرهم (يقتاتون الدمع) لتحصيل الأرزاق لأولادهم
2- تشبيه أحوالهم بحال الأم التي تغذي جنينها بحب، وهو يختم حياته في بطنها بركلة من رجليه في طريقه للحياة,,أطوار الخلق..
3- عقوق الآباء من جهة الأبناء، وعقوق الأجيال للأجيال الراحلة..والأمل بالإصلاح بعيد.
4- السارد يرى ما يصدع رأسه في التدافع الاجتماعي، ويبدي خوفه جاداً من هاجس الكتابة من ضيقه مما يرى من جهة، ومن ضيقه أنقلمه لا يحمل عطراً لكتابته يشد إليها الناس من أنوفهم، ولا يملك كيراً يجعل عرقها مكروها لبعض الناس.
5- يجعل الأمل واليأس صنوين لديه (الغيوم) تلوح بالأمل وربما خابت بها الظنون، ومقامه بلفظ الغيوم للسوء والبراكين تحمل الحمم والقذائف للمستبدين
إنها ليست حياة فرد وكفى بل هي حياة أجيال ومستقبل أبنائها مهدد بالوباء نفسه..
6- ترك القلم لأنه ليس هناك وقت للكتابة به، ولا وظيفة له ..
فهي لون من العبث حول الحياة قبل أن يكون فيها..