لو كان الحق من السوائل لعد اليوم من السموم،
ولو كان الحق من الغازات لصنف من الملوثات،
ولو كان الحق من الحيوات لكان اليوم من أخطر الكائنات الحية.
ولو اقتدر الناس اليوم على وأد الحق لدفنوه حيا وتخلصوا منه، لكن الحق لا يموت مهما طال غيابه، ولا يخرس مهما طال صمته، ولا يباع أو يشترى مهما تآمر عليه الشراة والباعة .
الحق ليس مادة، بل هو من يتحكم ويؤثر في المواد، و ليس الحق مجرد رمز أو مجرد إعتبار ثابت تستند إليه القوانين، والأعراف الاجتماعية، فالحيوانات والحشرات تمتلك حقوق وتكتسب حقوق أيضا، فهي تدافع عن حقها في الحياة، والتزاوج، وتدافع عن بيئتها، وحدودها،ومناطق نفوذها، وتفرض نفسها في مناطق سيطرتها ، كما تفرض إحترام أبناء جنسها لها.... إلخ
والحق ليس عاملا متغيرا حتى لو تغير صاحبه فلا يتأثر بالظروف، أو بالمكان، والزمان ،ولا يسقط بالتقادم، ولا يضيع بموت صاحبه، ولا يتغير، أو يتنكر حتى ولو أنكره صاحبه؛ فقد يموت الإنسان، وقد يفقد عقله ويبقى حقه، و المجتمعات تتغير وتتبدل أحوالها من القوة إلى الضعف بينما تبقى حقوقها ثابتة، ومصير استرجاع حقوقها أمر محتوم مهما طال الزمن .
ويرجع سبب قوة الحق، وثباته، وسلطانه كونه يستمدها من الحق سبحانه وتعالى، الرب المعبود والإله الواحد الصمد تبارك وتعالى، ولا يختلف الحق عن الروح بل يتشابهان من حيث الأهمية، و القدسية، والمصدرية فالروح من روح الله والحق من ذات الحق سبحانه وتعالى ومن أعظم صفاته.
بل أنه جل وعلا منح الحق من القوة والسلطة مالم يمنح الروح لأن الحق (حافظ ومانح) في آن معا، حافظ للروح والجسد، والمجتمعات، والشعوب، ومانحها القوة، والسلطة،والهيبة والدليل على ذلك أن صاحب الحق يبقى قويا مهما تعاظم أو تكالب عليه أهل الباطل، ويملك الحق صاحبه قوة عجيبة اختلفت حولها كل النظريات الفلسفية، والقانونية، والفقهية وما اختلافها إلا عجز عن إدراك كنه الحق .
فلا يمكن أن يضيع حق وراءه مطالب مهما كان صاحب الحق ضعيفا، أو غائبا، أو بعيدا، ولا يمكن أن يؤخذ حق شعب من قبل معتدي مهما أوتي هذا العدو من قوة، وسلاح، وسيطرة، وتحكم فلابد أن ينتزع صاحب الحق حقه ولو كان في أفواه السباع، وكم من كلمة حق ينطق بها من تزدريه أعين الناس فتنقلب الدنيا لأجله،
وكم من قلم مغمور كتب بحق،ودافع عن حق فاسمعت كلماته الدنيا كلها، وليس هنالك من هو أشد ظلما وشرا ممن يأخذ أو يسلب حقوق الآخرين، إلا فئة هي - في اعتقادي - أعظم ظلما، وأكثر شرا وهم الساكتون عن قول الحق، المداهنون مع الباطل، فهولاء ليسوا مجرد اشرار وظلمة بل هم شياطين خرس .
عبدالله عبدالإله باسلامه
اليمن/ ذمار / 2021م
ولو كان الحق من الغازات لصنف من الملوثات،
ولو كان الحق من الحيوات لكان اليوم من أخطر الكائنات الحية.
ولو اقتدر الناس اليوم على وأد الحق لدفنوه حيا وتخلصوا منه، لكن الحق لا يموت مهما طال غيابه، ولا يخرس مهما طال صمته، ولا يباع أو يشترى مهما تآمر عليه الشراة والباعة .
الحق ليس مادة، بل هو من يتحكم ويؤثر في المواد، و ليس الحق مجرد رمز أو مجرد إعتبار ثابت تستند إليه القوانين، والأعراف الاجتماعية، فالحيوانات والحشرات تمتلك حقوق وتكتسب حقوق أيضا، فهي تدافع عن حقها في الحياة، والتزاوج، وتدافع عن بيئتها، وحدودها،ومناطق نفوذها، وتفرض نفسها في مناطق سيطرتها ، كما تفرض إحترام أبناء جنسها لها.... إلخ
والحق ليس عاملا متغيرا حتى لو تغير صاحبه فلا يتأثر بالظروف، أو بالمكان، والزمان ،ولا يسقط بالتقادم، ولا يضيع بموت صاحبه، ولا يتغير، أو يتنكر حتى ولو أنكره صاحبه؛ فقد يموت الإنسان، وقد يفقد عقله ويبقى حقه، و المجتمعات تتغير وتتبدل أحوالها من القوة إلى الضعف بينما تبقى حقوقها ثابتة، ومصير استرجاع حقوقها أمر محتوم مهما طال الزمن .
ويرجع سبب قوة الحق، وثباته، وسلطانه كونه يستمدها من الحق سبحانه وتعالى، الرب المعبود والإله الواحد الصمد تبارك وتعالى، ولا يختلف الحق عن الروح بل يتشابهان من حيث الأهمية، و القدسية، والمصدرية فالروح من روح الله والحق من ذات الحق سبحانه وتعالى ومن أعظم صفاته.
بل أنه جل وعلا منح الحق من القوة والسلطة مالم يمنح الروح لأن الحق (حافظ ومانح) في آن معا، حافظ للروح والجسد، والمجتمعات، والشعوب، ومانحها القوة، والسلطة،والهيبة والدليل على ذلك أن صاحب الحق يبقى قويا مهما تعاظم أو تكالب عليه أهل الباطل، ويملك الحق صاحبه قوة عجيبة اختلفت حولها كل النظريات الفلسفية، والقانونية، والفقهية وما اختلافها إلا عجز عن إدراك كنه الحق .
فلا يمكن أن يضيع حق وراءه مطالب مهما كان صاحب الحق ضعيفا، أو غائبا، أو بعيدا، ولا يمكن أن يؤخذ حق شعب من قبل معتدي مهما أوتي هذا العدو من قوة، وسلاح، وسيطرة، وتحكم فلابد أن ينتزع صاحب الحق حقه ولو كان في أفواه السباع، وكم من كلمة حق ينطق بها من تزدريه أعين الناس فتنقلب الدنيا لأجله،
وكم من قلم مغمور كتب بحق،ودافع عن حق فاسمعت كلماته الدنيا كلها، وليس هنالك من هو أشد ظلما وشرا ممن يأخذ أو يسلب حقوق الآخرين، إلا فئة هي - في اعتقادي - أعظم ظلما، وأكثر شرا وهم الساكتون عن قول الحق، المداهنون مع الباطل، فهولاء ليسوا مجرد اشرار وظلمة بل هم شياطين خرس .
عبدالله عبدالإله باسلامه
اليمن/ ذمار / 2021م