هل الله موجود؟
من أقدم الأسئلة التي طرحها الإنسان ، وتباينت الإجابات كل تحركه دوافعه وقناعاته المسبقة على التفكير في هذه الأحجية ، وأثرت الإجابات على النظريات المختلفة كالوضعية المنطقية ومدرسة اللغة العادية . كما أثرت على نظرية المعرفة منذ المتعاليات (الترستندنتالية) وحتى العقل المكون أو الفاعل عند هايدجر وفوكو وليفي ستروس وغيرهم .. لكن الإجابة تظل موقوفة على تصورات الله كما هو الحال عند المتكلمة باعتباره جوهرا .. أو مفهومه في سياقات الوحدة الكونية .. في النهاية القضية بسيطة.. إننا نحدد موقفنا الخاص من الله ثم نتجه إلى إثبات وجهة نظرنا . وبما أن الله يتجاوز حدود العقل -وإلا كان خاضعا لفحص إمبريقي- فإن السؤال عن:هل الله موجود؟ أصبح في الواقع من أسخف الأسئلة . إننا نمر بمرحلة مختلفة ؛ مرحلة إحاطة المادة بنا من كل جانب ، حتى الفكر ينطلق من براغماتية الثقافة المادية ، ثقافة الإستهلاك ، والعولمة باعتبارها تبادلا متسارعا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ورياضيا وتكنولوجيا ، ..الخ. لم يعد سؤال: هل الله موجود ؟ مناسبا البتة . ولكن السؤال المناسب (وفق ديناميتنا البراغماتية) هو: هل نحتاج إلى الله؟
إننا هنا لا نجعل من وجود الله مسلمة، فهو ليس هنا غاية ، بل وسيلة (حاجة أم غير حاجة) . الإجابة على هذا السؤال لا يمكن أن تؤخذ على مستوى واحد ، لا فردي ولا جماعي ، ولا على خصائص كل ثقافة ، ولا القوة والنفوذ الإقتصادي للشعوب ، ولا الصراع بين الحضارات ، ولا الشمال الغني والجنوب الفقير فقط .. بل كل ما سبق. إن الله بهذا ينحصر من الفكر الكلي عبر مقولات محل جدل داخل نظريات كلية إلى مستوى الشذرات كما انحصرت الفلسفة نفسها في هذا الإطار . من فلسفات كلية أفلاطونية هيجلية نيتشية ..الخ إلى أقانيم هايدجر وفوكو ودولوز وسوسير ..الخ.
الله إنحصر في إجابات ذاتية وأندس في قناعات فتيلية ولم يعد من المهم بل ولا من الممكن أن يحصل على قبول نظري.
وهكذا تتعالى الدوغمائيات التي لا تقبل إخضاع مضامينها -ديالكتيكيا- للفحص. علينا إذن أن نسير ؛ كل بحسب حاجته التي تحدد التواجد الإلهي في عقله وقلبه ؛ وكل يتضرع بحاجته إلى الله ، ويعبده أو لا يعبده بحسب إحتياجه ، ويحدد إتساع الله أو تحيزه الضيق بحسب احتياجه.
بهذه الحاجة تصح مقولات الراديكاليين الإرهابية ، كما يصح قول من يقولون بعالمية الله ، بل وتصح حتى المفاهيم التي ترى بأنه لا حاجة بنا إلى وجود الله.
_______
الكردفاني- 18 سبتمبر ٢٠١٤
من أقدم الأسئلة التي طرحها الإنسان ، وتباينت الإجابات كل تحركه دوافعه وقناعاته المسبقة على التفكير في هذه الأحجية ، وأثرت الإجابات على النظريات المختلفة كالوضعية المنطقية ومدرسة اللغة العادية . كما أثرت على نظرية المعرفة منذ المتعاليات (الترستندنتالية) وحتى العقل المكون أو الفاعل عند هايدجر وفوكو وليفي ستروس وغيرهم .. لكن الإجابة تظل موقوفة على تصورات الله كما هو الحال عند المتكلمة باعتباره جوهرا .. أو مفهومه في سياقات الوحدة الكونية .. في النهاية القضية بسيطة.. إننا نحدد موقفنا الخاص من الله ثم نتجه إلى إثبات وجهة نظرنا . وبما أن الله يتجاوز حدود العقل -وإلا كان خاضعا لفحص إمبريقي- فإن السؤال عن:هل الله موجود؟ أصبح في الواقع من أسخف الأسئلة . إننا نمر بمرحلة مختلفة ؛ مرحلة إحاطة المادة بنا من كل جانب ، حتى الفكر ينطلق من براغماتية الثقافة المادية ، ثقافة الإستهلاك ، والعولمة باعتبارها تبادلا متسارعا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ورياضيا وتكنولوجيا ، ..الخ. لم يعد سؤال: هل الله موجود ؟ مناسبا البتة . ولكن السؤال المناسب (وفق ديناميتنا البراغماتية) هو: هل نحتاج إلى الله؟
إننا هنا لا نجعل من وجود الله مسلمة، فهو ليس هنا غاية ، بل وسيلة (حاجة أم غير حاجة) . الإجابة على هذا السؤال لا يمكن أن تؤخذ على مستوى واحد ، لا فردي ولا جماعي ، ولا على خصائص كل ثقافة ، ولا القوة والنفوذ الإقتصادي للشعوب ، ولا الصراع بين الحضارات ، ولا الشمال الغني والجنوب الفقير فقط .. بل كل ما سبق. إن الله بهذا ينحصر من الفكر الكلي عبر مقولات محل جدل داخل نظريات كلية إلى مستوى الشذرات كما انحصرت الفلسفة نفسها في هذا الإطار . من فلسفات كلية أفلاطونية هيجلية نيتشية ..الخ إلى أقانيم هايدجر وفوكو ودولوز وسوسير ..الخ.
الله إنحصر في إجابات ذاتية وأندس في قناعات فتيلية ولم يعد من المهم بل ولا من الممكن أن يحصل على قبول نظري.
وهكذا تتعالى الدوغمائيات التي لا تقبل إخضاع مضامينها -ديالكتيكيا- للفحص. علينا إذن أن نسير ؛ كل بحسب حاجته التي تحدد التواجد الإلهي في عقله وقلبه ؛ وكل يتضرع بحاجته إلى الله ، ويعبده أو لا يعبده بحسب إحتياجه ، ويحدد إتساع الله أو تحيزه الضيق بحسب احتياجه.
بهذه الحاجة تصح مقولات الراديكاليين الإرهابية ، كما يصح قول من يقولون بعالمية الله ، بل وتصح حتى المفاهيم التي ترى بأنه لا حاجة بنا إلى وجود الله.
_______
الكردفاني- 18 سبتمبر ٢٠١٤